Ad Code

رؤية ملحد صربى سابق عن السماء والجحيم والقيامة 2

إن الإختبار الذى بين يديك هو لشخص إسمه دوسان يوفانوفيتش صربى كان ملحداً ولكن لنقاوة قلبه سمح له الرب ان يرى السماء والجحيم وقد تغيرت حياته بعد هذا الإختبار ، كان دوسان مريض حرب وكان ذاهب الى مدينة غير التى يقطن بها للعلاج وفى الطريق أكمل عملاً يدل على محبة غير عادية ، لأنه كان عادلاً شفوقاً ، مما جعله يكافأ برؤية للسماء والجحيم وكان قد أخبر تجربته لشخص قام بترجمة الأختبار من اللغة الصربية الى اللغة الإنجيليزية وقد تُرجم الى العربية بعد ذلك .
سأكتب الإختبار كما هو حتى لا أقف عائقا أمام ما يريد الرب أن يقوله على لسان صاحب الإختبار 
هذا هو الجزء الثانى لقراءة الجزء الأول اضغط هنا

السماء

بعد كلمات الملاك هذه أخذتنا السحابة نحو الشرق وإرتفعت بنا أكثر ، وبمجرد أن تحركت بنا السحابة ، رأيت جماهير من الناس كأنهم ظلال ، يشعون بالنور ويتحركون فى جميع الإتجاهات ، ويمكن رؤية أزرعهم وأياديهم وأرجلهم ورؤوسهم ووجوههم بوضوح ، فتعجبت من نوع هؤلاء الناس فمن يكون هؤلاء الذين يتحركون فى الفضاء ؟ وإذ أدرك الملاك أفكارى أجاب عليها قائلاً " هؤلاء ليسوا أناساً هؤلاء نفوس أِناس . ولأن الله نور ، والإنسان خلق من تراب الأرض ، فقد نفخ الله روحه فى الإنسان وصار الإنسان نفساً حية ، لذلك فإن النفوس تشع بالنور ، والنفس عندما تفارق الإنسان تحتفظ بالنظر والسمع والكلام والذاكرة وبعض الأحاسيس الأخرى التى كانت لديها وهى فى الجسد .
كما إنه ذكرنى أن النفس توجد فى كل جزء من جسد الإنسان ، وإن النفس هى التى تحرك التركيب والنظام  العضوى كله ، فإذا لم توجد النفس ، لا توجد حياة فى الجسد . ثم شرح لى أيضاً أن النفس عندما تفارق الجسد ، تمر لمدة أربعين يوماً على كل حياتها الأرضية ، حيث ترى كل ما فعلته وقالته وفكرت فيه ، وبعد الأربعين يوماً ترفع إلى السماء للدينونة التى تذهب بعدها إلى المكان الذى تستحقه .    (عاشق الوطن )
وبهذه الملاحظات عن قيامة الموتى ونفوس البشر ، إختتم الحديث . وأخذتنا السحابة إلى أعلى نحو  المناطق العليا . لقظ سافرنا فى الفضاء ، وأنا أستعمل هذا التعبير بالمعنى العام ، لأننى لست كفؤ أن أصف ما تشبهه هذه الأماكن ، إن منظرها المعقد والمخيف قد أصابنى بخوف لا يوصف لذلك كنت ملتصقاً بالملاك بقوة . ثم خمد عذاب خوفى هذا عندما وصلنا إلى مكانٍ صافٍ جميل عليه حاجز مثل السور ، لا تجد له بداية ولا نهاية وفى هذا السور بوابة على شكل صليب ، ويقف على يمين البوابة ملاك حارس ، والسور مع البوابة مزينان ومضيئان بجمال لا يصدق ، عند هذا الموقف أو المحطة - لا أعرف ماذا أسميه - كانت هناك العديد من تلك النفوس التى رأيتها سابقاً تتحرك فى الفضاء وكان بعضهم يشع نوراً أكثر من الأخرين ، وحولهم جماهير من الملائكة ، وأعداد هائلة من الشياطين ذات أشكال قبيحة مختلفة ، وكانت الشياطين تحاول أن تدخل فى طريق النفوس التى سمحت لها الملائكة أن تدخل من البوابة . ولم أستطع فهم شيئاً مما أراه ، وسألت نفسى لماذا تقف بعض  النفوس فى مجموعات ؟ ولماذا هذا ؟ ولماذا ذاك ؟ ولكن مرشدى الملاك - دون أن أسأل - قال لى : يا دوسان لا يمكنك أن تحتمل إذا أُخبرت بكل شئ من هذه الأمور ! .                  (عاشق الوطن )
وبعد ذلك إقتادنى الملاك داخل البوابة ، وكان الطريق (او الممر ) إلى البوابة التالية مستقيماً مثل السهم وضيقاً جداً ، وعلى جانبى هذا الطريق بطوله كله هوة عميقة مرعبة لا يمكن رؤية قرارها ، ولم تختلف هذه الهوة فى جميع المحطات سوى فى أن الطريق كان يضيق حتى إنه قبل البوابة الأخيرة صار عرضه بالكاد  قدماً واحداً .
بعد مسيرة قصيرة وصلنا إلى محطة أخرى أكثر جمالاً وأكثر ضياءاً من الأخيرة  ، وهناك أيضاً كانت توجد نفوس ومعها ملائكتها المرشدون لها ، وشياطين ، والملاك الذى كان يقف حارساً للبوابة . والشياطين هناك أكثر جسارة فى محاولاتهم أن يمنعوا النفوس من دخول البوابات ، وذلك بعد أن كان الملاك الحارس قد سمح لهم بأن يفعلوا ذلك . إن الشياطين كانوا يحاولون بكل قوتهم أن يشدوا النفوس إلى إتجاه آخر بلا طائل ، لانه طالما النفوس قد سُمح لها أن تدخل من البوابة التى على شكل صليب ، فقد صارت محصنة ضد هجمات الشياطين ! دخل الملاك مرشدى من جميع البوابات ، وكانت جميع المحطات مختلفة المنظر عن بعضها ، فكل محطة جديدة كانت أروع جمالاً من سابقتها ، وكانت ملائكة البوابات يختلفون عن بعضهم فى ملابسهم وكان كل ممر أثناء رحلتنا إلى البوابة الأخيرة يزداد ضيقاً عما قبله .
وعند المحطة الأخيرة ، كان يقف على البوابة شخص له منظر مميز جداً ، وهو شبيه جداً فى مظهره بملاكى المرشد ، وكان يمسك بيده اليسرى كتاباً وبيده اليمنى سيفاً . إبتسم بسرور وإنحنى لنا ، فدخلنا من البوابة الأخيرة حيث كان الممر أكثر ضيقاً من جميع الممرات . وبمجرد أن عبرنا هذه البوابة ، وجدنا أنفسنا فى نور هائل لامع . حتى البوابة الأخيرة كان النور عادياً يشبه نور الأرض ، إلا أن الفرق بين هذا النور الجديد والعادى كان هائلاً ، كالفرق مثلاً بين يوم مشمس وليلة حالكة السواد . وإذ دُهشت من هذا الضوء القوى بدأت أنظر حولى باحثاً عن الشمس ، إلا أن مرشدى الملاك شرح لى إننا قد عبرنا من مجال أشعة الشمس ، وإننا نحن الآن فى الملكوت السماوى .           (عاشق الوطن )
وأخبرنى أن السماوات تضئ بهذا النور البراق من وجه الله ! ولا يوجد هناك ليل بل نهار دائم !.
أما الخوف والرعبة اللتان كانتا تسيطران على كل الطريق حتى هذا المكان فقد إختفيا فجأة ، وإمتلأت بشعور من السلام والفرح العميق لا يمكن وصفهما .
وقد أمكننى أن أرى من علو سماء السموات ، أروع منظر من تحتى وهو مدينة ضخمة هائلة ضخمة لا يمكن إدراك حجمها (أورشليم السمائية ) ، فيها بيوت وكنائس وميادين ( أو متنزهات ) وأشياء جميلة عديدة أخرى ، منتشرة فى الفراغات السماوية غير المحدودة ، وكل شئ متلألئ متألق ومشع بنور سماوى فائق يخطف البصر وقد لفت إنتباهى نهران هائلان كانا يتدفقان ببطء داخل المدينة ، كان يتدفق فى أحدهما سائل أصفر اللون ، وفى الآخر سائل أبيض ، فتحيرت من ذلك ، وعلم الملاك بذلك وشرح لى انهما لبن وعسل.
ولما دققت النظر فى هذين النهرين رأيت جداول صغيرة جداً وكثيرة جداً تتفرع منهما فى جميع الإتجاهات تغذى كل النباتات والأشجار .
تحت تأثير هذا المنظر الذى أمامى ، شعرت بنوع من الإنفعال فى نفسى ، مما ملأنى بفرح مفرط غامر حتى إننى - دون أن أدرى - مددت زراعى فى هذا الإتجاه لأن رغبتى فى لمس هذه الأشياء كانت عظيمة ، إلا أن الملاك مرشدى أخذنى ونزلنا بسرعة إلى تلك البيئة الجميلة . 
لم يكن هناك حد لفرحى وإندهاشى عندما رأيت كل ما حولنا ، وما كنت أعرف أين أنظر أولاً ، لقد كان بجوارنا وعلى بعد منا ، بقدر ما يمكن للعين أن ترى ، نوع من الحياة المتنعمة مما لا يمكن تصوره أو رؤيته فى أى مكان خارج السماء .            (عاشق الوطن )
أرضية السماء من شئ يشبه الزجاج الصافى مثل البللور وكانت تلك الجداول من الماء تتدفق تحت هذه الأرضية البللورية ، وكانت توجد حولنا ، على مسافات مختلفة منازل جميلة عديدة بأحجام وأشكال مختلفة ، وكل منزل له زينة جميلة ، لدرجة أنها بدت وكأنها مرتدية أبدع وأبهى أنواع الجواهر ، وكانت أكثر أجزاء هذه البيوت السماوية إثارة للإنتباه ، سطوحها التى ذكرتنى -بدرجةٍ ما- بالكنائس الروسية بقبابها الكثيرة.
هذا الفن الهندسى الجميل ذاده جمالاً وروعة النور الذى كان ينعكس على هذه المنازل على كل واجهة من خارجها ! وحول هذه الحصون السماوية توجد حدائق فسيحة مشحونة بأجمل الأشجار والزهور المليئة بروائح عطرية غير أرضية ( أى غير معروفة على الأرض ) وعبيرها منتشر هناك بواسطة نسيم لطيف وكنت أتطلع بتعجب فى الزهور الناضرة بإستمرار وكان بعضها يتغير من لون إلى آخر ، وكلما تغيرت ألوانها تغيرت أيضاً روائحها .
وفى نفس الوقت رأيت أشجار فواكه عديدة ومختلفة مزينة بثمارها كما بأجمل العقود . والثمار كبيرة الحجم جداً . ممتلئة بالعصير الذى يمكن رؤيته منتشراً داخل الثمرة . وقد أخبرنى الملاك أن الشجر يعطى ثماره إثنتى عشر مرة فى السنة . ورأيت كروماً كثيرة منفصلة عن أشجار الفواكه ولاسيما عند الأنهار ، وبعضها عند المنازل ، وقد تأثرت بأوراقها الخضراء الصافية ، وألوان عناقيدها الزاهية ، وخصوبتها الواضحة ( أو منظرها الشهى ) ، وبين هذا الجمال الذى لا يُحلم به ، كانت هناك طيور عديدة رائعة ، كل طير أجمل من الآخر ، وهى تغرد بأغانى حلوة ، وأينما أخذنى قائدى الملاك فى أماكن السماء المختلفة، كنت أرى أناساً من جميع الأعمار ، وكان منظر الشيوخ مبهجاً ومؤثر جداً ، وقد تبقى لهم من علامات الشيخوخة المختلفة التى نعرفها ، الشعر والذقون البيضاء وحدها ، التى كانت بهية فى طلعتها فى حين أن وجوههم تحولت إلى وجوه شباب .          (عاشق الوطن )
والأعجب من منظر هذه الوجوه العزيزة ، هو التطلع إلى الأطفال الذين يشبهون الملائكة من نواح عديدة ، وقد لاحظت أنهم فى المتنزهات وأماكن أخرى يلعبون ألعاباً ومباريات مختلفة والكثير منهم قد إرتدوا ضفائر من الزهور ، بينما أن الطيور تقفز وتقف على أكتافهم وهى ترفرف بأجنحتها وتغرد بوادعتها ولطفها ، وهى بذلك تضيف حلاوة على الأطفال وهم يلعبون ، وقد لاحظت أن الأطفال والبالغين يختلفون فى ملابسهم ، فقد كانت ملابسهم مضيئة ومختلفة الألوان والأشكال ومن نواحى أخرى أيضاً ، والإختلافات موضوعة من السماء لتناسب مزايا ( فضائل ) كل واحدٍ ، وحول رؤوسهم توجد هالات أصغر من التى للملائكة والقديسين ، لأنه بسبب حياتهم النقية ، ومخافتهم لله على الأرض قد منحهم الرب كل مسرة يمكن تصورها ، وتوجد مع هؤلاء السكان السماويين جماهير من الملائكة ، ولا يمكن أن ندرك بأذهاننا جمال وصفاء وجوه الملائكة ، إنهم مضيئون أكثر من الشمس ، وتشع من حول ملابسهم كلها أنوار كالبرق ، وسكان السماء كلها مختلطون مع الملائكة الصغار والكبار ، وفى أماكن كثيرة يعيدون للرب معاً بالألحان .
وكلما تحركنا فى السماء ، كانت تغمرنى مناظر مذهلة أكثر فأكثر ، وكان قائدى الملاك وأنا نتحرك بأكثر سهولة وبكل سرعة .
ثم أتينا إلى مكان أكثر إعجازاً ، فقد فاق هذا المكان كل شئ كنت قد رأيته فى قوة ضيائه وزيناته ، ففى هذا المكان ليس على بعد منا وعلى مسافة قصيرة أمامنا ، على الجانب الأيمن كانت توجد الرتب السماوية العليا تقف فى صفٍ مستقيم ، وعن اليسار كثيرين من مختارى الرب حسب رتبهم ، وكان هناك مسافة قصيرة بين الصفوف ، حتى يمكن التمييز بين الرتب والخوارس بوضوح ، هذا ما إستنتجته بعد ذلك ، إن الجمال الذى رأته عيناى هناك لا توجد كلمات مناسبة لوصفه .                             (عاشق الوطن )
هنا أبطأ مرشدى من خطواته ، وإتجه نحو اليمين وأشار بيديه وهو يشرح قائلاً " هؤلاء ملائكة ، وهؤلاء رؤساء ملائكة ، ثم إتجه إلى يسارنا وقال هؤلاء هم الأبرار وهؤلاء سكان البرارى " ثم إتجه مرة أخرى إلى اليسار مشيراً بيده قائلاً " هؤلاء رهبان وهؤلاء شهداء وهم الذين إحتملوا الموت لأجل الرب يسوع المسيح ، وصاروا مستحقين للمجد السماوى " ثم إتجه إلى اليمين مرة أخرى وقال "هؤلاء هم الرسل..." وهنا توقف الملاك قائدى عن شرحه ، لأن القديس بطرس الرسول خرج من بين جماعة الرسل وجاء ووقف أمامنا ، وفى نفس الوقت ظهرت من الناحية اليسرى القديسة باراسكيفا ووقفت أمام القديس بطرس . الآن هكذا وقف المسافران اللذان ركبا معى من "كرالييفو" إلى "زيشا" فى أعظم مجد وضياء! وكان رأسيهما إكليلان متلألئان وكانا يرتديان فوق ملابسهما ثوبين متألقين بزينات لا يمكن تصورها تشع ببريق مصمت ، وكان يرتدى كلاً منهم على كتفه الأيمن إكليل زهور ذا جمال لا يوصف ، وذلك كرتبة مميزة لهما ، وكانت لمنظرهما روعة سماوية فى أعلى ذروتها . وأثناء الوقت الذى قادنى فيه الملاك داخل السماء لم أظن إطلاقاً ! إننى قد أرى هذه كلها مرة أخرى ، وإذ كنت مندهشاً من هذه المقابلة ، ومن منظر هذين القديسين ، نظرت إليهما بنوع من الذهول أو الدهش ، دون أن أدير عينى عنهما . ثم قطع الرسول بطرس حالتى الذهنية هذه بكلمات رقيقة قائلاً " يا دوسان ، أتعلم من هما اللذان ركبا معك السيارة اليوم ؟ " فأجبت بأقصى ما عندى من إعجاب دون أن أخفى فرحى قائلاً "أعلم " ! ، ثم إستأنف كلامه لى " من اليوم لا تكن غير مؤمن بل مؤمناً ، ويجب أن تتعمد بأسم الآب والإبن والروح القدس " ثم رشم القديس بطرس ذاته بعلامة الصليب مظهراً لى الطريقة الصحيحة لرشم الصليب .       (عاشق الوطن )
كنت فى طفولتى قد تعودت أن أرشم الصليب بتحريك يدى من جبهتى إلى ذقنى ، أما الآن فقد تعلمت من الرسول بطرس إننى كنت أرشم نفسى بطريقة خاطئة ، وكيف ينبغى لى أن أفعل ذلك فى المستقبل . 
ولما شعر إننى أفكر فى علامة الصليب إستمر ينصحنى قائلاً : أثناء صلواتك إدع جميع القديسين والأنبياء والملائكة ورؤساء الملائكة والشيروبيم والسيرافيم ، وأكثر من الكل إدع والدة الإله الفائقة القداسة العذراء مريم ، لأن مجدها وكرامتها أعظم من جميع الملائكة فى السماء . إنها سريعة المعونة لجميع الذين يدعونها بالصلاة وبإيمان ! .
عليك منذ اليوم أن تتوقف عن العادات القديمة التى صارت لها جزور عميقة فى داخلك ، وعليك أن تعيد بيوم شفيعتكم القديسة " بتكا باراسكيفا " التى تصلى من أجل جميع الذين يحتفلون بعيدها ، وهنا أشار بيده نحوها قائلاً : إن الذى رأيته اليوم يا دوسان ، والذى ستراه بعد ذلك ، الذى سيريه لك رئيس الملائكة جبرائيل ، أنك مطوب لأجله ، ومبارك كل الذين  يصدقونك . ولكن هذا لن يكون كافياً ، إلا إذا سلكت بعد ذلك فى طريق ربنا يسوع المسيح ، وأقول لك يا دوسان إنك فى فرصة الحياة القصيرة التى بقيت لك ، يمكنك أن تخلص بالصوم والصلاة بالإضافة إلى حفظك لجميع وصايا الرب .           (عاشق الوطن )
إن جاذبية كلمات الرسول قد جعلتها تدخل إلى أعماق قلبى ، وقد وقفت تحت تأثيرها بلا حراك ، ناظراً ومصغياً إلى هؤلاء الذين هم نور ومنارة من الله ، ثم توقفت حالتى الذهنية هذه عندما أكمل رئيس الملائكة جبرائيل كلامه قائلاً : هؤلاء هم أنبياء الله ، وهؤلاء هم كبار الشهداء ، وهكذا إستمر يعرفنى بهم ، وكل جماعة يعرفنى بها يحيوننا بإبتسامة وديعة وإنحناءة رقيقة برؤوسهم .
ثم قادنى الملاك بعد ذلك مباشرة إلى مناطق أخرى فى السماء ، وعلى أن أذكر هنا ، أننى كنت قادراً أن أرى بعينى أبعاداً مسافات شاسعة ، وأمكننى أن أرى أصغر الأشياء بأدق تفاصيلها ، لقد أمكننى فى السماء أن أرى مسافات أكبر وبوضوح أكثر مما كنت أراه عندما شاهدت قيامة الموتى عندما كنا فى السحابة ، لقد منحنى الرب هذه الكفاءة فى الرؤية لكى أتمكن من رؤية العالم الروحانى .
لقد رأيت العديد من المواضع المقدسة المصنوعة من الذهب والحجارة الكريمة ، وكانت أبوابها مفتوحة بسعة ، وإستطعت أن أسمع ليتورجيات مهيبة تقدم لله بخوارس بهية من الملائكة ورؤساء الملائكة والقديسين . كان الملاك يقودنى فى كل الوقت ، وكان يبطئ فى خطواته فى أماكن معينة فقط ، عندما يريدنى أن ألقى نظرة أطول ، ولكنه لم يتوقف ، ولا أعلم مقدار الوقت الذى قضيناه فى رحلتنا ، ثم أبطأ الملاك جداً على غير المتوقع ، لدرجة إننا كدنا نقف ، وظهر أمامنا على مسافة كبيرة ، مكان مرتفع كبير منتصب عليه صليب ضخم . وقد رأيت عليه الرب المصلوب ، وفوق الصليب حمامة كبيرة جداً مبسوطة الجناحين ، وتنبعث من الصليب نفسه ، فى جميع الإتجاهات ، أشعة منيرة مصمتة ، فى حين إننى رأيت تحت قاعدة الصليب العديد من الملائكة المجنحين ورؤساء الملائكة  والرسل والأنبياء والقديسين حيث كانوا يمجدون الله المصلوب ، وفى خلفية هذا المنظر رأيت عدة كنائس ضخمة ومبانى أخرى .          (عاشق الوطن )
وكل هذا الذى رأيته ، كان براقاً ومهيباً فى جماله لدرجة إننى كنت مذهولاً من تأثيره علىّ .
ثم أوقفنى الملاك وقال لى " هذا هو المكان حيث يوجد عرش الرب ، وأنت غير مستحق أن تذهب إلى هناك " .
وأخذنى الملاك ، وبسرعة صرنا خارج السماء 

لقراءة الجزء الثالث اضغط هنا

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu