Ad Code

سيرة الشهيد العظيم مار جرجس مأخوذة عن النسخة القبطية

الشهيد العظيم مار جرجس الروماني





تبدأ السيرة ان هناك ملك اسمه داديانوس كان ملكا على بلاد فارس أخذ سلطانا وقبض بأربعة رياح الأرض ، ما ان جلس على منصة الحكم حتى أرسل مراسيم الى الملوك الذين فى سلطانه وكانوا تسعة وستون ملكاً ، هذا هو ما مكتوب فيها :-
حيث أن ورد الى مسامعى ان من ولدته مريم هو وحده المسجود له ، وان ابوللون وبوسيدون وهرمس وعشتار وزفس وإيزابل وأورانس واسكماندر وسائر الالهة لا يسجد لهم ، بل يسوع المسيح الذى قتله اليهود هو وحده يعبد . لأجل هذا اكتب الى كل مكان ، ملوك كل كورة والرؤساء جميعاً الذين تحت سلطان ملكى تعالوا الىّ .
حينئذ اجتمع سبعين ملكا من المسكونة كلها مع جمع غفير  حتى ان المكان ضاق بهم من كثرتهم ، حينئذ جلس الملك داديانوس على منصة الحكم وأمر ان يؤتى اليه بأدوات التعذيب كلها لتوضع أمامه ، أسرة نحاس ، وفؤوس لتكسير العظام ،  وأدوات حديد للسحق، وعجلات مثبت فيها أسلحة حادة ، وأوتاد ، وخشب مذدوج ، وقفازات حديد ، وسكاكين لقطع الألسن ، وكماشات لقلع الضروس ، واسياخ حديد لثقب العظام، ومناشير حادة ، وسائر آلات التعذيب ، واقسم قائلا :-
إذا وجدت انسانا منافقا رافضا السجود للآلهة ، سوف أبدل أوامر آبائى وأعذبه بشدة بعذابات شديدة ، سوف احطم قلاع قلوبهم ، واقطع رؤوسهم وامزق هامات رؤوسهم بسيوف حادة ، وأنشر سيقانهم ، سوف أحطم أوصال أجسامهم .
فلما سمع الجمع ، إرتعدوا من العذابات ، حتى أن أولئك الذين كانوا يرغبون ان يصيروا شهداء ، عندما رأوا تلك العذابات وصاروا معرضين للخطر - والى ان مرت ثلاث سنوات - لم يجروء احد ان يقول انا مسيحى ...
جرجس . كوكب الصبح . حبيب الملائكة . شمس البر الذى فى وسط السماء . داوود الجديد الذى ضرب جليات الذى هو إبليس . الجوهرة الحقيقية التى لله . مناضل المسيح يسوع القوى والمنتصر .(عاشق الوطن )
كان إبن لحاكم ذيوسبوليس وقد تنيح أبيه على الإيمان المستقيم وترك خلفه البار وهو فى العاشرة من عمره مع أختين اسم الواحدة كاسيا والأخرى ماترونا ، كان لديهم ثروة طائلة وذهب وفضة كثيرة ، وكان لديهم عبيد رجال وإماء كثيرون ، ماشية كثيرة جدا ، وخيول كريمة ، أغنام غير محصاة . بالجملة لم يكن أمثالهم فى كل فلسطين ومقاطعاتها . كانوا محبوبين من الجميع من اجل افعالهم الطيبة مع كل واحد .
بعد هذا أُقيم حاكما اخر على كورة فلسطين عوضا عن أبيه ، كان محبا لله جدا عارفا بكرامة البار ونسب ابويه. ولم يكن له سوى ابنة فى الثانية من العمر فى ذلك الحين . وحينما دخل المدينة بعظم ومجد وكرامة عظيمة، أرسل وأحضر الولد القديس جرجس وقبله مرات كثيرة باكيا لأجل موت أبيه، وبعد هذا طلبه من أمه ان تهبه له ليصير له إبنا ، وأن يجنده كقائد جيش على كل الجوقة التى معه فوهبته له فأرسله للملك مع مائة جندى ، وكتب للملك يعرفه بكرامته ونسب ابويه ،فلما قرأ الملك المكتوب فرح جدا بالقديس جرجس  وهكذا جنده كقائد جيش على خمسة الاف جندى ، وكتب بأسمه ان يأخذ ثلاث الاف عملة كل شهر بخلاف الضريبة التى تقدم له ، وارسله الى الحاكم بمهابة عظيمة ملوكية ، فلما دخل مدينته ، خرجت اليه المدينة كلها مع الحاكم وحملوه الى منزله بفرح وفى الغد عملت امه وليمة عظيمة للمدينة كلها ، الاغنياء والفقراء ، الرجال والنساء ، الصغار والكبار ، ووزعت اموال كثيرة على الارامل والايتام . (عاشق الوطن )
بعد هذا دعت الحاكم وحاشيته وعملت لهم وليمة لمدة ثلاث أيام ، فكتب الحاكم ان القديس جرجس ابن له ووريثه وحسب له ابنته إمرأة وسلطه على كل بيته ، وكان شريكا له فى كل أمور المملكة ، وعند تمام القديس جرجس عشرين سنة ، صار شديدا قويا باسلا ، حتى انه صار مقاتلا فى الحرب ولم يكن مثله فى عداد الجنود ، وكانت نعمة الله معه وكان متى انطلق للحرب يكون مخيفا لأعداءه ، ومتى اقتحم معسكر اعدائه ، وبينما يستل سيفه كان يقول انا جرجس المليتى وقد جئت لكم بغضب عظيم ، فكانت السيوف تسقط من ايديهم فكان يقتلهم ويحمل غنائمهم . بالجملة كان المسيح معه فى كل طرقه .
وعندما اكمل العشرين من عمره اهتم الحاكم بزواجه من ابنته ولم يكن يعلم ان المسيح كان يحفظه عريسا بتولا طاهرا له . وبينما الحاكم يتفكر فى هذه الأمور تنيح وترك كل ما له للطوباوى جرجس ، فالله الصالح اراد جذبه اليه ، ففكر القديس قائلا ان الملك داديانوس قد جمع اليه كل الملوك فى مدينة صور فلأذهب اليه ومعى بعض الهدايا والأموال واطلب منه ان يجعلنى حاكما عوضا عن أبائى الذين رحلوا . فللوقت قام وأخذ هدايا كثيرة وأموالا طائلة وبعض عبيده وركب سفينة متجها الى الملوك 
المواجهة
عند وصول الامير جرجس الى المدينة صدم من جنون الملوك فى عبادة الأوثان ، وتحول عن رأيه وقال انا خير لى ان اموت على اسم السيد المسيح وأنال الملكوت الأبدى عوضا ان أنال ملك أرضى فانى ،فذهب ووزع كل امواله على الفقراء وعتق جميع عبيده وأسرع فدخل على الملوك وصاح بأعلى صوته كفاكم خبلا وعبادة من ليسوا هم آلهة فلتفن الآلهة التى لم تخلق السماء والأرض وأعلموا انى لا أسجد إلا للإله الواحد الذى يجب له السجود أبى ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح والروح القدس .
فلما نظره داديانوس ،تغير قلبه ، وقال ان كل من يخرج عن إحسان الآلهة يهلك ، فلتعلم الآن انك لم ترزلنا نحن بل رزلت آلهتنا الصالحين ، تقدم الآن وبخر للأله ابولون وبقية الآلهة الصالحين فهم يعرفون من يكرمهم والذى يرزلهم يعاقب ، من انت ومن اى مكان وما أسمك ؟!.
فأجاب الامير جرجس وقال اسمى الأول هو مسيحى وانا لا اعبد الشياطين التى تعبدها انت وملوكك بل الله خالق السموات أعبد ربى والهى يسوع المسيح ، اذ كان القديس لا يريد ان يعلمه عنه شئ ، فقال له داديانوس ان لى ثلاث سنوات فى هذا المكان لم اسمع انا ولا التسعة والستون ملكا الذين معى هذا الاسم مسيحى ، نستحلفك بأسم يسوع المسيح الذى تعبده ان تخبرنا من انت وما هى بلدك ولماذا جئت الى هنا ؟! فأنا ارى على وجهك سمات التنعم حتى ان عظمة هؤلاء الملوك لم ترهبك . فأجاب القديس جرجس حيث انكم حلفتمونى بإلهى فلا استطيع ان أخفى عنكم شيئا ، اسمى جرجس وابى اسمه انسطاسيوس كان حاكما على مقاطعة الكبادوك بفلسطين وكنت جنديا فى كتيبة مكرمة وقد انهيت الجندية حسنا . فلما عرف الملك شرف نسبه اراد ان يستميله اليه ، وطلب اليه ان يذبح لأبولون الذى علق السماء وبوسيدون الذى ثبت الارض معا.
فأجابه القديس جرجس ليس لأجلك ايها الملك بل لأجل الجمع الحاضر سأخبركم عن الصالح وعن آلهتكم المائتة .لمن يجب الإكرام بطرس المختار فى الرسل ام ابولون مهلك العالم كله ، ايليا التشبى الملاك الذى كان سائرا على الأرض وصعد الى باب السماء ام اسكماندر الساحر الذى صنع السحر بالنار الذى اصبح عرافا لكثيرين بالسحر ،الزانى مع ديميتا ، الذى ولد ساار وسارفات ، المشاهير محاربوا مدينة بونتس ، هؤلاء الذين أعمالهم شريرة وغرقوا فى البحر ، قل لى ايها الملك من تريد ان تقتدى به ؟! صموئيل المتضرع الى الله ام بوسيدون المهلك سفن البحر ، أنتوس وهراكليس ، ام النائلين أكاليل الشهادة والانبياء ، قل لى ايها الملك ايهما تريد ان تقتدى به إيزابيل قاتلة الأنبياء ام مريم العذراء أم ربى يسوع المسيح ، لينالك الخزى ايها الملك فمن تسجد لهم ليسوا آلهة بل حجارة صماء.
لما قال القديس هذا نال الملك غضب عظيم وأمر أن يعلق على وتد ويقشط حتى تنسكب أحشاؤه على الأرض ، بعد هذا جعل أربع مجموعات من الجند يشدونه ويضربونه بأعصاب البقر ، حتى تهشمت أعضاء جسده ثم امر بتغطية جسده بالملح ويحك بقطع من الخيش حتى يسيل دمه مثل الماء، فكان متماسكا فى العذابات ، فأمر ان يحضروا حذاء من حديد به ثقوب ويثبتوا به شفرات حادة عند موضع القدم ، فكان دمه يسيل مثل الماء . وكان ثابتا كما لو لم يكن يعذب ، فأمرهم بصنع مرتفع عال ويثبت فيه ستين مسمارا حادا ليقطع جسد القديس ثم امر ان ينزلوه من على المرتفع ويوضع فى قدر ماء ويوقد تحته وكان الجنود يضربون رأس القديس بمسامير حادة حتى تهشمت هامة رأسه وانسكب مخه من فمه ابيض كاللبن ، وتيبس جسده كله بالدم كالرصاص . اخيرا أمر ان يؤتى بنصف عمود يدحرجه ثمانية رجال ويوضع على بطنه ويربط به ويترك حتى ينظر كيف يتدبر فى أمره .
يقول الراوى
فقام اللعين مخنوقا من عظم حنقه .
تقول ذخيرة وحصلتها نيران 
وأمر ان يعروه القفاطين والحلل 
وامرهم ان يمزقوا القمصان 
واحضروا هنبازين ورفعوه بينهم 
وكسروا جميع اعضاءه والسيقان 
فصارت دماؤه تجرى على الثرى
تشبه لجرى المياه فى الخلجان
وجابوا له عدة سلاح مشرشرة 
وفى حدها منجل وفيه اسنان
فصار جسده مشرحا من عظم سنها 
شرايح شرايح حتى عظمه بان 
وبستماية دبوس ضربوه بالقوى
وفى وسط رأسه عظم مخه بان
ومسحوه بخرق شعر خشنة مليفة
والخل والملح نار كمان
وجابوا له اربع مسامير مسننة 
ودقوا بها الرجلين مع السيقان 
ووضعوه فوق لوح عالى من الخشب 
بعشرين مسمار حادة لها اسنان
ودقوهم بالطول والعرض فى الجسد
وهو صابر شاكر على ما كان
ورموه فى سجن وسدوا عليه بالحجر
يشبه لقبر يسوع فى البستان
فصار جميع الناس فى غاية العجب 
مما يقاسى من العذاب والاحزان
والذى معه امانة فى القلب مختف
يحكى لخلانه وهو حزنان
وصاروا يحكون لبعضهم من كثرة ما جرى 
ويقولون ما نظرنا قط مثل هذا انسان                                               (عاشق الوطن )
فى ذلك المساء ظهر الرب للقديس جرجس وقال له تقو  وتشدد يا حبيبى جرجس .انا مقويك حتى تتحمل هذه العذابات كلها التى صنعوها بك . انا اقسم بذاتى انه لم يقم فى مواليد النساء من يشبه يوحنا المعمدان ، كذلك ليس من يشبهك فى الشهداء ولا يكون لك نظير يا حبيبى جرجس . وها انا احيطك علما بانك ستقيم سبع سنين فى العذاب واخيرا تعطى الشهادة ويكون ذكرك شائع فى سائر الاقطار . وتموت ثلاث مرات وانا اقيمك وفى الرابعة آتيك على سحاب النور مع طغمات الملائكة والانبياء والرسل والقديسين وآخذ وديعتى التى اودعتها فيك . فلا تجزع فانى اكون معك . ولما قال المخلص هذا الكلام ملأه من الفرح واعطاه السلام وصعد الى السموات بمجد لا يوصف ثم ظل القديس متهللا مسرورا ولم يفتر لسانه عن التسبيح الى ان اشرق النور ، فلما اضحى الصباح أمر الملك ان يحضروه الى منصة المحاكمة فكان يرتل قائلا : اللهم التفت الى معونت يا الهى اسرع واعنى 
فلما حضر ورآه الملوك الكفرة ورآهم خاطبهم قائلا ها قد اتيت اليكم اليوم ايها الملوك ، انتم مع أوثانكم النجسة وانا مع يسوع المسيح ربى . فقالوا له من الذى شفاك يا جرجس ؟! فقال لهم لستم مستحقين ان تسمعوا عن الذى شفانى . فحينئذ غضب الملك الكافر وبقية الملوك الذين معه وامتلأوا حمقا وأمروا ان يشبحوه بين اربعة اوتاد ويضربوه على ظهره اربعمائة جلدة وعلى بطنه أربعمائة جلدة باعصاب البقر حتى انهرى لحمه وتناثر على الارض وصارت دماؤه تجرى كالمياه ، ثم امر ان يأتوا بجير من غير طفى ويذروه على جسده ويصب على جراحاته قطران وكبريت وزفت ففعل الجنود كما امرهم ، وامر ان يتحفظوا عليه الى الغد ، تصاعدت النيران فى جسد الطوباوى وتعب جدا ، فرأى الرب يسوع ألمه انه لم يكن يقدر بالاحرى ان يتكلم مطلقا ونزل من موضع السماء العالى وقال له : تشدد يا حبيبى جرجس ، قم من اتعابك كلها ، تقو لانى انا معك ، فقام القديس معافى وكان يرتل الى الصباح 
والجنود الذين كانوا يحرسونه لما رأوا ما حدث تعجبوا وذهبوا واخبروا الملك الذى قال : ان جرجس ساحر عظيم فانى لا اعود اسمعه قبل ان احضر ساحر مثله ،وكتب قائلا، سلام لكل ساحر ودجال (مشعوذ) ان من يقدر ان يضع حدا لسحر المسيحى جرجس ، فليمتثل امامى فانى اجزيه العطاء ،واى اموال يطلبها، واى مقاطعة، واجعله الثانى فى مملكتى . (عاشق الوطن )
فلما كتب الرسالة احضروا له ساحرا يدعى اثناسيوس ، هذا لما أتى طلب ان يؤتى اليه بالقديس جرجس فقال له الملك اى عمل تأتى به حتى اعلم انك تقدر على سحر المسيحين ، فطلب ان يحضروا له عجل ، فاحضروا له ، فهمس فى أذنى العجل بأسماء شياطين فانشق نصفين ، فطلب ان يؤتوا بميزان فاحضروا له ميزان ، فرفع نصفى العجل على كفتى الميزان فتساوت الكفتين لم تمل احداهما عن الاخرى ، فبهت التنين وجميع الحاضرين وطلب ان يحضروا اليه جرجس وقال له هوذا بسببك قد احضرت هذا الساحر الى مملكتى فإما ان يبطل سحرك او ان تبطل سحره ، فقال له القديس جرجس اسرع يا اخى ما تريد ان تفعله اصنعه بسرعة فانى أرى النعمة وقد اقتربت منك .
فللوقت أخذ اثناسيوس كأس وغسل وجهه فيه ونادى عليه بأسماء شياطين واعطاه للقديس ليشربه ، فلما شربه لم ينله ضرر على الاطلاق ، وكان كل الجمع ينظر بترقب للأمير جرجس ، فارتبك الساحر وقال له يا سيدى كأس اخرى سأعملها لك فان لم يصبك ضرر سأؤمن انا ايضا بالمصلوب ، فقال له القديس ما تقدر عليه فإفعله ، فاحضر كأس اخرى ودعا عليه بأسماء شياطين أشر من الأخرى واعطاه ليشرب ، فلما شرب جرجس ولم ينله ضرر ، إنطرح اثناسيوس على قدمى القديس وقال له استحلفك بأسم يسوع المسيح ان تهبنى انا ايضا ختم يسوع الهك الذى تعبده حتى ينفتح لى ايضا ملكوت السماوات، فضرب القديس الارض بقدمه فانفجر ينبوع ماء ، فأتى توما الرسول وعمد الساحر بسم الآب والابن والروح القدس ، ومضى عنهما ، فلما رأى داديانوس ما حدث غضب بشدة وأمر ان يؤخذ الساحر ويقتل فأتم شهادته ونال الحياة الابدية ، وأمر ان يطرح القديس فى السجن حتى ينظر فى أمره .
فلما أضحى الصباح أرسل فأحضر نجارين وحدادين وامرهم ان يصنعوا له عجلة تشبه النورج ويثبتوها بالمسامير ويثبتوا فيها مناجل مسنونة ويديروا عليها طوقا من حديد ثم يجعلوا فيها أربعة أسهم بدوائرها ،وجعلهم يصنعوها مقسومة نصفين ، جهة قبالة جهة، وجعلوا عند فواصلها خطافات ومدببات ولما انتهوا من صناعتها احضروها امامه .
وامر ان يحضروا الطوباوى وقال له : يا جرجس اذا سجدت لأبولون ستنال اكليل الملك من يدى وان حسبت مع يسوع فانظر الى الالة التى صنعتها لك .
فقال القديس انا للمسيح ما تريد ان تفعله بى افعله
فامر اربعين خادما ان يربطوه الى العجلة .
فصلى القديس وقال اشكرك يا ربى  يسوع لانك جعلتنى مستحقا لشركة الامك المقدسة فكما انت صلبوك بين لصين ها هم ايضا صنعوا لى الة من شقين لاجل اسمك القدوس، فلتأت رحمتك على انا عبدك جرجس ، ولما قال امين القوه فى العجلة ، فلما اديرت عليه الالات  ، انحل جسده بسرعة ، اللحم والعظم دمروا معا ، فلما رأى داديانوس هذا صرخ قائلا لا اله سوى ابوللون وارداميس وبوسيدن وزفس وهيراكليس وكماندرا واثيناس هؤلاء المعطيين الملك للملوك اين هو اله جرجس الذى قتله جلادوا اليهود ؟! لماذا لم يأتى لينقذه من يدى ؟! ثم أمر ان يلموا لحمه وعظامه والارض التى شربت دمه المقدس ويلقوا فى بئر فارغ ليس فيه ماء ويكدس بالرماد حتى لا يجده المسيحيين ويصنعوا له ضريحا ، وقام هو والملوك الى الوليمة فرحين بالقضاء على عدوهم جرجس .(عاشق الوطن )

لم يمضى وقتا طويل حتى اظلمت الدنيا وغطى السحب السماء وحدثت بروق ورعود وزلزلة عظيمةارتجت لها اساسات المدينة .ونزل رئيس الملائكة ميخائيل وبوق بالبوق فأتى الرب يسوع المسيح على مركبة الكاروبيم وأمر رئيس الملائكة ميخائيل ان يصعد القديس من البئر ، فاصعده ، فمد اليه يده وقال له السيد المسيح يا حبيبى جرجس هذه هى اليد التى خلقت ادم من تراب وهى تعطيك الحياة الآن ، لانك قلت فى قلبك انك لن تنجو هذه المرة ،وانا تركتك تلقى فيها لكى تؤمن من قلبك انى انا اله ابراهيم واسحاق ويعقوب، وانى القادر على كل شئ ، ونفخ الرب فى وجهه واعطاه الحياة ، وصعد الى السماء بمجد لا يوصف .
فقام القديس فى الحال وكان يمشى فى شوارع المدينة يبحث عن الملوك حتى وجدهم فى ساحة المحاكمة ، فدخل عليهم وصاح بصوت عالى الا تعرفونى ايها الملوك ؟! ها قد اتيت لكم ثانية انتم بأوثانكم النجسة وانا بيسوع ربى والهى ، فرفع داديانوس اليه عينيه بخزى وقال له من انت ؟! فقال له انا جرجس الذى انتم قتلتموه بالأمس . وقال الملك لست انت بل خياله ، وقال اخر ربما شبهه ، اما أنادوليس الملك فقال هذا حقا جرجس الذى قام من الموت وآمن هو وفرقته كلها ، فأمر الملك ان يقادوا الى خارج المدينة ويقتلوا جميعا وكان عدد من آمن فى هذا اليوم نحو ثلاثة الآف وتسعة وأمرأة واحدة.
وأمر الملك ان يحضروا القديس جرجس الى منصة المحاكمة ، وامر ان يؤتى بسرير حديد ويثبت فيه القديس بمسامير ويشعلوا تحته وايضا ان يأتوا بقدر من الرصاص ويسخن حتى يصير مثل الماء ويصبوا فى فم القديس ، فلم ينله اذى ، فامر ان يخرجوا المسامير وان يعلق عاليا فى فرع شجرة من رجليه وان يعلقوا حجر كبير فى رقبته وتركوه معلقا عشرة ايام وعشر ليالى حتى سال دمه مثل الماء من انفه ومن فمه ، فلما كمل اليوم العاشر امرهم ان ينزلوه ولم يكن فيه سوى انفاس قليلة ، وان يمددوه وان يضربوه بالسيوف على جسده من قدميه حتى رأسه حتى صار إربا إربا وامر أن يشق رأسه بفأس وايضا تكسر ساقى قدميه وأحضروا مسمارا كبيرا محمى بالنار ووضعوه فى أذنه اليمنى وأتى الخدام وادخلوه فى رأسه حتى خرج من الجهة الاخرى . وحملوه كميت والقوه فى السجن .
وكان البار فى السجن وكان فى الم عظيم من العذابات وفى الليل وبينما القديس فى جراحاته ، أتى الرب يسوع المسيح بمجد عظيم مع ملائكته القديسين وأمتلأ السجن نورا وقال له : تقو يا حبيبى جرجس انا آمرك قم قف على قدميك معافى ، فقبله الرب ووضع يده على جسده وشدده وقال له قم اذهب الى هؤلاء الملوك وأخزهم وآلهتهم ، تشدد ولا تخف انا معك كل حين ، اقول لك يا حبيبى جرجس يوجد فرح فى السماء لثباتك والملاك تهلل لبذلك الحسن ، هوذا الان ست سنوات أخرى سوف تمر وانت فى هذا العذاب وتموت مرتين وانا اقيمك وفى المرة الثالثة أتى بنفسى والوديعة التى فى جسدك استردها ، وبعد ان حياه صعد الى السماء ، وكان الشهيد يتأمل فيه وظل ساهرا حتى بزوغ النور .              (عاشق الوطن )

وباكرا جدا امر الملك ان يؤتى بالقديس جرجس فلما رآه احد الملوك قال له يا أمير جرجس انا اطلب منك أية ان فعلتها اقسم بارداميس ام الآلهة ومخلصة العالم انى أؤمن بالهك ، فقال له القديس جرجس اطلب ما شئت ، فقال له هوذا هنا سبعون عرشا ، خشب كل واحد منهم ليس كالاخر،  فمنهم من هو من شجر مثمر ومنها ما ليس كذلك ، فالآن لو جعلت الخشب يخرج جذر والاشجار التى تثمر اخرجت ثمرا والتى لا تثمر اخرجت ورقا فقط آمنت بإلاهك ، فسقط القديس جرجس على ركبتيه وصلى صلاة طويلة بتضرع ولما اتم صلاته وقال أمين ، روح الرب نزل على الالواح الخشبية واخرجت جذور ، والاشجار التى تثمر اخرجت ثمرا والتى لا تثمر اخرجت ورقا فقط ، فحدث خوف شديد وارتجاف يوم القيامة ، فصاح الملك الذى طلب الاية وقال عظيم هو هيراكليس الذى جعل الخشب يثمر ، فقال له القديس انما ربى يسوع المسيح خالق السماء والارض هو الذى اعطى الحياة وجعل غير الكائن كائنا ، كيف تضعه فى المساواه مع هيراكليس الصنم الابكم الذى سوف تهلك معه ؟! فاجاب داديانوس وقال الان عرفت ماذا افعل بك يا جرجس . فامر ان يحضروا منشار كبير حاد ، وينشروه من وسطه نصفين ، فنشروه فاسلم الروح فى الحال ، وامر ان يؤتوا بأنية كبيرة ويضعوا فيها نصفى القديس مع حديد وزفت ودهن البهائم وقار ويشعلوا تحتها نار شديدة حتى تغلى ، ففعلوا العبيد كل ما أمر ، وجاءوا وقالوا له لقد هلك ذلك البطال ، فأمر ان تدفن الآنية بما فيها حتى لا يجده المسيحيين ويبنوا له ضريحا ، فأخذه العبيد ودفنوه ورجعوا ، فبعد قليل حدث اضطراب عظيم فى الجو ، وتزلزلت الارض حتى اساساتها ونزل الرب يسوع مع ملائكته وقديسيه ، وامتلأ المكان بنور عجيب حتى ان الذين فى المدينة رأوا النور وسقطوا على وجوههم والرب اتى الى الموضع حيث الآنية وأمر غبريال الملاك ان يصعد القدر ونادى الرب على رماد عظام القديس الذى فى القدر وقال يا جرجس يا جرجس ، انا الله الذى اقام لعازر من الموت ، الان آمرك ان تقف وتخرج من القدر ، فللوقت قام القديس وخرج من القدر صحيحا بلا اى عيب ، وقبله الرب وملأه قوة وشدده قائلا : يا جرجس حبيبى تقو وتشدد ، فقد ثبتك على عرش فى اورشليم السمائية هذا الذى ليس مثله فى كل مواضع صفوف الشهداء الذين كانوا قبلك ولا يكون فيمن سيأتون ، وبعد ان ملأه فرحا صعد ايضا الى السماء مع ملائكته وقديسيه .
فأتى البار الى وسط مسرح المدينة وصرخ قائلا : ايها الملوك وكل الجند والشعب جميعه تعالوا وانظروا انا جرجس المليتى الذى قتلوه ودفنوه فى الارض وقد اقامنى إلهى وربى يسوع المسيح تعالوا وانظروا واعلموا انه هو اله السموات والارض ، فلما علمه الجمهور انه هو صرخوا قائلين ليس اله فى السماء ولا على الارض سوى يسوع المسيح اله القديس جرجس .
فاحاط به كل الجمهور وبدأ يعلمهم عن السيد المسيح .
وكانوا يصرخون واحد هو اله القديس جرجس الجندى القوى الذى للملك المسيح            (عاشق الوطن )
فقال الملوك للجنود ما هذا الصراخ الذى نسمعه ؟ فقالوا لهم انه جرجس المليتى الذى قام من الاموات والجميع يصرخون مؤمنين بإلهه ، فلما سمع الملوك ان جرجس قام ثانية صعقوا جدا ووقع عليهم خوفا شديد ، وقالوا لبعضهم ربما ليس هو ، فقال الجند سنحضره لكم حتى تتأكدوا . فلما احضر الجنود القديس الى المنصة كان الجمع يصيح خلفه نحن مسيحيين جهارا وكانوا يصرخون ويسبون الملوك .
فامر الملوك الجنود ان يذبحوا الشعب وكان عددهم ثمانية ألآف وخمسمائة نفس  
وندهوا على المغبوط جاهم بلا بطا
ووجهه يضئ كما فلقة الاقمار
له وجه ينير صنعة رب خالقه
وشكله بهى الزول والمقدار
وجسمه صحيح ليس فيه عيا يعيبه
بعزم شديد يقطع المسمار
لما رآه الملوك بهتوا وحزنوا كلهم 
وحلت عليهم سخطة وكومة نار
قال له كلوس الملك من كثرة شقاوته
ومكره عليه زائد وهو محتار
ها هنا طافوس (مقبرة) وفيه اموات دائرة
لهم سنين عديدة وعدة من الادهار
ان اقمتهم يا بطل صرنا من جماعتك 
ونعبد الهك حقا أيا مختار
قال له الفتى المغبوط انا فاهم ضميرك
وعارف معانيك حقا مع الاخبار
لانكم تريدون زلتى وتعذيبى 
لكنى واثق بيسوع سيدى القهار
هو ينجينى من كل الشدائد بقدرته
له المجد المجد والاكرام فى الليل والنهار
انما انا لا عايزكم ولا عايز ايمانكم 
ومن يزرع الحنظل يدوق المرار
وانا بقوة سيدى رافع السماء
وباسط الاراضى بالحد والمقدار
من ارسل لأمه البتول أفخر رسالة
وأعطى ملاكه المجد والانوار
يقبلنى بالفم والقلب والحشا
ويقبل صلاتى اليه كما يختار
ويقيم هذه الرمم فى الوقت بالحياة
ويظهر عجائبه الحقة ايا حضار
فجثى القديس على ركبتيه للصلاه
رافعا يديه نحو السماء مسكن الابرار
وقال يا الهى اشكرك على نعمتك 
انت هو الاله الحق الواحد الغفار
أقبل صلاتى وانصت لدعوتى
ولا تخيب رجائى لدى هؤلاء الكفار
بل تقيم هذه الرمم من عظامها 
وتحييهم فى ذا الوقت يا ستار
فمن قدرة ربى وكثرة تحننه
اقامهم جميعا صائحين بالإجهار
قائلين يا قدوس يا ذا المجد والبها
ثم سجدوا باجمعهم لدى المختار
وصاحوا معه يا قدوس يا رافع السما
وباسط الارض بالحد والمقدار
وجميع القائمين من الثرى 
كانت عدتهم بالتمام عشرة أنفار
وانا اشكر المسيح مع عجائبه
له المجد والاكرام فى الليل والنهار
وناظم القول يطلب شفاعته 
هو وجميع من هنا من الحضار .   (عاشق الوطن )

هكذا اراد المسيح حسب كثرة تحننه ان يقيم تلك الرمم البالية على يد شهيده المختار مارى جرجس
واوقع بذلك خوفا عظيما على الملوك ، وحينئذ طلب اللعين واحد مم الاموات وسأله ما اسمك ؟ اجابه عبيد (ترجمة الاسم فى العربي)، فقال له من كم سنة مت ؟ فقال له من اربعمائة سنة ، فقال له فى حياتك كنت تعبد من فى الآلهة ؟ فقال له كنت أعبد صنما نجسا ملعونا اسمه ابوللون ، أخرس وأصم وأعمى ، ولما مت أختطفت روحى الاعوان الشريرةوألقتنى فى النار التى لاتطفأ والدود الذى لا يموت ، والعذاب الذى لا ينتهى ولا يخفف ولا رحمة فيه ، والذى يعذبنى هناك هو ابوللون نفسه الذى كنت اعبده ، ويقول لى اعرف انى لست الها ، بل انما انا صنم بغير روح ولا جسم ، عرفنى كيف تركت عبادة الاله الحقيقى وتتبعت الى ابليس اللعين وسجدت له ؟ . ثم بعد ذلك نزل المسيح الى الجحيم واصعد ابوينا ادم وحواء وكل الذين له ، اما عبدة الاوثان فلا راحة لهم . فقال له الملك اقسم بالالهة انك فقدت رجاحتك من طول الزمان هلموا الان انت والذين معك قدموا البخور لأبوللون العظيم لكى يرحمكم من النار ، فاجابه عبيد يا أرزل البشر يا ملعون انت وأبوللون الذى تتخذه الها ، اما كفانى ما حل بى من اول يوم الى الآن ، ثم خر ساجدا للقديس جرجس وطلب اليه ان يعمدهم هو والذين معه ، فلما رأى ايمانهم ضرب الارض بقدميه فانفجر ينبوع ماء وأتى يعقوب الرسول اخا يوحنا الحبيب وعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس وجعلهم القديس جرجس يرجعون الى القبر حتى يتنيحوا ويحملون الى الفردوس بطلبات الشهيد مارى جرجس .
فاحضروا الشهيد الى منصة المحاكمة وقالوا له بواسطة سحرك احضرت شياطين فى شبه البشر ، وامر ان يمدد ويضرب بعصى فيها اشواك ، حتى تهرأ لحمه ،  وامر ان يطاف فى المدينة حتى يجدوا أرملة ليس مثلها فى فقرها ويضعوا الشهيد هناك . فلما وضعوه قام الشهيد ليصلى فأضاء البيت بنوره ، ولما رأى الاجناد الموكلين عليه ذلك سقطوا على وجوههم ، وظهر الوف من الملائكة على سطح ذلك البيت وأمر الرب سوريال الملاك ان يحفظ جسد القديس وان يأخذ بيد الجنود ويقيمهم ويطلقهم بسلام ، اما القديس فبعد ان اتم صلاته وكان الرب يسوع قد أبرأه . نادى الارملة المسكينة صاحبة البيت وقال لها اعطينى خبزا لأكل لان لى الآن ستة ايام لم أكل فيها شيئا ، فاجابته وقالت اغفر لى سيدى ، ولكن لا يوجد عندى خبز ، فقال لها الشهيد لأى من الالهة تتعبدين ؟ فقالت لأبوللون اله الملوك ، فقال لها عادل هو الله لهذا لا يوجد خبز ، فجلس واسند ظهره على عمود خشب كان قائم فى منتصف البيت ، فما كاد ظهر القديس يلتصق بهذا العمود إلا وقد ازهر واورق لوقته وصار شجرة عظيمة ضخمة غطى طولها البيت وصارت فروعها مظللة عليه ، ونزل ميخائيل رئيس الملائكة ومعه مائدة سماوية فأكل منها ، ولما دخلت المرأة ورأت المائدة قالت فى قلبها انما هذا إله الجليليين وقد جاء الى ليعين ضعفى فسجدت له ، فقال لها القديس قومى لست انا اله الجليليين بل انا عبده ، فقالت له المرأة يا سيدى ان كنت انت عبده ، فانى لى ابن وحيد اعمى واصم واعرج ، اطلب اليك يا سيدى ان تشفيه ، فقال لها احضرى ابنك ، فذهبت مسرعة واحضرته ودفعته فى حضن القديس ، الذى صلى طويلا فخرج من عينه قشور وانفتحت ، فقالت المرأة ، وليسمع ويمشى يا سيدى ، فقال لها كفاكى هذا اليوم ومتى دعوته فحينئذ يسمع ويمشى ، فلم تتكلم المرأة ولم تجبه بكلمة لانها كانت ترى وجهه مثل وجه ملاك ، 
عندما كان يتنزه داديانوس والملوك الذين معه فى شوارع المدينة نظروا الشجرة ، فسأل الرؤساء خاصته ، هذا المنظر جديد ؟! فاعلموه ان هذا الموضع هو المكان الذى وضعوا فيه الجليلى ، فأمر ان يحضر فى مجلس الحكم ، ولما حضر سلطوا عليه عموم الاعوان ليضربوه بالسياط حتى تقطع لحمه وتناثر وجرى دمه كالماء ، ثم امر الملوك ان يجعلوا مشاعل فى جنبيه ، ثم احضروا لوح خشب ودقوا فيه سبعين مسمارا حديد حادة ومدوا القديس عليها على ظهره حتى انفذوهم من سائر جسده ، ثم صبوا عليه زفتا وكبريتا ورصاصا فى مرجل فوق النار الى ان صار جميعه نار تجرى ، وهو اسلم الروح ، ثم أمر ان يلموا سائر جسده ويحرقوه بالنار ويلموا ترابه ويذروه فوق جبل عال .فتناثر جسده قى كل مكان بفعل الرياح ، ورجعوا الجند قاصدين المدينة .

 لم يكد الجنود يبتعدوا قليلا حتى حدثت بروق ورعود ، وهوذا ربنا يسوع المسيح ظهر بغتة على مركبة نوارنية مع جوقة من ملائكته وأمر اربع رياح الارض ان تجمع له رماد جسد القديسجرجس ، ودعا الرب بصوت إلهى قائلا : يا جرجس ولدى ، قم يا حبيبى من رقادك ، لأنى أنا الذى آمرك ، ففى الحال قام القديس مثل عريس آت من خدره ، فقبله الرب واعطاه السلام وصعد الى السموات .
قم واصحى يا حبيبى       واظهر القول الصحيح .
واخمد الاعداء بنورك       والجسد سالم صحيح .
وانتبه الأن من نومك        واشهر الدين الصحيح .
والبس ثياب عزك            فوق جسدك ذا المليح .
يا رشيد بالحق غصنك      زائد الاوصاف رجيح .

فللوقت قام القديس جرجس  واسرع خلف الجنود قائلا :انتظرونى يا اخوتى حتى آتى معكم الى هؤلاء الملوك الكفرة . فلما رأه الجنود خافوا جدا وصاحوا بصوت واحد وقالوا : عظيم هو اسمك يا يسوع المسيح فان الاجساد التى صارت رمادا انت اقمتهم احياء مرة اخرى ، وانطرحوا على الارض وطلبوا من القديس ان يهبهم ختم المعمودية التى ليسوع المسيح
فطلب القديس فخرج عين ماء وصلى فأتى يوحنا الإنجيلى وعمدهم وكانوا نحو عشرين ، ورجعوا مع القديس ودخلوا على الملوك وقالوا لهم إخزوا ايها الملوك ، فهوذا الذى قتلتوه ونثرتم رماده مع الريح ربنا يسوع المسيح اقامه من الاموات ،  (عاشق الوطن )
فلما رأى الملوك جرجس حى تعجبوا جدا وأمروا ان يؤخذ الى السجن والجنود يساقوا الى الموت .
ثم احضروا القديس فى الخفاء حتى لا يراه الجمع ويخزوا ، وقال له يا جرجس نحن نعلم انك كبير سحرة وليس مثلك فى العالم ، لك منا قنطار ذهب ، خذه وارحل بعيدا فى الخفاء ، وارتاح من هذا العذاب 
فقال لهم ايها الملوك الكفرة لقد تركت اموالى الكثيرة التى تركها لى آبائى تلك التى تقدر بمائتى قنطار ذهب واكثر من اربعمائة قنطار من الفضة وماشيتى التى لم احصها ابدا وعبيدى وإمائى وأحصنتى الكثيرة ومراكبى وكرومى العظيمة ومزارع الزيتون وقصورى المزينة حسب العالم الفارغ ، تركت هذا كله خلفى مع امى واخوتى وانتم تشيرون على ان آخذ ذهب لكى أعدل عن  إيمانى بالسيد المسيح واذهب الى الهاوية كما هو حالكم ايها الملعونون مع ابليس ابيكم وملائكته ، فلما سمع المنافقون هذا الكلام حمى غضبهم وأمروا بان يحضر صانع أحذية وأزميلا وان يكشط جلد رأسه ، واحضروا مسمارين محميين ووضعوهما فى عينه ، وهكذا اندفقت مقلتاه ، وجعلوهم يقطعوا لسانه ، ويعلقون قدميه على خشبة ويكسرون ساقيه بفؤوس ،  واخذوه والقوه فى السجن ولم يزل فيه انفاس قليلة ، وفى منتصف الليل جاء اليه السيد المسيح مع جمع كبير من ملائكته وقديسين كثيرين وشفى جراحه واقامه سالما وقال له : تقو يا حبيبى الباسل ، انا معك وأبى الصالح والروح القدس ،  لانه قد اقترب منك اليوم حتى تنال فيه تاج الملك وسبعة أكاليل غير مضمحلة الى ابد الابد هذا لما قاله الرب قبله وملأه قوة وصعد الى السماء .
شعر على طريقة العليقة التى رآها.
أيها البار أعطيت نعمة          وأمتزت حسنا بالعظمة
وهبتك سرى بكثرة رحمة      قم اصح بقوة ماسيا
قم اصح من نومك مثل الهايم 
وجسدك طاهر من جرحه سالم
انت محبوبى دون كل العالم 
ومقامك عندى فى درجة عليا
ونفخ فى وجهى السيد من فيه 
ومسكنى من يدى وجذبنى اليه
وكان حالى كراجع من تيه
ورد لسانى وانار عينى
وقال تقو يا سيد الابكار
روحى فيك حلت ونلت الاسرار
وايضا يا جرجس انا لك اختار
وملوكى حولك فيا فيا 
وأمر ميخائيل بسرعة جذبنى
ومس جراحى بيده ورشمنى 
غبريال جانى بسرعة وعضدنى 
وابرا سقامى وانار عينى              (عاشق الوطن )
روفائيل أمره برد لسانى 
ويضعه فى حنكى يا اخوانى 
سوريال يبوق لسان روحانى 
وطقوسه جملة داروا حوالي
وام النور جاتنى يا زين ملقاها 
فى الحال رشمتنى ونلت شفاها
صاحت ودعت لى قبلت دعاها
وبوست اقدامها النورانية
والرسل الاطهار يا زين ملقاهم 
وكل الابرار يا حسن ضياهم 
داوود بقيثاره يرتل بلغاهم 
الاربع بشائر الانجيلية
يوحنا التلميذ جانى مع أمه 
وصار يقبلنى بفمه 
ومسح لى جسدى وصار يضمه
وفرح وتهلل بملقاه في
وانا اشكر ربى على انعامه
اذ ابرى جسمى بعد آلامه
وأحيا نفسى بسر كلامه 
وأظهر لى مجده ووضعه في
واطلب للناظم شفا مع رحمة 
من تحنن ربى وأنال النعمة
وأرجو مريم فى يوم الزحمة
أنا والحضار الذين حولى

فلما اصبح الصباح قال الملك الكافر داديانوس للجنود انطلقوا للسجن وانظروا حال جرجس النصرانى ، فلما دخل الجنود السجن وجدوا القديس البطل معافى كأنه لم يعذب البتة ،فانطرحوا ساجدين له قائلين  ، نطلب إليك يا سيدنا جرجس إجعلنا نحن ايضا عبيد لإلهك .فعلمهم الشجاع عن المسيح واستحقوا هبة المعمودية المقدسة ، ثم ذهبوا جميعا الى الملوك واعترفوا بالسيد المسيح ، فلما رأت الجموع القديس جرجس ،سليما معافى  وليس به شئ صرخوا جميعا نحن مسيحيون ، ليس إله فى السماء او على الارض إلا إله القديس جرجس ، فلما سمع الملوك ذلك غضبوا جدا وأمروا الجند ان يساق الجمع الى الذبح وكانوا الفين واربعمائه والثمانية جنود الذين نالوا المعمودية المقدسة .
حدث بعد هذا ان السبعون ملكا لما رأوا ان القديس له سبع سنين يعذب وقد مات ثلاث مرات ولم يقدروا ان يثنوه عن إيمانه ولا ان يغيروا افكاره ، أرسل داديانوس فى طلبه وقال له ، اقسم لك يا جرجس بالشمس والقمر وكل الالهة العظام انى سوف اجعلك كأبن لى وكل ما تطلبه والى نصف مملكتى سأهبه لك فقط إستمع لى كأب وبخر واسجد لأبوللون مرة واحدة وتصير الثانى فى المملكة بعدى .
فقال له القديس ، هوذا سبع سنين تعذبنى وقتلتنى ثلاث مرات والرب يسوع المسيح يقيمنى ، ولم تقل لى هذا الكلام ، الا تعلم ايها الملك ان المسيحيين جنس معاند ، يقاتلون الذى يقاتلهم ، هوذا كلامك اسعدنى اليوم وكلامك اقنع قلبى جدا ، أأمر ان احمل الى السجن وغدا أبخر لأبوللون ، فاجاب الملك هذا لن يكون ابدا بل اليوم تبيت فى قصرى كابن لى وتنام فى مقصورة الملكة ، والاتعاب التى سببتها لك أغفرها لى كجاهل وهكذا مضى به الى القصر .(عاشق الوطن )
لما اتى المساء ركع القديس على ركبتيه وصلى قائلا : لماذا إرتجت الامم وتفكرت الشعوب بالباطل قام ملوك الارض وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين لنقطع اغلالهم ولنطرح عنا نيرها .
فلما سمعته الملكة قالت له أسألك يا سيدى من هم الملوك الذين إجتمعوا على الرب وتآمروا ومن هو الرب ومن هو مسيحه  ؟! ففتح الطوباوى فاه وفسر لها مسائل الكتب الدفينة من العتيقة والجديدة وعلمها عن الآب والابن والروح القدس ، فاجابت الملكة بالحقيقة حسنا تكلمت ايها الطوباوى اطلب عنى لكى يرفع الرب عنى ضلالة الاوثان النجسة ، فقال لها القديس آمنى بالثالوث المحيى المساوى ولن يستطيع ان يقترب اليك شئ من دنس الاوثان .
فى الصباح ارسل الملك منادى ينادى فى كل المدينة ، هلموا تعالوا وانظروا جرجس عظيم الجليليين يسجد لأبوللون وفى التو اجتمع كل اهل المدينة كبار وصغار وهم متعجبين ، فالارملة التى كان القديس محبوس فى بيتها وشفى ابنها كشفت رأسها وشقت ثيابها وهرعت الى الطريق الذى كان القديس فيه .
اما الملك فامر ان القديس يحمل بكرامة الى المعبد ، فلما سمع المرأة تصرخ وتقول ، يا شافى الاعمى ومقيم الموتى وخازى الشيطان اتسجد لابوللون لتخزى جنس المسيحين كله ؟! فضحك لها القديس وقال لها انزلى ابنك الان ، فانزلته من يدها ، فقال له القديس اريدك الآن ان تخدمنى باسم يسوع المسيح  ، فللوقت سمع الصبى واشتدت قدماه وقفز واتى الى القديس ، فقال له اذهب الى المعبد وقل للمجتمعين فيه ان جرجس عبد يسوع المسيح يناديك ، فدخل الصبى مسرعا ونادى ايها الصنم الاعمى الاصم النجس ، عبد الله جرجس يناديك ، فللوقت قام الصنم عن قاعدته واتى الى القديس ، وصرخ الروح النجس الذى فى التمثال وقال ايها الناصرى جذبت اليك الجميع الم يبقى سوى هذا الصبى لترسله الى ليرزلنى ، فقال له القديس اأنت اذا اله الامم ؟! فقال له تمهل على فأخبرك بكل شئ منذ البدء خلق الله جنة عدن ووضع فيها الانسان الذى على شبهه ، وللوقت قال الرب ليأتى الملائكة ويسجدوا له ، فللوقت اتى ميخائيل وكل ملائكته وسجدوا له اما انا فم اسجد وقاومت كلمة الله ، وقلت له ايها الحاكم العادل ، انا خلقت قبله فكيف اسجد لمن هو اقل منى شأنا ، الشاروبيم الممتلئون اعينا يظللون على ، فحينئذ غضب على الرب وطرحنى من السماء ،وطرحت من مجدى ، وصرت مقيدا ، والان اسكن فى هذا الوثن وأضل بنى الانسان ، واطير واتعلق فى فلك السماء واسمع الملائكة يسبحون فاذا سمعت بقضاء احد انه سيموت ويترك العالم اذهب اليه حتى اتعبه ويجدف على الله .
فقال له انت لم تقول الحق ايها المخلوق من كذب ، بل طردت من السماء بسبب كبريائك حينما اعددت لك عرشا لتجعل نفسك مساويا لله لذلك طرحت الى عمق البحر مع ملائكتك .
هذا لما سمعه الوثن صمت ولم يفتح فاه ، فضرب القديس الارض بقدمه ففتحت الارض فاها وابتلعت الوثن  ، فقال له اذهب الى الهاوية لتخبر الانفس التى اهلكتها ، ثم عادت الارض كسابق عهدها ، حينئذ دخل القديس الى الهيكل واقترب الى تمثال هركليس ودفعه محطما اياه ، وقال لباقى الاوثان اذهبوا الى الهاوية يا آلهة الامم لأنى جئت اليكم اليوم بغضب عظيم .
فلما رأى كهنة الاوثان وحماة الهكيل الدمار الذى لحق بالاوثان هجموا على القديس وكتفوا يديه خلف ظهره وحملوه الى الملك 
فقال البطل المجد للآب والابن الوحيد 
وللروح القدس فى التثليث والتوحيد
له السبح والتهليل والتمجيد
فلنرتل له بقول ياما احلاه
لما رأى هذا كاهن الاوثان 
لحقه العار وهاج غضبه على الديان
وغدا يبكى دما بدل الدمع من الاجفان 
ومزق ملابسه والعقل منه تاه
بلغ الخبر لداديانوس زاد قهره
واختل عقله واحتار جدا فى أمره
وراح لزوجته الكسندرة يشكو عذره
فارذلته بالجواب بقول ياما اشناه
فقال لها جرجس هيمك باقواله
واحادك عن طريق الحق بافعاله
لاكثرن العذاب بك وبأمثاله           (عاشق الوطن )
وأجعلك عبرة فى العالم انت واياه
واعقلك من ضفائرك والشعر والعينين
واشنطك واشبحك ما بين هنبازين 
واضربك بالسياط والعصى قدر الفين 
واريك انت وجرجس ما لا ينساه

فما سمع الملك داديانوس هذا جُن ،وقال للقديس ، ايها المستوجب الهلاك الم تقل انك ستبخر وستذبح للآلهة وها انت شرعت فى اعمال السحر ! هل لا تعرف انت ان روحك فى يدى ؟! 
فقال له القديس أذهب واحضر لى ابوللون وساسجد له امامك ، فقال له الملك هكذا اخبرنى الكهنة انه ذهب الى الهاوية . والان تريد ان ترسلنى لاحيا هناك ايضا ؟!
فقال له القديس هذا ابوللون العظيم كان اول من هلك فى السبعين فكيف تأمل فيه ان ينجيك من الهلاك فى يوم يبدل الله السماء والارض . فمضى الملك حزينا بسبب هلاك الهه ودخل على الملكة الكسندرة وقال لقد تعبت من جنس المسيحيون . هذا الجليلى جرجس . فقالت له الكسندرة هذا لان الههم هو الله بالحقيقة وهو سيضعك من كبريائك .
فقال لها ويلى يا الكسندرة أرى ان سحر المسيحيين قد وصل اليكى ايضا ، فامسك شعر رأسها وجذبها واحضرها امام الملوك التسعة والستون ، حينئذ امر الملوك ان يخرجوها وتعلق على وتد ويجلدوها ، فنظرت الى القديس جرجس وقالت يا سيدى ماذا افعل وانا لم أنل العماد المقدس ، فقال لها اذهبى وستنالين العماد بسفك دمك ، فقالت له اطلب عنى فانى متعبة من هذه العذابات ، فقال لها تآنى قليلا ايها الملكة حتى تنالين أكليل الحياة من الرب يسوع ، فقالوا الملوك لنحسم امره هو ايضا ، فجلس الملك وكتب قائلا : جرجس عظيم الجليليين الذى ترك عنه وصايا الآلهة يقتل بالسيف وأعلموا ايها الشعوب اننا طاهرون من دمه اليوم .                    (عاشق الوطن )
ووقع اسفل الرسالة التسع والستون ملكا ، فلما استلم القديس حكمه بيديه خرج متهللا ، فلما وصل حيث يموت قال للجنود تمهلوا على قليلا يا اخوتى حتى اصلى ، فتمهل له الجنود ، فحينئذ رفع القديس وجهه الى السماء وقال ايها الرب رب الصباؤوت الضابط الكل كما سمعت طلبة عبدك ايليا النبى وارسلت نارا من السماء لتأكل المئة جنديا وقوادهم كذلك الان ايضا ارسل نارا من السماء لتأكل هؤلاء السبعين ملكا المرذولين ، والكلمة لم تزل فى فمه نزلت نار الرب واكلت السبعين ملكا مع حاشيتهم وكان عددهم نحو خمسة الآف ، وطلب من الجند ان يتمهلوا وصلى ايضا قائلا : يا ربى يسوع المسيح أرى ان كثيرون قد أتوا لحمل جسدى والجسد لن يعود ينتمى للعالم اطلب اليك يا الهى اصنع نعمة لجسدى حتى كل من كان عليه روح شرير ويذكر عبدك فليكن اسمى له طبيبا ، ايها الرب ان كل واحد فى موضع محاكمة وخائف جدا ويذكر اسمى فليأته السلام ، كل واحد يكتب شهادتى وأتعابى التى حدثت فلتكتب اسمه فى سفر الحياة ، فليكن اذا السماء امسكت مطرها عن الارض ودعى اسم اله جرجس فلتدركهم معونتك سريعا ، اذكر يا الله الذى يقبل الالام على اسمه القدوس كل واحد يعمل رحمة مع ضعيف باسمى فلتغفر له خطاياه ، هذا لما قاله القديس بحرارة الروح هوذا الرب يسوع قد جاء مع جمهور من الملائكة ورؤساء الملائكة والقديسين والانبياء والسواح والمتعبدين وجميع اهل الرتب وكامل اهل اليمين وقال له : اصعد الان لترتاح فى الموضع الذى اعددته لك فى ملكوت ابى الذى فى السموات ، طوباك يا حبيبى جرجس لانى اعددت لك سبعة اكاليل مجد وسوف اضعها على رأسك اليوم ، طوباك يا حبيبى جرجس لانه قد اعد لك تاجا مزينا بالذهب والجواهر الكريمة وسألبسه لك بيدى اليوم ، طوباك يا حبيبى جرجس لانه قد اعد لك عرشا عظيما مزينا بالذهب المختار جدا والحجر الكريم الذى لا يقدر بثمن من الروح القدس ، طوباك يا حبيبى جرجس لانه قد فتح لك ابواب الاحجار الكريمة وستدخل منها بلا مانع امام الثالوث القدوس ، طوباك يا حبيبى جرجس لانك اظهرت أسمى مع أبى الصالح والروح القدس وانا ايضا سأظهرك فى السموات منيرا جدا ، والآن هوذا يا حبيبى اسمك ربط باسمى لتكون ميناء خلاص ، لكل من تعرض لضيقات فى محاكمات او جزاءات او سجون او الذين فى البحر او الانهار او البحيرات او الطرق او الذين يقعون تحت ايدى اللصوص او الذين يلقون للوحوش ، وكل من تعرض لضيقة وتعب وقال يا إله القديس جرجس أعنى سوف استجيب لهم بسرعة ، وأشياء كثيرة جدا اكثر من ذلك ، هذا لما قاله الرب له ملأه قوة وفرحا وكان الطوباوى متهللا جدا ومد رقبته للجنود ليكملوا ما أمروا به ، وللوقت قطع الجنود رأسه المقدسة ، فللوقت حدثت زلزلة عظيمة فهرب كل من فى الموضع فتقدم عبده سينكراتيس ورفع الجسد ومضى به الى بلده وكان الجسد ينشر بخورا .

ومد عنقه ذا الشجيع بارادته             (عاشق الوطن )
وقضى مراد يومه كما تمناه
بثلاثة وعشرين يوما كانت نياحته 
فى شهر برموده العظيم انهاه
بصعود روحه صاحت الارض والسما
بصوت عال وعزم وجاه 
فرحت بها كل الطقوس برفعته 
وكاسات رنانة بكل لغاه
وتزينت له كل السموات بالفرح
بالوان مختلفة وشئ ما احلاه
يصيحون يا قدوس المجد والبها
قدوس قدوس الرب فى سماه
وضربوا له الابواق فى السما
لعظم السرور والفرح بلقاه
مد المسيح يده الكريمة مع الفرح
ولم يسمح لروح الشهيد تقبض بسواه
وامر ميخائيل يلقاه فى حلته 
دمه الزكى الطاهر ويتلقاه
ورفع بها بالمجد والعز والبها 
لكنيسة الابكار مع مولاه
وانا اشكر الله العظيم وفضائله 
لانه أحب ذا العزيز واعطاه
والناظم المسكين يرجو شفاعته
يوم اللقا والحشر اكون حداه
كن لى معين وقت ضيقتى 
وعند وفاتى عفوك اتلقاه



الاشعار من كتاب تاريخ حياة وعجائب الشهيد العظيم مار جرجس الملطى طبع سنة ١٦٣٨ للشهداء 

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu