Ad Code

الراعي لهرماس أقدم النصوص المسيحية الجزء الثاني


هذا هو الجزء الثاني من الرؤى التي دونها هرماس من العصر الرسولي ، ظهرت له هذه الرؤى الكنيسة في شكل امرأة شيخة ثم ظهر له ملاك التوبة بشكل راعٍ . ومن هنا جاء تسمية النص بالراعي . ويحتوي على رؤى كشفتها له الكنيسة كما في الرؤى الأربعة الأولى كما رأينا في الجزء السابق الذي تم نشره ، و رؤى كشفها له الراعي وهي من بعد الأربعة إلى النهاية ، وفي هذا الجزء قمنا بكتابة الوصايا التي أوصى بها الراعي هرماس ليحفظها ويبلغ بها سائر المؤمنين وهي نافعة لكل جيل ومجيدة ومحيية ، إذا قرأناها بروح الوداعة والإتضاع وسيتم نشر الأمثال في الجزء القادم 
الوصية الأولى
آمن قبل كل شيء أن اللَّه واحد ومدبر الكل . خلق الكل من العدم إلى الوجود . يسع الكل وغير موسوع في مكان . ٢ - آمن به واخشه وإذا خشيته تتعفف . حافظ على ذلك تخلع عنك كل خبث وتلبس كل فضيلة العدل . وإذا حافظت على هذه الوصية تحيا بالرب .
الوصية الثانية 
قال لي : كن بسيطاً وابتعد عن الشر . كن كالأطفال الذين لا يعرفون الخبث الذي يدير حياة الإنسان . ٢ - أولاً لا تتكلم شيئاً ضد أي إنسان ولا تصغي بلذة إلى من يتكلم ضد غيره لئلا تكون شريكاً بالجريمة مع من يتكلم ضد غيره وخصوصاً إذا آمنت بما يقوله لأنك تكون قد أضمرت الشر لأخيك . ٣ - الإغتياب شرير . أنه شيطان لا يستقر ولا يسالم ولا يقطن إلا حيث تكون الشقاقات . فأبتعد عنه وكن على علاقة طيبة مع الجميع . ٤ - ألبس الكرامة حيث لا مجال للعثرة الخبيثة بل كل شيء صاف ومستقيم . أعمل الخير وأعط ببساطة ما تنتجه بأتعابك للذين يحتاجون لأن المعطي هو اللَّه . لا تتردد في عطاء هذا أو ذاك ولا تقل هذا يستحق وذاك لا يستحق . أعط الجميع لأن اللَّه يريد أن يشرك الجميع بخيراته . ٥ - والجميع سيعطون حساباً للَّه عن كل ما أخذوه ولن يدان أولئك الذين أخذوها بحزن بل الذين أخذوها رياء . ٦ - الذي يعطي هو بريء . كما تسلم الخدمة من الرب هكذا يتممها ويتممها ببساطة دون أن يفرق في العطاء أو يسأل من يجب أن يعطي أو من لا يجب أن يعطي وبإتمامه ببساطة لما ألقي على عاتقه يمجد المخلص ويسره .
٧ - فأحفظ هذه الوصايا التي أقولها لك حتى تكون توبتك وتوبة أهل بيتك بسيطة ويكون قلبك نقياً بلا دنس .
الوصية الثالثة 
قال لي أيضاً : أحبب الحقيقة ولا تتفوه إلا بالحقيقة حتى يرى البشر جميعهم حقيقة الروح الذي اسكنه اللَّه فيك ، وهكذا يتمجد الرب القاطن فيك . اللَّه حق في كل كلمة وليس فيه كذب قط . الكاذبون يسيئون للرب ويجحدونه ولا يقدمون ضريبة العهد الذي استلموه . أخذوا منه روحاً غير كاذب وقدموه له روحاً كاذباً . لقد دنسوا وصايا اللَّه وصاروا ناقضي وصاياه . ٣ - عندما سمعت هذه الأقوال بكيت بكاء مراً فقال لي لماذا تبكي ؟ قلت : لا اعرف إذا كنت أستطيع أن أخلص قال : ولماذا ؟ قلت : لأني لم أتفوه طوال حياتي بكلمة حقيقية بل كنت أتكلم بخبث وكنت أصور خبثي حقيقة ولم يعارضني أحد بل كان الجميع يصدقون كلماتي ، فكيف يمكن أن أخلص يا سيدي وقد فعلت كل ذلك .
٤ - انك تفكر تفكيراً حسناً وحقيقياً . عليك كعبد اللَّه أن تسلك بالحق وأن تبعد الخبث عنك فلا يسكن في وجدانك مع الحقيقة وابعد الغم عن الروح الحقيقي البار . أني ما سمعت كلمات كهذه الكلمات . ٥ - قال : انك تسمع الآن فأحفظها وستصبح الكلمات التي كنت تتفوه بها خداعاً حقيقياً . وإذا حفظتها من الآن فلن تقول إلا الحقيقة ، ويمكنك أن تصل إلى الحياة : ومن يسمع هذه الوصية ويبتعد عن الكذب يحيا في اللَّه .

الوصية الرابعة 
I أوصيك أن تحافظ على النقاوة فلا يدخلن إلى قلبك فكر الزنى ولا تشتهين امرأة غريبة أو أية أفكار مشابهة . لأنك إذا فعلت ذلك تخطيء خطيئة كبرى . إذا فكرت دائماً بزوجتك فأنك لا تخطيء قط . ٢ - أما إذا أسلمت ذاتك إلى مثل هذه الأفكار المخجلة فأنك تقع في الخطيئة ، وإذا فتحت قلبك على أفكار أخرى سيئة فأنك تخطئ أيضا . أن تفكير عبد اللَّه بمثل هذه الأمور لهوً اشد من كل خطيئة . ٣ - فأنتبه أنت وابتعد عن التذكارات . حيث تكون القداسة لا مجال للأفكار الأثيمة في قلب الرجل العادل . ٤ - قلت اسمح لي يا سيدي أن اوجه لك بعض الأسئلة . قال : قُل . فقلت : يا سيدي ، إذا كان لرجل زوجة وكان يعتقد أنها مخلصة ثم تبين له أنها تزني أيخطئ أن أستمر عائشاً معها ؟ . 
٥ - أجاب إذا عاش معها وكان لا يدري بأنها تخطيء فأنه لا يخطيء أما إذا اكتشف أنها تزني ورفضت أن تتوب وثابر على العيش معها فأنه يخطيء ويشترك معها في الزنى . ٦ - قلت : ماذا يجب أن يفعل الزوج أذاً ؟ أجاب : عليه أن يتركها وأن يعيش وحيداً أما إذا تزوج ثانية بعد ترك زوجته فأنه يزني . ٧ - قلت : وإذا تابت المرأة بعد تركه لها وأرادت أن تعود إلى زوجها ألا يجب أن يقبلها ؟ . ٨ - قال : لا شك . قلت : وإذا رفض قبولها ؟ قال : أنه يرتكب خطيئة ويتحمل مسئولية كبرى لأنه يجب أن يُقبل التائب لمرة واحدة لا لأكثر لذلك لا يجوز لرجل أن يتزوج مرة أخرى وكذلك المرأة.
٩ - لا يزني المرء إذا دنس جسده فقط بل إذا تصرف كما يتصرف الأمم أيضاً . إذا أستمر أحدهم على ذلك ولم يقبل أن يتوب فأبتعد عنه ولا تعاشره وإلا تكون شريكاً في خطيئته . ١٠ - لذلك يُمنع الرجل والمرأة من الزواج الثاني لأن المنع يُفسح المجال للتوبة . ١١ - قال : أني لا اسهل مثل هذه الأعمال . هدفي هو منع الخاطئ عن الخطيئة . من أخطأ سابقاً فهناك من يستطيع شفاءه . يشفيه المالك القدرة لفعل كل شيء .
II سألته أيضاً وقلت : بما أن السيد اعتبرني جديراً بأن تسكن معي فامنحني بعض الكلمات لأني لا اعي شيئا فقلبي قد تحجر من أعمالي السابقة . أعطني الحكمة أنا الجاهل الذي لا يدرك شيئا . ٢ - فأجابني قائلاً : أني أعطي الوعي للتائبين لأني أنا لهم . ألا تعتقد أن عملية التوبة هي عملية إدراك ؟ إن التوبة هي عملية حكمة عظيمة ، إن الخاطئ يتعقل عندما يدرك أنه فعل شراً أمام اللَّه فيذكر العمل الشرير الذي صعد إلى قلبه ويتوب ويمتنع عن عمل الشر ، وليس هذا فقط بل يفعل الخير ويضع نفسه ويعذبها لأنها أخطأت . ارأيت أن التوبة هي عملية إدراك عظيمة ! . ٣ - يا سيدي أني خاطئ وأني محتاج لأعرف كيف السبيل للوصول إلى الحياة لذلك أكثر السؤالات . أن خطاياي كثيرة ومختلفة . ٤ - قال : ستحيا إذا حفظت وصاياي وسلكت بموجبها من يصغي إلى هذه الكلمات ويحفظها في قلبه يحيا في اللَّه .
III ثم سألته قائلاً : ما دمت يا سيدي قد احتملت أسئلتي فأسمح لي أن أسألك هذه المرة أيضاً . لو فرضنا يا سيدي أن الزوجة قد توفيت أو بالعكس أيجوز لأحدهما أن يتزوج ؟وهل يخطئ إذا فعل ذلك ؟.
٢ - قال : كلا لا يخطئ ولكن إذا بقي بدون زواج فإنه يحوز على شرف عظيم ويكرم المخلص . ٣ - حافظ إذن على العفة والشرف فتحيا في اللَّه . حافظ من الآن على على كل ما قلته وسأقوله لك . حافظ على ذلك من تاريخ استلامي لك ودخولي بيتك . ٤ - إذا حفظت وصاياي فخطاياك السابقة تغفر لك لا بل كل خطايا الآخرين تغفر لهم إذا حفظوا على هذه الوصايا وسلكوا طريق العفة .
الوصية الخامسة 
I كن طويل الأناه وحكيما فتسيطر على كل الأعمال الشريرة ، وأفعل العدل . ٢ - إذا كنت طويل الأناة فالروح القدس الذي يقطن فيك يبقى نقيا ولن يزورك فكر شرير قط . إذا كان قلبك نقيا فالروح الذي فيك يبتهج ويتهلل لأنه يعمل في سعه بيتك الذي تحكمه البساطة بصفاء . ٣ - أما إذا دخله الغضب فأن الروح القدس الحساس بطبيعته ينزعج لأن المكان الذي يعيش فيه غير نقي ويعمل للخروج منه . ٤ - لا يوافق أن يكون الروحان معاً . ٥ - إذا ألقيت قليلاً من العلقم في قصعة من العسل ألا تفسد بعملك هذا طعم العسل وتجعله غير صالح للأكل فيخسره صاحبه ولا يستفيد منه ؟ إذا لم القصعة يبقى العسل على حلاوته ويبقى له طعمه ويسر صاحبه . ٦ - أن طول الأناة هي أكثر حلاوة من العسل وصالحة لسيدها وفيه تقطن . أما الغضب فمر وغير صالح فإذا خلط الغضب بطول الأناه يتدنس طول الأناه ويصبح غير صالح وغير مقبول عند اللَّه . ٧ - قلت : أريد أن أعرف يا سيدي نتائج الغضب حتى أتحاشى هذا الهوى. قال : إذا لم تحترس منه أنت وأهل بيتك فأنك خاسر لاشك كل آمالك . احترس منه وأنا معك ومع الذين تابوا توبة قلبية والملاك الشريف يبررهم جميعا.
II قال : اعلم أن نتائج الغضب شريرة تدمر عبيد اللَّه بالطرق التي تستعملها لتضليلهم عن طريق العدل إلا أنه لا يستطيع أن يضلل من يملأهم الإيمان كليا ولا أن يفعل فعله فيهم لأن قوة اللَّه معهم . أنه يضلل المقلقلين نفسيا . ٢ - عندما يرى الطمأنينة مخيمة فوق هذا النوع من النفوس ينزلق إلى داخلها فتحدث المرارة بين الرجل والمرأة الأسباب تافهة أرضية ، ويختلفان أما بسبب الطعام أو بسبب ثرثرة بسيطة أو بسبب صديق أو بسبب أمور لا وزن لها في نظر عبيد اللَّه .
٣ - عظيم هو طول الأناه وقوي ويتحرك بصورة شريفة منفتحة . أنه فَرح وبهي ولا يهتم بشيء ويمجد اللَّه في كل وقت . لا شيء فيه مر . أنه دائما وديع وهادئ يقطن مع أولئك الذين يؤمنون كليا . ٤ - أما الغضب فهو طائش وخفيف وجاهل . من الجهل يولد التذمر ومن التذمر تولد العداوة ومن العداوة يولد الغضب ومن الغضب يولد الحقد ، والحقد هذه الثمرة البغيضة لهذه الخصال المكروهة هو خطيئة مستعصية . ٥ - عندما تأتي هذه الأرواح لتقطن في آنية واحدة حيث يقطن الروح القدس تطفح الآنية لأنها لا تتسع لكل هذه الأرواح . ٦ - وهكذا يهرب الروح القدس بطبيعته اللطيفة لأنه لا يستطيع أن يسكن مع هذه الأرواح الشريرة ، يقطن حيث الوداعة والهدوء . ٧ - بعد ترك الروح القدس للإنسان وإستيطان هذه الأرواح فيه يفقد الإنسان اتزانه فتتقاذفه هذه الأرواح من مكان إلى أماكن فيسقط في غمارة كلية بعد فقده للنور الحقيقى هذه هي قصة الغضب . ٨ - فأبتعد عن هذه الروح الشريرة وتمنطق بطول الأناه التي يحبها الرب ولا تنس هذه الوصية ، وإذا حفظتها وحفظت غيرها من الوصايا التي سأوصيك تتقوى وتتشدد ويتشدد معك كل الذين يسيرون على طريقها .
الوصية السادسة 
I أوصيتك في الوصية الأولى أن تحافظ على الإيمان والمخافة والعفة . قلت : نعم . قال : أريد الآن أن أبين لك إمكانتها لتدرك الأفعال والقوى التي تتمتع بها . أن قواها مزدوجة تتحرك بأتجاه العدل وبأتجاه الظلم .
٢ - فآمن أنت بالعدل ولا تؤمن بالظلم لأن العدل مستقيم أما الظلم فمعوج . اسلك أنت الطريق المستقيم واترك المعوج . ٣ - الطريق المعوج لا معابر فيه . أنه صعب السلوك كثير المزالق وعر وشائك يضر الذين يسلكونه . ٤ - أما الذين يسلكون الطريق المستقيم السوي فأنهم يسلكونه دون أن تصطدم بحجر رجلهم . لا وعوره فيه ولا مزالق ارأيت أنه من الأفضل أن تسلك هذا الطريق ؟ . ٥ - قلت : يعجبني يا سيد أن أسلك هذا الطريق . قال : لا أنت وحدك بل أولئك الذين يعودون إلى المخلص .
II قال أصغ إلى ما أقوله لك عن الإيمان . مع الإنسان ملاكان ، ملاك العدل وملاك الشر . ٢ - قلت : كيف يمكنني أن أميز بين فعل كل منهما ماداما يعيشان فيَّ؟
٣ - قال : أصغ إليَّ فتفهم . أن ملاك العدل لطيف وحِبي ووديع وهادئ . عندما يدخل قلبك يتكلم معك فوراً عن العدل والعفة والشرف والقناعة  عن كل عمل صالح وعن كل فضيلة مجيدة . عندما تشعر أن هذه الأمور قد ملأت قلبك فأعلم أن ملاك العدل يقطن فيك لأن ملاك العدل لا يفعل غير ذلك . فآمن به وثق بأعماله . ٤ - أما ملاك الشر فهو قبل كل شيء غضوب ومر وجاهل وأعماله شريرة تدمر عبيد الله . عندما يدخل إلى قلبك تستطيع أن تعرفه فوراً من أعماله . ٥ - قلت كيف أستطيع أن أميزه عن ملاك العدل ؟ قال : أصغ جيداً . عندما تشعر بالتذمر والمرارة فأعلم أن الشيطان يقطن فيك وعندما تشعر برغبات مضطربة ويستولي عليك جنون التبذير والأنفاق على الملبس والمأكل والمشرب وتندفع وراء الملذات العابرة والفجور وعندما تشعر بأنانيتك وكبريائك وطمعك تتحرك بعنف في داخلك ، عندما تشعر ما هو مماثل لهذه الأمور فأعلم أن شيطان الظلم يعيش فيك . ٦ - فابتعد عنه ولا تصدقه لأن أعماله مضرة بعبيد الله . ارأيت فعل كل واحد منهما ؟ أعرف ذلك وآمن بملاك العدل . ٧ - ابتعد عن ملاك الظلمة الذي تعاليمه تضر من جميع الوجوه . الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة يتركان هذه الأفكار الشريرة ولا يسمحان أن تدخل قلبيهما لئلا يقعا في الخطيئة .
٨ - إذا فكر الرجل والمرأة بأعمال ملاك العدل في قلبيهما فأنهما يعملان أعمالاً صالحة حتى ولو كانا مجردين من كل صفات الخير . ٩ - ارأيت أن الخير هو أن ترتبط بملاك العدل وتتنكر لملاك الظلمة ؟ . ١٠ - هدف هذه الوصية تثقيفك في الإيمان ونموك في أعمال ملاك العدل . أنك إذا طبقت أعماله تحيا في الله . كن واثقاً أن أعمال ملاك الظلم هي خاطئة وبتجنبك لها تعيش لله .

الوصية السابعة 
تابع الراعي كلامه فقال : أخش الرب وحافظ على وصاياه التي تقويك في كل أمورك ولن يكون مثيل لأعمالك . إذا خشيت الرب فأعمالك كلها صالحة ومثل هذه الخشية يجب أن تخشى لتخلص . ٢ - لا تخش الشيطان إذا خشيت الرب فخشيتك للرب تجعلك تسيطر على الشيطان . لا قوة للشيطان ولا مخافة ، القوة الممجدة والخشية هما للرب . من لا قوة له فهو محتقر من الجميع . ٣ - خَف من أعمال الشيطان لأنها شريرة لكنك إذا خشيت الله فأنك تبتعد عما يوسوس لك به الشيطان . ٤ - الخوف خوفان . إذا شعرت انك تخاف الشيطان وتنقاد إلى أعماله فأخش الله تبتعد عن أفعال الشيطان . إذا أردت أن تفعل الخير فاخش الله حتى تفعله . لأن خوف الله قوي وعظيم وممجد . أخش الله تحيا فيه لأنه يحيا في كل من يخافونه . ويحفظون وصاياه . ٥ - لماذا قلت يا سيد أن الذين يحفظون وصايا الله يحيون فيه ؟ قال : لأن كل الخليقة تخشى الرب ولكن الجميع لا يحفظون وصاياه. فالذين يخشون الله ويحفظون وصاياه تكون لهم حياة في الله . أما الذين لا يحفظون وصاياه فلن تكون لهم حياة في ذاتهم 

الوصية الثامنة 
قال الراعي : لقد قلت لك أن مخلوقات الله على نوعين والعفة أيضاً على نوعين . هناك أمور يجب أن نعف عنها وأمور يجب ألا نعف عنها . ٢ - قل لي يا سيد ما هي الأمور التي يجب أن نعف عنها والأمور التي لا يجب . قال : يجب أن نبتعد عن الشر ونعف عن فعله أما الصلاح فلا يجوز أن نعف عن فعله . أننا إذا عففنا عن فعل الخير فأننا نرتكب خطيئة كبرى . فاعلوا الخير يعفون عن فعل الشر بفعلهم للخير . ٣ - قلت : ما هي الشرور التي يجب أن نعف عنها ؟ قال الراعي : يجب أن نعف عن الزنى ، والفجور والعربدة والتنعم الشرير والملذات البطالة والفخفخة والغنى والتباهي والتعالي والكبرياء والكذب والإغتياب والرياء والحقد والشتيمة.
٤ - هذه الأمور هي شريرة في حياة الإنسان . على خدام الله أن يعفوا عنها وبدون هذا التعفف لا يمكنهم أن يحيوا في الله . وهاك ما ينتج عن هذه الشرور .
٥ - هناك شرور أخرى يجب أن نعف عنها أيضاً كالسرقة والخداع وشهادة الزور والطمع والرغبة الشريرة والمجد البطال والعجرفة وكل ما يشبه ذلك . ٦ - قال الراعي ألا ترى أن هذه الأمور شريرة جداً لعبيد الله ؟ عليك أن تعف عن كل هذه الأمور لكي تحيا في الله . ٧ - الأمور التي لا يجب أن تعف عنها هي الخير . لا تعف عن فعل الخير . ٨ - قلت : قل لي يا سيد ، ما هي القوى الخيرة التي يجب أن أسلك بموجبها حتى أخلص ؟ قال الراعي : إليك ما يجب أن تفعل . ٩ - قبل كل شيء يجب أن تؤمن وتخاف الله وتحبه . وأن تكون صادقاً في كلامك . محباً للحقيقة صبوراً أليفاً . لا شيء كالإيمان ومخافة الله ومحبته ولا شيء كالحقيقة والصبر والألفة . أنها أفضل الأشياء وأصلحها للإنسان إذا حافظت عليها وفعلتها تكون مغبوطاً في حياتك . ١٠ - من هذه الفضائل الصالحة تنبع هذه الصفات ، خدمة الأرامل وزيارة الفقراء والمحتاجين وإنقاذ عبيد الله من ثقل حاجاتهم ومحبة الغرباء ( أن محبة الغرباء تقود إلى الفضيلة ) وعدم الخصام مع الآخرين وتكريم الشيوخ وارتفاعك فوق العالم وتطبيقك لسنن العدل والحفاظ على الأخوة واحتمال الأسى وتعزية النفوس المعذبة واحتمالك للذين يتنكرون للإيمان ورأفتك بهم وعملك على أعادتهم لحظيرته . ١١ - ألا ترى أن هذه الأعمال صالحة ؟ قلت : نعم يا سيد . قال : سر أذن حسب هذه الوصايا وحافظ عليها . ١٢ - إذا فعلت الصلاح تحيا في الله ويحيا أيضاً أولئك الذين يفعلون الخير مثلك من حافظ على وصايا الله وسلك الطريق التي يرسمها يحيا في الله .
الوصية التاسعة
تابع الراعي كلامه وقال : أبعد عن نفسك الشك ولا تتردد في أن تطلب من الله بحجة أنك أخطأت خطايا كثيرة . ٢ - لا تفكر هكذا بل عُد إليه وأطلب منه بقلبك وفكرك ولا تتردد فترى أنه لن يتركك برحمته وستعرف مدى هذه الرحمة . ٣ - ليس الله كالإنسان أنه لا يحقد ولا يضمر شراً ولا يحمل ذكرى شريرة ، لا مكان عنده للحقد ، أنه برئ من كل حقد وشفوق على خليقته .
٤ - فنق قلبك من أباطيل هذا الجيل ومن الشرور التي استولت عليك سابقاً وأطلب من الرب فيعطيك كل شيء ولن يرفض طلبتك شرط أن تطلب منه بدون تردد . ٥ - إذا تسلل الشك إلى قلبك فلن تنال شيئاً . الذين يشكون يملكون نفوساً مزدوجة ولا ينالون شيئاً مما يطلبونه . ٦ - أما الذين يطلبون واثقين فأنهم ينالون ما يريدون لأن صلاتهم تخلو من التردد والشك . لا يخلص أولئك الذين يشكون بخلاصهم . ٧ - نقِ نفسك من الشك وألبس الإيمان فأنه قوي . آمن بصلابة أن الله سيقبل صلاتك التي توجهها إليه . لا تشكن قط في الله إذا أنت طلبت منه ولم تتحقق طلبتك سريعاً عدم السرعة في تلبية ما طلبت منه دليل على أنك أقترفت أثماً أخر الله عن أستجابة طلبتك . ٨ - لا تتوقفن عن الطلب فالله سيحقق رغبتك شريطة أن تكون صلاتك صادقة وعميقة بعيدة عن كل شك . ٩ - إياك والشك فأنه خطر مميت يقتلع الإيمان الشك هو إبن الشيطان ويسبب دمار خدام الله . ١٠ - دُس على الشك حتى تلبس لباس الإيمان القوي . الإيمان يعد بكل شيء ويفلح في كل شيء ، أما الشك فأنه لا يؤمن حتى بذاته ويخفق في كل محاولة يقوم بها . ١١ - تابع الراعي كلامه وقال : ارأيت أن الإيمان يأتي من فوق من عند الله ويملك قدرة عظيمة ، أما الشك فيأتي من تحت ، من الشيطان ولا يملك أية قوة . ١٢ - تعلق أذن بالإيمان القوي وأبتعد عن الشك الذي لا قوة له . انك بهذا أنت والذين يقاسمونك هذه المشاعر تحيون في الله .

الوصية العاشرة 
I أطرد عنك الحزن فأنه أخ الشك والغضب . ٢ - قلت : كيف يمكن أن يكون أخوهما . يبدو لي أن الغضب شيء والشك شيء والحزن شيء آخر . قال : أيها الرجل الغبي ألا تدرك أن الحزن هو أشر الأرواح وأكثرها قساوة مع عبيد الله وإفساداً للإنسان . أنه يطرد الروح القدس وفي الوقت نفسه يخلص . ٣ - قلت : لا أدرك يا سيد كيف أن الحزن يطرد الروح القدس وفي الوقت نفسه يخلص . ٤ - قال : أصغ ؛ هناك أناس لا يفتشون عن الحقيقة ولا يبحثون عن الأمور الإلهية بل يؤمنون فقط . همهم الأعمال والثروة والصداقات مع الأمم وأمور هذا الجيل . هؤلاء العبيد لأباطيل الدنيا لا يمكنهم أن يفقهوا الأمثال المتعلقة بالإلهيات . اهتماماتهم الدنيوية تعميهم وتفسد أرواحهم وتيبسها . 
ه - الكرمة الصالحة إذا أُهملت رعاها الشوك والأعشاب الخبيثة ، وكذلك المؤمنون إذا هم غرقوا في المهام التي سبق وذكرتها فأنهم يفقدون كل خاصة من خاصات التفكير ولا يعون شيئاً عن الأمور الإلهية إذا خاطبهم أحد بالأمور الإلهية لا يصغون لأن عقولهم منهمكة في الأمور الدنيوية . ٦ - أما الذين يخافون الله والذين يحاولون أن يعوا الأشياء الإلهية والحقيقة ، الذين يرفعون قلوبهم إلى فوق هؤلاء يعون بسرعة ما يقال لهم لأن خوف الرب مستقر فيهم والذكاء لا يقوم إلا حيث يكون الله . فألتصق بالرب فتعي وتدرك كل شيء .
II قال الراعي : تعلم أيها الرجل الغبي كيف يطرد الحزن الروح القدس ويخلص أيضاً . ٢ - عندما يخفق الإنسان في عمل من الأعمال يغزو الحزن قلبه فيُحزن الروح القدس ويطرده . ٣ - ثم يأتي الغضب ويستولي عليه لسبب من الأسباب ويجعله خارج ذاته وهنا يدخل الحزن في قلب الغضوب ويلتصق به فيندم على ما فعله . ٤ - هذا النوع من الحزن عمل نوعاً من التوبة وهو خلاصي لأنه يوحي بالندامة والتوبة وفي كلتا الحالتين يحزن الروح . في حالة الشك لأنه أخفق ، وفي حالة الغضب لأنه فعل شراً . الشك والغضب كلاهما يحزنان الروح القدس . ٥ - فأبعد عن قلبك الحزن ولا تزعج الروح القاطن فيه خوفاً من أن يستدعي الله ضدك ويتركك . ٦ - لأن روح الله القاطن فيك لا يتحمل الحزن ولا الإنزعاج .
III ألبس لباس البهاء المقبول والمحبوب جداً عند الله وتنعم به . كل إنسان بهي يفعل الصلاح ويفكر جيداً يدوس على الحزن . ٢ - الرجل المكتئب يتصرف تصرفاً غير لائق . يفعل الشر لأنه يُحزن الروح القدس المُعطى إلى الإنسان بكمال البهاء . يفعل الأثم لأنه لا يصلي ولا يعترف له بخطاياه . ٣ - قلت : لماذا لا تصعد صلاة المكتئب إلى مذبح الرب ؟ قال : لأن الحزن يستقر في قلبه . الحزن إذا إمتزج بالصلاة يمنعها من الصعود نقية . الخل إذا امتزج بالخميرة الجيدة يفسدها وكذلك الصلاة إذا امتزجت بالحزن والغم تفسد . ٤ - فنق قلبك من هذا الحزن المميت فتحيا في الله أنت وكل من يشارك في هذه النقاوة ، أي الذين طرحوا لُباس الحزن ولبسوا لُباس الفرح .

الوصية الحادي عشر
أراني الراعي أناساً فوق مقعد ثم أراني رجلاً آخر يجلس فوق كرسي . قال : أترى الرجال الجالسين فوق المقعد ؟ قلت : نعم . قال : أنهم المؤمنون . أما الرجل الجالس فوق الكرسي فهو نبي كاذب . ٢ - خال من كل قوة روحية يخاطبهم حسب رغباتهم الشريرة ويجيبهم بما يحقق لهم هذه الرغبات . ٣ - أنه إنسان فارغ يخاطب الفارغين بفراغهم ويهبهم كما يريدون وما يطلبون في سؤالاتهم . في بعض الأحيان يتكلم بالحقيقة . الشيطان الذي يملأه بروحه هو الذي يخاطبهم محاولاً أن يوقع بعض الصالحين . ٤ - أن أقوياء الإيمان ، المتشحين بأثواب الحقيقة لا يلتصقون بهؤلاء ، بل يلتصق بهم ضعاف الإيمان والمترددون الذين تكثر توبتهم وهؤلاء بما أنهم يستعملون التنجيم يخطئون أكثر من الأمم. من استفتى نبياً كاذباً فهو أكثر من وثني فارغ من كل حقيقة وغبي . ٥ - من فيه روح الله لا يسأل ويتكلم من عنده لأنه قوي . ٦ - أما الروح الذي يسأل فهو روح ترابي خفيف ضعيف . ٧ - قلت : كيف نميز بين النبي الكاذب والنبي غير الكاذب ؟ قال : من حياة المرء نستطيع أن نميز النبي الكاذب والنبي الحقيقي . ٨ - من كان فيه روح الله فروح الله يأتي من فوق ، يكون لطيفاً متواضعاً يهرب من الشر ومن الرغبات البطالة ويجعل نفسه دون هذا الجيل . لا يجيب على سؤال ولا يتكلم إلا علانية . الروح القدس لا يعطي وزناً لرغبات البشر ولا يتكلم إلا عندما يريد الله منه . ٩ - عندما يدخل الإنسان الذي فيه روح الله إلى مجلس الصالحين المؤمنين بالله ، يصلي المجلس فتتحرك روح النبوة فيه ويملأه ويتكلم إيمانه أمام الجميع كما يأمره الرب . ١٠ - بهذا نعرف النبوة الحقيقية من النبوة الكاذبة ومن قوتها نعرف الألوهة الموحية . ١١ - قال الراعي : إليك عن الأرواح الفارغة الأرضية التي لا قوة لها والغبية . ١٢ - مالك هذه الأرواح يتعالى ويطلب التصدر في المجالس وتبدو عليه فوراً القحة والثرثرة . يعيش في وسط الملذات ويغرق في أنواع من الآباطيل ويتناول أجراً بدلاً عن تنبؤاته . لا يمكن أن يفعل ذلك محبو الله . أن الأنبياء الذين يفعلون ذلك هم أنبياء أرضيون كذبة . ١٣ - هؤلاء لا يقتربون من مجالس الصديقين بل يتحاشونها ويلتصقون بالمترددين الفارغين الذين يتنبأون في المنعطفات والزوايا ويخدعونهم ويماشون رغباتهم البطالة بكلام بطال يقولونه . الإناء الفارغ إذا وضع مع الأواني الفارغة لا يخشى من كسره لأنه قائم بين أوان تشبهه . ١٤ - بينما الرجل الذي يحمل روحاً نبوياً كاذبة فإن روحه ينكشف فوراً عند دخوله مجلس الصالحين . إذا أبتدأ المجلس بالصلاة ظهر بطلانه وفراغه . يستولي على الروح الأرضي الرعب فيهرب من صاحبه ، وصاحبه يصبح أبكم لا يجسر على أن يتفوه بكلمة .
١٥ - لو وضعت في القبو أوعية من الخمرة والزيت ووضعت بينها وعاء فارغ ثم أردت أن تفرغ القبو من محتوياته فانك لوجدت أن الوعاء الفارغ بقى فارغاً كذلك الأنبياء الفارغون يبقون كما هم فارغين عندما يجلسون في مجالس الصديقين . ١٦ - هذا هو الفرق بين النوعين من الأنبياء فأحكم أنت على من يدعي النبوة من أعماله . ١٧ - ثق بالروح الذي يأتي من الله وأبتعد عن الروح الذي يأتي من الأرض ، أنه روح لا قوة له ويأتي من الشيطان . ١٨ - أنتبه إلى المقارنة التي سأسوقها لك . خذ حجراً وأرفعه إلى السماء أو حقنة وأحقنها أيضاً في السماء . أيستطيع الحجر أن يصل إلى السماء ؟ أتستطيع الحقنة أن تثقبها ؟ . ١٩ - قلت : لا ، أنه لا يمكن أن يحدث ذلك أنك تتكلم عن أمور مستحيلة . قال : أن ضعف الروح الأرضي كأستحالة ما تكلمت عنه . ٢٠ - القوة التي تأتي من فوق هي الحقيقة . أن حبة صغيرة من البرد إذا نزلت وسقطت فوق الرأس تؤلمه بالرغم من صغرها . ونقطة الماء المنحدرة من فوق تثقب الصخر . ٢١ - فثق بالروح الآتي من فوق وابتعد عن الروح الأرضية فالروح الآتي من فوق قوي أما الثاني فعاجز .
الوصية الثانية عشر 
I قال لي الراعي : أبتعد عن الرغبة الشريرة وألبس الرغبة الصالحة المكرمة ، فبلبسك هذه الرغبة تكره الرغبة الخبيثة وتلجمها . ٢ - الرغبة الشريرة رغبة وحشية ويصعب جعلها أليفة . أنها مخيفة ووحشية جداً وتستهلك الإنسان وخصوصاً إذا سقط فيها أحد عبيد الله ولم يكن عاقلاً . أنها تستهلكه بقسوة وتستهلك كل الذين لا يتمنطقون بالرغبة الصالحة بل يغرقون في هذا الجيل . أنها تسلمهم إلى الموت .
٣ - قلت : ما هي يا سيدي أعمال الرغبة الشريرة التي تسلم الإنسان إلى الموت ؟ دعني أعرفها حتى ابتعد عنها . قال إليك الأعمال التي تعملها الرغبة التي تميت عبيد الله .
II قبل كل شيء إياك ورغبة المرأة الغريبة وفخفخة الثروة والتنعم بالباطل والسكر وكل شهوة والملذات الكثيرة الصبيانية . كل لذة هي فارغة بالنسبة لعبيد الله لأنها أبنة الشيطان . ٢ - يجب أن نبتعد عن الرغبات الشريرة فبأبتعادنا عنها نحيا في الله . ٣ - أولئك الذين لا يبتعدون عنها ولا يقاومونها ينقادون في النهاية إلى الموت لأن هذه الرغبات مميتة . ٤ - عليك إذاً أن تلبس رغبة العدل وتتسلح بخوف الله وتقاوم الشهوات لأن خوف الله يقطن في الرغبة الصالحة . الرغبة الشريرة إذا رأتك مسلحاً بخوف الله تولي هاربة ولا تجسر قط أن تظهر أمامك إذا رأتك  مستعداً لمقاومتها . ٥ - حينئذ تلبس رأسك إكليل الظفر . فأقترب من الرغبة الصالحة ، وبعد أن تقدم لها المديح اللائق كرس نفسك لها وضع نفسك تحت تصرفها وهكذا تستطيع أن تسيطر على الرغبة الشريرة وتتحكم بها وفقاً لإرادتك .
III قلت أريد يا سيد أن أعرف كيف يمكنني أن أخدم الرغبة الصالحة . قال الراعي : مارس الفضيلة والعدل وأسلك طريق الحق وخوف الله والإيمان والوداعة وكل ما يدعى بصالح . إذا فعلت ذلك فأنت العبد الصالح لله تحيا معه ويحيا كل من يجند نفسه لخدمة الله .
٢ - بعد أن أنهى الراعي وصاياه الأثنى عشرة قال : إنك تعرف هذه الوصايا فاسلك وفقاً لها وعلم الآخرين أن يسلكوا كذلك وأطلب أن تكون توبتهم طوال حياتهم نقية خالصة . ٣ - أتم هذه الخدمة التي أُلقيها عليك بجدٍ وإذا ما عملت جاهداً فأنك تقوم بعمل عظيم وستجد نعمة عند أولئك الذين سيتوبون وسيثقون بكلامك وأني سأكون معك وسأجبرهم على الإعتقاد بك . قلت : يا سيدي أن هذه الوصايا عظيمة وصالحة وممجدة ويمكنها أن تفرح القلب ، قلب الإنسان الذي يستطيع أن يحافظ عليها . لكني لا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يحافظ عليها لأنها صارمة جداً . ٥ - أجابني قائلاً : إذا أعتقدت أنك تستطيع أن تحافظ فستحافظ ولن تكون صارمة بالنسبة لك . ٦ - أما إذا أهملتها ولم تحافظ عليها واعتقدت أنه يصعب على البشر أن يحافظوا عليها فلن تخلص لا أنت ولا أهل بيتك . بقولك أنك لا تستطيع أن تحافظ على الوصايا تدين نفسك وتحكم عليها حكماً قاطعاً .
IV قال لي ذلك غاضباً فآثار خوفي ورعبي . لقد تبدلت سحنته فصار إحتمال غضبه مستحيلاً . ٢ - ولما رآني على هذه الحالة من الجزع والإضطراب أخذ يكلمني بلطف ويقول : أيها الجاهل الغر القلق ألا تعرف كم هو مجد الله عظيم وقوي وعجيب . ألا تعرف أنه خلق العالم من أجل الإنسان وأخضع كل المسكونة له وأعطاه سلطاناً أن يسيطر على كل ما تحت السماء ؟ . ٣ - إذا كان الإنسان يسود على كل المخلوقات أيعجز عن السيطرة على هذه الوصايا ؟ من كان في قلبه حب الله يستطيع أن يسيطر ويسود على هذه الوصايا . ٤ - أما من كان الله . . . . الباقي من هذه المخطوطة مفقود .


لقراءة الجزء الثالث من هنا



لقراءة الجزء الرابع من هنا



لقراءة الجزء الأول من هنا

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu