Ad Code

سيرة حياة الشهيد ابانوب النهيسى

سيرة حياة القديس الشهيد أبانوب النهيسي








كلمة "أبانوب" مشتقة من "بي نوب" التي تعني "الذهب".

ولد بقرية نهيسة (مركز طلخا) في القرن الرابع، من أبوين تقيين محبين لله، هما مقارة ومريم، فقدهما وهو في الثانية عشرة من عمره، فصار حزينًا لأيام كثيرة.
دخل الصبي الكنيسة في أحد الأعياد ليجد الكاهن يحث الشعب على احتمال الضيق والاضطهاد بفرح، إذ كان دقلديانوس قد أثار الاضطهاد على المسيحيين. وكان شيخاً قديساً فوعظهم في القداس قائلاً:" قد سمعنا إن إبليس قد قام على الكنيسة ليبطل خدمة الرب المقدسة ، فليكن كل واحد منكم متمسكاً بإيمانه ، حافظاً للمعمودية المقدسة التي نالها بحميم الميلاد الثاني من الماء والروح ، ولا تخلعوا عنكم الاسم الحسن الذي دعي عليكم ( يع ٢ : ٧ ) ، ولا تخافوا من نار هذا العالم ، بل خافوا من النار الأبدية والدود الذي لا يموت ، ولا تخافوا من بكاء هذا العالم ، بل خافوا بالحرى من البكاء وصرير الأسنان ذلك المعد لإبليس وجنوده ، ولا تحبوا مجد هذا العالم وتتركوا عنكم المجد العظيم الذي أعده الله للذين يحبونه ، لأن العالم يزول وشهوته كما قال الكتاب : "" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها "" 
بعد التناول عاد الصبي الصغير إلى بيته وكلمات الأب الكاهن تدوي في أذنيه....
تذكر قول السيد المسيح للشاب الغني " إذهب بع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني حاملاً الصليب " فوزع القديس كل ما له على الفقراء والمساكين واشتهى أن يكون شهيد على أسم سيده يسوع المسيح 
عندئذ ركع الصبي أمام الله يطلب عونه وصلى قائلاً :" يا ربي يسوع المسيح أرسل لي ملائكتك لتهديني إلى موضع الوالي ، وافتح فمي يارب لأتكلم بحقك أمام الملوك والولاة لأن لك القوة والمجد والسلطان إلى الأبد آمين " 
ثم قام ليسير إلى سمنود وهو متهلل بالروح ينتظر الإكليل السماوي.





في سمنود:

أخذ الصبي الصغير يطوف المدينة التي وجد فيها الإضطهاد على أشده فقد كانت الكنائس مهدمة والناس أُجبرت على عبادة الأصنام والبعض يشتمون في المسيحية ويضربون ويجلدون كل من يعترف باسم المسيح .... فكان يطلب من الله مساندته له ورفع قلبه إلى الله وصلى قائلاً :" يا الله الذي أرسلت النجم العجيب أمام المجوس لترشدهم إلى طريقك ، ويا من سمعت لإيليا وأنزلت ناراً فأكلت مضطهديك الذين تركوك وعبدوا آلهة أخرى غريبة ، يا من أعاد آدم وبنيه إلى الفردوس دفعة أخرى ، أسمع لي أنا أيضاً وأرسل ملاكك النوراني ليقويني ويعطيني مساعدة ومعونة على سفك دمي من أجل إسمك القدوس " ، عندئذ أرسل له رئيس الملائكة ميخائيل بمنظر بهي أضاء المكان كله كالشمس ، فسقط القديس على وجهه من هيبة هذا المنظر ولكن رئيس الملائكة ميخائيل أقامه وعزاه قائلاً :" السلام لك أيها الصالح أبانوب ، السلام لك من عند الله ، تقوّ وتعزّ أنا هو ميخائيل رئيس جند الرب أرسلني إليك لكي أقويك في جهادك ، فقم وأذهب باكراً إلى الوالي - لأن الوقت كان مساء - وأعترف أمامه بالسيد المسيح ، فيعذبك ثلاثة أيام في هذه المدينة ، وأنا أعطيك القوة وأشفيك ، وبعد ذلك يحملونك إلى أتريب ويعذبونك هناك ، فأظهر عجائبي معك ، فيخزى إبليس وجنوده ، وسأكون معك في كل موضع تمضي إليه وأعطاه السلام ومضى " .


أمام الوالي:

بكَّر جدًا أبانوب الصبي، وانطلق إلى الوالي لوسيانوس والي سمنود الذي كان جالساً عند باب البربا ( معبد الأوثان) ومعه جموع كثيرة ، فصاح القديس ابانوب بصوت عظيم قائلاً : " أيها الوالي أنا مؤمن بربي يسوع المسيح ومهما أردت أن تفعل بي فأفعله عاجلاً فأنا لا أسجد إلا لربي يسوع المسيح ، ولا أسجد لأوثانك النجسة " .
دهش الوالي لتصرفات هذا الصبي الصغير، فصار يلاطفه بوعود كثيرة قائلاً :" بالحقيقة إنك طفل بهي لا تستطيع أن تتحمل الضرب والتعذيب فإن سمعت لي أجعلك ابناً لي ومن عظماء ولايتي ، وأجعل الكل يكرمونك وأزوجك من بنات العظماء " ، أما الصبي فكان يشهد للإيمان الحق. 

عذابات القديس أبانوب

أغتاظ الوالي وأمر بضربه على بطنه أربع جلدات فظهرت أحشاؤه وتهتكت أعضاءه لسنه الصغير وجسده الغض فصرخ القديس بصوت عظيم قائلاً : " يا رب يسوع المسيح العين الناظرة والأذن السامعة الذي أتى لخلاص آدم وقَبِل الآلام لأجل خلاص جنس البشر الذي قَبِّل الموت وأنت غير المائت ، اسمعني أنا أيضاً وإنقذني من هذا العذاب ، لأنك أنت معين من ليس له معين ورجاء الذين لا رجاء لهم عزاء صغيري القلوب ميناء الذين في العاصف ". 
بعد أن فرغ القديس من صلاته ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل ومعه اكليل من نور ، ووضعه على رأسه  ، وللوقت أدخل أحشائه ولمس جسده فعاد صحيحا كالأول وكأنه لم يُعذب البتة وشجعه وقواه .
قام القديس سليماً معافاً وذهب إلى الوالي ووبخه على عبادة الأوثان وأراه نفسه حياً سليماً ، فتعجب الوالي لذلك واتهمه بأنه يقوم بأعمال السحر ككل النصارى لأنه كان يظن أن رسم الصليب هو علامة سحر .
فأمر الوالي بحبس القديس فكبلوه بالحديد ووضعوه في أحد السجون بسمنود، أُلقى الصبي في السجن ففرح به المسيحيون المسجونون، وتعرفوا عليه، وتعزوا بسببه لكونه طفل صغير وتحمل كل هذا العذاب من أجل السيد المسيح وهتفوا بصوت عظيم :" ليس لنا إله في السماء وعلى الأرض إلا يسوع المسيح " ، 
في اليوم التالي قتل الوالي من المسجونين حوالي ألفًا، ونالوا إكليل الشهادة من الساعة الثالثة حتى الساعة التاسعة من اليوم التاسع من برمهات.
استدعى الوالي الصبي أبانوب وقال له :" منذ أن دخلت هذه المدينة اهلكتها ، فإن لم تسجد للأصنام الآن فسأهلكك ، وسوف أرى ماذا يفعل لك إلهك " 
فإنتهره القديس ابانوب قائلاً :" أنت الذي أهلكت المدينة بجهلك أنت وملكك دقلديانوس ، أما أنا فمنذ الساعة الثالثة من النهار وأنا أرى الملائكة يضعون الأكاليل على رأس كل شهيد " .
إغتاظ الوالي وأمر بربطه من قدميه منكس الرأس على صاري المركب التي أستقلها الوالي متجها إلى أتريب، وفي تهكم قال: "لينظر هل يأتي يسوع ليخلصه؟!". أقلعوا بالمركب مبحرين حتى المساء، ثم أرخوا القلع ليجلس الوالي ويأكل ويشرب، وإذ بالكأس تتحجر في يده ويصاب الوالي بنوع من الفالج ( الشلل )، وأصبح الجند أشبه بعميان. فنظر الوالي إلى الطفل المعلق ليجد رئيس الملائكة يقترب منه ليمسح الدم النازل من أنفه وفمه، ثم ينزله ويتركه في مقدمة المركب ويختفي.
طلب الوالي من الصبي أن يصلي لإلهه ليشفيه فيؤمن هو وجنده.... لكن أبانوب أجابه : " لا يكون هذا إلا في أتريب ليعلم كل أحد أنه ليس إله إلا يسوع المسيح الناصري " ، فأتت ريح شديدة أسرعت بالمركب حتى وصلت أتريب....فنظر القديس إلى فوق نحو السماء وصلى عن الوالي وكل من معه فشفاهم الرب ، فخرجوا سريعا وقصدوا الوالي الذي كان جالساً مع حاشيته أمام قصر الولاية ليعذب المسيحيين ، ومزقوا ملابس الجندية ، وألقوا بمناطقهم إلى الأرض قائلين :" نحن مسيحيين ولا نؤمن إلا بإله القديس أبانوب ، وهوذا والي سمنود مشلولاً لا يقدر على الحركة ، فأرسل والي أتريب خمسة من الجند ليحضروا لوسيانوس والي سمنود الذي لما حضر اعترف أمامه بالسيد المسيح ولكن والي أتريب لم يقتله سريعاً بل تمهل عليه وأبقاه فترة لعله يرجع عن عزمه ، ولكنه أصر على الاستشهاد فأمر الوالي بقطع رأسه هو والذين معه فنالوا جميعاً اكليل الشهادة .
 
في أتريب (بنها):

استدعى والي أتريب القديس أبانوب وأمره بالسجود للأصنام ، وكان يقسو عليه كثيراً لأن والي سمنود والذين معه آمنوا بسببه ، لكن القديس لعنه هو وأصنامه وملكه دقلديانوس ، فأمر الوالي أن يعروه ويجلدوه مائة جلدة ، وبعد ذلك أجلسوه على كرسي حديد ووضعوا تحته كمية كبيرة من القار وأوقدوه بالنار والكبريت حتى ارتفع اللهيب إثنين وعشرين ذراعاً ، فصلى القديس قائلاً :" يا ربي وإلهي خلص عبدك وابن أمتك من لهيب النار كما خلصت الثلاثة فتية القديسين " .
فلما فرغ القديس من صلاته ظهر له السيد المسيح وعن يمينه رئيس الملائكة ميخائيل وعن يساره رئيس الملائكة غبريال وقال له  : " تقوّ يا حبيبي أبانوب ولا تخف لأني معك ، وها أنا أرسلت إليك ميخائيل رئيس الملائكة ليقف معك ويقويك وأقسمت بذاتي إن كل إنسان يقف عند جسدك ويكفنك أنا أستر جسده في ملكوتي ، والذي يعطي صدقة للمساكين والفقراء في يوم تذكارك أجلسه في وليمتي المقدسة " .
ولما قال هذا أمر رئيس الملائكة ميخائيل ليقيمه ، فأقامه حياً بلا فساد وصارت النار كالندى البارد ، ووضع السيد المسيح يده عليه فشفاه. 
وطلب من الرب أن لا يتركه حتى النفس الأخير ، وأن يسمح بأن يُدفن جسده في أرض آبائه .
ثم قام مسرعاً وذهب حيث اجتماع الولاة وقد كان هناك أوهيوس رئيس الجند الذي قدِم برسالة من الإمبراطور دقلديانوس مضمونها " إن كل من يعترف باسم السيد المسيح ، ولا يبخر للأصنام يُعذب عذاباً شديداً ، وإن لم يرجع عن رأيه يُرسل إلى أرمانيوس والي الاسكندرية ليعذبه هناك " . وما أن فرغ أوهيوس من القراءة حتى قام الشهيد أبانوب وهو ممتلئ من القوة ، وخطف الرسالة ومزقها وألقاها في وجه الوالي ومن معه مبكتاً إياهم على عبادة الأوثان بالرغم من أنهم رأوا بأنفسهم عمل الرب معه عندما أنقذه من وسط النار .
فلما سمع الولاة هذا الكلام استشاطت قلوبهم غضباً من هذا الفتى الصغير وأتهموه بأنه ساحر كبير .
وحينئذ أمر والي أتريب بإحضار سيخين من الحديد ووضعهما على النار حتى الإحمرار ، وتضرب بهما عيني القديس ، ففقيئتا وخرجتا عن رأسه ، وجروه على سرير حديد ذو حد مثل المناشير فتقطع جسده ، وتهرأ لحمه وسال دمه .
فأتى الملاك ولمس جسده وأعاد عينيه فقام صحيحاً معافاً ، ولما رأى أهل المدينة هذه المعجزة صرخوا قائلين نحن مسيحيين ولا نؤمن إلا بإله القديس أبانوب ، فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعاً وكان عددهم ٨٨٥ ثمانمائة وخمسة وثمانين نفساً ، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر بشنس .
كلم أوهيوس رئيس الجند القديس قائلاً :" هل طاب قلبك بعدما أبصرت هذه الدماء التي سُفكت بسببك ، إرجع عن رأيك وتعال بخر لآبلون وطع أمر سيدنا دقلديانوس " 
فصرخ القديس في وجهه قائلاً : " إن دقلديانوس سيدك أنت وليس سيدي أنا ، لأن سيدي هو يسوع المسيح الذي ينزل الأعزاء عن الكراسي ، ويشتت المستكبرين بفكر قلوبهم فسيشتتك أنت ودقلديانوس وكل مملكته يا أولا إبليس " 
فأمر أوهيوس بإلقاء القديس على ظهره وقطّع يديه من الإبطين ورجليه من ركبتيه ، وتركوه ملقى على الأرض والدماء تنزف من جسده ، فظنوا أنه مات ، فأمر الوالي بإحضار كلاب المدينة لتنهش لحمه ، وكان أوهيوس ومن معه يتباهون إنهم انتصروا على القديس وأرضوا آلهتهم . ولقد تجمع جمهور كثير من أهل المدينة ، وتألموا لهذا المنظر ، وكانوا قد ظنوا أنه مات ، ولكن ملائكة الرب ميخائيل وسوريال وروفائيل جاءوا إليه ولمسوه وأعادوا أعضائه المقطوعة ، فشفي في الحال وعاد جسده سليماً معافاً. 
ووعده رئيس الملائكة الجليل ميخائيل إن القديس يوليوس الأقفهصي سيكتب سيرته ويكفن جسده ويرسله إلى بلده وقال له :" عجائب كثيرة ستكون على يديك والموضع الذي سيكون فيه جسدك يكون مباركاً إلى الأبد ، وكل إنسان يمرض بأي مرض إذا جاء إلى جسدك سيهبه الله الشفاء ، والذي يحلف يميناً كاذباً في بيعتك ، أو يصنع باطلاً يفتقر إلى الأبد ".
فلما رأى الحاضرون ذلك آمنوا بالسيد المسيح وكانوا يهتفون معلنين إيمانهم فأمر الوالي بإلقاءهم في السجن مع القديس أبانوب. 
تعجب الوالي جداً من ذلك وقال للذين معه :" إني قد ظننت أن الكلاب أكلته وطيور السماء نهشت لحمه ، ماذا نفعل بهذا الصبي الذي أفسد المدينة كلها ؟ .
فأشار عليه أوهيوس رئيس الجند بأن يرسله إلى الاسكندرية حسب أمر دقلديانوس ، فأخرج الوالي القديس أبانوب من السجن لينفذ هذه المشورة ، ولكن كل المسجونين مع القديس خرجوا معه وهم يهتفون " نحن نتبع القديس أبانوب والموت الذي به يموت نموت به " .
فأسرع الوالي بكتابة رسالة إلى أرمانيوس والي الاسكندرية قال فيها :" حسب أمر الملك نرسل لكم هذا الصبي الساحر الذي أضل كل أهل أتريب ، ونحن نخشى على ملكك منه لأنه لا يوجد ساحر مسيحي بمقدار هذا الساحر وافعل به كيفما تشاء ".
وكبلوا يدي القديس ورجليه بالحديد وكان وزن الحديد حوالي مائة رطل ( خمسين كيلو جرام ) ، وخرجت الجموع وراء القديس أبانوب وهي تهتف قائلة نذهب إلى حيث تذهب ، ونموت بالموت الذي تموت به ، فلما رأى الوالي هذا الجمع العظيم خاف على نفسه وعلى مركزه فأمر بقطع رؤوسهم بحد السيف ، وكان عددهم ألف رجل وثمانين سيدة ، وكان ذلك في اليوم العاشر من شهر بؤونه . وكان القديس يرى الأكاليل نازلة على رأس كل شهيد. 


إلى الإسكندرية:

التقى بامرأة بها روح نجس أخرجه منها وهو مقيد اليدين، فآمنت بالسيد المسيح، فاغتاظ أحد الجنود وقتلها.
أمام أرمانيوس والي الإسكندرية اعترف الصبي بالسيد المسيح محتملًا عذابات أخرى، منها إلقاؤه في جب به ثعابين وحيّات جائعة، والرب حفظه بملاكه ميخائيل.
خرج الصبي من الجب وقد تبعته بعض الثعابين.... فالتف أحدهما حول رقبة أرمانيوس والصبي أنقذه، الأمر الذي أدهش الكثيرين فقبلوا الإيمان واستشهدوا.
تعرض لعذابات أخرى، وأخيرًا قُطعت رأسه خارج المدينة على صخرة عالية بعد أن وقف بفرح يصلي طالبًا أن يغفر الله له خطاياه، ويتقبل روحه.
تقدم القديس يوليوس الأقفهصي وحمل جسده وكفنه وأرسله إلى نهيسة موطن ميلاده حيث دفن هناك.... وقد كتب سيرته.





نقل جسده:
نقل جسده من نهيسة إلى سمنود.... ويحتفل بعيد استشهاده في 24 من شهر أبيب




وعود الله للقديس الشهيد  أبانوب النهيسى 



تقوى يا حبيبى أبانوب لأن الرب معك 
+ كل إنسان يقف عند جسدك ويكفنك الرب يستر جسده+ 

+ الذى يعطى صدقة للفقراء والمساكين على إسمك فى يوم تذكارك يجلسه الرب فى وليمته المقدسة وكل إنسان يسمى ابنه على إسمك أخلصه من كل شده والبلدة التى يكون جسدك فيها يخدمونك بإسمى أباركها

إرسال تعليق

1 تعليقات

Close Menu