Ad Code

السيدة العذراء تكريمها - صعودها - ظهورها حسب الكنيسة الأرثوذكسية 2

كاتب هذه المقال نيافة العلامة الكبير الأنبا لوكاس مطران كرسي منفلوط الأسبق .
ولد عام 1900 من أسرة عريقة متدينة ، حصل على شهادة البكالوريا عام 1916 ، وفي نفس السنة إلتحق بدير المحرق ، رُسم مطراناً عام 1930 على كرسي منفلوط وأبنوب ، أجاد اللغات القبطية واليونانية والإنجليزية والفرنسية 
صعودها 
أما عن موضوع صعود السيدة العذراء بالجسد إلى السماء ، فهو بدعة كاثوليكية ، تنكرها المسيحية وتستنكرها ، لأنها بدعة تتنافى ومبادئ المسيحية والتاريخ المسيحي فحتى الآن وإلى منتهى العالم قبل الدينونة الأخيرة والقيامة العامة " لم يصعد أحد ( بالجسد ) إلى السماء إلا ( إبن الله المتأنس ) الذي نزل من السماء ، الذي بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس عن يمين العظمة في الأعالي ... فقد صعد إلى السماء في جسده الممجد " ( يو 3 :13 ، عب 1 : 3 ، أع 2 : 31-36 ، 1 : 9- 11 ) (  لكي لا يختلط الأمر أيليا وأخنوخ لم يموتا " المدون " ) .
فالسيدة العذراء رقدت في الرب الرقاد الطبيعي المحتم على جميع البشر ( عب 9 : 27 ) فصعدت روحها بعد خروجها من الجسد ، وذهبت إلى الله الذي أعطاها ( جا 12 : 7 ) في أنتظار اليوم الأخير الذي تلبس فيه جسدها ممجداً في القيامة العامة التي ينتظرها جميع المفديين لكي ينالوا التبني فداء أجسادهم(رو 8 :23 ).
ولما كان الشئ بالشئ يذكر ، نذكر أن التقليد الكنسي التاريخي يقول بأنه السيد المسيح ، كإبن بار بأمه العذراء ، الذي أهتم بشؤونها إلى أخر لحظة من حياته على الأرض بالجسد وهو على الصليب ، إبان حياتها فسلمها لتلميذه الحبيب يوحنا ليهتم بأمرها ، قد إهتم بجثمانها بوصفه المستودع البتولي الذي دخل إليه وخرج منه وظل مغلقاً إلى الأبد ( حز 44 : 1- 3 ) بعد أن تربى فيه جنيناً تسعة أشهر ، وفي حضنه الحنون الطاهر نما وترعرع ، وبراً بأمه البتول ، أصعد جثمانها الطاهر بعد دفنه في القبر وأودعه حجب الغيب ، ليظل هناك في كرامته إلى أن يقوم ممجداً في يوم القيامة في اليوم الأخير .
وهذا التقليد الرائع لا يتناقض مطلقاً مع مبادئ الفداء وأعمال الرب التدبيرية ، أليس هو له المجد الذي يحفظ عظام الصديقين وواحد منها لا ينكسر ، لأن موتهم عزيز في عينيه ( مز 34 : 20 ، 116 : 15 ) ، لأنهم أكرموه في حياتهم فأكرمهم في حياتهم وبعد مماتهم ( 1صم 2 : 30 ، 2مل 13: 20 , 21 ، رؤ 6 : 11 ) ، أليس هو له المجد الذي أخفى جثمان موسى لئلا تعبث بكرامته جهالة الإسرائيليين إبان نزواتهم الوثنية ، حتى أن أبليس لما أراد الكشف عنه للتضليل بالإسرائيليين قاومه رئيس الملائكة ميخائيل محاجاً عن جسد موسى ( يه 9 ) !! .
وهذا التقليد الكنسي التاريخي الذي يرجع إلى العصر الرسولي الأول القائل بإصعاد جثمان السيدة العذراء من القبر للغرض السامي آنف الذكر ، والذي قالت به جميع الكنائس الرسولية ، يظهر أن كنيسة رومية عبثت برزانته بعد إنفرادها النهائي عن جميع الكنائس الرسولية ، فتطور لديها في جو البدع والهرطقات وفي معمل الخرافات والخزعبلات إلى عقيدة " صعود السيدة العذراء حية إلى السماء " وهي عقيدة كاثوليكية إنفردت بها رومية وتوابعها ، وتنكرها وتستنكرها وتشجبها جميع الكنائس الرسولية 

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu