قبل أن تقرأ هذا الفصل
يحتوى على وصف للجحيم ولعذاب الأشرار والمحتوى غير لأئق لغير الراشدين فإن كنت ممن لم يبلغوا السن القانونية أو كنت من أصحاب القلوب الضعيفة أو المخيلة الخصبة ينصح بعدم قراءة هذا الفصل لأنه من الممكن أن يؤثر على صحتك النفسية وخاصةً على الأطفال
وعلى إبن الطاعة تحل البركة
ينصح بهذا الجزء للخدام ومن يعملون فى حقل الخدمة ليحفظوا أنفسهم من التوانى والكسل وليشفقوا على مخدوميهم من العذاب الأبدى .
ولإلهنا الصالح المجد إلى الأبد أمين
إن الإختبار الذى بين يديك هو لشخص إسمه دوسان يوفانوفيتش صربى كان ملحداً ولكن لنقاوة قلبه سمح له الرب ان يرى السماء والجحيم وقد تغيرت حياته بعد هذا الإختبار ، كان دوسان مريض حرب وكان ذاهب الى مدينة غير التى يقطن بها للعلاج وفى الطريق أكمل عملاً يدل على محبة غير عادية ، لأنه كان عادلاً شفوقاً ، مما جعله يكافأ برؤية للسماء والجحيم وكان قد أخبر تجربته لشخص قام بترجمة الأختبار من اللغة الصربية الى اللغة الإنجيليزية وقد تُرجم الى العربية بعد ذلك .
سأكتب الإختبار كما هو حتى لا أقف عائقا أمام ما يريد الرب أن يقوله على لسان صاحب الإختبار
هذا هو الجزء الثالث لقراءة الجزء الثانى اضغط هنا
الجحيم
(عاشق الوطن )
إن المشهد المرعب الذى واجهته عيوننا ، قد ألقى بذهنى بكل عنفٍ فى حالة من الإضطراب ، أما أطرافى التى إعتراها الضعف من المخاوف السابقة ، فقد صارت الآن فى حالة تخدير بالكامل !، وصارت عينى معبستين ، وكانت قشعريرة البرد التى سرت فى أوصال جسدى المخدر ، هى العلامة الوحيدة إننى كنت على قيد الحياة ، ولما نظرتمرة أخرى ، رأيت أمامنا ماء يغلى كما من جوف بركان هائج ، وهو كبريتى ذو رائحة كريهة مع ألسنة متصعدة من اللهب المخيف . وقال لى الملاك ، إن عمق هذا البحر النارى ، ليس متساوياً فى كل مكان ، فهناك - حيث يصل اللهب إلى إرتفاع أربعين متراً - تكون هذه اللجة فى أعمق مكان .
فى هذه الرعبة التى لا يمكن تصورها ، رأيت العديد من أبشع الحيوانات منظراً ، التى خلقت لتكون من أشنع أنواع التعذيب ، وأفاعى ضخمة ( تنانين) ، بعضها له أكثر من رأس واحدة ، تتلوى وتشب إلى أعلى بطريقة عناقية شريرة ، وهى تشد الخطاة إلى أعماق هذه اللجة الملتهبة بالغليان ، وهناك حيوانات أخرى منظرها أكثر رعبةً تبرز من أنيابها الدامية أزرع وأرجل وأطراف وأجزاء أخرى من أجساد بشرية ، وبين هذه الحيوانات يوجد دود وعقارب وحشرات أخرى مرعبة ، تندفع بقوة كأنها بركانية ، وهى تهاجم نفوس الخطاة بوحشية وبلا حدود فى بحر العذاب هذا .
(عاشق الوطن )
هناك يمكن أن تسمع أصوات صياح وصراخ وزعيق ونوح وعويل بشرية ، فى لجة بحر النار هذه تجد نفوس البشر بلا معونة ، مثل السمك فى مياه ضحلة . إن تلك الوحوش تهاجم النفوس من كل إتجاه لتعضها وتشقها وتمزقها إلى أصغر القطع ، ثم تعاد هذه الأجسام المشوهة والممزقة مرة أخرى إلى هيئتها البشرية الكاملة . ومن شدة خوفى ورعدتى من هذا المشهد البشع ، كدت أقع فى بحر النار هذا ، إلا أن الملاك قائدى أوقفنى قائلاً " لا تخف يا دوسان . هذه هى جهنم !! هذه الأفاعى وبقية الحشرات التى تعوم فى هذا الماء الكبريتى المغلى ، قد خلقها الله بطريقة تجعل هذا الماء الحار لا يؤثر عليها ، إنها تظل إلى الأبد تعض وتمضغ وتمتص دم الخطاة ، وستظل هائجة فى جحيم النار هذا ولكنها لن تفنى بالكلية ( أبداً ) ، لقد كان هذا المنظر الشنيع لتعذيب الخطاة لا يطاق ، وقد أغمضت عينى عدة مرات حتى لا أرى شيئاً ، وفى إحدى المرات أدرت رأسى نحو الظلام ، ولكن عيناى واجهتا كائنات مظلمة شنيعة وغريبة الخلقة ، ولها عيون ملتهبة ، وفكاك واسعة مفتوحة ، وكانت تزأر وتصيح ، وبدأت تطير حولنا بسرعة مخيفة ، وقد إهتزت جهنم من طنينها المرعب كما من عاصفة رعدية عنيفة ، ولما شعر الملاك أننى كنت فى حالة خطيرة قال لى : لا تخف هؤلاء شياطين لا يرغبون فى وجودنا هنا ، إنهم لا يحتملون ذلك ، ولكنهم لا يجرؤون على أن يقتربوا إلينا . (عاشق الوطن )
ثم قال لى الملاك أيضاً : " لقد رأيت كيف إنهم يقاسون ، يا دوسان ، وهذه هى الكيفية التى سيقاسى بها فى المستقبل جميع الذين لا يؤمنون بالله ، وجميع الذين يصلون لإله كاذب يتصورونه لأنفسهم ، لأنهم يحبون إلههم ويرونه فى ثروتهم وبيوتهم وفيلاتهم وعرباتهم وجواهرهم وحياتهم المترفة وبطونهم ، أما الذين يؤمنون بالله ولكنهم عندما يُسألون يخافون أن يقولون ذلك علناً ، فهؤلاء أيضاً سيعذبون معهم ، كما أن الذين لا يكرمون أباءهم وأمهاتهم وأقرب الناس إليهم فسيلقون فى عذاب أبدى ، وسيرافق هؤلاء فى النار الأبدية جميع الذين عندهم الخطية أثمن من الحياة الأبدية ، وهؤلاء هم الكذابون وشاهدى الزور ، والذين يخدعون غيرهم ، والمستهزئون والذين يتهكمون على الآخرين ، والخبثاء والحقودون والحاسدون واللصوص والسالبون والزناة والبخلاء وآخرون كثيرون . وانت لكى لا يكون مصيرك هكذا من الضرورى لك أن تتوب وتعترف بخطاياك عندما تعود إلى الأرض .
(عاشق الوطن )
بعد هذا الكلام أخذنى قائدى الملاك من يدى وإقتادنى بسرعة كبيرة إلى خارج جهنم ، حيث كانت السحابة تنتظرنا فدخلت فيها . ثم أخذتنا هذه المرة إلى نفس المكان الذى شاهدنا منه قيامة الموتى ، حيث صرت أقرب إلى الأرض .
جميع الذين قاموا من الموت ، الذين رأيتهم سابقاً ، أصبحوا الآن مقسمين إلى ثلاث مجموعات ضخمة .
المجموعة الأولى
عن اليمين وهم أناس وجوههم لامعة مبتسمة
المجموعة الثانية
عن يسار الأولى ، وهم أناس يبدو عليهم البؤس وحول وجوههم سواد ، وعددهم أكبر من المجموعة الأولى .
المجموعة الثالثة
إلى أقصى اليسار ، عدد لا يحصى من الناس وجوههم سوداء بذيئة
ولما نظرت لهذه المجموعات من الناس ، شرح لى الملاك قائلاً " هؤلاء الذين من الجهة اليمنى ذوو الوجوه السعيدة هم الأبرار ، وتنتظرهم مكافأة سماوية على حياتهم البارة على الأرض ، وهؤلاء الذين فى الوسط بوجوه سوداء هم الخطاة الأبرياء ( ربما يقصد عن جهل ) إنهم ذوو خطايا صغيرة وينبغى أن تقدم لأجلهم صلوات وأعمال خير حتى تغفر لهم خطاياهم ، لأن الصلوات وأعمال الخير لها فائدة عظيمة أمام الله .
أما الذين تراهم على أقصى اليسار فهم كبار الخطاة ، وبسبب حياتهم الدنسة على الأرض يأخذون صورة خطاياهم التى لأجلها سيلقون فى النار الأبدية " .
(عاشق الوطن )
إن منظر الخطاة كان مرعباً ، فقد كانت أجسادهم كلها متورمة وتغطيها قروح كبيرة ومفتوحة يسيل منها صديد قذر ، وبداخل القروح توجد أسراب من الدود تأكل فى أجسامهم ، وكانت أفواههم مفتوحة تتدلى منها ألسنتهم المتورمة التى لا يمكنهم أن يدخلوها فى أفواههم ليدخلوها إلى مكانها ! وهم جميعاً يحملون شيئاً فى أيديهم يشير إلى خط سير أعمالهم على الأرض : فالخباز كان يحمل رغيفاً من الخبز ، والجزار يحمل ساطور قطع اللحم ، والمجرمون يحملون خناجراً أو بنادق والدم يغطيهم ، وأصحاب الحوانيت( الدكاكين ) وغيرهم كانوا يحملون موازين ليظهروا كيف كانوا يغشون بها وحصلوا على ثرواتهم بوسائل غير شريفة ، والأطباء أيضاً كانوا بينهم يظهرون كيف أنهم طلبوا رشاوى ولما لم يحصلوا عليها تركوا مرضاهم يموتون بألآم كثيرة .كما كان منهم من طلب رشاوى لتوظيف آخرين ، وكان بعضهم من الذين عندما طُلبت نساء أو بنات لبعض الوظائف ، أعطوها للاتى وجدوا مسرتهم فيهن بعد أن أجبروهم على حياة الخطية !
كما رأيت بينهم العّرافة والسحرة وقارئي الفنجان وورق اللعب وقارئي الكف ، والذين عملوا على تحطيم الأسر ، فيفصلون المتزوجين ليزوجوهم بالأشرار ، وكل ذلك كانوا يفعلونه طمعاً فى المال ، وأمكنني أن أرى رزماً من النقود بجوارهم .
وفى هذه المجموعة توجد العاهرات والزناة والفجار .
كما توجد نساء شبه زانيات ، قتلن أطفالهن بطرق مختلفة وبالأكثر بواسطة السم ، وذلك لكى يمكنهن أن يعشن الحياة الشهوانية ، وبدت جميعهن مشوهات بأورام كبيرة وقروح بشعة مفتوحة ، وكانت أعضاؤهن التناسلية متوّرمة لدرجة أن أورامها تصل للأرض ومغطاة بالصديد ، والدود والثعابين تزحف حولها ، وكانت ألسنتهن متوّرمة أوراماً كبيرة ومدلاة من أفواههن . وكان من بين هؤلاء زناة مع الأقارب المحرم الزواج بهن ، والتطلع إلى كل هؤلاء لا يطاق !
وقد دهشت جداً عندما رأيت الذين قضوا حياتهم فى الكنائس والأديرة ، وكانوا مقسمين إلى مجموعات ، من أساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات ، ولم يختلف منظرهم عن البخلاء والزناة والغشاشين وشهود الزور وبقية الخطاة . (عاشق الوطن )
وإذ عرف الملاك أفكارى قال لى : لا تستغرب يا دوسان ، من أن ترى هؤلاء أيضاً بين الخطاة الكبار ، إنهم بحرية إرادتهم نذروا ( أقسموا ) على الصليب والكتاب المقدس أن يخدموا الله بإخلاص ، وأن يسلكوا طريق الرب يسوع المسيح ، وإنهم بتعاليمهم وقدوتهم مثل الرُسل القديسين يقتادون الناس إلى طريق الرب حتى تمتلئ الكنائس وتخلص نفوس الناس ، إلا أنهم عاشوا حياة مضادة لذلك ، فبدلاً مما وعدوا به ، كانوا يختصرون صلوات الأسرار مثل المعمودية والزواج والجنازات والتذكارات والقداسات ، لقد نذروا شيئاً وفعلوا شيئاً آخر ، لقد كانوا جياعاً إلى المال ، فأخذوا أجوراً باهظة لأجل خدماتهم ، وغالباً ما ثقلوا على الفقراء أكثر من الأغنياء وذوى النفوذ ، بل إنهم إرتكبوا ألزنى ، وأحبوا القسم ، والشرب والشره والقمار والبيوت والعربات الغالية القيمة ، إنهم كانوا ماكرين حسودين ، يخرّبون حياة الآخرين لكى يرفعوا من شأن ذواتهم ، وبسلوكهم هذا أبعدوا كثيرين عن الكنيسة وعن الله وعن أى شعور بالأدب ( اللياقة ) ، وهم يقودنهم بذلك إلى طريق الخطية .
تذكر هذا يا دوسان ؛ أن تبعد إنساناً عن الإيمان ، فأنت تكون كالقاتل تماماً ! فلو كان هؤلاء الإكليروس قد عاشوا كقدوة صالحة ، لكان كثيرون قد أتوا إلى الله وإلى كنيسته ، وهكذا كانوا يخلُصون ، ولهذا فإن رجال الكنيسة هؤلاء يحملون بالإضافة إلى خطاياهم الشخصية ، خطايا جميع الناس الذين بسببهم إبتعدوا عن الإيمان والخلاص ، وسيتعذبون عن كل هذه الخطايا . أما ذلك الذى يقود إنسان إلى الإيمان ، فمثل هذا ينال غفراناً يمحوا الكثير من خطاياه ( فَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَنْ رَدَّ خَاطِئًا عَنْ ضَلاَلِ طَرِيقِهِ، يُخَلِّصُ نَفْسًا مِنَ الْمَوْتِ، وَيَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا. يع20:5) ، إن رجال الكنيسة الخطاة هؤلاء تسببوا فى هلاك نفوس كثيرة . ولذلك جعلهم الله مع أردأ الخطاة وأكثرهم سواداً ، لقد رأيت يا دوسان ، منظر الأبرار ومنظر الخطاة ، إنهم بهذه الكيفية تماماً سيظهرون أمام ربنا يسوع المسيح يوم الدينونة عندما يدانون حسب أفعالهم .
وكان الأبرار أيضاً يحملون آلآت أعمالهم وتجارتهم ، ففى حالة اللذين يحملون موازين تكون دائماً مائلة لحساب العميل ، إنهم كانوا يعطون الفقراء والجياع والبؤساء بدون مقابل ، وكانوا يستقبلون المسافرين المتعبين فى بيوتهم ، وكانت لهم مخافة الله وطاعةً لوصاياه ، وقد مُحيت جميع خطاياهم بالصوم والإعتراف والتناول من جسد المسيح ودمه وأعمال الرحمة والعطف وأعمال صالحة أخرى ، وقد سامحوا الكل لذلك غفر الله لهم كل شئ ، وقد عرفت من بين الأبرار والخطاة معارفى وأصدقائي ، ولكن الملاك حذرنى قائلاً " يا دوسان ... غير مسموح لك أن تذكر بالإسم منظر أقربائك أو أصدقائك ، يمكنك فقط أن تكشف عن منظر الخطاة والأبرار . (عاشق الوطن )
وبعد هذه الكلمات التى نطقها ملاكى القائد ، نفخ رؤساء الملائكة فى أبواقهم فإختفى المشهد كله . وشرح لى الملاك إنه فى يوم الدينونة العظيم ، فإن الناس الذين سيظلون أحياء سينضمون إلى القائمين من الموت فى طرفة عين (1 كو15 /52
فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ. )
وسيتحولون كأنهم هم أيضاً قاموا من ألموات ومعهم أعمالهم مكتوبة على جباههم
ثم إختفى أيضاً رؤساء الملائكة مع الأبواق وبقينا قائدى الملاك وأنا وحدنا فى السحابة
لقرأة الجزء الرابع من هنا
أقرأ أيضاً رؤية الأخ (ع.ف) عن السماء والجحيم
أقرأ أيضاً رؤية الأب بطرس المقارى كاملة
0 تعليقات