Ad Code

كيف تكونت صورة السيد المسيح على كفن تورينو



في عام ١٨٢٧ م اخترع نيسيفور التصوير باستخدام مادة قابلة للاشتعال وفي عام ١٨٩٨ م عُرض الكفن عرضاً رسميا في مدينة سافوي بمناسبة الإحتفال بعيد المملكة الإيطالية وسُمح بتصوير الكفن بواسطة سكوندو بيا Secondo Pia وهو محام ومصور هاوٍ ، ولحماية الكفن من دخان الشموع والبخور وضع بين لوحي زجاج وأخذ بيا أول صورة للكفن في منتصف الليل مستخدما النور الكهربائي الذي كان حديث الاستعمال في ذلك الوقت ، فبعد خروج الزوار أقام منصة مقابلة لارتفاع المذبح أمام الكفن والتقط أول صورة للكفن ، ثم عاد إلى الأستوديو وهو يحمل لوحتين معدنيتين ( ٦٣ × ٥١ سم ) وفي الحجرة المظلمة كان بيا متلهفاً ليرى نتيجة التحميض ... بعدما وضع اللوحة في سائل التصوير ( المظهر ) ... كانت مفاجأة عجيبة فحينما أمسك باللوح أمام عينيه يتأمل الوجه سرت في جسمه رعشة وكاد يسقط من يديه فقد ظهرت على اللوح صورة واقعية موجبة واضحة وذلك عكس ما هو متبع في التصوير ، فكان المتوقع حسب قواعد التصوير أن تظهر صورة سالبة على اللوح أي شبحية ... وهذا يعني أن وجه المسيح الذي على الكفن صورة سلبية ، وتمالك بيا أعصابه واستجمع قواه وابتدأ يفحص اللوح الذي أخرجه من حوض التحميض ، فالصورة واضحة تماما والتفاصيل عليها دقيقة ، الوجه والعيون المغلقة عند الموت .. كان واضحاً أنه وجه السيد المسيح كما أن الدم يسيل حول الرأس وفي اليدين والرجلين والجنب مطعون... والوجه أيقونة فريدة فالوجه هادئ يشرق بسلام عجيب مع وقار فبالرغم من قسوة الميتة فإن الوجه يعبر عن روح خارقة لم تضعف بالآلام ولم تُهزم بالموت .
كان بيا هو أول من تأمل صورة السيد المسيح بعد تسعة عشر قرنا من دفنه وأثار هذا الاكتشاف ضجة هائلة في أوروبا فأُعيد تصويره بعد ذلك عدة مرات ، فقد التقط جوسيب انري Guiseppe Enrie استاذ التصوير الإيطالي صورا أخرى أكثر وضوحا ... وكانت كافة الصور متشابهة ... هي صورة شبحية. 
ويحمل الكفن آثار رجل عُذب وقد ظهرت هذه الآثار في النيجاتيف ( الأجزاء المضيئة قاتمة والقاتمة مضيئة) وبتصوير الكفن انعكست الصورة ، وطبع الصورة يوضح الصورة الموجبة مظهرا الوضع الحقيقي لرجل الكفن. 
ومن ذلك الوقت بدأت فكرة أن الكفن خدعة أو صورة مزورة فكرة غير مقبولة بل مرفوضة تماما ... صورة سالبة على الكفن ، ومن مئات السنين ، وقبل اختراع التصوير الضوئي! . كيف يمكن لفنان من القرون الوسطى أن يوجد صورة سالبة ؟ ولماذا أراد أن يعمل ذلك ؟ وما المنفعة التي عادت عليه من عمل ذلك ؟!! .
ويقول ويلكوكس Wilcox أحد خبراء التصوير " أنه ليس في مقدور أي إنسان أن يذور مثل هذه الصورة بالرغم من تقدمنا التكنولوجي " .
والصورة التي على الكفن تحير العلماء فهي باهتة وتبدو مثل الضباب الخفيف كلما اقترب منها الإنسان فهي بخلاف كل أنواع الصور لا يمكن أن تظهر واضحة إلا من بُعد . فما الذي يدفع فنان ان يرسم صورة هكذا ؟! وكيف تكون دقيقة بهذه الدرجة ؟! 
كما أنه لا توجد أي أثر لحركة يد لرسام أو لفرشاة رسم وهذا ما أثبته العلماء بواسطة الأجهزة الدقيقة كما أنه لا توجد أي خطوط تحدد الشكل كما هو متبع في كافة الصور إذ يعتمد الرسام على الخطوط المحددة للشكل ، وهذا يدهش الرسامين والفنانين ، وقد استخدم العلماء أحدث الأجهزة في الكشف عن الصبغات بواسطة أشعة X الفلورية وجهاز التحليل الضوئي photoelectric Spectrophotometre (مقياس الطيف الضوئي الكهروضوئي ) وأثبت العلماء أنه لا توجد بها أي أنواع من الزيوت المستخدمة في التلوين فبتكبير الصورة خمسون الف مرة وجدت أنها سطحية وترقد أعلى ألياف النسيج فلم يشاهد أي التصاق بين الألياف ، كما أنه لا توجد أي اختلافات في كثافة الصورة بين منطقة واخرى على القماش وهذا لا يحدث في وجود مواد التلوين 
كما أن الصورة لم تتأثر كيميائياً بالمذيبات التي استخدمها العلماء وهذه القرائن تجعل الصورة فريدة ووحيدة من نوعها ، وكلما حاول شخص أن يثبت أن رساماً قام بعملها كلما تأكد يقينا استحالة هذه المحاولة . 
الصورة على الكفن 
يبلغ طول الكفن ١٤ قدماً ( ٤،٣٦ م ) وعرضه ٣ أقدام وسبع بوصات ( ١،١٠ م) وحافة عرضها ٣بوصات حيكت معه أما لونه فهو مائل للصفرة ، وبه أربعة أزواج من الحروق المغطاة بالرقع تظهر على القماش كلسعة مكواه ( أثر حريق شب في الكنيسة التي كان بها الكفن ) ، ويظهر خطان متوازيين بجانبي القماش هما من أثر الحريق حيث كان الكفن وقتها مطبقاً ثمان مرات طولاً وأربع مرات عرضاً ، أما البقع الأخرى فهي من آثار الماء المستخدم في الاطفاء. 
والصورة مطبوعة على الكفن بلون ذهبي ويظهر الدم فيها بلون اغمق ، وتوجد في وسط الكفن صورتان للمسيح لا يستطيع من يشاهدهما أن يخفي دهشته وإعجابه. 
وتظهر على الكفن صورة شبحية ( نجاتيف) وتظهر اليمين في جهة الشمال وبالعكس كما في مرآة ، وهي بالحجم الطبيعي أمامية وصورة خلفيه بالحجم الطبيعي...والرأس فيهما متقابلتان وهي لشخص قوي البنية لا يلبس شيئاً ، له لحية وشعر طويل على شكل ضفيرة خلف الرأس ، وهو في وضع الدفن اليهودي حيث أن اليدين متشابكتان فوق الحوض ويبدو الوجه في الصورة الأمامية منفصلا عن الجسم لاختفاء الكتفين ، وتبدو الساقان فيما أسفل الركبتين باهتتين ، وتظهر صورة الظهر أكثر تكاملاً.
ويلف الجسم كله العلامات المخيفة للجلد وتظهر مسيلات دم كثيرة في الرسغين والقدمين والجنب به جرح بيضاوي يبلغ اتساعه حوالي بوصتين يظهر مقابله قدر من الدم في جهة الظهر ، أما عن الرأس فهي تحمل آثار أشواك نافذة فالدم ينزف من أماكنها. 
أما عن الدم عامةً فهو يظهر رقيقا على الكفن وهو ما يجعل الصورة لغزاً محيرا للعلماء. 
وقد نشر بول فجنون وهو استاذ ملحد ينتمي لجماعة اللا أدريين كتاب ويعترف فيه بأنه لا يستطيع انسان مهما بلغت مهارته أن يرسم هذه الصورة.  
من هو رجل الكفن 
١ - كان المعذبون على الصليب يربطون أما هذا فكان مسمراً وهذا ما يظهر من نزيف دموي في الرسغين والقدمين. ( يو ٢٠ : ٢٥ ) 
٢ - كانت الرحمة تظهر في كسر سيقان المصلوبين للتعجيل بموتهم أما رجل الكفن بخلاف جميع حالات الصلب فلم تكسر ساقيه بل طعن في جنبه بعد موته ( يو ١٩ : ٣١ ، ٣٧ ) .
٣ - تظهر على الركبتين آثار سقوط متكرر ، إذ كان متعباً ومنهكاً وسقط عدة مرات تحت الصليب ( مت ٢٧ : ٣٢ ) ( مر ١٥ : ٢١ ) ( لو ٢٣ : ٢٦ ) .
٤ - الجروح الناتجة عن الجلد بالسياط وهي على أنحاء الجسم كله فيما عدا منطقة القلب ( مت ٢٧ : ٢٦ ) ( مر ١٥ : ١٥ ) ( يو ١٩ : ١ ) .
٥ - تغطي الكتفين آثار احتكاك من حمل جسم ثقيل ، من هو الذي حمل خشبة ثقيلة خشنة على الكتفين ( يو ١٩ : ١٧ ) .
٦ - عُذب بأكليل شوك فيظهر الدم من ثقوب غائرة في الرأس ( مر ١٥ : ١٧ ) ( يو ١٩ : ٢ ) 
٧ - صورة الوجه يظهر فيها تورم في الشفة العليا والذقن وكسر في غضروف الحاجز الأنفي وكدمات في الصدغ الأيمن والأنف مع تورم أسفل العين اليمنى . من هو هذا الذي لطم ولكم في وجهه وعلى رأسه ( مت ٢٧ : ٣٠ ) ( مر : ١٥ : ١٩ ) ( لو ٢٢ : ٦٤ ) ( يو ١٩ : ٣ ) .
٨ - عادة ما يترك المصلوبون في أيدي أناس قساة يطرحونهم بملابسهم أما هو فقد لُف في كتان ثمين ووضع في قبر ( مر ١٥ : ٤٦ ) 
٩ - يمكن أن نضيف إلى ذلك أنه عادةً ما يحمل المعذبون على ملامحهم آثار سكرة الموت المؤلمة فيظهر على وجوههم صورة وجوه جزعة يائسة ، أما وجه رجل الكفن فيكسوه جمال رائع في عظمة ملوكية بكرامة مع جلال وهيبة ، كما أنه يمتاز بهدوء وسلام لا يمكن تفسيرهما . فمن هو هذا الذي يظهر وجهه أنه أقوى من الموت ؟! 
لقد تساءل العالم الملحد يفز ديلاج Yves Delage وهو أستاذ تشريح بجامعة السوربون إن لم يكن المسيح هو المطبوع صورته على الكفن إذن فمن يكون ؟! 
كيف انطبعت الصورة على الكفن ؟
بدراسة عينات الخيوط تحت الميكروسكوب والتي أُخذت من الكفن من منطقة الصورة وجدت أنها تعطي لون أصفر باهتا يوجد في أعلى سطوح الخيوط فقط ، فاللون لم يتخلل أو يتشرب في الخيوط ولم يجري أو ينساب على جوانب الخيوط ولم يترك رواسب بين الخيوط وبعضها كما يتوقع أحدنا عند دهان الصبغات وأشار العالم راي روجرز Ray Rogers إلى نقطة غاية في الأهمية ، وجهت نظر العلماء للاستفادة من حريق سنة ١٥٣٢ م فيقرر العلماء أن الحرارة العالية التي تسببت في حرق أماكن من الكفن ، لو كان الذي على الكفن صبغات لكانت لابد أن تفسد لأن الحرارة الكافية لكربنة النسيج ( تفحمه) لابد أن تكون كافية لإفساد اى صبغات عضوية ، كما أن تغير لونها يكون بدرجة أكبر كلما اقتربنا من مكان الحرق ، ولكننا نجد أن اللون الأصفر في الصورة على الكفن منتظم في كل الأماكن حتى حدود منطقة الاحتراق فلم يتغير اللون في أي مكان ، كما أن الماء الذي سُكب على الكفن في الإطفاء قد أمدنا بقرينة قوية على صحة الكفن فمن المفروض أن الماء يسبب جريان الألوان ولكن من الواضح أن ذلك ليس مشاهداً في الصورة على الكفن. 
وعلى ضوء هذه النتائج استقر رأى العلماء على استنتاج أعلنه الكيميائي راي روجرز R. Rogers من المعمل القومي بلوس الاموس Los Alamos قائلا :" إن جميعنا يؤمن أن الكفن ليس لوحة مرسومة painting فلا توجد به أي صبغات خاصة بالتلوين ولا نظن أن أي سائل أو بخار يمكن أن يحدث الصورة التي نراها على الكفن ، كما أن الصورة ثابتة لم تتأثر بالماء أو الحرارة العالية. 
الصورة في ثلاث أبعاد Three Diamensional 
قام العالمان جون جاكسون J. Jackson و اريك جمبر E. Jumper باكتشاف وجود علاقة رياضية بين درجة لمعان Brightness كل نقطة على صورة الكفن وبعدها عن جسم السيد المسيح وهو داخل الكفن فتكون المناطق الأكثر قرباً والملامسة للجسد مثل منطقة الجبهة والأنف هي الأكثر لمعاناً وبدراسة صورة الكفن بجهاز تحليل الصور Vp-8 Image Analyzer وهو جهاز لدراسة صور الكواكب والنجوم ويعمل بواسطة العقل الإليكتروني IPM Computer ومصمم ليحول درجة قتامة الصورة ودراسة لمعان كل نقطة على الكفن الى بديل رأسي وبذلك يمكن تحويل الصورة إلى ثلاث أبعاد ، أي أنه يعمل على تحجيم الصورة وتجسيمها ، ووقف العالمان مندهشان أمام شاشة التليفزيون الخاصة بالجهاز فبتحليل الصورة وتجسيمها ظهرت لأول مرة صورة مجسمة للسيد المسيح في وضع الموت .
فشاهدا الشعر ككتلة ضُغطت بإحكام في ضفيرة خلف الرأس كما كان يفعل اليهود في وقت المسيح ، أما عن الوجه فشاهدا وجه المسيح مجسما فكان لرؤيته أثر بالغ في دراسة فن رسم الأيقونات لوجه السيد المسيح وقربه لصورة الكفن .
ولا يمكن تكوين صورة ثلاثية الأبعاد إلا إذا كان هناك أكثر من صورة ، صورتين أو أكثر ، والمدهش أن الصورة لها صفة البعد الثلاثي ، ومن ذلك استنتج العلماء أن المناطق الأكثر كثافة في اللون في الصورة ليست أغمق في اللون عن الأماكن الأخرى ، ولكنها تبدو هكذا لأنها تحتوي على مجموعة من الألياف أكثر عددا ، وهذا الاختلاف في درجات الكثافة يتناسب مع بُعد كل نقطة بين الكفن وجسم السيد المسيح وهذا هو السبب في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد. 
وعندما شاهد العالمان أثر الجلدات تأثرا تأثراً بالغا فقد أظهر الجهاز المستخدم قسوة الجلد على الجسم وأمكن من الدراسة إكتشاف أن الجلدات قد سقطت على الجسد في إتجاه طبيعي مما يعسر على إنسان أن يقلد شكلها ، وبتحويل الصورة إلى ثلاث أبعاد وتجسيمها اتضح أن من الاستحالة أن تكون من صنع يد بشرية أو بأي طريقة للرسم أو التصوير بل هي أصلا نتجت عن جسد وتكونت من إشعاعات من هذا الجسد ، كما لاحظ العالمان حدثا غريبا لم يخطر على بال أحد ، فعندما تطلعا لمشاهدة الوجه وجدا أمرا غريبا فقد شاهدا بروزا غير طبيعي في العينين وكأن شيئا موضعا فوقهما ، وبالرجوع لكتب التاريخ وعوائد الدفن عند اليهود وجد د / جاكسون في المجلة اليهودية العدد لسنة ( ١٨٩٨ ) أن من عوائد الدفن عند اليهود في وقت المسيح وضع قطعة من العملة على عين الميت اعتقاداً منهم أن يحولوا بينه وبين رؤية مقره الأخير .
وعاد العالمان لمتابعة البحث فاستطاعا بمساعدة أخصائي علوم الفضاء وأجهزة تحليل الصور المرسلة من المريخ بواسطة سفينة الفضاء ايكنج ، بعدما سمحت لهم السلطات بإستخدام أجهزة تحليل صور الفضاء في أبحاث الكفن ومن خلال العقل الإلكتروني أمكن معرفة نوع العملة ، فقد حددت الأجهزة حجمها واستدارتها وهي من نوع العملة التي اصطكها بيلاطس البنطي .
الدم على الصورة .
قد لا تبدو آثار للدم للعين المجردة ولكن بطرق تحليل الدم الحديثة أمكن الكشف عن مادة الهيموجلوبين التي في الدم وتعطي لونه وبالدراسة بواسطة جهاز Microspecrophotometer ( مقياس الطيف الضوئي الدقيق) أمكن تحديد وجود عنصر الحديد والبوتاسيوم وهذان من مكونات الدم كما أمكن اثبات عدم وجود أي من المعادن التقليدية التي تكون عناصر البويات والصبغات على خيوط الكفن ، وأظهرت الاختبارات أن البقعة تحت أشعة اكس والاشعة تحت البنفسجية تستجيب بدرجة كبيرة كما يفعل الدم بالإضافة إلي ذلك فإن اختبارات أشعة اكس أظهرت النسبة الحقيقية للحديد الذي بالدم وقد وجد الدكتور جون هللر John Heller وألان الدار Alan Alder الكيميائيان من معهد نيو انجلند في البقايا المنقولة بواسطة الشرائط اللاصقة بلورة دقيقة هي صورة للهيموجلوبين الذي تغير كثيراً بفعل الزمن ، كما أنه يوجد مادة البورفيرين porphyrine وبوجودها لم يعد هناك مجالا للشك أنه دم بشري حقيقي .
من هذه الحقائق والنتائج التي ثبتت من الدراسة الميكروسكوبية ودراسة الصورة في ثلاثة أبعاد ودراسة الدم على الكفن ثبت أن الصورة لم تتكون بأي مجهود بشري أو أي طريقة طبيعية أو مألوفة وليست مرسومة وهذا وضع أمام العلماء سؤال أشبه باللغز ....

كيف تكونت الصورة ؟ 
طُرحت عدة نظريات لدراسة كيفية تكوين الصورة على الكفن  : 
١ - الصورة ونظرية الابخرة 
من المدهش أن الذي تقدم للدفاع عن صحة الكفن  هو العالم الملحد يفز ديلاج Yves Delage فقد درس مع مساعده دكتور بول فجنون  Paul Vignon صور بيا الفوتوغرافية وتعمقا في دراسة كيفية تكوين الصورة على الكفن وهل هناك احتمال انها رُسمت ؟ 
فحاول العالمان رسم صورة سالبة طبق الأصل بالألوان الزيتية وأخرى بالألوان المائية ولكنهما لم ينجحا في ذلك فاتجه فيجنون إلى الدراسة لتفسير تكوين الصورة فطرح نظرية الابخرة وأفترص أنها تكونت نتيجة الأطياب من المر والعود مع فعل العرق الناتج من جسد مُعذب غير مُغتسل من الدم والذي يُنتج أمونيا وفي فترة ٣٦ ساعة في القبر ، فعلل تكوين الصورة بأن أبخرة الأمونيا المختلطة مع الأطياب باختراقها القماش سببت تحول اللون الى البني الباهت في المناطق الملامسة للجسد ولكن حينما حاول أن يطبق هذه النظرية ظهرت صورة مختلفة ، كما أن الصورة المتكونة بهذه الطريقة لا تثبت في الماء والحرارة ، ولكن الكفن قاوم الماء والحرارة في حريق ١٥٣٢ م ، والصورة على الكفن دقيقة وتظهر فيها سير الدم وملامح الوجه والشعر وهذا لا يحدث في حالة الابخرة ، كما أن الصورة الناتجة عن الابخرة تخترق الألياف وصورة الكفن سطحية جدا ، كما أن الصورة المتكونة بالابخرة لا تكون ثلاثية الأبعاد وعلى ذلك فنظرية الابخرة لا تتوافق مع صورة الكفن 
٢ - هل الصورة نتجت بالتلامس ؟ 
ونظرية التلامس تفرض أن الصورة تكونت نتيجة تلامس الكفن مع الجسم ونتيجة حدوث تفاعلات كيميائية بسبب ضغط الجسم تكونت هذه الصورة وقد اقترح هذه النظرية العالم الأمريكي جون جرمن John  German وفي تجارب مؤتمر سنة ١٩٧٨ م أجريت دراسة بعمل نموذج للكفن ولُف به شخص أقرب ما تكون صفاته من صفات صورة الكفن وتمدد على مائدة ليكون كل جزء متلامساً مع جسمه مقابل نظيره في الكفن فاستطاعوا أن يعيدوا بدقة الوضع الذي دُفن فيه السيد المسيح وأُخذت عدة صور لتلك التجربة بواسطة أجهزة القياس الدقيقة التي تحسب كثافة الصورة وشدة اللون في مناطق تلامس الكفن مع الجسم غير أن صورة الكفن تتعارض مع هذه النظرية في عدة أمور أولها أن الصورة المتكونة بالتلامس لا تكون سطحية كما أنها لا تثبت نتيجة تعرضها للحرارة والصورة المتكونة بالتلامس المباشر تكون بها جزيئات كيميائية وهذه غير موجودة في صورة الكفن وسبب آخر يستبعد نظرية التلامس أن الصورة المتكونة بهذه الطريقة ليس لها صفة الثلاث أبعاد. 
٣ - هل الصورة تكونت بالتلامس مع وجود الابخرة ؟
أن وجود علاقة بين شدة اللون في الصورة ومناطق تلامسها مع الجسم ، فاللون القاتم منتشر في الأماكن الأكثر تلامسا مع الجسم ، أعادت إلى الذهن فكرة تكوين الصورة عن طريق الابخرة فاقترح عضو بفريق الدراسة هو السيكتروسكوبي صمويل بلليكوري Samuel Pellicori المتخصص في التحليل الطيفي من مركز بحوث سانتا بربارا ، نظرية ان الصورة قد تكونت نتيجة اغماق زيوت الجسد والعرق مع الأطياب من المر والعود وبمرور الوقت تكونت الصورة بالملامسة بين الكفن والجسم ، ومع أن دلائل التحليل الطيفي تؤيد هذه النظرية إلا أنها كما يشير عضو آخر في نفس الفريق تؤيد قصور هذه النظرية لأن مثل هذه الصورة المتكونة بالابخرة لا تكون ثلاثية الأبعاد فالصورة التي تتحول إلى ثلاثة أبعاد تتكون أصلا من بعد وليس بالتلامس . علاوة على ذلك فإنه تظهر في صورة الكفن تفصيلات في الوجه لا يمكن أن يكون قد لامسها القماش .
٤ - نظرية اللفح الحراري 
اللفح الحراري هو تحولات كيميائية نتيجة التعرض لحرارى عالية لبرهة زمنية خاطفة ، وقد اقترح العالمان جون هللر وألان الدار ، أن هذه الصورة تكونت عن هذا الطريق ، وهذا ما جعل شعيرات النسيج تتحول إلى اللون الأصفر ، وأيضا سببت حدوث اختلاف في كثافتها مما أعطى تدرج في اللون يظهر عند مشاهدة الصورة .
وتمكن بعض العلماء من تكوين صورة على قماش كتان بتعريض القماش لإشعاع نحاس أصفر محمى بالنار وهذا ما جعلهم يفترضون نظرية تكون الصورة عن طريق اللفح ( واللفح على القماش مثل لسعة المكواه).
هل تكونت الصورة باللفح ؟
إن الصورة تظهر في اختبارات التحليل الطيفي بواسطة جهاز الاسبكتروفوتومتر كأجزاء محترقة احتراقاً ، فيبرهنون بذلك على أن الصورة قد تكونت بطريقة اللفح ، وبما أنها لم تتأثر بحريق ١٥٣٢ م فاللفح بخلاف الصبغات يمكن أن يجتاز هذا الحريق دون أن يتغير لونه كما أن اللفح يمكنه أن يتعرض للماء دون أن يبهت أو يفرش على القماش ، ومعنى هذه النظرية أن جسد المسيح قد صدر منه إشعاع هائل يكفي لإحداث صورة باللفح على القماش أذاب بها مسيلات الدم وطبع صورة الجسد على القماش.
هذه الفكرة أذهلت العلماء وحيرتهم وهي أن الصورة نتجت من تأثير وميض إشعاع حراري نووي ومما أيد هذا الفرض بعض الملاحظات التي لوحظت بعد أول قنبلة ذرية على هيروشيما بأن وهج القنبلة حول لون المباني إلى اللون الأحمر الباهت وأن القنبلة تركت طبعات من الظلال التي ألقتها أضواءها فوجدت ظلال برج مطبوعة على حائط بنك يبعد عنه ٢٠٠٠ ياردة ، وظلال عجلة مضخة غاز مطبوعة على جدار يبعد عنها ٦٥٠ ياردة ، ومعنى ذلك أنه انبعث من جسد الرب يسوع الميت في القبر وغير المغتسل من الدم إشعاع هائل نتج عنه طبع صورة الجسد على القماش وهذا ما يمكن تفسيره بأن نور القيامة انفجر من الجسد في فجر يوم قيامة الرب ، فالكفن تدل الصورة عليه على ( إنفجار قوة Explosion of Energy) انبعثت من الجسد لحظة قيامة الرب يسوع من الأموات. 
ولكن مع أن تكوين الصورة بهذه الطريقة محتمل وأقرب الفروض فلم يتقرر بعد ما إذا كانت ميكانيكية اللفح تستطيع إنتاج صورة دقيقة مثل التي نراها على الكفن.  وإذا كانت الصورة باللفح فكيف تكونت بالبعد الثلاثي ؟ ومع أن هذه النظرية هي أقرب النظريات لتفسير طبع الصورة على الكفن إلا أنها لم تثبت بالكامل فهل الصورة مصدرها إنفجار للطاقة !؟ . مهما كان الأمر فمازالت صورة الكفن سراً يحير العلماء .

ليس هذا كل شيء فقد باح الكفن بالكثير من الأسرار التي أقرها العلماء وأثبتت علمياً في المؤتمرات التي تمت لدراسة الكفن المقدس انتظروا قريبا الجزء الثالث 





إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu