العلم هو الأساس الذي يقوم عليه تقدم الإنسانية في كافة المجالات، وهو يعتبر من أهم المحركات الدافعة للتطور والتقدم في العالم. وتتجلى أهمية العلم فيما يلي:
يحسن جودة الحياة ويوفر الحلول للمشاكل والتحديات.
يساهم في التطوير الاقتصادي وخلق فرص العمل.
يحسن إنتاج الغذاء ويوفر الأمن الغذائي.
يساعد في المحافظة على البيئة وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة.
يساهم في تطوير نظام التعليم والتثقيف.
يفتح أفاقًا جديدة للإبداع والاختراع في مختلف المجالات.
لذلك وجب علينا الإحتفاء بالعلماء وإعطاهم ما يستحقون من التقدير والتكريم وإلقاء الضوء على حياتهم وأعمالهم ليكن عند النشء القدوة والمثال الذي يحتذون به للمحافظة على إستمرارية تقدم وطننا الغالي مصر .
نشأته
ولد أحمد حسن زويل في 26 فبراير 1946 في دمنهور، محافظة البحيرة، وانتقل مع عائلته إلى دسوق، بمحافظة كفر الشيخ في سن 4 سنوات. هناك نشأ وتلقى تعليمه الأساسي. بعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف في الكيمياء عام 1967، وعمل معيدًا بالكلية. درس في الولايات المتحدة بعد حصوله على منحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا. عمل كباحث في جامعة كاليفورنيا، بركلي (1974-1976)، ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا منذ 1976. حصل على الجنسية الأمريكية عام 1982. تدرَّج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك حتى أصبح أستاذًا رئيسيًّا لعلم الكيمياء، وهو أعلى منصب علمي جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية. حصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999.
سبب حصوله على جائزة نوبل
قام الدكتور أحمد زويل بابتكار نظام تصوير فائق السرعة باستخدام الليزر، والذي يمكنه رصد حركة الجزيئات عندما يتم تكوينها وعندما يتحدَّ بعضها ببعض، حيث يتم التقاط الصورة في وقت قصير جداً يبلغ فمتوثانية وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية Femtosecond ) Spectroscopy)، نشر الدكتور أحمد زويل أكثر من 350 بحثاً علمياً في هذا المجال بالمجلات العلمية الرصينة مثل مجلة "ساينس science " و "نيتشُر nature "، وقد تمَّ اختيار اسمه ليكون جزءًا من قائمة الشرف في الولايات المتحدة، وقد حلَّ في المرتبة التاسعة من بين 29 شخصية مشهورة بارزة بصفته أحد أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة، وتضم هذه القائمة أيضاً أسماء علماء كبار مثل ألبرت أينشتاين وألكسندر غراهام بيل. في يوم الثلاثاء الموافق 21 أكتوبر 1999، حصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل في الكيمياء لاختراعه كاميرا التحليل الطيفي بسرعة الفيمتوثانية ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها. وبذلك أصبح أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، ومنحت له هذه الجائزة نظراً للثورة الكبيرة التي قام بها في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام كاميرا التصوير الطيفي ، حيث أدت أبحاثه إلى إحداث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة بها، وساهم في دخول العالم في زمن جديد لم يكن متوقعًا من قبل حيث يتمكن من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي باستخدام تقنية الليزر السريع. وأكدت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم أن تكريمه جاء نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر، حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمي بكيمياء الفيمتوثانية واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية بسرعة الفيمتوثانية. وقد أكدت الأكاديمية السويدية في حيثيات منحها الجائزة لأحمد زويل أن هذا الاكتشاف قد أحدث ثورة في علم الكيمياء ، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.
اشادات دولية بالعالم الجليل
حصل الدكتور أحمد زويل على جائزة نوبل وكذلك حصل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر وعلم الفيمتو التي حاز بسببها علي 31 جائزة دولية منها: جائزة ماكس بلانكك (Max Planck فيزيائي ألماني 1858 _1947) وهي الأولى في ألمانيا. جائزة وولش الأمريكية. جائزة هاريون هاو الأمريكية (Haroun Tazieff عالم بركاني 1914_ 1998.) . إضافة إلى جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم وجائزة هوكست الألمانية.
كما أنّه انتُخب عضواً في أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية، وحاز على ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية، وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشي، ومُنحت له الدكتوراه الفخرية من عدة جامعات مرموقة في العالم، ومن بينها جامعة أوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية.
كما حصل على جائزة ألكسندر فون هومبولت الألمانية، التي تُعتبر أكبر جائزة علمية هناك، وجائزة باك وتيني من نيويورك، وجائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء في سلطنة عمان، ووسام بنجامين فرانكلين عن عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر (فيمتوثانية)، وحصل أيضاً على جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء ، كما تم انتخاب العالم الراحل عضواً في الأكاديمية البابوية وحصل على وسامها الذهبي في عام 2000، كما حصل على جائزة وزارة الطاقة الأمريكية السنوية في الكيمياء وجائزة كارس من جامعة زيورخ، وهي أكبر جائزة علمية في سويسرا في الكيمياء والطبيعة. كما تم انتخابه بالإجماع عضواً في الأكاديمية الأمريكية للعلوم ، وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس السابق محمد حسني مبارك في عام 1995 وقلادة النيل العظمى، أعلى وسام مصري. وفي عام 2009، تم اختياره ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في مجالات متعددة. كما حصل على قلادة بريستلي، أرفع وسام أمريكي في الكيمياء في عام 2011، ودكتوراه فخرية من جامعة سيمون فريزار في عام 2014. كما تم تسمية بعض الشوارع والميادين في مصر باسمه وصدر طابع بريدي يحمل صورته، وتم تسمية صالون الأوبرا باسمه أيضاً.
إسهاماته العلمية لمصر
برغم كل هذه الحفاوة التي لاقاها عالميا لم يبخل العالم الراحل على مصر من أن تنهل من وافر علمه ففور فوز العالم الراحل بجائزة نوبل حاولت الحكومة آنذاك استغلال الزخم الإعلامي لإنشاء مؤسسة تعليمية وقد تأسست مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا كمؤسسة تعليمية بحثية وابتكارية مستقلة وغير هادفة للربح. وقد بدأت فكرة إنشائها عام 1999 ، وتم وضع حجر الأساس في 1 يناير 2000، ولكنها واجهت العديد من المعوقات في عملية إنشائها. وبعد ثورة 25 يناير عام 2011، تم إعادة إحياء المشروع من خلال قرار وزاري في 11 مايو 2011. وصفت رئاسة الوزراء المشروع بـ "مشروع مصر القومي للنهضة العلمية"، ومنحت المدينة قانونًا خاصًا في 20 ديسمبر 2012 يسمح للطلاب بالتقدم للدراسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالمدينة. وفي عام 2014، تم تخصيص 200 فدان لبناء المقر الجديد للمدينة في منطقة حدائق أكتوبر بمدينة السادس من أكتوبر، وقد كُلَّفت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالمشروع. وتعمل المدينة حاليًا على مشروعات بحثية وتعليمية بكامل طاقتها. وهذه المدينة نتاج جهد العالم المصري الراحل الذي يُعتبر أيقونة من أيقونات العلم في العصر الحديث ليس فقط محليا بل وعالميا وتتم تدريس سيرته الذاتية في الكثير من البلدان لحث النشء على العلم بما يعود بالخير على البشرية جمعاء .
وفاته
تمكّن الدكتور أحمد زويل، الذي حقّق العديد من الإنجازات العلمية، من إثراء المكتبة العلمية بالعديد من الكتب. من أشهر هذه الكتب التي صدرت عنه: "رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل" و"عصر العلم" و"الزمن" و"حوار الحضارات"، وهذا بالإضافة إلى كتبه باللغة الإنجليزية مثل "التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد" و"علم الأحياء الفيزيائي - من الذرات إلى الطب"، الذي يتحدّث عن أحدث الطرق والمفاهيم في السلوك الكيميائي والحيوي .
ولكن على حين غرة في يوم 2 أغسطس 2016، أعلن التلفزيون المصري وفاة العالم المصري الراحل الدكتور أحمد زويل في الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع مع المرض. وكانت الوفاة عن عمر يناهز السبعين عامًا. وكان الدكتور زويل يعاني من ورم سرطاني في النخاع الشوكي قبل وفاته، برغم أنه أكد في وقت سابق أنه تخطى المرحلة الحرجة من مرضه، وكان يشعر بتحسن في حالته الصحية. وأشار إلى أنه كان في نهاية مراحل العلاج والنقاهة.
وفي يوم 7 أغسطس، أقيمت جنازة عسكرية للدكتور أحمد زويل، حضرها رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وقيادات الدولة المصرية ليودعوا بطل حارب لكي يرفع اسم مصر عاليا في المحافل الدولية وليعلن أن مصر لازالت صامدة في معركة العلم والتقدم التكنولوجي والبحث العلمي بعقول أبنائها.
0 تعليقات