Ad Code

الشهيد ايسيذوروس وابيه بندلاون وامه صوفيا واخته أوفوميه

هذه عائلة مقدسة شريفة محبة للمسيح من سلالة ملوك انطاكية ، اذ كان رب العائلة ( قريبا للملك نوماريوس ) استشهدت هذه العائلة عن بكرة ابيها مفضلين الملكوت السماوى عن المملكة الأرضية ، حاسبين عار المسيح غنى افضل من خزائن انطاكية ولسان حالهم يقول مع الرسول بولس " 7 لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً. 8 بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ، 
 الرسالة إلى فيلبى8-7:3"
اما القديس بندلاون فعلاوة على انه كان قريب الملك نوماريوس ، فقد كان يشغل منصب حاكم مدينة أنطاكية ، ومشرفا على قصر الملك دقلديانوس ، وكانت زوجته تسمى صوفيه وابنه يسمى إيسيذوروس وابنته أوفوميه .
إيسيذوروس : كلمة يونانية معناها ( عطية يسوع )
بندلاون : كلمة يونانية معناها ( الوصية )
صوفيا : كلمة يونانية معناها ( حكمة )
أوفومية : كلمة يونانية معناها ( مديحة )

إستشهاد القديس بندلاون
ظل القديس بندلاون فى هذا المنصب الكبير ومن المقربين الى الملك دقلديانوس مدة حكمه الأولى حين كان مسيحيا ، لكنه لما كفر بالإيمان المسيحى وتعبد للأوثان وأمر الناس بالسجود لها وعبادتها ، ترك القديس بندلاون منصبه وأخذ ابنه ايسيذورس ومضى وسكن فى أحد الجبال القريبة من انطاكيا ، ولما عرف الملك بأمره أرسل ٥٠٠ جنديا الى مكان تعبد القديس فأحضروه هو وابنه . ولما سأله الملك عن سبب اختفائه اجابه بشجاعة " لما كنت تعبد الله الحى كنا نحبك ونكرمك ونخدمك ، فلما تباعدت عن عبادة الله الحى وتعبدت للأوثان والشياطين تباعدنا نحن أيضا عنك " .
ورغم هذه الاجابة القاسية أخذ الملك يلاطفه آخذا" فى اعتباره اصله الملوكى ومنصبه الرفيع ، لكن لم تجد الوعود والأغراءات الى قلب بندلاون المؤمن الشجاع سبيلا ، فأمر الملك بقطع رأسه هو وأبنه الصبى ايسيذورس فقطعوا رأس بندلاون ونال اكليل الشهادة ، اما ايسيذورس الصبى الصغير فقد توسط أحد العظماء فى القصر لدى الملك قائلا " انه صبى صغير السن ولا يفقه شيئا " فوضعوه فى السجن .

إستشهاد القديسة صوفيه وابنتها أوفومية
لما سمعت العفيفة صوفيه أن ابنها الوحيد ايسيذورس يعذب نهضت مع ابنتها اوفومية وجاءت الى موضع العذاب وكانت تعزيه وتشجعه ، ثم نظرت الى الملك وأخذت توبخه على قساوته وتجاسره على الأمراء وأصحاب المملكة الأصليين ، وكذلك فعلت ابنتها اوفومية ، فأستشاط الملك غيظا ، وأمر أن يخرجوهما ويقطعوا وسطيهما بحد السيف . ففعلوا بهما كذلك ، فأكملتا جهادهما ونالتا أكليل المجد .

عذابات إيسيذورس المريرة 
اما الصبى الشجاع ايسيذورس فقد مر على عذابات مريعة تشيب لذكرها النواصى حتى انه مات ست مرات نتيجة التعذيب الوحشى ، فى خمس مرات اقامه المسيح له المجد حيا لإظهار قوته وتمجيد أسمه ، اما المرة السادسة والاخيرة فقد أسلم روحه الطاهرة بيد المخلص الذى أعطاها لميخائيل فحملها على أجنحته النورانية ، وصعد بها الى السماء مع الملائكة مرتلين مسبحين والمخلص فى وسطهم ، ومن اجل العذابات المريرة التى أحتملها هذا الفتى ايسيذورس بشجاعة فقد ذكر اسمه فى مجمع التسبحة قبل اسماء والديه واخته ( الابصلمودية المقدسة مجمع التسبحة) .

الميتة الأولى .
بعد ان وضعوا الشهيد ايسيذورس فى السجن احضروه امام الملك الذى حاول معه بالترغيب تارة وبالوعيد تارة اخرى ولما لم ينثنى عن عزمه أمر فوضعوا الشهيد ايسيذورس على الهنبازين ، ووضعوا تحته المشاعل المتقدة نارا ، ولما لم يلين عزم الصبى لتهديدات الملك أمر فأنزلوه وشقوا بطنه وأخرجوا أمعاءه فللوقت أسلم الروح . وهذه هى الميتة الأولى .
وبناء على أمر الملك حملوا الجسد وطرحوه فوق جبل عال لتأكله الوحوش وطيور السماء . ظانا انه قد تخلص من ايسيذورس الى الابد .
ولكن لم يكن هذا رأى السماء فيما يختص بالصبى الشجاع ايسيذورس فهناك على الجبل نزل المخلص له كل المجد ومعه رئيس ملائكته ميخائيل ، ووضع رئيس الملائكة أمعاء الصبى داخل بطنه ثم رشم المخلص بعلامة الغلبة والنصر علامة الصليب المقدس التى له ونفخ فى وجهه قائلا"  《قم يا حبيبى ايسيذورس 》 فقام معافى ، ثم امره الرب ان ينطلق الى الملك ليوبخه .
الميتة الثانية.
عاد ايسيذورس ووقف امام الملك الذى لما رآه حيا طار عقله ولم يصدق عينيه ولم تستطع الكلمات ان تعين لسانه ليصف ما عليه من إندهاش ، ولكن بدلا من ان يرجع عن ضلاله تقسى قلبه أكثر ونسب ذلك للسحر فأمر ان يضعوه على سرير حديد ويشعلوا تحته النيران القوية ويضعوا كرة حديد محمى على رأسه ظانا ان النار ستقوى على سحر ايسيذورس الصبى ، فإحتمل كل ذلك فى شجاعة ، ثم أمره الملك بالسجود للاوثان ليرحم نفسه من هذا العذاب الذى لا يتحمله بشر ، فأبى موبخا الملك ولاعنا أوثانه المنجوسة ، فغضب الملك وأمر الجند ان يطرحوه على حديد ويعصروه فخرجت عيناه من وجهه وللوقت اسلم الروح .
شعر دقلديانوس ببعض النصر لقضاءه على ايسيذورس المعاند ولكن ذلك لم يدم طويلا .
لان المخلص لم يكن قد أمر بنهاية شهيده الصبى ايسيذورس فنزل نفسه مع ملائكته القديسين ، فأخذ أعضاء القديس ولصقها بعضها ببعض دفعة اخرى وأقامه حيا صحيحا متحديا به قوة النار وقوة عصره على الحديد ولا عجب فهو الذى قال من أمن بى ولو مات فسيحيا .

الميتة الثالثة.

لما رآه الملك قد قام من الموت أمر بالقبض عليه وأمر فوضعوه فى بقرة نحاس بابها من جانبها وأغلقوا عليه ثم أشعلوا تحتها النيران الشديدة يوما وليلة ، وكان القديس داخل البقرة يصلى ويسبح الله كما الثلاث فتية ، والملاك ميخائيل يحرسه وينفض لهيب النار عنه ، ثم اخرجوه من داخل البقرة وهم بخزى عظيم ، ووقف امام الملك وهزأ بأصنامه ، وجعلهم يقتلون كهنتهم الذين يخدمونهم ويقدمون أمامهم القرابين ، فغضب الملك وأمر بقطع رأسه مع اخرين آمنوا بسببه وكانوا يصرخون نحن نصارى . فأسلم روحه الطاهرة .
فجاء الرب بنفسه ووقف على جسد صفيه ايسيذورس وناداه قائلا" 《يا مختارى ايسيذوروس قم صحيحا دون اى أثر من الجراح 》فقام القديس معافى وسجد للرب يسوع ، ثم مضى مسرعا ووقف امام الملك .

الميتة الرابعة.

جاء ايسيذورس مسرعا كانه على موعد مع حفلا اكثر من انه سيعذب الى الموت ووقف امام الطاغية وأخذ يوبخه على قساوة قلبه وعدم تمييزه بين الاله الحقيقى القادر على كل شئ الذى اقامه ثلاث مرات حتى الان وبين الاوثان النجسة التى لا تضر ولا تنفع الصماء البكماء التى لا تستطيع ولا حتى على حماية نفسها ، فأمر الملك أن يعلقوه على عمود مرتفع ، لكن جاء بعض المؤمنين وأنزلوه عن العمود رأفة" بشبابه الغض فمضى الى الملك وأخذ يوبخه ويلعن أوثانه ، فأمر الملك فربط الجنود حجرا ثقيلا فى عنق القديس وألقوه فى البحر ، لكن بقوة الله طفا الحجر وركب عليه القديس مثل قارب حتى جاء الى الشاطئ ، فمضى القديس ايسيذورس يبشر باسم المسيح فى شوارع المدينة ويرد الناس عن عبادة الأوثان ، ثم ذهب الى بيت رجل من البلاط الملكى يدعى بطرس ومكث هناك يعلم ويعظ كل من يأتى اليه ، فلما سمع الملك بذلك أرسل قوة من الجند لقتل الاثنين معا وكل من يجدونه فى بيت بطرس ، لكن ملاك الرب اختطف ايسيذوروس ومضيفه بطرس ووضعهم فى وسط القصر قدام الملك ، وأمر ان يعلق ايسيذوروس على خشبة وبطرس على الهنبازين ثم أمر بقتلهما معا مع مجموعة كبيرة من المؤمنين ، فأسلموا جميعهم ارواحهم بيد الرب ومن ضمنهم ايسيذوروس . لم يكن الرب قد انتهى من اعلان مجده وقوته بواسطة ايسيذوروس الذى سلم نفسه وجسده للسيد المسيح ليصنع به عجائب القائل مع بولس الرسول من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عرى ام خطر ام سيف كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار . فجاء ربنا يسوع المسيح الذى له كل المجد وناداه بصوته الحلو قائلا" 《 قم يا حبيبى ايسيذوروس الذى امتلأ العالم كله شهادة بسببه 》فنهض القديس معافى وسجد للسيد المسيح . ومضى ووقف امام الملك .

الميتة الخامسة.

ما ان جاء ايسيذوروس حتى اخذت الملك حيرة ودهشة واضطربت الافكار فى رأسه ترى ما عساه ان يفعل فى ايسيذوروس الذى يتحداه ويتحدى الموت ، لم يطول تفكيره كثيرا فقد بادره ايسيذورس بسيل من التوبيخ على قساوة قلبه وضعف الهته العاجزة عن فعل اى شئ يضر أو ينفع وكان الصبى ايسيذوروس يخبر بكم صنع به الرب يسوع القادر على كل شئ الذى سلطانه على الموت ايضا ، فلم يتحمل الملك سيل كلمات النعمة الخارجة من فم ايسيذوروس ، فتشاور مع جلساؤه الذين أشاروا عليه أن يأمر بتجويع وحوش مفترسة لمدة ثلاث ايام وثلاث ليال ثم يطرحوا الصبى ايسيذوروس فى وسطهم ليأكلوا لحمه مع عظامه ، ففعلوا ذلك وأطلقوا الوحوش الجائعة ، فلما رآهم صلى لله ان يحفظه سالما كما حفظ دانيال النبى ، فصارت السباع مثل الحملان الوديعة حول راعيها ، فلما رأت الجموع ذلك آمن كثيرون بالرب يسوع ، فأغتاظ الملك وأمر الجنود فقطعوه أربا أربا حتى اسلم الروح ثم وضعوه فى زنبيل وألقوه فى البحر مثقلا بحجر عظيم ، هكذا ايضا للمرة الخامسة اعتقد دقلديانوس انه تخلص من ايسيذوروس ومن تجديفه على الهته ولكن ربنا يسوع المسيح هو رب البحر ايضا القائل عنه داوود النبى 
9 أَنْتَ مُتَسَلِّطٌ عَلَى كِبْرِيَاءِ الْبَحْرِ. عِنْدَ ارْتِفَاعِ لُجَجِهِ أَنْتَ تُسَكِّنُهَا.
 سفر المزامير9:89
وعلى لسان أرميا النبى ايضا.
22 أَإِيَّايَ لاَ تَخْشَوْنَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَوَلاَ تَرْتَعِدُونَ مِنْ وَجْهِي؟ أَنَا الَّذِي وَضَعْتُ الرَّمْلَ تُخُومًا لِلْبَحْرِ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً لاَ يَتَعَدَّاهَا، فَتَتَلاَطَمُ وَلاَ تَسْتَطِيعُ، وَتَعِجُّ أَمْوَاجُهُ وَلاَ تَتَجَاوَزُهَا. 
سفر إرميا22:5
فجاء ربنا يسوع المسيح الذى له كل المجد وأمر البحر فقذف الجسد على الشاطئ ثم أمر بسلطانه المحيى ان يقوم القديس حيا فقام معافى وسجد للمخلص . ومضى فرحا متهللا يشدو بعبارات المجد والتسبيح لالهنا القادر على كل شئ.

كمال جهاد القديس العظيم ايسيذوروس .

لما سمع الملك وإحتار فيما يمكن ان يفعله فى الصبى ايسيذوروس الذى يأبى الموت وبعد ان انفضح عجزه وعجز الهته على هزيمة الصبى الشجاع ايسيذوروس ، أمر فقبضوا على الصبى ايسيذوروس ونفوه الى جزيرة سلوكية ( وهى ميناء سورى اسسها سلوقس نيكانور على بعد ١٦ ميلا غربى انطاكية ، على ساحل البحر الابيض المتوسط ،وهى لازالت باقية حتى اليوم واسمها الان السويدية ) ، وهناك آمن الوالى اندونيكوس على يديه واكرمه ومكث هناك سنة معززا مكرما ، فلما سمع الملك بذلك أرسل فأستدعى الوالى وكل عائلته ومعهم القديس ايسيذوروس ، ولما وصلوا الى الملك ، أمر بقطع رؤوس أندونيكوس وكل عائلته بحد السيف فأكملوا جهادهم ونالوا أكاليل الاستشهاد ، اما البار ايسيذورس فوقف امام الملك متحديا لاعنا اوثانه النجسة مبكتا اياه على قساوة قلبه وعماه عن ان يرى الاله الحقيقى ، فغضب الملك وأمر ان يطرح فى سجن مملوء زبل منتن الرائحة ، ويستمر هكذا بلا أكل ولا شرب حتى يموت نسيا منسيا ، لكن ملاك الرب كان يأتى اليه بطعام روحانى يتناول منه حاجته وبعد مدة كبيرة فى السجن وبعد ان تأكد الملك انه مهما طالت المدة فلن يموت ايسيذوروس هكذا ، أمر فأحضروا ايسيذورس امامه وأخذ يلاطفه عله يرجع عن عناده ، فتظاهر امامه الصبى ايسيذوروس انه يريد السجود للاصنام ، ففرح الملك بهذا وأمر فاجتمع فى البربا جمعا كبيرا ، وهناك بدلا ان يسجد للألهة الوثنية أمر الأرض فأبتلعتهم جميعهم فآمن عدد كبير من الحاضرين ، فغضب الملك وأصدر أمره فسمروه على صليب من خشب ، فاسلم روحه الطاهرة بيد الرب الذى أحبه ، وهكذا أكمل الشهيد الشجاع ايسيذوروس جهاده ونال أكليل الشهادة وكان له شرف الموت بالصلب بنفس الطريقة التى مات بها المخلص الرب يسوع وتعيد له الكنيسة فى ١٩ بشنس .

الملك قسطنطين وبناء كنيسة على اسم الشهيد .
بعد تولى الملك البار قسطنطين زمام الملك ظهر له الشهيد ايسيذوروس فى رؤيا وقال له : 《السلام لك أيها الملك المحب لله قسطنطين . إرسل وإحضر جسدى وجسد أبى وأمى وأختى وأجعلهم فى مدينتك القسطنطينية 》 فأرسل الملك وأحضر الأجساد ، ثم بنى كنيسة عظيمة وضع فيها جسدى بندلاون وزوجته صوفيه ، اما جسدى ايسيذوروس واخته اوفوميه فبنى لهما كنيسة فى مدينة تسمى أكيمون ووضعهما فيها .وعلاوة على العجائب والمعجزات الكثيرة التى صاحبت تعذيبات القديس على مدى اثنتى عشرة سنة والميتات الخمسة التى ماتها والرب يقيمه حيا قبل إكمال شهادته فى المرة السادسة ، علاوة على هذا كله تذكر له المخطوطة رقم ٢٦٣ ميامر دير السريان عشرين معجزة عملها بعد إكمال استشهاده مما يدل على دالته العظيمة امام الله .
شفاعته المقدسة فلتكن معنا امين 

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu