بين يديك المثل التاسع وهو اكبر الامثال جميعاً ولطوله ولكي لا يتشتت القارئ جعلناه في جزء بمفرده مع المثل العاشر والمثل التاسع مليء بالتصويرات المخرجة بطريقة أدبية محببة تجعل من يبدأ في قرأته لا يهدأ حتى يتمه .
I بعد أن كتبت وصايا وأمثال الراعي جاء ملاك التوبة وقال لي : أريد أن أريك كل ما أراك الروح القدس الذي خاطبك تحت شكل الكنيسة . ٢ - بما انك كنت ضعيف الجسد لم يوح إليك بواسطة الملاك ولكن عندما تقويت روحيا وأصبحت مقتدراً وباستطاعتك رؤية الملاك ظهر لك الملاك آنذاك وأراك البرج عن طريق الكنيسة التي ظهرت لك بشكل عذراء ذات هيئة بهية مؤثرة أما الآن فالروح يريك بواسطة الملاك ويوحى إليك . ٣ - لذلك يجب أن تتعلم مني كل هذه الأسرار بصورة دقيقة . إذا كان الملاك المعظم قد أرسلني لأسكن بيتك فما ذلك إلا لتتأمل كل هذه الرؤى بصفاء روحي كامل لا بالخوف والرعب كما تفعل سابقاً .
٤ - قادني الراعي إلى جبل اركاديا إلى جبل لولبي وأجلسني فوق القمة وأراني سهلاً عظيماً تحيطه دائرة من اثنى عشر جبلاً ولكل جبل شكل خاص جداً . ٥ - كان الأول اسود والثاني عارياً لا عشب فيه والثالث مليئاً بالأشواك والعليق . ٦ - والرابع نصف معشوشب وكانت رؤوس الأعشاب خضراء والقسم القريب من الجذور يابساً وكانت الحرارة تيبس بعض الأعشاب . ٧ - والخامس معشباً ووعراً والسادس مليئاً بالحفر ، بعضها صغير وبعضها كبير وكان للحفر عشب لم يكن نضراً بل ذابلاً . ٨ - والسابع مليئاً بالأعشاب النضرة وكان بهياً وأنواع الحيوانات ترعى فيه والأعشاب تزداد نضارة كلما رعته . والثامن مليئاً بالينابيع ومخلوقات الله على مختلف أنواعها تشرب منها . ٩ - والتاسع بدون ماء مقفراً وفيه زحافات مميتة تفسد البشر . والعاشر فيه أشجار كبيرة وكانت قطعان الأغنام تستظل تحت ظلالها . ١٠ - والحادي عشر مغطى بغابة كثيفة من الأشجار المثمرة من مختلف الأنواع . يكفي أن ترى هذه الأشجار حتى تشتهي أن تأكل منها . والثاني جبلاً ابيض ومنظره يبعث إلى النفس السرور والعذوبة .
II أراني الراعي أيضاً صخرة بيضاء كانت تقوم مرتفعة في وسط السهل وكانت الصخرة أعلى من الجبال ومربعة تستطيع أن تسع كل العالم . ٢ - كانت الصخرة قديمة وبابها محفور في أحد جوانبها وقد ظهر لي الباب محفوراً حفراً حديثاً . كانت الصخرة اكثر لمعاناً من الشمس حتى أن أشعتها أثارت إعجابي . ٣ - كانت حول الباب اثنتا عشرة عذراء . أربعة منهن ، وهن أجملهن ، كن يقمن عند الزوايا أما الباقيات فكن يقفن بين كل زاويتين ، اثنتين اثنتين . ٤ - وكن يلبسن لباساً من الكتان ويأتزرن مآزر جميلة وكانت أكتافهن اليمنى مكشوفة كأنها أُعدت لحمل شيء ما وكن يقفن مستعدات فرحات . ٥ - بعد أن أراني كل هذه استولى علي عجب صامت . فالمشهد كان مثيراً ورائعاً وقد استولت على داخلي حيرة أمام رؤيتي للعذارى الناعمات اللواتي وقفن بنعومتهن وقفة رجولية كأنهن يتهيأن ليحملن السماء كلها . ٦ - فقال الراعي : ماذا خطر ببالك ولماذا تحتار وتفكر أفكاراً مزعجة ؟ لا تزعج نفسك بأمور لا تستطيع فهمها . أسأل الرب فيعطيك الوعي وتدرك كل ما ليس بإمكانك إدراكه . ٧ - انك لا ترى ما يقع وراء ظهرك بل انك فقط ما هو أمامك . لا تعذب نفسك حاول فقط أن تفهم ما تراه ودع الباقي جانباً . سأفسر لك كل ما تبقى .
III رأيت ستة رجال مقبلين بقاماتهم الطويلة ومشيتهم الرصينة وهيئتهم المتشابهة وقد استدعوا عدداً من الناس وهؤلاء أيضاً كانوا طوال القامة مشرقي الطلعة أقوياء وقد أمرهم الستة أن يبنوا فوق الصخر وفوق الباب برجاً وكان ضجيج الرجال الذين جاءوا لبناء البرج ضجيجاً عظيماً وكانوا يركضون هنا وهناك حول الباب . ٢ - وكانت العذارى اللواتي حول الباب يقلن للرجال أن أسرعوا في بناء البرج وكن يمددن أيديهن كأنهن يردن أن يستلمن شيئاً . ٣ - أما الرجال الستة فقد أمروا الباقين أن يقتلعوا من أعماق حجراً ويذهبوا به لبناء البرج فاقتلعوا عشرة أحجار مربعة براقة غير منحوتة . ٤ - كما أمروا العذارى اللواتي كن حول الباب أن يستلموا كل الحجارة المعدة لبناء البرج ويحملوها ويدخلوها من الباب ويسلموها إلى الرجال الذين اوكل إليهم أمر بناء البرج . ٥ - أستلمت العذارى الحجارة العشرة التي أستخرجت من أعماق البحر وتساندن جميعاً وتعاونَ على حمل الحجارة حجراً حجراً .
IV حافظت العذارى وهن ينقلن الحجارة على الترتيب الذي كن فيه حول الباب . فكانت العذارى اللواتي كن عند زوايا الباب يحملن الزوايا أما الباقيات فكن في الوسط حسب ترتيبهن السابق حول الباب وهكذا نقلن الحجارة كلها إلى داخل البرج كما أُمرن وسلمنها للبنائين وكان البناؤون يبنون بالحجارة التي تسلم لهم . ٢ - وكان بناء البرج يتم فوق الصخرة وفوق الباب وقد غطت الحجارة كلها بتلاحمها كل الصخرة التي صارت أساساً للبرج وقد حملت الصخرة البرج والباب .
٣ - بعد الأحجار العشرة استخرج من الأعماق خمسة وعشرون حجراً دخلت في البناء ودخلت إلى البرج كما دخلت الأحجار الأُول . ثم اُستخرج خمسة وثلاثون ضُمت أيضاً إلى البناء ثم اُستخرج أربعون واستخدمت في بناء البرج . لقد اصبح أساس البرج مؤلفاً من أربعة صفوف . ٤ - توقف استخراج الحجارة من الأعماق وتوقف البناؤون قليلاً عن البناء . ثم أمر الرجال الستة جموع الفعلة بجلب حجارة للبناء من الجبال . ٥ - فانطلقوا يحملون حجارة مختلفة الألوان وكانوا ينحتونها ويقدمونها إلى العذارى وهؤلاء كن ينقلنها داخل البرج عن طريق الباب ويسلمنها إلى البنائين . وعندما أخذت الحجارة ذات الألوان المختلفة مكانها في البرج تشابهت كلها وصارت بيضاء وفقدت ألوانها المختلفة وتنوعها وسط هذا الإنسجام . ٦ - إلا أن بعض الحجارة التي نقلها الفعلة فوراً إلى البنائين بقيت كما كانت خالية من أي لمعان . الحجارة التي لم تدخلها العذارى من الباب شوهت تناسق البرج . ٧ - وعندما رأى الرجال الستة ما أحدثته هذه الحجارة من تشويه أمروا برفعها من البرج وبإرجاعها إلى المكان الذي أخذت منه . ٨ - وقالوا للفعلة الذين ينقلون الحجارة . لا تحملوا انتم الحجارة للبنائين بل القوها عند البرج والعذارى هن اللواتي سينقلن ذلك للبنائين لأنها إذا لم تنقل إلى داخل البرج على أيدي العذارى عن طريق الباب فإنها لن تغير لونها.
لا تتعبوا باطلاً .
V في ذلك اليوم توقف البناء . قبل أن ينتهي البرج لابد من العودة إلى البناء الذي توقف . أمر الرجال الستة الفعلة بالإنسحاب ليستريحوا قليلاً أما العذارى فقد أمرهم الرجال أن يبقوا في مكانهن . قد بدا لي أن بقاء العذارى في مكانهن كان لحماية البرج . ٢ - عندما انسحب الفعلة من العمل قلت للراعي : لماذا لم ينه الفعلة البرج ؟ أجابني الراعي : انهم لا يستطيعون إتمامه ما دام سيده لم يأت بعد لفحص البناء ولطرح كل حجر لا يراه صالحاً ، فالبرج يبنى وفق إراداته . ٣ - قلت للراعي : أريد أن أعرف ما يعنيه هذا البرج والصخرة والباب والجبال والعذارى والحجارة التي استخرجت من أعماق المياه ولم تنحت بل أُدخلت كما هي . ٤ - لماذا وضعت الأحجار العشر في الأساس ثم الخمس والعشرين ثم الخمس والثلاثون فالأربعون ؟ ماذا تمثل هذه الحجارة التي وضعت في البناء ثم أُعيدت إلى حيث كانت؟
أرجوك يا سيد أن تفسر لي كل ذلك فتريحني .
٥ - إذا لم يكن البُطل يثيرك فانك ستعرف كل شيء . بعد أيام سنعود إلى هنا وسترى الحوادث التي سيكون مسرحها البرج وستدرك معنى كل هذه الرموز إدراكاً كاملاً . ٦ - بعد أيام قلية عدنا إلى المكان ذاته حيث كنا جالسين فقال الراعي : هيا بنا لنذهب إلى البرج لأن سيده سيأتي لفحصه ولم يكن هناك غير العذارى . ٧ - سألهن الراعي إذا كان سيد البرج قد أتى فأجبن أنه على وشك القدوم لفحص البناء .
VI بعد مضي وقت قليل رأيت جمعاً من الرجال يتقدمون وكان في وسطهم رجل كان طوله يفوق علو البرج . ٢ - وكان الرجال الستة الذين كانوا في البرج يرافقونه منهم عن اليمين ومنهم عن اليسار مع عمال البرج وكان عدد من الرجال العظام يحيطون به . أما العذارى اللواتي كن عند الباب فقد أسرعن للقائه فقبلنه وأخذن يسرن بالقرب منه وهو يطوف حول البرج . ٣ - ففحصه حجراً حجراً . وكان يحمل عصي يضرب بها كل حجر من أحجار البرج . ٤ - وكانت بعض الأحجار تظهر سوداء تحت ضربات العصي ومشققة وبعضها لا سوداء ولا بيضاء وبعضها مبتور وبعضها مضلعة لا تشابه الحجارة الأخرى وبعضها ملطخة غير صالحة للبناء . ٥ - فأمر السيد أن ينتزع هذه الحجارة من البرج وتوضع تحت أقدام البرج وان يؤتى بحجارة معده لتحل محل الحجارة المنزوعة
٦ - لم يأمر أن تؤتى بالحجارة من الجبل بل من سهل قريب . ٧ - فانشق السهل وظهرت حجارة براقة مربعة وكان بعضها مستديراً . جيء بكل الحجارة التي كانت في ذلك السهل وحملتها العذارى . ٨ - وقد نحتت الحجارة المربعة ووضعت في المكان الذي نُزعت منه الحجارة المرفوضة .
أما الحجارة المستديرة فلم توضع في البناء لأنها كانت صلبة وصعبة النحت ويحتاج نحتها وقتاً طويلاً بل وضعت عند أقدام البرج لتنحت فيما بعد وتوضع في البناء وكانت شديدة اللمعان .
VII بعد أن أتم الرجل العظيم وسيد كل البرج كل هذا استدعى الراعي وسلمه كل الحجارة الكائنة تحت أقدام البرج وقال له . ٢ - نق هذه الحجارة تنقية جيدة وأضفها إلى البرج . اما التي لا توافق فإلقها بعيداً عنه . ٣ - أمر الراعي ثم ترك المكان مع من جاء معه وبقيت العذارى حول الباب لتحميه . ٤ - قلت للراعي : كيف يمكن أن تصلح هذه الحجارة للبناء بعد أن أُلقيت كحجارة غير صالحة ؟ فأجابني : أترى هذه الحجارة ؟ قلت نعم يا سيد . قال : أني سأنحتها وسأدخلها في البناء وستنسجم كلياً مع حجارة البرج . ٥ - قلت : كيف يمكن لهذه الحجارة بعد صقلها أن تملأ مكاناً كالمكان السابق ؟ أجاب : الحجارة التي نجدها صغيرة نضعها في الجدار الداخلي أما الحجارة الكبيرة فتوضع في الجدار الخارجي فتمسك بالحجارة الداخلية . ٦ بعد هذا الجواب تابع الراعي وقال : هيا بنا وسنعود إلى هنا بعد يومين لتنقية الحجارة ولوضعها في البرج لأن كل جوار البرج يجب أن ينظف خوفاً من أن يأتي السيد فجأة فيجده وسخاً فيغضب وفي هذه الحالة لن تدخل هذه الحجارة إلى البرج وسأكون مقصراً في نظر المعلم . ٧ - بعد يومين رجعنا إلى البرج فقال لي الراعي : لنفحص كل الأحجار ولنرى الصالح منها للبناء قلت : فلنفحص يا سيد .
VIII ابتدأنا بفحص الأحجار السوداء فوجدناها كما كانت عندما نُزعت من البرج فأمر الراعي أن تبعد وتوضع في مكان على حده . ٢ - ثم فحص الحجارة المغبرة فنحت عدداً كبيراً منها وأمر العذراى فحملتها إلى داخل الجدران أما ما تبقى فأمر أن توضع مع الحجارة السوداء لأنها كانت سوداء . ٣ - ثم فحص الحجارة المشققة فنحت أكثرها وأمر العذارى بإدخالها إلى البرج وقد وضعت في القسم الخارجي منه لأنها كانت سليمة . أما ما تبقى فقد كانت صعبة النحت لكثرة ما فيها من الشقوق فأُعتبرت غير صالحة للبناء .
٤ - ثم جاء دور الحجارة المبتورة فوجد أن الكثير منها كان قد اِسود وبعضها قد تشقق فأمر أن توضع في المكان الذي وضعت فيه الحجارة المرفوضة . أما ما تبقى فقد نقلتها العذارى . بعد أن نقاها الراعي، إلى البناء الداخلي من جدران البرج لأنها لم تكن صلبة . ٥ - ثم فحص الراعي الحجارة النصف بيضاء والنصف سوداء فوجد أن القسم الأكبر منها قد اِسود كله فأمر بوضعها مع الأحجار المرفوضة . أما ما تبقى فقد حملته العذارى بأيديهن ووضعنه في داخل البرج لأنه كان كله أبيض . وضعنه في الجدران الخارجية لأن الحجارة كانت سليمة تستطيع أن تمسك بالحجارة التي في الوسط ولم تبتر واحدة منها . ٦ - ثم فحص الراعي الحجارة القاسية الصلده . القليل منها وضع مع الحجارة المرفوضة لعدم إمكان نحتها بسبب قساوتها الشديدة والبعض نحت ووضع بأيدي العذارى داخل البرج لأنها كانت ضعيفة . ٧ - ثم فحص الراعي الحجارة الملطخة فرفض القسم القليل منها لأنها اسودت أما ما تبقى فكان يلمع ولم يصب بأذى وقد وضعت في القسم الخارجي من البرج بسبب متانتها .
IX ثم أخذ الراعي يفحص الحجارة البيضاء الكروية وقال لي : ماذا يجب أن نفعل بهذه الحجارة ؟ قلت : أنيَّ لي أن أعرف يا سيد . قال : ألا تعرف شيئاً ؟ . ٢ - قلت : أنا لست بنحات للحجارة وأجهل هذا الفن جهلاً تاماً . ألا ترى أن هذه الحجارة مستديرة جداً وسيقطع منها الكثير إذا أردنا جعلها غير مستديرة ؟ ضروري جداً أن يكون بعضها في البناء . ٣ - قلت : لماذا تتعب نفسك أيها السيد ؟ إذا كان ضروري أن يكون بعضها في البناء فاختر للبناء الحجارة اللامعة فأختار الصالح منها فأخذتهن العذارى ووضعتها في القسم الخارجي من البرج . ٤ - وما تبقى حمل إلى السهل حيث كانت أولاً ووضعت كاحتياط ولم ترفض وقد قال الراعي ينقص البرج شيء والسيد يريد أن تدخل الحجارة إلى البرج للمعانها الخارق.
٥ - فدعيت اثنتي عشرة امرأة من الجميلات الخلق لابسات البسه سوداء عاريات الأكتاف محلولات الشعور وقد شعرت أنهن متوحشات فأمرهن الراعي أن يحملن الأحجار المرفوضة من البرج ويرجعنها إلى الجبل من حيث قطعت . ٦ - وبعد أن رفعت كل الأحجار من حول البرج ولم يبقى شيئاً قال الراعي : هيا بنا لنطوف حول البرج لنرى إذا كان هناك أي نقص . فطفت معه حول البرج .
٧ - عندما رأينا روعة البناء امتلأ الراعي سروراً .
في الواقع كان منظر البرج رائعاً يملأ النفس برغبة سكناه ، كان كأنه حجر واحد لا ترى فيه شقاً فكأنه . قطع من صخرة واحدة أو كأنه الصخرة ذاتها .
X كنت أسير معه وكان السرور يملأني . قال الراعي : أذهب واحمل لي كلساً وأصدافاً لكي تستبدل الحجارة المشوهة في البناء ، فمن الضروري أن يكون محيط البرج في لحمه كاملة .
٢ - ففعلت كما أمرني وحملت له ما أراد فقال لي الراعي : اعني حتى ننهي العمل سريعاً . فسد الراعي الثقوب في البرج ورتب أشكال الحجارة الموضوعة في البناء ثم أمر بتنظيف ما حول البرج . ٣ - فأخذت العذارى مكانس وكنسوا كل ما حول البرج من أوساخ وغسلوه بالماء فصار المكان لماعاً . ٤ - فقال لي الراعي : لقد صار الآن كل شيء نظيفاً . إذا جاء المعلم ليفتش البرج فأنه لن يعثر على شيء يدعو إلى التوبيخ . ٥ - عندما انتهى من كلامه أراد أن يرحل فامسكته بجرابه واستحلفته بالرب ليفسر لي ما رأيته . فقال لي : أني مشغول وسأفسر لك ذلك فيما بعد . انتظر عودتي . ٦ - قلت له : ما هو عملي يا سيد هنا ؟ أني وحيد . قال : انك لست وحدك ما دامت العذارى هنا . قلت : عرفهن بي على الأقل . فدعاهن الراعي وقال لهن : أني أسلمكن هذا الرجل كأمانة حتى عودتي . ٧ - بعد أن قال هذا ذهب وبقيت وحيداً مع العذارى . سرت العذارى بي واظهرن كل لطف ، خصوصاً العذارى الاربع الكبريات .
XI قالت لي العذارى : أن الراعي لن يعود اليوم إلى هنا . قلت : ماذا سأفعل . انتظر حتى المساء لانه سيعود ليتفاهم معك وإذا لم يأت فستبقى معنا حتى عودته . ٢ - قلت أني سأنتظره حتى المساء فإذا لم يعد فأني سأذهب إلى بيتي لأعود في اليوم الثاني . انك أمانة في أيدينا انك لا تستطيع أن تغادر المكان . ٣ - أين سأبقى ؟ ستبقى معنا لا كزوج بل كأخ . سنقطن معك لأننا نحبك كثيراً . استولى علي الخجل عندما سمعت بأنهن سيقطن معي . ٤ - أخذت الاولى تغمرني بقبلاتها . عندما رأت الباقيات ما فعلته الأولى أخذت بدورهن يغمرنني بقبلاتهن ويطوفن بي حول البرج ويدعبنني . ٥ - شعرت أن الشباب قد عاودني فاشتركت معهن بألعابهن فرقص البعض وشدا البعض وعزف البعض الآخر وكنت أنا صامتاً أدور معهن حول البرج وأشاركهن أفراحهن . ٦ - عندما أقبل المساء أحببت أن أعود إلى بيتي فلم يتركنني واحتفظن بي فبقيت ونمت تحت أقدام البرج . ٧ - فرشت العذارى أوشحة من كتان وجعلنني في وسطهن ولم يفعلن شيئاً غير الصلاة وكنت أصلي معهن بدون انقطاع ولم اكن بأقل منهن صلاة وقد فرحت العذارى إذا رأونني اصلي . بقيت هناك مع العذارى حتى اليوم الثاني وحتى الساعة الثانية . ٨ - ثم حضر الراعي وكنت مسروراً ببقائي معهن . وقال لي : ماذا كان عشاؤك ؟ تعشيت يا سيد طوال الليل من كلام الرب .
٩ - قال : من أين تريد أن ابدأ لأفسر لك ؟ قلت : فسر لي الأمور حسب سؤلاتي . قال : أني ساوضح لك كل ما تريده ولن اخفي عنك شيئاً
XII قل لي أولاً ما معنى الصخرة والباب ؟ قال الراعي : أن الصخرة والباب هما ابن الله . قلت ، كيف ذلك يا سيد فالصخرة قديمة والباب جديد ؟ قال : اسمع وافهم أيها الفاقد الفهم . ٢ - أن ابن الله هو قبل كل خليقة وكان مستشار أبيه في عمل الخليقة لذلك فهو عتيق . قلت : لماذا أرى الباب جديداً ؟ . ٣ - لأن ابن الله ظهر في الأيام الأخيرة من انتهاء العالم وقد عمل ليدخل معه إلى الملكوت السماوي الذين يخلصون . ٤ - قال الراعي : الاحظت كيف أن الحجارة التي دخلت من الباب قد قُبلت في البناء بينما رُفضت كل الحجارة التي لم تدخل منه من حيث أتت . قلت نعم يا سيد .
قال الراعي : لن يدخل إلى الملكوت السماوي إلا الذين حملوا اسم ابنه . ٥ - أيمكنك أن تدخل إلى مدينة مسورة لها مدخل واحد من مدخل آخر ؟
قلت : لا . قال الراعي : لا يمكن لأحد أن يدخل إلى الملكوت السماوي إلا من الباب الذي هو يسوع المسيح ابن الله الحبيب . ٦ - ارأيت الجماعة التي تشتغل في بناء البرج ؟ قلت : نعم يا سيد . قال : هؤلاء الفعلة هم الملائكة المجيدون . رفع البرج على أيديهم . الباب هو ابن الله ، انه المدخل الوحيد للرب . لا أحد يدخل إليه إلا بابنه . ٧ - ارأيت الرجال الستة وبينهم هذا الرجل المحاط بالمجد بقامته الفارعة الذي طاف بالبناء ورفض بعض الحجارة ؟ قلت : نعم يا سيد . ٨ - قال : هذا الرجل المتوشح بالمجد هو ابن الله . أما الستة الآخرون فهم الملائكة المجيدون الذين يشكلون حاشيته من عن اليمين ومن عن اليسار . بدونه لا يقترب ملاك واحد من الله . ولن يدخل احد إلى الملكوت السماوي إلا إذا حمل اسمه .
XIII سألت الراعي وقلت : ماذا يمثل البرج ؟ اجابني الراعي وقال : البرج هو الكنيسة . ٢ - قلت : والنسوه ؟ قال : انهن الأرواح المقدسة . لا يمكن لأحد ان يُقبل في الملكوت السماوي إلا إذا البسنه من ثيابهن الخاصة . إذا أخذت اسم ابن الله فقط بدون أن تقبل من ايدي العذارى ثوبهن فانك لا تستفيد شيئاً لأن العذارى هن فضائل ابن الله . إذا حملت اسم ابن الله بدون أن تكون لديك فضيلته فعبثاً تحمل هذا الاسم . ٣ - ان الحجارة التي رأيتها تُرمى جانباً هي البشر الذين حملوا اسمه بدون أن يلبسوا ثياب العذارى . قلت : ما هو هذا الثوب ؟ قال : إن اسماءهن هي الأثواب فمن حمل اسم المسيح حمل اسماء هؤلاء العذارى لأن ابن الله يحملها بنفسه . ٤ - كل الحجارة التي قدمتها ايدي العذارى ودخلت في البناء وبقيت فيه تمثل البشر المتشحين بفضيلة العذارى . ٥ - انك ترى البرج يشكل وحدة مع الصخرة كذلك اولئك الذين آمنوا بالرب بابنه ولبسوا لباس العذارى يشكلون روحاً واحداً وجسداً واحداً وثوباً موحد اللون واحداً . كل الذين يحملون اسماء العذارى سيسكنون البرج . ٦ - قلت : لماذا رفضت الاحجار مع انها ادخلت بايدي العذارى من الباب قبل ان توضع في جدران البرج ؟ ما دمت تريد ان تعرف كل شيءوتدقق في كل شيء فاصغ لما سأقوله لك عن الحجارة المرفوضة . ٧ - تمثل هذه الحجارة البشر الذين قبلوا اسم ابن الله وفضائل العذارى وقد جلبت لهم الارواح القوة والتصقت بعبيد الله وصارت معهم روحاً واحد وجسد واحد وثوباً واحداً تحدوهم العواطف ذاتها ويفعلون العدل .
٨ - إلا انهم وقعوا في مغريات بعض النسوة الجميلات كاللواتي رأيتهن يلبسن السواد محلولات الشعور وعاريات الأكتاف . لقد انجذبوا بهن وصاروا معهن جسداً واحداً . ٩ - فطردوا من بيت الله بعد أن خلصوا عنهم ثياب فضيلة العذارى والتصقوا بهؤلاء النسوة أما الذين لم يقعوا باحابيلهن ظلوا في بيت الله . هذا هو تفسير الحجارة المرفوضة .
XIV قلت للراعي : لو تاب هؤلاء البشر وتحرروا من اهوائهم وتركوا هؤلاء النسوه واستوحوا العذارى وفعلوا فعلهن ايدخلن بيت الله ؟ .
٢ - قال الراعي : نعم . انهم يستطيعون إذا كفروا بأفعال هؤلاء النسوه وعادوا إلى اعمال وروح العذارى ، لذلك ترى ان العمل في البرج قد توقف مفسحاً المجال لهؤلاء ليتوبوا ويدخلوا في بناء البرج . أما إذا اهملوا ذلك فإن غيرهم سيأتي ليحل محلهم و سيكون نصيبهم الرفض النهائي .
٣ - عندما سمعت هذه الكلمة شكرت الله لأنه أشفق على كل من حمل اسم ابن الله وارسل لنا ملاك التوبة بعد أن اخطأنا وجدد روحنا ومنحنا الحياة بعد أن فقدنا كل رجاء . ٤ - قلت للراعي : اشرح لي يا سيد لماذا لم يبن البرج على سطح الأرض بل فوق الصخرة وفوق الباب ؟ قال الراعي: ألا زلت جاهلاً فاقد الفهم ؟ قلت : اني بحاجة لأن اسألك كل شيء . لاني لا استطيع ان اعي كل هذه الأشياء بمفردي . ان الأمور هذه عظيمة جداً وممجدة وصعبة الفهم على البشر .
٥ - قال لي الراعي : ان اسم ابن الله عظيم لا حد له ويضبط الكل . اذا كان الله يضبط الخليقة كلها فماذا تقول عن الذين يحملون اسمه وهو اساس لهم ويحملهم بعذوبة لانهم لا يخجلون من حمل اسمه .
XV قلت عرفني يا سيد باسماءالعذارى وباسماء النسوة اللواتي يلبسن السواد . قال اليك ذلك .
٢ - العذارى الواقفات عند زوايا الباب هن الاولى الإيمان والثانية العفة والثالثة القوة والرابعة طول الأناة . أما اسماء الواقفات بينهن فهن الأولى البساطة والثانية البراءة والثالثة النقاوة والرابعة الصفاء والخامسة الحقيقة والسادسة الفطنة والسابعة التصافي والثامنة المحبة . من حمل هذه الاسماء مع اسم ابن الله يمكنه ان يدخل إلى الملكوت السماوي . ٣ - اليك اسماء النسوة المتشحات بالسواد . اربعة منهن اكثر قوة من الأخريات . الأولى الكفر والثانية المجون والثالثة التمرد والرابعة الضلال أما الأخريات فهن الغم والخبث والفجور والغضب والكذب والجهل والأغتياب والحقد . من حمل هذه الاسماء من عبيد الله يرى الله إلا أنه لا يدخل الملكوت السماوي . ٤ - قلت : وما تكون الحجارة التي اقتلعت من قاع اليم واندمجت بالبناء ؟ اجاب :الحجارة العشرة الاولى التي وضعت في الاساس هي الجيل الاول ، والخمسة والعشرون هي الجيل الثاني من الابرار والصديقين ، أما الخمسة والثلاثون فهم انبياء الله وخدامه ، والأربعون هم الرسل والمبشرون بابن الله والمعلمون . ٥ - قلت : لماذا يا سيد سلم العذارى هذه الحجارة للبناء وادخلنها من الباب ؟ . ٦ - اجاب وقال : لأن هؤلاء هم أول من حمل هذه الارواح معهم ولم ينفصلوا ولا تخلوا عنها . بل بقيت حتى الممات . لو لم تكن هذه الارواح معهم لكانوا غير جديرين بالدخول إلى البناء
XVI قلت : اريد أن اسألك أموراً اخرى . قال : ماذا تريد ؟ قلت : لماذا اخرجت هذه الحجارة من الاعماق لتوضع في جدران البرج ، ما دام الرجال الذين تمثلهم هذه الحجارة كانوا يحملون في ذواتهم هذه الارواح ؟ . ٢ - اجابني : كان عليهم ان يخرجوا من الماء لينالوا الحياة ولم يكن بإمكانهم أن يدخلوا إلى الملكوت قبل أن يطرحوا الطبيعة الميتة لوجودهم الأول . ٣ - مع أن هؤلاء البشر كانوا أمواتاً قبلوا ختم ابن الله ودخلوا الملكوت . وقد سبق قال لي الراعي : الذين لا يحملون اسم ابن الله هم أموات إلا انهم عندما ينالون الختم يخلعون عنهم الموت ويلبسون الحياة . ٤ - الختم هو ماء المعمودية . ننحدر امواتاً إلى الماء ونصعد احياء . هؤلاء سمعوا بالختم فإختتموا لكي يدخلوا إلى الملكوت . ٥ - قلت : لماذا يا سيد صعدت الاربعون حجراً من الاعماق كالاحجار السابقة ، مع العلم ان البشر الذين كانت ترمز اليهم قد نالوا الختم ؟ قال : اليك السبب . الرسل والمعلمون بعد ان بشروا بابن الله وبالإيمان به ورقدوا بالإيمان بابن الله وبقوته بشروا أيضاً به اولئك الذين سبقوهم إلى القبر واعطاهم ختم البشارة . ٦ - انزلوا معهم إلى الماء وصعدوا معهم . نزلوا احياء وصعدوا احياء . إذ بالرسل والمعلمين اخذت الأموات الحياة وعرفوا ابن الله . ٧ - لهذا بعد ان صعدوا معهم اخذوا مكانهم مثلهم في البناء ودخلوا مثلهم إليه بدون صقل او نحت لانهم كانوا ينامون في العدالة والنقاوة الكبرى ولم يكن ينقصهم غير هذا الختم . افهمت هذا التفسير ؟ قلت : نعم يا سيد .
XVII قلت : كلمني يا سيد عن الجبال . لماذا تختلف في الشكل والألوان ؟ قال الراعي : إن عدد هذه الجبال اثنى عشر وتمثل اثنى عشر سبطاً يقطنون كل العالم وقد بُشر هؤلاء بابن الله على ايدي الرسل . ٢ - قلت : قل لي يا سيد لماذا هذا الاختلاف في الشكل واللون ؟ قال : الاسباط هذه التي تقطن هذه الجبال تمثل أثنتي عشرة امة مختلفة في التفكير والمشاعر . ما رأيته في الجبال من اختلاف في الشكل واللون ينطبق تماماً على اختلاف هذه الأمم بالعقل والتفكير . اني سأشرح لك واقع كل أمة من الأمم . ٣ - قلت فسر لي يا سيد كيف اصبحت الحجارة المقتلعة من هذه الجبال المختلفة الشكل واللون دات لون واحد عندما بنيت في البرج شبيهة بلون الاحجار المستخرجة من اعماق البحر ؟ . ٤ - اجاب الراعي وقال : لأن كل الشعوب التي تقطن تحت السماء بعد ان سمعت بالبشارة وآمنت حملت اسم ابن الله وعندما ختمت بالختم صارت جميعها بفكر واحد وعقل واحد وإيمان واحد ومحبة واحدة وحملت مع اسم ابن الله روح العذارى لذلك صار البرج بلون واحد مشع كالشمس . ٥ - إلا أن البعض قد دنسوا ذواتهم بعد ان دخلوا البرج لذلك طردوا من عائلة الصديقين وعادوا إلى ما كانوا عليه سابقاً لا بل عاد بعضهم إلى حالة دون الحالة التي كانوا فيها .
XVIII قلت : كيف يمكن ان يصبحوا دون ما كانوا عليه بعد ان عرفوا الله ؟ قال الراعي : ان الذين لا يعرفون الله ويفعلون الشر يعاقبون حتماً على شرهم . أما الإنسان الذي يصل إلى معرفة الله فهو مجبر على تحاشي الشر وعلى فعل الخير .
٢ - فما رأيك في إنسان مجبر على فعل الخير ويفعل الشر ؟ ألا يكون أكثر إجراماً من الذين يجهلون الله ؟ إذا كان الذين لا يعرفون الله يحكم عليهم بالموت إذا هم اخطأوا ، ألا يكون عقاب الذين يعرفون الله ، إذا هم اخطأوا ، مضاعفاً وموتهم ابدياً ؟ بهذه الطريقة تتطهر كنيسة الله .
٣ - انك رأيت الحجارة التي نزعت من البرج وسلمت إلى الارواح الخبيثة وطرحت خارجاً . الحجارة التي تنقت صارت واحدة مع البرج . وهكذا كنيسة الله تصبح واحدة عندما تتنقى من الاشرار الخبثاء المرائين والمشككين . ٤ - بعد طرد الاشرار تصبح الكنيسة جسداً واحداً و قلباً واحداً وروحاً واحداً وإيماناً واحداً . حينئذ يتهلل الله فرحاً بين شعبه التقي . ٥ - قلت : إن هذا لعظيم يا سيد ارجو ان تشرح لي روح ونوع الحياة التي يمثلها كل جبل حتى تتمجد كل نفس وتمجد الله الذي تسمعه وتعظم اسمه قال الراعي : إليك ما تريد .
XIX المؤمنون الذين جاؤا من الجبل الاول الاسود هم العصاه الذين شتموا الله وخانوا عبيده ولا توبة لهم ونصيبهم هو الموت لذلك هم سود .
٢ - المؤمنون الذين جاؤا من الجبل العاري الثاني هم المراؤون ومعلموا الخبث ، يشبهون الاول ولا عدالة يفعلون ، انهم فارغون من الإيمان فارغون من ثمار الحقيقة اذا تابوا التوبة الحقيقية السريعة التي تنتظرهم يخلصون أما اذا تأخروا فانهم سيموتون مع من ماتوا . ٣ - قلت : لماذا يستطيع هؤلاء ان يتوبوا أما الآخرون فلا مادام سلوكهم متشابه ؟ اجابني : لانهم لم يشتموا الله ولم يضللوا عبيده . انهم عملوا حسب رغباتهم وادينوا بحسب هذه الرغبات وعلموا الناس وفقاً لرغبات الآخرين لذلك سيدانون ويمكنهم ان يتوبوا لانهم لم يكونوا خونة ولا شتمة .
XX من الجبل الثالث المليء بالأشواك والمزالق أتى هؤلاء المؤمنون الذين تراهم . بعضهم ثري وبعضهم صاحب اعمال . المزالق تمثل الاغنياء والاشواك تمثل اصحاب الاعمال المتشابكة .
٢ - هؤلاء لا يخالطون قط عبيد الله أما الاغنياء فيخالطون قليلاً خوفاً من ان يُطلب منهم شيء .
لا يدخل احد من هذه النوعية الملكوت السماوي .
٣ - إلا انهم يستطيعون ان يتوبوا إذا أرادوا ، فاذا تابوا وفعلوا الخير يحيون في الله واذا لم يتوبوا فسيسلمون إلى النسوة المتشحات بالسواد ليميتوهم .
XXI أما الذين جاؤا من الجبل الرابع المكسو بالاعشاب اليابسة عند جذورها من لفح الشمس فيمثلون المتقلبين الذين وضعوا اسم المسيح على شفاههم دون قلوبهم . ٢ - لذلك لبثت جذورهم لا قوة لها ، بقيت كلماتهم حية وماتت افعالهم .
هؤلاء لا هم احياء ولا هم اموات . انهم يشبهون المشككين الذين اعشابهم ليست خضراء وليست يابسة وهم لا يحيون ولا يموتون . ٣ - فكما ان الاعشاب تيبس عندما تلفحها حرارة الشمس كذلك المشككون عندما يصابون بالاحزان يذبحون للأوثان ويخجلون من اسم الرب . ٤ - وإذا ما سارعوا وتابوا يمكنهم ان يحيوا أما إذا رفضوا فانهم سيكونون فريسة لهؤلاء النسوة ينزعن منهم حياتهم .
XXII الذين اتوا من الجبل الخامس الوعر حيث الاعشاب الخضراء ، هم الذين آمنوا إلا انهم يثرثرون ويعجبون بانفسهم ويحاولون معرفة كل شيء وهم لا يعون شيئاً . ٢ - لان الحكمة قد نأت عنهم بسبب ثرثرتهم وغزاهم الجهل ، يمتدحون انفسهم لحكمتهم ويجعلون نفوسهم فوق الآخرين يعلمونهم وهم الجاهلون . ٣ - لقد كانوا فارغين فاغتروا . الثرثرة شيطان مخيف اوقعهم في بطلانهم . طرح الكثيرون خارجاً إلا ان بعضهم تاب فأدركوا جنونهم وخضعوا لمن هم أسمى منهم إدراكاً ووعياً . ٤ - يستطيع بعضهم ان يتوبوا لانهم لم يكونوا خبثاء بل جهلاء فاذا تابوا يحيون في الله أما اذا رفضوا فسيسقطون مع النسوة اللواتي سببن ضياعهم .
XXIII ها هم أيضاً المؤمنون الذين جاؤا من الجبل ذي الشقوق الكبيرة والصغيرة حيث نبتت بعض الاعشاب التي ذبلت . ٢ - الذين يمثلون الشقوق الصغيرة هم الذين يقفون وجهاً لوجه فذبل إيمانهم من كثرة تراشقهم بالكلام الكثير فمنهم من تاب ومنهم من سيتوبون عندما يسمعون كلامي . ٣ - أما الذين يمثلون الشقوق الكبيرة فسيصيرون اكثر خبثاً وسيتراشقون بالتهمات . هؤلاء طُرحوا من البرج ورُفضوا ويصعب ان يحيوا في الله . ٤ - فالله الذي بيده السلطان لا يحقد على الذين يعترفون بخطاياهم بل يرحمهم . انه ليس كالبشر الخطاة الذين يذكرون سيئات الآخرين ويحقدون كأن في يدهم الحياة والموت . ٥ - اني اقول لكم انا ملاك التوبة : تخلوا جميعكم عما انتم عليه وتوبوا فالله يشفيكم من خطاياكم السابقة بشرط ان تتخلصوا من الشيطان وإلا فانكم ستسلمون بواسطته إلى الموت .
XXIV ها هم أيضاً المؤمنون الذين جاؤا من الجبل السابع حيث الاعشاب الخضراء والنقاوه تملأه والحيوانات وطيور السماء على انواعها تجد
غذاءها في الاعشاب التي تزداد نمواً كلما رعيت .
٢ - كانوا دائماً بسطاء ابرياء سعداء لا يمرمرون بعضهم بعضاً ، بالعكس انهم دائماً مسرورون يلبسون روح العذارى المقدس ومملؤون بالرحمة نحو الآخرين ، يعطون الجميع من عرق جبينهم ودون تردد او تذمر . ٣ - وقد رأى الله بساطتهم ووداعتهم الطفولية . فأنمى عمل أيديهم وجعلهم يسرون به . ٤ - فاني اقول لكم انا ملاك التوبة ان ابقوا كما انتم ولن تفقدوا نمو اعمالكم لان الله بعد ان امتحنكم سجلكم معنا انتم وذريتكم وستسكنون مع ابن الله . لقد حصلتم على قسم من روحه .
XXV المؤمنون الذين اتوا من الجبل الثامن حيث الينابيع الكثيرة وحيث كل الخليقة ترتوي من هذه الينابيع . ٢ - يمثلون الرسل والمعلمين والمبشرين في كل العالم الذين يعظون بكلمة الله ببراءة وشرف دون ان تمر بخاطرهم فكرة شريرة بل يسلكون دائماً بالعدل والحق كما اخذوا الروح القدس . ان هؤلاء يشتركون في موكب الملائكة.
XXVI المؤمنون الذين اتوا من الجبل التاسع المليء بالزحافات والوحوش الضارية المفترسة للبشر . ٢ - هم الخدمة " جمع خادم " الذين خانوا الامانة وسرقوا اموال الارامل واليتامى وخدمتهم كانت لصالح نفوسهم . اذا استمروا مثابرين على تحقيق رغباتهم فأنهم يموتون ولا رجاء لهم في الحياة أما اذا عادوا عن غيهم وخدموا بإخلاص يمكنهم ان يحيوا . ٣ - أما الذين علاهم الصدأ فهم الذين انكروا الرب ولم يعودوا إليه بل تحجروا وصاروا قفراً وابتعدوا عن عبيد الله وراحوا في تيههم يتوغلون فأضاعوا نفوسهم . ٤ - انهم كالكرمة المتروكة بدون سياج تموت من قلة العناية يخنقها الشوك وتفقد كل قيمتها عند سيدها . ٥ - هكذا هؤلاء انهم لا يصلحون لأي شيء ، إلا أن المجال مفتوح امامهم ليتوبوا شرط ألا يكونوا قد كفروا ان يعودوا الى الحياة . انا لا اتكلم عن الايام المستقبلية ، اني اتكلم عن الماضي . هؤلاء يمكنهم ان يعودوا اذا هم تابوا وتنكروا لحياتهم الماضية . ٦ - من ينكر الله لا يستطيع ان يخلص بعد الآن . من أراد ان يتوب عليه ان يفعل ذلك قبل ان ينتهي بناء البرج وإلا فالنسوة سيقضين عليه . ٧ - هؤلاء هم الوحوش التي ترى في الجبل . انهم مخادعون نمامون . فكما ان الوحوش تأكل بعضها كذلك هؤلاء يفترسون بعضهم بعضاً بالنميمة التي ترعى في داخلهم . ٨ - يمكن ان يتوب هؤلاء كما تاب بعضهم . أما اذا لم يتوبوا فسيصيبهم من النسوة كما اصاب الآخرين ، الموت والدمار .
XXVII المؤمنون الذين جاؤا من الجبل العاشر حيث تعلو الاشجار التي تستظلها الخراف . ٢ - يمثلون الأساقفة ورجال الضيافة الذين يقبلون بفرح وإبتهاج ضيوفهم خدام الله . هؤلاء الأساقفة جعلوا خدمتهم ملجأ الغرباء والارامل وسلكوا حياة مقدسة . ٣ - هؤلاء سيظللهم الله دائماً وهم ممجدون عنده ومجلسهم مع الملائكة إذا هم ثابروا على خدمته .
XXVIII المؤمنون الذين اتوا من الجبل الحادي عشر وقد غطتهم الاشجار يحملون الاثمار المختلفة . ٢ - هم البشر الذين تحملوا من اجل المسيح وكرسوا كل ما في قلبهم من الغنى والعواطف من اجل الآخرين حتى التضحية .
٣ - قلت : لماذا تمتاز بعض الاشجار بثمارها مع انها تحمل جميعها الثمر ذاته ؟ اصغ ، قال الراعي : الذين تألموا من اجل اسم ابن الله تمجدوا أمام الرب وأُمحت خطاياهم لانهم تألموا من اجل ابنه . تسأل لماذا هذه الفروقات المختلفة في الثمار المختلفة التي ترمز إلى حياتهم . ٤ - اليك السبب . من تقدم إلى القاضي وخضع لإستجواب مرير وثابر على إيمانه ولم ينكر الله بل حمل الآلام من اجل ابنه يحظى عند الرب بمجد عظيم . هناك من يتردد في قبول الآلام من اجل ابنه ، وقد تردد البعض ولم يقبلوا ان يتألموا إلا بعد ان عاشوا حياة التردد وسألوا نفوسهم مراراً وتكراراً وانتهوا اخيراً إلى الثبات في إيمانهم . هؤلاء حملوا ثمار إيمانهم . إلا ان هذه الثمار كانت اقل رونقاً وجمالاً من ثمار الذين ما ترددوا قط . أي خاطر نكراني يمر في قلب الإنسان يعتبر خطيئة . ٥ - فانتم يا من خطر ببالكم هذا الخاطر حاولوا ان تبعدوه عنكم لئلا يتأصل في قلوبكم انه يجعلكم امواتاً بالنسبة لله . عليكم انتم الذين تألمتم من اجل المسيح ان تقوموا باعمال خيرية لانه أهلكم لان تتألموا من اجله واعطاكم موهبة شفاء خطاياكم .
٦ - اعتبروا انفسكم سعداء وثقوا بانكم قمتم بعمل عظيم بتألمكم من اجل الله . ايهبكم الله الحياة ولا تفكرون به ؟ ان ثقل خطاياكم يكفي لسحقكم ولولا تألمكم من اجل اسمه لمتم . ٧ - اني اكلم الذين لا يعرفون اذا يجب ان يؤمنوا بالله او ان ينكروه . اذا اردتم ان تبقوا بعيدين عن السجون فآمنوا ان لكم معلماً . ٨ - اذا كانت الأمم تعاقب العبيد الذين انكروا تعاليمها فما قولكم بالرب .
ابعدوا عن قلوبكم كل تردد لكي تحبوا الله .
XXIX المؤمنون الذين جاؤا من الجبل الثاني عشر الابيض يشبهون الاطفال الذين لا يعرفون عن الشر ولا عن الخبث وقد احتفظوا بوادعة الطفوله طوال حياتهم . ٢ - هؤلاء سيقطنون بكل تأكيد الملكوت السماوي لانهم ما شذوا قط عن تعاليم الله بل حافظوا عليها وعلى وداعة طفولتهم وبرائتها . ٣ - انكم انتم الذين سلكتم هذا الطريق وكنتم كالاطفال ستتمتعون بالمجد العظيم . الاطفال جميعهم ممجدون امام الله وهم الأُول في عينيه . انكم سعداء انتم الذين ابتعدتم عن الشر لتلبسوا لباس البراءة انكم انتم أول من يحيا بالله.
٤ - عندما انهى الراعي ما ترمز اليه الجبال سألته : فسر لي يا سيد معنى الحجارة التي اقتلعت من السهل وحلت محل الحجارة التي طرحت من البرج ، حدثني عن الحجارة المستديرة التي قبلت في البناء والتي لا تزال مستديرة .
XXX قال سأشرح لك كل هذه الامور . الحجارة التي اقتلعت من السهل وحلت محل الحجارة التي طرحت من البرج هي من اساس الجبل الابيض .
٢ - المؤمنون الذين جاؤا من هذا الجبل كلهم ابرياء ومعلم البناء وضع في البناء الحجارة المستخرجة من جذور هذا الجبل . كان يعرف ان الحجارة ستبقى على نقاوتها حتى بعد دخولها في البناء وستحافظ على بياضها الناصع ولن يتحول منها حجر فيسود . ٣ - فلو قدر له ان يضيف إلى البناء احجاراً مستخرجة من الجبال الأخرى لكان عليه ان يفحص البرج مرة ثانية وينقيه . كل هؤلاء البشر كانوا جميعاً ناصعي البياض ، الذين اعتنقوا الإيمان والذين سيعتنقونه لانهم جميعاً من طينة واحدة . انها طينة سعيدة لبراءتها . ٤ - اليك لماذا وجدت مستديرة . انها تمثل البشر الاثرياء الذين اغبرت اعين إيمانهم دون ان يتركوا الله ولم يخرج من فمهم كلام بطال بل الكلام الموحي بمحبة العدالة والحقيقة . ٥ - عرف الله امكانات هؤلاء في عمل الخير لذلك سحق غناهم . ، لا كله ، وترك الباقي ليفعلوا هم الخيرات المفروضة عليهم . هؤلاء يعيشون من اجل الله لانهم من طينة جيدة لهذه نحتت الحجارة التي ترمز اليهم ثم وضعت في جدران البرج .
XXXI أما الحجارة الاخرى التي بقيت مستديرة ولم تدخل في البناء فتمثل البشر الذين لم يحصلوا على الختم فأُعيدوا من حيث اخذوا . كانت الحجارة مستديرة اكثر مما يلزم . على هؤلاء ان يطرحوا ملذات العالم الناتجة عن غناهم البطال وبهذه الطريقة فقط فقط يمكنهم ان يكونوا من ابناء الملكوت ولن يدخلوه . انهم من طينة باركها الله . ٢ - ولن يهلك احد من هذه الطينة . واذا كان قد هفا احدهم فأنه سيعود عاجلاً إلى الرب . ٣ - انا هو ملاك التوبة . اني احترمكم لانكم ابرياء كالاطفال ، ان حظكم ثمين عند الله . ٤ - انصحكم بان تبقوا ، انتم الذين قبلتم الختم على بساطتكم وان تنسوا الإهانات ولا تتشبثوا في خبثكم وفي حمل مشاعر الشتائم والسباب والحقد المر و ان تكونوا جميعا بروح واحدة وتبتعدوا عن روح الفرقة البغيض الذي يرهقكم وهكذا تسرون راعي القطيع . ٥ - رؤية الخراف اصحاء مخلصين يسره كثيراً ، يا لتعاسة الرعاه اذا ضل البعض . ٦ - ماذا لو ضل الرعاه .
ماذا يجيبون عن ضلال الرعية ؟ ايدعون انهم كانوا ضحية غنمهم ؟ لا احد يصدقهم ، فمن غير المعقول ان تسيء الاغنام الى رعاتها . ان قصاصهم سيكون قاسيا انا راع أيضاً وعلي ان اقدم عنكم حساباً .
XXXII اشفوا قبل ان يتم بناء البرج . ٢ - الله يقطن في الرجال المحبي السلام لان السلام عزيز عنده ، انه يقف بعيداً جداً عن المخاصمين والاشرار . اعيدوا اليه ارواحكم كما اخذتموها نقية خالية من كل دنس . ٣ - الا نمطر الخياط بالسباب إذا أسلمناه ثوباً جديداً فأعاده إلينا ممزقاً . انقبل ان نستلمه منه ؟ الا نقول له إنا سلمناك ثوباً جديداً فكيف تعيد إلينا ثوباً ممزقاً؟ أيصلح لشيء بعد ان تمزق . ٤ - هذا حالنا مع الله . لقد سلمنا روحاً نقية . انعيدها إليه ملطخة مدنسة . ما هو موقفه منا ؟ الا يحكم علينا بالموت بسبب ذلك ؟ . ٥ - قلت : لا شك انه سيعاقب كل من امتلأ قلبه بالحقد . قال الراعي : لا تدوسوا إذاً غفرانه تحت اقدامكم . عليكم ان تشكروه وان تصبروا وان تتوبوا فانتم بحاجة إلى التوبة .
XXXIII كل ما كُتب كتبته انا الراعي ملاك التوبة وفسرته لخدام الله فاذا آمنتم واصغيتم إلى كلامي وعلمتم به ، اذا قومتم طرقكم تنالون الحياة أما اذا ثابرتم على شروركم ومشاعركم فلن يعيش احد منكم . علي ان اقول لكم ذلك . لقد تم كل شيء الآن . ٢ - قال لي الراعي : هل سألتني عن كل شيء ؟ قلت نعم يا سيد ، قال : لماذا لم تسألني عن الحجارة التي ملأنا حفرها وقومنا شكلها عندما كانت في البناء ؟ قلت : نسيت يا سيد . ٣ - قال اصغ لما سأقوله لك عن هذه الحجارة . انها تمثل البشر الذين تابوا توبة قلبية بعد ان سمعوا كلامي عندما رأى المخلص ان توبتهم كانت جدية وصادقة أمر ان تمحى خطاياهم الماضية . أما اشكال هذه الحجارة الناقصة فمثل مظاهر خطاياهم وقد سويت ولن تظهر بعد ان أُمحت الخطايا .
المثل العاشر
I عندما انتهيت من كتابة هذا الكتاب جاء الملاك الذي سلمني إلى الراعي وجلس فوق السرير ووقف الراعي من عن يمينه ثم دعاني وقال لي .
٢ - سلمتك وسلمت بيتك الى هذا الراعي حتى تحتمي به قلت : نعم يا سيد . قال : اذا كنت تريد في الواقع ان تحتمي به فيقيك من كل الضربات والمعاملات السيئة ، وان تفلح في اعمالك الصالحة وفي فضيلة العدل فسِّر حسب أوامره التي أعطاكها لتتمكن من التغلب على كل شيء .
٣ - اذا طبقت أوامره فكل رغبة تخصع لإرادتك وتتحكم بكل لذة من ملذات العالم وسيكون نصيبك الفلاح في كل عمل تقوم به . احتضن تواضعه وكماله وقل للجميع عن الشرف والكرامة التي عند الرب له وعن قدرته في الخدمة وعن رئاسته لقوة عظيمة . له اعطي سلطان المغفرة .
ألا يظهر لك انه قوي ؟ انكم تحتقرون كماله ولطفه الذي يظهره لكم .
II قلت اسأل الراعي اذا كنت قد اسأت إليه او خنته طوال مكوثه في بيتي قال الملاك : اني اعرف انك لم تفعل شيئاً ولن تفعل ما يخالف وصاياه ولهذا اقول لك ذلك حتى تبقى عفيفاً .
لقد كلمني عنك كلاماً حسناً وعليك ان تقل للآخرين هذا الكلام فيفكر الذين يفكرون في التوبة ما تفكره انت وينقل لي عنهم ما نقله عنك وانا سانقل ذلك إلى الله . ٣ - ارجو ان يتوب كل من اخطأ سابقاً فور سماعه لكلامي فينال الحياة .
٤ - ثابر على هذه الخدمة ومارسها . الذين يطبقون وصاياه يحيون لان مكانتهم عظيمة عند الله .
الذين لا يطبقون وصاياه يهربون من الحياة ويسلكون طريقاً مخالفاً لطريقته ويسلمون انفسهم للموت .
III لقد ارسلت العذارى ليقمن معك لاني رأيت انهن يملن إليك . انهن سيساعدنك لتتمكن من المحافظة على الوصايا محافظة جيدة فحفظ الوصايا لا يتم بدونهن . أرى أن العذارى مسرورات بوجودهن عندك واني انصحهن بألا يتركن بيتك .
٢ - ان بيتك نظيف وهن يحببن البيوت النظيفة لانهن نقيات طاهرات وحظوتهن عظيمة عند الله .
اذا استمر بيتك على نظافته بقين عندك اما أذا تلطخ فلا شك انهن سيتركنه . ٣ - قلت : ارجو يا سيد ان اعجبهن فيبقين في بيتي الى الابد .
فكما ان كل من اعطيتني لم يتذمر ولم ينزعج مني كذلك العذارى فلن يتذمرن قط . ٤ - قال الملاك للراعي : أرى ان عبد الله هذا يريد ان يحيا وان يحافظ على هذه الوصايا وان يبقى العذارى في بيت نظيف نقي . ٥ - بعد ان قال الملاك هذا سلمني أيضاً إلى الراعي ودعا العذارى وقال لهن :
اني أوصيكم به وببيته . فقبلت العذارى مسرورات . VI قال لي الملاك : قم برسالتك حق القيام واذع على الناس عظائم الله وستلقى استحقاقك من جراء خدمتك . من يتبع وصاياك يتمتع بحياة ووجود مغبوط . أما الذين يهملونها فانهم لا ينالون الحياة وسيشقون في حياتهم . ٢ - قل للجميع بان يستمروا في فعل الخير ولا يترددوا او يتراجعوا .
خير لهم ان يفعلوا افعالاً صالحة . اني اقول ان الإنسان يجب ان ينتزع نزعاً من الشقاء . من احتاج في يومه يشعر بعذاب شديد . ٣ - من انتزع نفساً من العذاب يوقظ في داخله عالماً من السرور . الم الغارقين في عذاب الفاقه يفوق الانين الذي يصعده السجين المثقل بسلاسل الحديد . الكثيرون ينقادون إلى الموت لعدم امكانهم تحمل الفاقه والشقاء . اذا رأيت إنساناً غارقاً في البؤس ولم تنقذه فانك ترتكب خطيئة كبيرة وتكون مسئولاً عن موته . افعلوا الخير انتم الذين اعطاكم الله خيراته ولا تترددوا خوفاً من ان ينتهي بناء البرج . بناء البرج توقف بسببكم . اذا لم تسرعوا في عمل الخير فسيتم بناء البرج وستبقون انتم خارجاً . ٥ - بعد ان كلمني هذا الكلام نهض الملاك واقفاً من عن السرير واصطحب الراعي والعذارى وانسحب ووعدني بان يعيد إلي الراعي والعذارى ليقطن معي في بيتي .
لقراءة الجزء الأول من هنا
تم بنعمة المسيح
0 تعليقات