كانت العداوة قديما على أشدها بين مملكة الروم ومملكة الفرس وكانت كل منهما تجمع الرجال والفرسان للحرب ضد المملكة الأخرى. وكان ملك الروم في هذا الوقت هو الملك نوماريوس الذي أرسل أحد أمراء المملكة ويدعى ( انسطاسيوس) إلى مصر التي كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية لإختيار رجال اشداء يحاربون بجانب الجيش الروماني ضد جيوش الفرس ، فقام من أنطاكية وذهب إلى مصر.
توغل الأمير الأنطاكي في صعيد مصر حتى وصل إلى بلدة " تابور " بالقرب من مدينة شطب ( shotp بالقبطي من القرى القديمة بمركز أسيوط) وهناك أعجب برجل أسمه يوحنا لما اتصف به من القوة والشجاعة والإقدام فأكثر له الهدايا لكي يسافر معه إلى أنطاكية ولكن يوحنا اعتذر عن قبول الهدايا ورفض السفر ، فما كان من الأمير إلا أن أصدر أمراً بالقبض على يوحنا الشطبي وعبثا حاول والي تابور وكان يدعى كيروس وهو زوج اخت يوحنا أن يجعل الأمير يتخلى عن يوحنا ولكن بدون جدوى .
وحين كان يوحنا من نسل كريم لا يوافق حبسه في السجن حبسه في معصرة زيت ، وبينما هو يبكي في سجنه سمع صوتا في الليل يقول له : " لا تبكي يا يوحنا من أجل أرضك فإن نسلك سيرث هذه الأرض إلى الأبد وذلك الموضع الذي سجنت فيه سيكون فيه جسدك إلى الأبد وتجري منه معجزات وتبنى هنا كنيسة . وبدل المعصرة يكون تقديم دم المسيح فيها إلى الأبد " فلما سمع هذا القول طلب أخته " " انفيليا " " وزوجها الوالي كيروس وأعلمهما بما سمعه ورآه في الرؤيا وقال لهما : " إن الله كفيل بحراستي وانتما يجب الا تفعلا شيئاً لإيذاء الأمير لئلا يسمع الملك فيأمر بهدم بلادنا وحرق أهلها وإعدام الذين فيها واكون انا السبب " ثم ودعهما بالدموع الغزيرة وسار مع الأمير.
في أنطاكية
وعندما وصل الأمير إلى أنطاكية مثُّل أمام الملك نوماريوس وقدم إليه الجنود المصريين الذين جاء بهم وكان من بينهم يوحنا الذي نال إعجاب الإمبراطور وأمر بأعتباره ضيفا على الأمير انسطاسيوس فاكتسب محبته ومحبة جميع أهل بيته وكل رجال البلاط الملكي ، وكان للأمير ابنة جميلة تدعى " " اوسانيه " " فرغب في تزويجها بيوحنا فاستأذن الملك في ذلك فأذن له وأقيمت الأحتفالات وزفت اوسانيه إلى يوحنا زوجة .
عاش الأمير يوحنا الشطبي وزوجته الأميرة اوسانيه في بلاد ايراكليه في مدينة اخائية الواقعة على البحر الأسود ( حالياً مدينة هراقيلية في تركيا ) ، وأنجبا ابنا جميلا سمياه " تادرس " وكان ميلاده في ١١ كيهك فأقيمت الاحتفالات ووزعت الهدايا بمناسبة مولد الأمير الجديد ، وكانت الأميرة اوسانيا تعبد الأوثان وقد حاولت كثيراً استمالة زوجها يوحنا للسجود للأصنام ولكنه رفض تماماً وأظهر ثباته في الإيمان وكانت زوجته تُعيره قائلة :" إنك ناكر لجميل أبي فقد جاء بك عبداً ذليلاً وصيّرك من أكابر القوم ودفعني إليك زوجة رغم تقاليدنا ورغم اختلاف الدين بيننا " واعتزمت على طرده من المنزل . ولكن كان يوحنا يخاف على ابنه تادرس من أن يصبح عابداً للوثن فكان في صلاة دائمة ووجع قلب على ولده . وفي ذات ليلة رأى يوحنا في نومه رؤيا سمائية إذ بملاك الرب يقول له :" لا تخف يا يوحنا على ولدك تادرس وثق أنه سيكون سبب بركة للعالم كله بدفاعه عن الإيمان وسيرفع لواء المسيحية عالياً ، لا تخف فالرب معه ، أما أنت فاترك هذه المرأة وأذهب إلى أهلك وعشيرتك في مصر " .
فقام القديس يوحنا في الصباح مبكراً وغادر المنزل قاصداً صعيد مصر وهو يدعو الرب أن يبارك ابنه وينجيه من هذه الأم الشريرة.
مات الأمير انسطاسيوس الجد الوثني ومات الملك نوماريوس الملك المحب للمسيح وجاء الإمبراطور دقلديانوس الوحش الكاسر في تلك الأيام وكان تادرس ينمو جسديا وأما روحياً فكان في صراع بين الإيمان بالمسيح الذي كان والده يعبده والذي قيِّل له أنه مات في الحرب وبين الوثنية التي يرى أمه منغمسة فيها .
وكبر القديس وأخذ لقب أمير لأنه ابن أمراء فجده الأمير انسطاسيوس الذي شهد له القصر الملكي بالولاء ، وأمه الأميرة اوسانيا وابوه يوحنا صاحب المقام والمنصب الرفيع ، وألحقته أمه بمكتب البلاط الملكي ليتلقى علوم الحكمة والتربية العسكرية لكي يصبح ضابط في الجيش الروماني . وكان الأمير تادرس موضع إعجاب الكثيرين من أبناء الأمراء ورجال البلاط الملكي وكان جميع أصدقائه يؤكدون له أنه صورة من أبيه المصري وأنه ورث منه قوة بنيته وطلعته البهية ... وعرف القديس من حوار الأصدقاء والعاملين معه أن أباه كان مسيحياً وأن أمه طردته لذلك السبب وأنه حي ولم يمت. فذهب إلى أمه وهو حزين فقالت له أمه : ما سبب حزنك يا ولدي العزيز ؟!
فقال لها : بسبب ما أسمعه كل يوم من الناس عن أبي المصري يوحنا وأنك يا أماه سبب هروبه وهناك من يقول إنك طردتيه من المنزل فكيف يكون هذا !!؟
فقالت له أمه: أبوك مات في الحرب لأنه لم يكن يعبد آلهتنا.
فرد القديس : أي آلهة تتحدثين عنها أتلك الأصنام الحجارة الصماء تدعى آلهة وتنجي في الحروب ؟!
فقالت: يا ولدي ما هذا الكلام وكيف تُغضب الآلهة ألا تخشى انتقامها ؟
فرد القديس: لقد عرفت الحقيقة وعرفت أنكِ طردتي أبي لأنه كان مؤمن بالمسيح ، فدعكي من هذا وهلم نذهب إلى أبي ونؤمن بالمسيح ألهاً ورباً ، وقد رأيت يا أمي في منامي بالأمس شخصاً يخاطبني قائلاً:" أنا والدك يوحنا وقد طردتني أمك من أجل أوثانها فأحفظ نفسك منها إلى أن يشاء الله لقاءنا " .
فقالت أمه : وا حسرتاه لقد فقدت رشدك يا ولدي بسبب تجديفك على الآلهة ، هلم اسجد للإله وأطلب الصفح منه لكي يرضى عنك .
فرد القديس: أنا لا أسجد إلا لربي يسوع المسيح إله أبي يوحنا . أما هذه الأوثان فليس لها مكان في قلبي ولا في هذا المنزل بعد الآن .
ثم ضرب الأمير تادرس الوثن الحجري بقدمه فتكسرت أجزاؤه وخرج منه الشيطان الذي كان يتكلم داخله بشكل زنجي وصار يصرخ قائلاً : ما دمت قد طردتني من مسكني فسوف انتقم منك ، وأكون سبباً في نزول الوبال عليك . ثم صار كالدخان وتلاشى في الهواء وهو مرتعب جداً.
خرج الأمير تادرس من منزله وهو في سعادة واتجه إلى الأب الكاهن وكان يسمى القس اولجيانوس وطلب أن يعتمد على اسم المسيح . فقام بتعليمه الإيمان القويم وعمده. وهكذا لبس ثوب البر والقداسة والنعمة وكان عمره وقتذاك خمسة عشر عاماً .
أمتلأ الأمير بالنعمة والمواهب الروحية وتعلم كثير من تعاليم الكنيسة وأصبح ينمو كذلك في البطولة والشجاعة والعلوم العسكرية حتى سمع عنه الإمبراطور دقلديانوس فأعجب به وقلده أعلى الرتب العسكرية وكلفه بقيادة إحدى الفرق الرومانية في الجيش على الحدود فأدى واجبه الوطني العسكري بشجاعة وكفل الأمن والسلام ، فأحبه الملك وأعطاه لقب ( الأمير الشجاع ) وأخذ في الترقي إلى أن صار اسفهسلاراً ( قائد حربي ، تعادل وزير الحربية الآن ) .
وكثيراً ما واجه الشيطان في حروب روحية شديدة ولكنه بقوة الإيمان وحياة الإتضاع ونعمة الروح القدس كان ينتصر على عدو الخير . ففي ذات يوم كان الأمير تادرس يتفقد معسكره بعد عدة غارات للأعداء وهزيمتهم على يديه . وكان الجو قيظاً وشعر جنوده بظمأ شديد حتى كادوا أن يهلكوا جميعاً. فسجد القديس للرب يسوع المسيح ورفع قلبه إلى السماء وصلى قائلاً: أيها السيد الإله السمائي الحنون كلي الحب والرحمة ، يا من رويت ظمأ بني إسرائيل من الصخر الذي لا ينبع ماء ، تمجد يا رب وأرو هؤلاء الجنود ليعرفوك أنت هو الإله الحقيقي وحدك مدبر الكون كله .
وما أن أنتهى من صلاته حتى هبت ريح باردة أعقبها نزول أمطار. ونجى جميع الجنود من موت وشيك فخروا عند أقدام الأمير تادرس وقالوا له: مباركة هي قيادتك ومبارك هو إلهك الذي أستجاب لدعائك له . وآمن جميع الجنود من تلك الساعة.
ذهابه إلى صعيد مصر
أشتاق القديس لرؤية والده الذي كثيراً ما سمِع عنه وكان أشتياقاً من أعماق قلبه فسجد رافعاً صلاة حارة من قلبه للرب يسوع يناشده أن يعطيه مشتهى قلبه ويروي ظمأ نفسه ويحقق له طلبه . فظهر له ملاك الرب وخاطبه قائلاً : أذهب يا تادرس إلى مصر وهناك ستلاقي أباك يوحنا وسأكون بحراستك على طول الطريق.
فدعا الأمير تادرس إثنين من كبار رجالات جيشه هما أبيفام وديسقورس وأخبرهما بعزمه على المضي إلى مصر لمقابلة أبيه هناك ، واتفقوا أن يصحبه أبيفام ويبقى ديسقورس لقيادة الجيش . وقاموا بتجهيز سفينة سارت بهم إلى مدينة الاسكندرية وأثناء السفر ظهرت بركة حياته ونعمة الروح القدس فيه ، ومن ذلك أن البحر كان يهدأ عندما يرفع القديس يده مُصلياً، وكان يخرج الشياطين ويشفي مرضى كثيرين حتى آمن كل ركاب السفينة بيسوع المسيح إله هذا البار.
وعندما وصلوا إلى الاسكندرية اتجه مباشرة إلى الصعيد حيث مدينة شطب التي ارشده إليها أهل مصر بعدما أحسنوا استقباله وأكرموا ضيافته. وفي شطب خاف أهلها من هذا الأمير الأنطاكي لأنهم ظنوا أنه جاء ليأخذ رجالهم إلى العسكرية .
مقابلته لأبيه يوحنا
دخل الأمير تادرس إلى الكنيسة هو ورفاقه وصلى للرب وشكره على سلامة وصوله وحراسته له طالباً منه أن يساعده على لقاء أبيه . ودنا من خادم البيعة العجوز وسأله : هل يوجد هنا أيها الأخ الحبيب رجل يدعى يوحنا ؟
ففكر الخادم برهة ثم قال : نعم هناك رجل أخذه ملك الروم منذ زمن بعيد إلى أرض بعيدة ولكنه عاد إلينا ثانية بعد أن ترك زوجته التي كانت تعبد الأوثان.
شعر الأمير بفرح لإستجابة صلاته وفيما يتهلل قلبه شكراً للرب ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه وخاطب الخادم قائلاً: وهل هذا الرجل على قيد الحياة ؟ .
فرد : نعم ولكنه مريض وأيام غربته قربت أن تنقضي . هل لك به سابق معرفة ؟
أجابه الأمير: نعم إني أعرفه منذ زمن بعيد وأريد مقابلته . وسار الأمير تادرس ورفيقاه أبيفام وخادم الكنيسة العجوز إلى منزل يوحنا الشطبي ثم دخل الخادم إلى يوحنا الذي كان طريح الفراش وقال له : يوجد أمير أنطاكي يسأل عنك أيها الأخ الحبيب يوحنا ويريد أن يراك .
فرد يوحنا : أمير أنطاكي ؟! وما حاجته إليَّ وقد زال عني مُلك هذا العالم ؟!. وحدق بي المرض وضرب الموت سياجاً من حولي ، ليدخل وسنعرف سر مجيئه.
دخل الأمير تادرس وأقترب من والده متأثراً وكادت الدموع تطفر من عينيه ولكنه تمالك نفسه وقدم نفسه إلى أبيه يوحنا قائلاً: أنا أمير من أمراء مملكة الروم جئت في طلبك .
فرد يوحنا: مرحبا بك يا إبني . ماذا تريد مني ؟ وهل استطيع ان اسدي إليك أمرا وأنا في أيامي الأخيرة ؟ .
فقال له : سمعت أنك كنت ذو منصب رفيع في البلاط الملكي وفجأة تركت كل شيء ورجعت إلى وطنك هل تركت المدينة الصاخبة لتقطن هنا هل تركت ما ينتظرك من مستقبل باهر لتعيش هنا وسط الفلاحين ؟!
فقال له يوحنا : ماذا يستفيد الإنسان إن ربح العالم كله وخسر نفسه يا بني ؟
فرد عليه : أم إنك اشتقت لأهلك وزوجتك وأبناءك
فأجابه : يا بني إن زوجتي وولدي الوحيد الحبيب لايزالان في أنطاكية.
فرد عليه القديس : هل لك زوجة وابن في أنطاكية ؟!
فأجابه يوحنا : نعم يا بني إن زوجتي هي الأميرة اوسانيا ابنة الأمير انسطاسيوس .
فرد عليه القديس: ولكن اسمح لي يا سيدي أنت تعبد الإله الحقيقي ولكنهما يعبدان الأوثان فكيف لك الاقتران بمثل الأميرة اوسانيا ؟!
أجابه يوحنا : وهذا هو ما يقض مضجعي إلى اليوم يا بني فإن لي ابن تركته خلفي في أنطاكية أصلي من أجله ليلاً ونهاراً حتى يرحمه ربي يسوع المسيح ولا يصبح مثلهم عابد وثن وإني كلي ثقة في ربي يسوع المسيح ليس أن يحفظه من عبادة الأوثان فقط بل أن ألقاه قبل موتي وأُملي عيناي برؤياه .
ثم أشاح يوحنا بوجهه ناحية الحائط حتى يخفي دمعة كانت سقطت من عينيه لم يستطيع أن يكتمها .
أما الأمير تادرس فقد اغرورقت عيناه بالدموع ونهض من على كرسيه وأرتمى في حضن أبيه يوحنا قائلاً: أبي يوحنا. أنا ولدك تادرس ، ووالدتي اوسانيا التي طردتك بسبب اصنامها ، وأنا قد حطمت الصنم وإني تعمدت وصرت مسيحياً وقد أعلمني الرب يسوع في رؤيا إنك على قيد الحياة وقد جئت لأنظرك قبل أن يفرق الموت بيننا .
فرد يوحنا: ولدي .. تادرس... اشكرك يا رب
وأخذا يقبلان بعضهما ويبكيان من فرحة اللقاء الذي طال انتظاره ، بينما الشيخ العجوز وأبيفام رفيق الأمير يتعجبان ويمجدان الله على عظم صنيعه .
وشاع الخبر في المدينة ففرح الجميع أن الله افتقد يوحنا بمجيء أبنه إليه . وخرجوا لتهنئته واستقبال أبنه الأمير تادرس أيما استقبال ، وصنعوا له وليمة عظيمة وفرح به أبناء عمته " انفيليا " وكانت قد ماتت وقد أوصى الأمير عليهم حكام البلاد.
وبعد خمسة أيام انتقل يوحنا الشطبي إلى السماء في شيخوخة صالحة بعد أن بارك أبنه تادرس وقام أهل المدينة كلها بتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير ودفنوه بجوار أبيه " ابيشخار " وأخته انفيليا وقدموا العزاء للأمير الذي عزاه الرب بعظيم الإيمان ، وقال لأهل مدينته :" وصيتي لكم حينما تنتهي حياتي وانتقل من هذا العالم احضروا جسدي ليُدفن بجوار أبي " .
رجوعه للحرب
في هذا الوقت أعلن الفرس الحرب على مملكة الروم فأرسل دقلديانوس رُسلاً إلى قادة الجيش لكي يُعلمهم بالحرب وبصفة خاصة الأمير تادرس لأنه الوحيد بين القادة الذي له العقلية العسكرية والكفاءة لصد غارات الفرس وهجماتهم عن المملكة . فقام ديسقورس نائب الأمير تادرس وأرسل للأمير رسالة عاجلة أخبره فيها بالموقف . ومن ثم عاد الأمير تادرس إلى أنطاكية بعد وداع أهل شطب الذين أقاموا عامود ( مسلة) على شاطئ النيل ورسموا عليه صورته لكي يراها جميع المجتازين في النيل تخليداً لذكراه .
جمع الأمير جيوشه ونظم صفوفه ووضع الخطة الجيدة ، ونسق فرق الجيش المختلفة ودخل الحرب في شجاعة . وقد رافق الأمير تادرس المشرقي في ميادين القتال وكان الإثنان يحاربان جنباً إلى جنب . وكان الشهيد الشجاع تادرس الشطبي لا يقدر أحد أن يقاومه من جميع الفرسان وجيوشهم وكانوا يسألون عنه في صفوف الحرب. فإذا علموا أنه في صف تحولوا عنه إلى الجهة الأخرى خوفاً منه ، لأنه إذا قال أنا تادرس سقطت سيوفهم من أيديهم بسبب الرهبة التي ألقاها الرب في قلوبهم منه ، وناضل كثيراً حتى تمكن من هزيمة الفرس وانسحابهم نهائياً عن حدود المملكة ، فأعجب به الإمبراطور وكان يجلسه بجانبه في الديوان الملكي كما لقبه ببطل المملكة الرومانية ومنحه أعلى الأوسمة في البلاد.
قتل التنين
عين الإمبراطور دقلديانوس الأمير تادرس والياً على إحدى المقاطعات الرومانية بعد موت واليها ، وكانت مدينة أوخيطس هي عاصمة هذه الولاية ، فاخذ الأمير جنده وذهب إليها عسكر من حولها استعداداً لدخولها ، وكان في هذه المدينة تنين عظيم ( ثعبان ضخم من بقايا العصور القديمة من الزواحف المندثرة مثل الديناصورات لا يزال البعض منه موجود في بعض الجزر النائية ولكنه نادر وليس بضخامة المندثر عثُر على الكثير منه في الحفريات في بقاع شتى ) يسكنه روح نجس وهو بذاته الروح النجس الذي كان بداخل صنم أمه اوسانيا . وقد افزع المدينة كلها وأدخل الرعب في القلوب ، وكان من عادة الوالي السابق أن يقدم له أطفالاً صغاراً طعاماً له .
وحدث في تلك الأيام أن أرملة وصلت إلى المدينة ومعها ولداها فأخذهما منها أهل تلك المدينة وربطوهما في شجرة لبخ فوق الجبل ليراهما التنين من بعيد . فمزقت المرأة ثيابها ونثرت التراب على رأسها وصارت تبكي ولديها وذهبت للأمير تادرس وهي باكية لتشكو له أمرها ولكن حينما وصلت إليه ترددت كثيراً وتراجعت ثانية قائلة في نفسها من أنا حتى أتكلم مع هذا الأمير العظيم ووقفت من بعيد تشكو حالها لله وتدعوه أن يُخلص ولديها من أيدي سكان هذه المدينة .
وكان الرب قد أرسل رئيس الملاك ميخائيل وأعلم الأمير بحالها فأمر الأمير أحد الجنود باستدعائها فلما جاءت إليه قال لها : مالي أراكي حزينة باكية ؟ هل ظلمك أحد من أهل البلدة ؟ ومن تعبدين من الآلهة ؟ .
فارتعدت وخافت ولم تنطق بشيء . فقال لها القديس بحق الرب يسوع المسيح تكلمي ولا تخافي ، فلما سمعت اسم المسيح تشجعت وقالت له يا سيدي عبدتك مسيحية من أهل " برنيكا " وكان زوجي جندياً يعبد الأوثان وقد مات في الحرب وبقيت أنا وولديَّ وقد عمدتهما سراً ، وجئت إلى هذه المدينة هاربة من أهل زوجي لئلا يعرفوا ذلك . ولكن أهل المدينة خطفوا ولديَّ وأسرعوا بهما إلى كهنة الأوثان ليقدموهما قرباناً للآلهة ، ولكن الكهنة رفضوهما وأمروهم بأن يقدموهما للتنين الذي يأكل الأطفال. وها هما مربوطان على شجرة لبخ فوق الجبل وأنا الآن لي ثلاثة أيام لم آكل ولم أشرب فأصنع معي رحمة يا سيدي وخلص لي ولديَّ لأني سمعت صوتاً من السماء يقول لي في صباح اليوم وأنا أصلي باكية :" لا تخافي فالأمير تادرس كفيل بخلاص ولديك .
فلما سمع الأمير تادرس ذلك أمر أحد قواده أن يحرس هذه الأرملة وأمر جميع جنوده بدخول المدينة وقصد هو قتل التنين الذي به الشيطان. وعبثاً حاول الجنود إثناء الأمير عن عزمه ولكن بدون جدوى.
وما أن وصل المكان حتى ترجل عن جواده وسجد نحو الأرض ثم رفع نظره إلى السماء وصلى قائلاً: " أيها السيد الرب الإله يسوع المسيح القادر على كل شيء يا من خلصت دانيال النبي من جب الأسود ووقفت إلى جانب سوسنة وساعدت آبائي القديسين للأنتصار على الشر ، يا من أعطيت لتلاميذك ورسلك الأطهار سلطانا على الحيات والعقارب. قوِِّ عبدك على قتل هذا التنين الذي يهلك الأنفس ويفترس الأطفال الأبرياء " .
وللوقت ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل قائلاً: " لا تخف يا تادرس وأطعن هذا التنين برمحك وسوف أساعدك على تحقيق ذلك "
وكان التنين قد أقترب فاغراً فاه بمقدار عشرة أذرع قاصداً أبتلاعه ، فصرخ الأمير في وجهه وقال له : إلى أين أيها المهلك للنفوس ؟ إن السيد المسيح يذلك اليوم ويحبسك في قبضتي . وتقدم الأمير تادرس نحو التنين وتشدد وطعنه برمحه في مقدمة رأسه وأخذ يقاتله نحو ساعتين كاملتين وكانت يد الملاك معه تسانده وبعد أن أدخل الرمح في رأسه ثبته بيده اليسرى وصار الملاك يناوله حجارة الواحدة تلو الأخرى ليقتل بها التنين وكانت الجموع تتعجب من مصدر وصول الحجارة إليه بدون أن يناوله أحد إياها .... وبعد أن مات التنين أستل سيفه وقطع رأسه بعد أن أنتزع رمحه وصار يفرغ ما في جوفه من سموم حتى أمتلأ الجبل من دمه ، وقاسوا طول التنين فوجدوه أربعة وعشرين ذراعاً ونصف ذراع ، وسعة فمه سبعة أشبار يدخل فيها الإنسان ويخرج فسلخوه وعلقوا جلده على باب مدينة أوخيطس تذكارا له وكان قتله في يوم ٨ بؤونة.
وبعد موت التنين وإذا بالشيطان الذي كان ساكنا فيه قد ظهر له بشكل زنجي طويل القامة وناداه قائلاً: يا تادرس أتعرف من أنا حتى طردتني من مسكني الأول صنم أمك وطردتني أيضاً من مسكني في هذا التنين الذي قتلته ؟ ها أنا اسبقك إلى الملك لكي أجعله يعذبك ويقطع رأسك.
فلما سمع منه هذا الكلام أسرع نحوه وهو شاهر سلاحه ليطعنه . فركض الزنجي واختفى في الهواء . ثم عاد وفك الطفلين وسلمهما لأمهما وأوصاها أن تذهب إلى مدينة أنطاكية وتقيم عند الأميرة اوسانيا والدته التي كانت قد آمنت بالمسيح بعد ظهور عجائب كثيرة على يدي ابنها الأمير تادرس... وفرح جميع أهل المدينة وآمنوا بالمسيح.
القبض على القديس
اعتزل الامبراطور دقلديانوس الحكم وتنازل لزوج ابنته الملك جاليريوس سنة ٣٠٥ م الذي تنازل في نفس السنة لابن أخيه الملك مكسيموس دازا الذي فاق جميع من سبقوه في القسوة والإضطهاد على المسيحيين ، وقتل الألوف من الشهداء الأبرار. وظل في حكمه حتى انتحر بعد هزيمته أمام الملك ليكينيوس ، الذي التقى الامبراطور قسطنطين في ميلان سنة ٣١٣ م وأصدرا مرسوم ميلان Edict of Milan للتسامح مع المسيحيين وأُعطيت بموجبه الحرية الدينية في البلاد كلها ، إلا أن ليكينيوس خرج على قسطنطين ونقض مرسوم ميلان وجدد الإضطهاد على المسيحيين لفترة قصيرة في الشرق حتى هُزم من الملك قسطنطين سنة ٣٢٥ م الذي أباح العبادة الدينية .
وفي هذه الفترة التي أعلن فيها ليكينيوس الإضطهاد استشهد الأمير تادرس الشطبي . وذلك أن كهنة الأوثان شكوا الأمير تادرس إلى الامبراطور أنه يحطم الأوثان ويعبد الإله يسوع المسيح ، وقام بقتل التنين العظيم الذي بأوخيطوس . فأمر الملك بأحضاره وعندما مثل بين يديه حاول معه بالتهديد تارة والوعيد تارة أن يعود أدراجه ثانية ويترك المسيحية . ولكن الأمير تادرس أعلن جهراً إيمانه بالرب يسوع ودحض عبادة الأوثان وشجب الديانة الوثنية .
عذابات القديس
ضربه بالسياط :-
بعد ما تكلم القديس بهذا الكلام جن جنون الملك وأمر بضربه بالسياط الرومانية المزودة بقطع من الرصاص حتى تمزق جسده وكان صابراً شاكراً أنه حُسب أهلاً أن يجلد على أسم سيده يسوع المسيح ولم ينكر إيمانه .
وضعه في الهنبازين :-
أمر الملك بعد ذلك أن يوضع في الهنبازين وهو من الآلات الجهنمية التي استخدمت لتعذيب المسيحيين وكانت عبارة عن عجلة كبيرة يربط بها الشخص ثم تدور على مسامير كبيرة بارزة فيتمزق جسده . أما الأمير فلم يخف أو يتردد في قبول الآلام والعذابات من أجل إيمانه برب المجد عالماً أن له أكليل معداً له في السماء . وبينما هو تحت وطأة العذاب والآلام المبرحة تنهش جسده وكل سنتيمتر في جسده ينزف ، ظهر له رئيس الملائكة ميخائيل ليعزيه قائلاً: " تشدد وتشجع يا تاودروس . لقد اقتربت تلك الساعة التي يتم فيها جهادك . ثم مضى عنه الملاك وللوقت عوفيَّ وبرأ جسده من آلام المعصرة وضرب السياط التي مزقت جسده . فبهت الجمع الواقف وصرخوا قائلين: يبيدك إله القديس تاودروس أيها الملك لأنك تريد قتله وهو الذي خلصنا من التنين . فلما رأى الملك ذلك خاف من الجمع لأنهم كانوا قد جاءوا خلف الأمير من أوخيطوس وكانوا كثيرين ، لكنه أمر بأن يؤخذ القديس إلى السجن وصرف الجمع .
فلما كان الليل قد انتصف والقديس يصلي بحرارة أتاه ملاك الرب وتلألأ بنوره المكان ، وصار يعزيه ويقويه وقال له : سلام الرب معك أيها المحبوب تاودروس . أرسل إلى والدتك وعرفها أن تدعو اسمها استراتيكا بدلاً من اوسانيا حتى لا يتمكن أحد من معرفتها وعندما يقطعون رأسك تأخذ جسدك سراً وتكفنه وتضعه في سفينة وتمضي به إلى شطب في صعيد مصر . وإني أعرفك أن كثيرين سوف يؤمنون بسببك ويصيرون شهداء ويكون إسمك شائعاً ، وعوناً لمن يدعون باسمك في البر والبحر وتكون بركة ونجاة للمؤمنين . ثم مضى عنه الملاك .
أحراقه بالنار :-
في الصباح أمر الملك باحضار الشهيد من السجن ولاطفه وقال له : أيها الأمير سليل النسل الكريم قم احمل القربان للآلهة لكيما يكون لك خلاص من العذابات وتكون كما كنت في رتبتك الأولى.
فقال له القديس : لا يمكن أن يكون ذلك أبداً أيها الملك الكافر وإني لا أترك سيدي يسوع المسيح ابن الله الحي الأزلي.
فلما سمع منه هذا الكلام غضب جداً وأمر أن يأتوا بسرير حديد ويضعوا عليه القديس ويوقدوا تحته ناراً حتى تُحرق عظامه وتتلاشى . ولما كان الحرس قد أخذوا أمراً مشدداً من الملك كانت النار شديدة جداً حتى أن القديس تألم بشدة ورفع نظره إلى السماء وصرخ قائلاً: يا سيدي يسوع المسيح أعني وإنقذني يا رب لئلا يفتخر عليَّ هذا المخالف ويقول أين هو إلهه الذي لم يستطيع أن يخلصه من يدي . وبينما كان القديس يتأوه من شدة العذابات وإذا بسحابة سوداء ظللت عليه وأفاضت عليه مطراً غزيراً ، وجاء صوت من السماء يقول له: تقو بالرب ولا تخف يا تادرس .
ففي الحال قام من على السرير سليماً معافى فلما شاهد الجند ذلك استولى عليهم العجب ، فآمنوا ورئيسهم الواقف معهم بالسيد المسيح إله القديس تاودروس ودخلوا على الملك وهم يرددون هذه الهتافات فاستشاط الملك غضباً وأمر جنوداً آخرين أن يربطوهم ويطرحوهم في حفرة متقدة بالنار فاحترقت أجسادهم وصعدت أرواحهم إلى الفردوس ، وكان عددهم ٢٥٠٠ نفس آمنوا بالمسيح واستشهدوا في نفس اليوم وكانت شهادتهم في يوم ٢٥ برموده .
ضربه بأعصاب البقر :-
بعد ذلك أمر الملك أن يطرحوا القديس على بطنه ويضربوه بأعصاب البقر ، ولكن الرب أعطاه قوة فلم بشعر بشيء من العذاب ، فأمر الملك باحضار سرير من الحديد وأن يثبتوا عليه لوحا من الخشب وأن يضعوا عليه القديس ويدقوا في جسمه مسامير حتى تنفذ في لوح الخشب وتكون مثبتة لجسمه في اللوح ، ثم يشقوا فخذيه ويأتوا بزيت مع كبريت وزفت ويسكبونها في فمه ووسط فخذيه ، فصار القديس يصرخ من شدة العذابات المبرحة . فجاء إليه ملاك الرب وأقامه بيده سليماً معافى أمام جميع الحاضرين ، فصرخوا قائلين نحن مسيحيين نؤمن بإله القديس تاودروس.
فلما سمع الملك بذلك أمتلأ غيظاً وغضباً وأمر بقطع رؤوسهم في الحال وكان عددهم أربعمائة وسبعة وعشرين وكانت شهادتهم في يوم ٢٦ برموده
ثم أمر الملك أن يُعلق من رجليه ويربط في عنقه ثلاثة أحجار ثقيلة حتى أنه بدأ ينزف من فمه ومن أنفه ، وكانوا يفعلون به هذا وهو متمسك وصابر على العذاب بشجاعة وثبات منقطع النظير.
تعذيبه على يد الوالي :-
بعد ذلك أمر الملك بطرح القديس في السجن وكان عند الملك والي يدعى كلكيانوس وكان حاكما على الأسكندرية فاستدعاه وأمره أن يقوم بترويض الأمير تادرس ليكفر بالمسيح ويرى طريقة لإبطال سحره أو يقوم بتعذيبه ، فاستدعى كلكيانوس الأمير من السجن ولاطفه ببشاشة وقال له : إني أشعر بالألم الشديد وقلبي يتوجع بسببك يا حبيبي تادرس الاسفهسلار لأنك تركت مجدك ورتبتك وصرت في هذا الذل العظيم .
فقال له الأمير تادرس: لا يجب أن يتوجع قلبك بسببي بل يجب أن بسبب ملكك المخالف مثلك لأجل الهلاك العظيم الذي سيحل عليكما من إله السموات والأرض لعبادتكم الأوثان الدنسة .
فغضب كلكيانوس عند سماعه هذا القول ، وأمر أن يوثقوا القديس بقيود حديدية وأن يأتوا بموسى حادة ويقطعوا به لسانه من بين شفتيه فلا يتكلم دفعة أخرى ، ففرح القديس وقال له: أنت أمرت بقطع لساني هذا الظاهر ولكن لي لسان آخر في قلبي ليس لك سلطان عليه ، أسبح به إلهي ومخلصي يسوع المسيح إله السموات والأرض.
وأستمروا في تعذيب القديس بأنواع كثيرة شديدة منها أن الوالي أمر الجنود أن يخلعوا أسنانه ويضعوا في فمه جيرا ممزوجا بخل ثم وضعوه على سرير من حديد وأخذوا يوقدون تحته بنار شديدة لمدة ثلاث ساعات فلم يضره بشيء . وكان الرب يقيمه من كل هذه العذابات.
أمر بعدها أن يسلخوا جلده من جسده ثم يضعوا على لحمه خلاً ممزوجا بملح وأن يضعوا اوتادا حديدية محمية بالنار داخل عينيه وكان يقوم صحيحا من كل هذه العذابات ويؤمن بسببه كثيرون فأمر الوالي بقطع رؤوسهم جميعاً.
قطع رأسه المقدسة
بعد أن تعب الوالي من كل هذا أمر بكتابة قضية الأمير تادرس الاسفهسلار وأن يبلغوها للإمبراطور وأمر بقطع رأسه ، ثم كتب : " إن الأمير تادرس الاسفهسلار الذي خالف أوامر الإمبراطور العظيم وأوامر السادة والأمراء ولم يسجد للآلهة العظيمة ولم يقدم لها البخور قد قمنا بتعذيبه كثيراً حتى يخضع ويرجع عن مخالفته ولكنه تمادى في عصيانه ، ولأنه كان ساحراً لم نستطع أن نغلب سحره ، لذلك أمرنا بقطع رأسه وحرق جسده بالنار ."
فأخذه الجنود إلى شمال المدينة ليقطعوا رأسه فوقف الأمير تادرس وصلى قائلاً: " يا رب إله السموات والأرض يا من كان مع آبائنا ابراهيم واسحق ويعقوب كن معي اليوم كما كنت مع آبائنا الرسل وأعنتهم في سعيهم وجهادهم ، أسمعني أنا عبدك المسكين فإني توكلت عليك وأرجوك أن تقبل روحي وتحفظ جسدي ولا تجعل للنار سلطاناً عليه لئلا يقولوا أين هو إلهه وليعلم جميع الناس بأن لك القوة والمجد والسلطان إلى الأبد "
وإذا برب المجد يظهر له في سحابة نورانية ويقول له: " يا حبيبي تادرس هلم إلى الراحة الأبدية في ملكوت السموات مع كافة الشهداء والقديسين ، فقد أكملت جهادك وسأعطيك أكليل الشهادة العظيمة وسيكون إسمك شائعاً في كل مكان في العالم ، ويكون جسدك محفوظاً من النار كما طلبت والذي يبني بيعة بأسمك أو يقدم قرباناً يوم تذكارك فسوف أجازيه بالرحمة وغفران خطاياه وأبارك له في جميع أعماله ، والذي يكتب كتاب شهادتك وجهادك أكتب أسمه في سفر الحياة "
وبعد هذه الصلاة العميقة ورؤية السيد المسيح أُقتيد الأمير إلى السياف الذي ضرب عنقه بحد السيف فقطع رأسه المقدسة ونال أكليل الشهادة. وأصعد السيد المسيح روحه الطاهرة وسط تهليل الملائكة على المركبة النورانية وفاحت من جسده رائحة عطرية زكية جداً. وكان ذلك يوم ٢٠ أبيب سنة ٣٢٠ ميلادية .
أما جسده فألقوه في النار ولكن الله حفظه فلم تمسه بسوء حتى أخذته أمه " اوسانيه " وكفنته ونقلت رفاته إلى مصر حيث بنيت كنائس وأديرة كثيرة على اسمه ، وذلك في أيام تملك الملك البار قسطنطين الكبير . وقد أظهر الله عجائب كثيرة من جسده .
بركة صلاته وشفاعته تكون معنا ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.
أعياد الأمير تادرس الشطبي
وتعيد له الكنيسة الأعياد الآتية :
٢٠ أبيب عيد استشهاده
٢٠ هاتور عيد تكريس بيعته
١٥ هاتور عيد نقل جسده إلى مصر
أقرأ أيضاً سيرة الشهيدة العظيمة دميانة
أقرأ أيضاً سيرة العذراء الطوباوية مهرائيل
أقرأ أيضاً سيرة الشهيد العظيم أبو فام الجندي الأوسيمي
اقرأ ايضا سيرة الشهيد العظيم مار جرجس
0 تعليقات