الاسم : الاربعة حيوانات الغير متجسدين
+ وكلمة حيوان تعنى " كائن حى " ولكن اللغة العربية عاجزة عن التعبير الدقيق ففى اللغة الانجليزية الكلمة المستعملة " four living creatures " وهى تعبير ادق بمعنى الاربعة مخلوقات الحية خشية ان يظن انهم حيوانات عجماوات .
وهم من الكاروبيم ( الشاروبيم ) لفظ عبرى معناه : ذو الحكمة والمعرفة مفرده كاروب. مملؤون اعينا
والسيرافيم : لفظ عبرى معناه المتوهج الذى منظره كلهيب نار متقدة مفرده ساروف .
يوصف الشاروبيم بانهم " الممتلئون اعينا " والسيرافيم بانهم " ذو الستة ألأجنحة"
وهم من طغمة " مرتبة . فرقة . مجموعة " العروش ، ويحملون عرش الله . يقول عنهم صاحب الرؤيا
6 وَقُدَّامَ الْعَرْشِ بَحْرُ زُجَاجٍ شِبْهُ الْبَلُّورِ. وَفِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةُ حَيَوَانَاتٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ وَرَاءٍ:
7 وَالْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ.
8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً:«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».
رؤيا يوحنا اللاهوتى 6:6-8
وقال عنهم حزقيال النبى انها تحمل عرش الله اذ يقول
26 وَفَوْقَ الْمُقَبَّبِ الَّذِي عَلَى رُؤُوسِهَا شِبْهُ عَرْشٍ كَمَنْظَرِ حَجَرِ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ، وَعَلَى شِبْهِ الْعَرْشِ شِبْهٌ كَمَنْظَرِ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ مِنْ فَوْقُ. سفر حزقيال26:1
فهم مملؤون أعينا" وحكمة ومعرفة مثل الكاروبيم
وذو ستة أجنحة ومتوهجين كالمتقدين نارا" مثل السيرافيم . ويحملون عرش الله مثل العروش
وهذا ما قاله عنهم حزقيال النبى
5 وَمِنْ وَسْطِهَا شِبْهُ أَرْبَعَةِ حَيَوَانَاتٍ. وَهذَا مَنْظَرُهَا: لَهَا شِبْهُ إِنْسَانٍ. 6 وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَوْجُهٍ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ أَرْبَعَةُ أَجْنِحَةٍ. 7 وَأَرْجُلُهَا أَرْجُلٌ قَائِمَةٌ، وَأَقْدَامُ أَرْجُلِهَا كَقَدَمِ رِجْلِ الْعِجْلِ، وَبَارِقَةٌ كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ الْمَصْقُولِ. 8 وَأَيْدِي إِنْسَانٍ تَحْتَ أَجْنِحَتِهَا عَلَى جَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. وَوُجُوهُهَا وَأَجْنِحَتُهَا لِجَوَانِبِهَا الأَرْبَعَةِ. 9 وَأَجْنِحَتُهَا مُتَّصِلَةٌ الْوَاحِدُ بِأَخِيهِ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا. كُلُّ وَاحِدٍ يَسِيرُ إِلَى جِهَةِ وَجْهِهِ. 10 أَمَّا شِبْهُ وُجُوهِهَا فَوَجْهُ إِنْسَانٍ وَوَجْهُ أَسَدٍ لِلْيَمِينِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ ثَوْرٍ مِنَ الشِّمَالِ لأَرْبَعَتِهَا، وَوَجْهُ نَسْرٍ لأَرْبَعَتِهَا. 11 فَهذِهِ أَوْجُهُهَا. أَمَّا أَجْنِحَتُهَا فَمَبْسُوطَةٌ مِنْ فَوْقُ. لِكُلِّ وَاحِدٍ اثْنَانِ مُتَّصِلاَنِ أَحَدُهُمَا بِأَخِيهِ، وَاثْنَانِ يُغَطِّيَانِ أَجْسَامَهَا. 12 وَكُلُّ وَاحِدٍ كَانَ يَسِيرُ إِلَى جِهَةِ وَجْهِهِ. إِلَى حَيْثُ تَكُونُ الرُّوحُ لِتَسِيرَ تَسِيرُ. لَمْ تَدُرْ عِنْدَ سَيْرِهَا. 13 أَمَّا شِبْهُ الْحَيَوَانَاتِ فَمَنْظَرُهَا كَجَمْرِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ، كَمَنْظَرِ مَصَابِيحَ هِيَ سَالِكَةٌ بَيْنَ الْحَيَوَانَاتِ. وَلِلنَّارِ لَمَعَانٌ، وَمِنَ النَّارِ كَانَ يَخْرُجُ بَرْقٌ. 14 الْحَيَوَانَاتُ رَاكِضَةٌ وَرَاجِعَةٌ كَمَنْظَرِ الْبَرْقِ. 15 فَنَظَرْتُ الْحَيَوَانَاتِ وَإِذَا بَكَرَةٌ وَاحِدَةٌ عَلَى الأَرْضِ بِجَانِبِ الْحَيَوَانَاتِ بِأَوْجُهِهَا الأَرْبَعَةِ. سفر حزقيال15-5:1
وهذا لا يعد اختلافا" فحزقيال النبى رأى اربعة اجنحة ورأى شبه المقبب على رؤوسها من فوق كمنظر البلور الهائل وتحت المقبب اجنحتها مستقيمة .
ونظرا لان جناحى الرأس لكل منهم كانا مبسوطين الى فوق ومتصلين ببعضهما ، رآهما شبه مقبب ومن ثم يثبت لدينا ان لكل منهم اربعة اوجه وستة اجنحة
وهذا ما رأه اشعياء النبى
2 السَّرَافِيمُ وَاقِفُونَ فَوْقَهُ، لِكُلِّ وَاحِدٍ سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ، بِاثْنَيْنِ يُغَطِّي وَجْهَهُ، وَبِاثْنَيْنِ يُغَطِّي رِجْلَيْهِ، وَبَاثْنَيْنِ يَطِيرُ. 3 وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». سفر إشعياء3-2:6
وذكر عنهم أنهم ملائكة من طغمة السيرافيم والشاروبيم، وأنهم مملؤون عيونًا.
لذلك نجد في دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، مرسومين وهم مملوؤن عيونًا، وكثرة العيون هذه إشارة إلى كثرة معرفتهم وكمال حكمتهم
أيضًا حزقيال النبي (حز1: 4- 28)، وقال إن شبه وجوهها "وجه إنسان ووجه أسد لليمين لأربعتها ووجه ثور من الشمال لأربعتها ووجه نسر لأربعتها.. أما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة كمنظر مصابيح هى سالكة بين الحيوانات. وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق. الحيوانات راكضة وراجعة كمنظر البرق".
لعله قد اتضح لنا من رؤيا حزقيال النبى ان لكل واحد منهم اربعة أوجه وجه جهة الامام يشبه وجه الانسان ووجه جهة اليمين يشبه وجه أسد ووجه جهة الخلف يشبه وجه نسر ووجه جهة الشمال يشبه وجه ثور وبهذا يتضح لنا ان كل مخلوق بوجوهه الاربعة يمثل شكل صليب .
وداود أيضًا رأى كرامة هؤلاء الروحانيين ونطق بمجدهم قائلًا: "طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه. ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح" (مز18: 9، 10).
ومن كل هذا الوصف نفهم أنهم لا يجسرون التطلع إلى وجه الله الحي بل هم قيام ووجوههم إلى أسفل، ومغطاة بأجنحتهم الستة، كما رآهم إشعياء النبي، .فبجناحين يغطون أرجلهم وبجناحين يغطون وجوههم ويطيرون بإثنين. من كل هذا فهم أقرب المخلوقات إلى عرش الله.
وهم خصائصهم مختصة بهم فقط اى وصفهم لاينطبق على احد غيرهم من الرتب السمائية
كرامتهم لا تضاهى
القديس يوحنا ذهبى الفم عبر عن كرامتهم قائلا :
ليس من يشبههم فى كرامتهم لا فى السماء ولا على الارض لانهم حاملون عرش الله ولا يستطيعون النظر الى وجه الحى الازلى ، وهم مخلوقون من نور ونار أقوياء وأشداء ويسألون الله ان يغفر خطايا البشر ويتحنن عليهم .
ولاجل هذا يوصى القديس يوحنا ذهبى الفم الآباء الكهنة والشمامسة قائلا :
يجب الا تتقدموا الى المذبح وانتم غير اطهار بل احفظوا اجسادكم ونفوسكم انقياء اذا اردتم التقدم الى الخدمة الطاهرة فانكم مثل السارافيم والسمائيين ، لانهم لا يجسرون التطلع الى وجه الله الحى بل هم قيام ووجوههم الى اسفل مغطاة باجنحتهم . ايها الخدام انكم تنظرون جسد ابن الله ودمه الذكى الموضوعين امامكم على المذبح الطاهر وتلمسونه وتأكلونه وانتم عارفون بعظم الكرامة الائقة بهما ، فينبغى عليكم ان تقفوا بوجوه فرحة وقلوب خائفة وأعين مطرقة الى الارض ورؤوس منكسة لأنكم مثال الشاروبيم والسيرافيم الحاملين كرسى العظمة
ويضيف القديس يوحنا ذهبى الفم :
عندما تسمع عن السيرافيم أنهم يطيرون حول العرش فى سموه ورفعته ، ويغطون وجوههم بجناحين، ويسترون أرجلهم بجناحين ويصيحون بصوت مملوء رعدة ، لاتظن ان لهم ريشا وأرجلا وأجنحة فهى قوات غير منظورة ، والله بالنسبة الى لهذه الطغمات غير مدرك ولا يقدرون على الدنو منه لهذا هو يتنازل بالطريقة التى صورت فى الرؤيا لأن الله لا يحده مكان ولا يجلس على عرش إنما جلوسه على العرش وإحاطته بالقوات السمائية انما هو من قبل حبه لهم ، واذا ظهر جالسا على العرش وقد احاطت به هذه القوات السمائية تلك التى لم تتمكن من رؤيته ولم تحتمل التطلع الى نوره الباهر ، لذلك غطت أعينها بجناحين ولم يكن لها الا ان تسبح وتترنم بتسابيح مملوءة رعدة مقدسة وأناشيد عجيبة تشهد لقداسة الجالس على العرش . ولاجل هذا أضحى حرى بذلك الذى يتجاسر ليفحص عناية الله الذى لا تقدر القوات السمائية لمسها او التعبير عنها ان يختبئ تحت الآكام .
تسبيحهم دائم :
8 وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا، وَمِنْ دَاخِل مَمْلُوَّةٌ عُيُونًا، وَلاَ تَزَالُ نَهَارًا وَلَيْلاً قَائِلَةً:«قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».
رؤيا يوحنا اللاهوتى8:4
من الآيات السابقة نعرف ان عملهم الدائم هو التسبيح شأن جميع السمائين ولكن الجدير بالانتباه اليه هو انهم ذو حرارة روحية عالية تدفع الاربعة والعشرون قسيسا" لمشاركتهم التسبيح بل وطرح التيجان من فوق رؤوسهم .
9 وَحِينَمَا تُعْطِي الْحَيَوَانَاتُ مَجْدًا وَكَرَامَةً وَشُكْرًا لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، الْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، 10 يَخِرُّ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ شَيْخًا قُدَّامَ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ، وَيَسْجُدُونَ لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، وَيَطْرَحُونَ أَكَالِيلَهُمْ أَمَامَ الْعَرْشِ قَائِلِينَ: 11 «أَنْتَ مُسْتَحِق أَيُّهَا الرَّبُّ أَنْ تَأْخُذَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْقُدْرَةَ، لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَقْتَ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَهِيَ بِإِرَادَتِكَ كَائِنَةٌ وَخُلِقَتْ». رؤيا يوحنا اللاهوتى11-9:4
حرارة روحية عالية تؤثر فى المحيطين بهم وتجزبهم للتسبيح
《هذا يعطينا لمحة عن الحياة فى السماء فحرارة المحيطين بنا يدفعنا لمشاركتهم التسبيح والشكر والتمجيد للإله الذى نعبده سويا 》
وتدعوهم الكنيسة "الغير المتجسدين (لأنهم كائنات روحية) حاملين مركبة الله"
واخذت الكنيسة الكثير من التسابيح للعذراء مريم مستوحاه من الاربعة المخلوقات الحية
فكما يحملون هم ابن الله حملته مريم فى بطنها ٩ اشهر وحملته على زراعيها وحملته على ركبها
ماذا قال عنهم اباء الكنيسة الاوائل ؟!
.لقد سبح ابائنا الاوائل فى رمزية هذه المخلوقات الروحية اكثر من وجودها الذى لا خلاف عليه .
.الْحَيَوَانُ الأَوَّلُ شِبْهُ أَسَدٍ، وَالْحَيَوَانُ الثَّانِي شِبْهُ عِجْل، وَالْحَيَوَانُ الثَّالِثُ لَهُ وَجْهٌ مِثْلُ وَجْهِ إِنْسَانٍ، وَالْحَيَوَانُ الرَّابِعُ شِبْهُ نَسْرٍ طَائِرٍ.
+ ان المخلوق الاول الذى له وجه يشبه الاسد قد بدا به ليشفع لدى الله عن حيوانات البرية المتوحشة والمفترسة .
+ والمخلوق الثانى الذى له وجه يشبه العجل قد ظهر به ليشفع فى حيوانات الحقل كافة .
+ والمخلوق الثالث الذى له وجه يشبه وجه الانسان قد ترائى به ليشفع لدى الله عن جنس البشر جميعا .
+ والمخلوق الرابع الذى له وجه يشبه وجه النسر قد صور بهذا الوجه ليشفع عن الطيور بشتى انواعها
+ الزواحف لم يظهر وجه يشبهها لكون الحية من الزواحف تلك التى لما سكن فيها ابليس لعنها الرب . انظر تكوين ٣: ١٤_١٥
+ كذلك المخلوقات البحرية لم يظهر لها وجه لكون البحر يرمز الى العالم وامواجه المتلاطمة تشير الى الاضطرابات والقلاقل
هذا كان تفسير رمزى وكثير من المفسرين يفضلونه للتقارب الكبير بين شبه المخلوقات والتفسير فهذه المخلوقات غير متجسدة ولكنها تترائى بهذه الاشباه.
ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم عنهم :-
" أنهم روحانيون خلقهم الله وأقامهم وتوجهم بالبهاء والنور ثم جعلهم يطلبون عن جنس البشر وسائر الخليقة من وحوش وبهائم وطيور السماء ، لأنهم قريبون منه له المجد اكثر من سائر الروحانيين السمائيين "
والقديس اغريغوريوس النزينزى ومعه العلامة أوريجانوس يريان ان الاربعة المخلوقات الحية الحاملة للعرش الالهى تحمل فى طياتها قوى النفس البشرية التى تتقدس بحمل الله فيها وهى : القوى الغضبية ويشار إليها بالمخلوق الحى الذى له وجه يشبه الاسد ، والقوى الشهوانية ويشار إليها بالمخلوق الحى الثانى الذى له وجه يشبه العجل ، والقوى النطقية ويشار إليها بالمخلوق الحى الثالث الذى له وجه يشبه الإنسان ، والقوى الروحية ويشار إليها بالمخلوق الحى الرابع الذى له وجه يشبه النسر
.وبهذا تكون الاربعة قوى هى الغضبية والشهوانية والنطقية والروحية . تتقدس تحت حلول الله عليها .
والقديس إيرونيموس يرى فى الاربعة مخلوقات الغير متجسدين مراحل التدبير الالهى الاربعة على هذا النمط: المخلوق الذى له وجه كوجه الانسان يشير الى التجسد ، والمخلوق الذى له وجه يشبه العجل يشير الى ذبح الرب وموته المحيى على الصليب اى الفداء والكفارة ، والمخلوق الذى له وجه يشبه الاسد يشير الى القيامة ، والمخلوق الذى له وجه يشبه الانسان يشير الى الصعود .
أخيرًا إن كانت هذه الكائنات الأربعة تمثل الكنيسة المقدسة الحاملة للحياة الإلهية في داخلها فإن هؤلاء الأربعة إنما هم الأسقفية والقسيسية والشموسية، والشعب، إنهم أركان رئيسية تعمل معًا لحساب السيد المسيح، أيّ اختلاف لركن منها يفقد الكنيسة اتزانها ويسئ إلى رسالتها. إن فقد ركن عمله أو تفاعله مع الأركان الأخرى يخسر الكل حيويته، فالكنيسة ليست مُركَّزة حول أسقف أو كاهن أو شماس أو مسئول علماني (من الشعب) لكنها حياة متكاملة ومتفاعلة معًا.
والقديس إيريناؤس يرى ان اولئك الاربعة المخلوقات الروحانيين يرمزون الى العمل الفدائى للرب من جهة ان من له وجه كوجه انسان يشير الى التجسد ، ومن له وجه يشبه العجل يشير الى طقس الذبيحة والكهنوت ، ومن له وجه يشبه وجه الاسد يشير الى قوة عمله وسلطانه الملكى وقيادته ( الرب يسوع ) ، ومن له وجه يشبه وجه النسر يشير الى إرسال الرب الروح القدس ليرفرف على كنيسته .
كما يرى ايضا القديس إيريناؤس ان هذه المخلوقات الاربعة تشير الى الأناجيل الاربعة وذلك على النحو التالى :
المخلوق الذى له وجه يشبه الأسد يشير الى انجيل القديس مرقس الرسول الذى استهل إنجيله بصوت الاسد الصارخ فى البرية
1 بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللهِ، 2 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ:«هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. 3 صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً».
إنجيل مرقس3-1:1
المخلوق الذى له وجه كوجه انسان يشير الى انجيل القديس متى الرسول الذى اجتهد فى اعلان نسب السيدة العذراء القديسة مريم التى اخذ منها الرب جسدا واشار ايضا الى القديس يوسف النجار الذى كان ابا اعتباريا للسيد المسيح له المجد
1 كِتَابُ مِيلاَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْراهِيمَ: 2 إِبْراهِيمُ وَلَدَ إِسْحاقَ. وَإِسْحاقُ وَلَدَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ.
حتى يصل الى :
16 وَيَعْقُوبُ وَلَدَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ. إنجيل متى16,2,1:1
والمخلوق الذى له وجه يشبه وجه العجل يشير الى انجيل القديس لوقا الرسول الذى روى فيه كهنوت زكريا الكاهن الذى قدم ذبيحة عن الشعب
(لوقا ١: ٥-٢٣ )
والمخلوق الذى له وجه يشبه وجه النسر يشير الى انجيل القديس يوحنا الحبيب الرسول . الذى حلق فى السماء بإدراكه الروحى العالى ليبرهن على الوهية المسيح حيث كتب فى بدء إنجيله :-
1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. 2 هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ. 3 كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ. 4 فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، 5 وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.
إنجيل يوحنا5-1:1
ويضيف القديس إيريناؤس بعد ان اشار الى كل انجيل وما يشبهه من اوجه المخلوقات .
" تمتاز هذه المخلوقات بالأجنحة ، هكذا تحمل الأناجيل ألأربعة أجنحة كثيرة إذ تحمل البشرية وتطير بها أمام العرش الإلهى مقدمة اياها كعروس مرتفعة نحو السماويات . والاربعة والعشرون قسيسا" الروحانيين قد ظهروا حول العرش اما الاربعة المخلوقات الحية فقد ظهرت حاملة العرش، هكذا كتب الانبياء حولنا تخبرنا عن الفداء لكن الاناجيل ترتفع بنا وتنقلنا الى علو السماويات حيث العرش الإلهى ونحن ليس لنا غنى عن هؤلاء أو أولئك"
0 تعليقات