حيثيات الحكم على رئيس دير أول السواح

بقلم الخادم للمسيح 

اكتظت القاعة بالحضور 
الكل يريد أن يرى هذا الهلفوت الرعديد الذي قام بالتطاول على الرئيس المعظم صاحب النيافة المكرم 
تناقلت الأخبار عن فتى مجنون سلاحه الحلم والقلم ينقش من الكلمات فواصل وعلامات ليُبين للناس ما هم فيه من بؤس وألم تحت حكم صاحب النيافة المعظم 
دخل مكبل بالأغلال يعلو وجهه البؤس الشديد يجر الرجل كإنه إنسان من حديد بفعل ثقل سلاسل الوعد والوعيد ممن أحضروه أمام محكمة التجديد بتهمة التطاول على الرئيس الفريد .
نظر إليه القاضي بإستهتار. كيف لهذا النكرة الاستحضار وكتابة ما يعكر صفو الحضار . لابد أن يكون تطاول بالهزار أو إلقاء كلمات الإستنفار للخروج على الرئيس المغوار .
أشار القاضي للنيابة بالبدء في المرافعة وإيضاح جُرم هذه الواقعة 
النيابة : يا جناب القاضي ذو الصدر المتسع لسماع كلام جرم هذا الفتى المندفع أحيطك علماً إن هذا الرجل ليس بمتضع بل بكبرياء حكم على رئيس الدير الذي بحكمته مرتفع وأمر أن تُقاطع منتجات أول السواح وهو ليس بمنتفع. 
لو تُرك الحكم لكل من هب ودب للحكم على كبار القوم الذين علمونا الأدب لرأينا ما هو أعجب من العجب ولسمعنا من الترهات ما فاق كوكب الشرق من الطرب فنرجوا من عدالتكم الحكم بما يردع هذا الغر بأغلظ الأحكام فعليه وجب .
نظر القاضي للمتهم وقد بدا عليهم الشرود والهم وفكر في نفسه أنه ربما كان مجنون بالعِظم أو محب للشهرة ولم يلم بالحِكم فترامى على قذف الأبرياء لينال من الشهرة مغنماً أو جاهل جهول بقدر رئيس الدير المحترم .
قولي يا هذا أين محامي الدفاع عنك ؟! 
رفع إليه المتهم عينيه في بطء شديد وفتح فاه وقال أرجو لعدالتكم العمر المديد من أين لي محامٍ وأنا على الحديد .
القاضي : أراك متكلماً يا هذا أتريد أن تكون لنفسك دفاع ؟ ولكني أحذرك فليس لحكمنا من إرتجاع ولو حكمنا بإدانتك فلن يفيدك ما فيه من التكلم من باع.
المتهم : سيدي قال لي لا تخف لا أهملك ولا أتركك،  فكيف لي أن أخاف في هذا المعترك وليس بيني وبين إتهامهم من مشترك ولو ثبت جرمي فأنا رهن يدي عدالتك .
القاضي : لماذا حكمت على رئيس دير أول السواح بمقاطعة منتوجه من الأطايب والأرواح حتى النقل العام وقرية السياح لم تتركها إفتراء منك أم حقد به قلبك باح .
المتهم : يا صاحب العدالة والتدبير هل تراني أمامك شرير ؟ ما أنا إلا سائل التبرير عن حبس أبي ذو السن الكبير شهرين من الزمان وهو يرفض التقرير بفك أسر أبي ليسعَد هذا الجمع الغفير . هل ينفع السكوت حتى يمضي الوقت وأشرب الكأس المرير ؟!
النيابة : وما دخلك أنت في شؤون الأديرة فأنت علماني وهؤلاء ناس على التدبير قادرة أم ترى نفسك سليمان ذو الحِكم الباهرة أو معلم الأجيال ذو الحنكة القاهرة ؟
المتهم : ما أنا إلا إبن لهذا الأب من وسط الآلاف جمعنا حب هذا الأب وجعل قلوبنا في إيلاف فهو أب مُحب وربه قادر على الإنصاف . ولكننا نشكو عذابه وليس من يعطي للسمع إرهاف أنسكت حتى يضيع منا ونحيا في إيساف أم نصرخ ونقول كفي يا من تقتلون طائرنا الرفراف ؟ 
القاضي : وهل تتبعت السبل الحكيمة وإتخذت الأراء السليمة أم تبعت غضبك كالبهيمة وحكمت على الرئيس في فورة مشاعرك اللئيمة ؟ 
المتهم : يا قاضينا الهمام منذ أربع سنوات بالتمام وهم يضيقون على أبينا الخناق ولم نستطع الكلام لأن أبينا يرفض أن يكن شأن للعوام ولكن في الشهور الأخيرة وقعت المصيبة الكبيرة وتطاول الأحداث على خادم الأقداس فصرخنا أنجدونا يا ناس أليس للإنسانية من حراس كيف يحدث هذا وهل هو مباح أن يتم حبس شيخ في دير أول السواح ؟ فلم نلقى إلا الصمت المطبق فقلنا عهد وإنفك لنرفع صوتنا إلى البطريرك. فعملنا صفحة على الفيس وقلنا إنجدنا يا من للرعاة رئيس وفك أسر أبينا القديس . ولكن رئيس الرعاة لم يريد أن يخسر من للدير رئيس لأن مقامه عنده علي وقلنا ربما قال في نفسه هذا شأن داخلي فأعطيناهم فرصة للخميس وإلا سنلجأ للتتريس ونقوم لهم بالتدريس عن معنى الإحترام لكاهن العوام .
ولما سكتوا عن الكلام المباح قولنا نحن مقاطعون منتجات أول السواح حتى يُطلق لأبينا السراح وإلا سنجعل حياتكم في نواح ونطفئ ما فيها من أفراح ونأخذ ما في حياتكم من نياح ولما كان إعتمادهم على الغنى الوفير وليس للكبير تقدير هاج الشعب الغفير وأحضروني ليسمعوا مني التبرير 
القاضي : وهل لديك إثبات لهذا الكلام بالذات أم أنك تبحث عن مخرج لتنجو من الويلات؟  
المتهم : مجموعتنا على الفيس متضامنون مع أبونا شنودة الأنبا بولا تشهد لما لهذا الرجل القديس من تقدير عندنا نفيس وإننا بعنا نفسنا له بالتكريس حتى يتم فك الأسر وطلعونا له بالنواقيس والدفوف مئات مئات وألوف ألوف . وبها من الصور ما يجعل القلب ينفطر وكل من رآها من الغضب إنفجر وقال لهم اتركوا أبونا يا ..جر 
وليكون بيننا رهان إن قام المتضامنون الشجعان بنشر كلامي بقدر الإمكان يكون هذا على صدقي أكبر برهان وإلا فأنا تحت أمر السجن والسجان .
القاضي : حكمنا نحن أن يُترك الأمر للمتضامنون الشجعان أن يقرروا مصير هذا الغلبان في شهر على أغلب الأظنان إن لم يملأ كلامه السهول والوديان يكون تحت حكم الديان 


بقلم الخادم للمسيح 

إرسال تعليق

1 تعليقات