آبي أحمد ورجيب طيب أردوغان وجهان لعملة واحدة
أحافظ على كرسيَّ وليكن ما يكون
وعلى مصر أن تحتمل غباء الواحد وأحلام يقظة الآخر
حين أقدمت أثيوبيا على ملئ السد بدون إتفاق هل درست الموضوع جيداً هل قدرت الأمر بما يستحق من تقدير ؟! أم من أجل تبيض صورة النظام في الداخل تدفع بالبلاد في مواجهات ومشاحنات مع دول الجوار
أثيوبيا التي لها حروب سابقة مع دول الجوار ونسبة الفقر فيها 65% هل هي قادرة فعلاً على خوض حرب مع مصر ؟! هل تتكل على تركيا لإنقاذها في حين إندلاع حرب ؟!
تركيا التي فتحت أكثر من جبهة للحرب في أكثر من مكان هل هي قادرة على التصدي لمصر في حالة نشوب حرب ؟! أم أن هذه الدول تحاول زعزعة الإستقرار للزج ببلادهم وشعوبهم ليكونوا ضحية من أجل خطة أكبر .
أثيوبيا علاقتها سيئة مع كل دول الجوار وزادت من سوءها بكسب عداوة مصر والسودان وتضامن كل الدول العربية الشقيقة مع مصر والسودان .
وعلى ماذا الإختلاف هل مصر تقف أمام تقدم أثيوبيا ؟
كل نقاط الإختلاف في مدة ملئ خزان السد ومراعاة أثيوبيا لسنوات الجفاف لألا تؤثر على دول المصب وقد تدخلت أطراف عدة من أجل أقناع أثيوبيا بعدم التعنت ومراعاة حقوق دول المصب ولكن رعونة القائمين على التفاوض أثبتت للجميع وعلى رأسهم أمريكا والبنك الدولي ومجلس الأمن وأخيراً الإتحاد الأفريقي أنها لا تريد إلا مصلحة نفسها وأنها هي التي تريد الإنفراد بمياه النيل بما يخالف كل الأعراف الدولية لقوانين الأنهار العابرة للدول .
والشق الثاني هو الأمان بالنسبة لإنشاء السد الذي لو لا قدر الله وتضرر يهدد السودان بالفيضان .
وهل هذا بالأمر الجلل أن تطلع الدول التي من الممكن أن تتضرر من رعونتك وتسرعك من إتخاذ قرارات مصيرية أم خبراءك أخبروك أن في حين إنهيار السد ستعود المياه إلى أثيوبيا مرة أخرى ولن تضر السودان ومصر ؟!
هل عندما تؤسس لإقصاء أثيوبيا عن مجتمعها الأفريقي بإفتعال أزمات من أجل تبييض صورة نظامك سيساعد هذا على نمو أثيوبيا أنك تورث الأثيوبيين نتيجة أفعالك الغير مدروسة .
هل فكرت لو كان هناك أرعن شبهك في مصر لا يبالي بمصر وشعبها وجيشها ولا بحياة شعبك وحقه في الوجود وهو قادر على سحق أثيوبيا وفي يده لو أطلق العنان لأهواءه أن يتسبب في دمار يلحق ببلادك لايكفيك عقود وليس سنوات لتلافي أضراره ماذا سيكون حكم الأجيال عليك أم أنك لا ترى ألا ما سيزيد شعبيتك المتواترة الهبوط .
ولو كنت تتكل على تركيا فخط السيسي الأحمر علامة ترشدك حين يذهب بك شيطانك للإتكال على الأغا .
كل صفحات الأخوان تدفع مصر دفعاً للحرب مع أثيوبيا ولكن مصر أم الدنيا لا تتعدى على أحد وجيشها يحمي لا يهدد ولا يتجبر ولا يروع الآمنين ، ومصر لا تريد النماء لنفسها فقط بل للعالم كله وليس مثل بعض الدول التي تعيش على مص دماء وثروات الآخرين ، وكل هذا العناء لدفع مصر للحرب مع أثيوبيا والإبتعاد عن الإهتمام بالشأن الليبي حتى يقتنص الأغا ليبيا وحين يكون مليشيات تركيا والسراج على حدودنا الغربية يتم التنسيق مع أخوان الداخل ومدهم بالسلاح لتنفيذ عمليات إرهابية وإستنزاف جيش وشرطة مصر في التصدي للإرهاب داخلاً وعلى حدود ليبيا وفي سيناء عن طريق حماس ، وحين تسقط مصر يسقط العرب جميعاً .
ربما تكون أثيوبيا أو النظام الأثيوبي لأكون أكثر دقة ليس لها خبرة ولا باع بالمؤمرات التي تحاك لمصر ولكن إعلموا أنه لو سقطت مصر لن تقوم لكم قائمة ولو بنيتم ألف سد .
فمصر حين وجدت إتفاق متكافئ حينما قامت وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الدولي بالوساطة مضت بالأحرف الأولى لتبين أنها لا تريد إعاقة تقدم أحد ولكنها لا تريد ضرر لشعبها .
وعن مجلة فورين بوليسي أن إدارة ترامب تدرس توقيع عقوبات على أثيوبيا وخفض المساعدات التي تقدم إليها ، ونحن لا نشمت في أثيوبيا ولكن هذا القرار إشارة أنكم تتعدون المواثيق الدولية لحفظ السلام والإستقرار في العالم ، فمصر رغم قدرتها لم تستخدم قدرتها في ظلم أحد .
النظام الأثيوبي يريد ملئ السد في ثلاث سنوات
خلال السنوات الثلاث ستكون مصر حصلت على ٢٤ طائرة سوخوي 35 ومن يعلم ماذا يخبئ لنا المستقبل هل إستعد النظام الأثيوبي فعلاً أم أنه كلام للإستهلاك الإعلامي ؟!
إن التحديات المتواترة في المنطقة وفي العالم كله تريد من أبناء مصر ليس العمل فقط من أجل نماء الوطن بدل الدفع بالوطن ليكون جبل راسخ ينظرون إليه ويتحسرون من عدم قدرتهم على مواجهته أو تحريكه أو إثناءه عن عزمه .
أذا كنتم تظنون أن الرعونة وإتخاذ قرار بالحرب صعب
فالرصانة وحساب نتائج القرارات أصعب بكثير
وشكراً لمن حتى الآن قادر على كبح جماح غضبه
وتذكروا جيداً أن مصر لم يستطيع أحد أن يأخذ منها شئ عنوة على مر التاريخ ولن يستطيع أحد .
0 تعليقات