Ad Code

غواصة باراكودا Barracuda ، أحدث الغواصات الهجومية الفرنسية


تعد باراكودا Barracuda ، أحدث الغواصات الهجومية الفرنسية ، وهي أصغر من العديد من الغواصات الهجومية لدول أخرى. لذلك ، قامت البحرية الفرنسية بتسليحها بأحدث الطوربيدات والصواريخ المضادة للسفن وأكثرها تقدمًا. ولكن صغرها بالمقارنة بالغواصات الهجومية لدول أخرى إنما يعني إمتلاكها كل الإمكانيات في مساحة أقل فجدير بالذكر أن غواصات "باراكودا" من أضخم الغواصات الموجودة في الوقت الحالي لكنها صغيرة حجما إذا ما قورنت بباقي الغواصات الهجومية في البلدان الأخرى. 

فإن فئة باراكودا هي الأصغر من بين أحدث الغواصات النووية الهجومية في الخدمة النشطة ، حيث تبلغ فئة فرجينيا أكثر من 7000 طن ، ووصلت إزاحة فئة ياسين من النوع 885 الروسية إلى أكثر من 11000 طن ، في حين أن البحرية الفرنسية يبلغ إزاحة الغواصة النشطة من فئة Rubis 2600 طن فقط ، وهو أصغر من العديد من الغواصات التقليدية ، وترث فئة Barracuda حمولة الغواصة النووية الفرنسية صغيرة الحجم ، وهي مناسبة للقتال في خصائص “ البحر الأبيض المتوسط”.

تعتبر باراكودا أصغر حجماً من غواصات الصواريخ الباليستية الكبيرة ، حيث تبلغ إزاحتها حوالي 5000 طن. في حين أنها تمثل ضعف إزاحة الفئة السابقة تقريبًا ، إلا أنها أصغر بكثير من الغواصات الهجومية في البلدان الأخرى. خذ على سبيل المثال غواصتي Seawolf وفيرجينيا الأمريكيتين كلاهما تزيد إزاحتهما عن 8000 طن ، أو غواصة Astute البريطانية حوالي 7500 طن.

فئة باراكودا Barracuda (أو فئة Suffren) هي فئة غواصات هجومية نووية جديدة، صممتها شركة بناء السفن الفرنسية Naval Group لصالح البحرية الفرنسية، وذلك لتحل محل الغواصات من فئة Rubis. بدأ البناء في عام 2007 على أن يتم تشغيل الوحدة الأولى في عام 2019. وتستخدم غواصات الفئة باراكودا تقنيات الفئة Triomphant .

“نافال جروب” هي شركة رائدة في تصنيع وتوريد معدات الدفاع البحري الأوروبية، تمتلك الدولة الفرنسية 62٪ من أسهمها و”تاليس جروب” 35٪ ، قدمت نافال جروب (DCNS سابقاً) نسخة ديزل-كهرباء من الفئة باراكودا، تحت اسم شورتفين باراكودا Shortfin Barracuda Block 1A إلى مرحلة عملية التقييم التنافسي (CEP) لاستبدال غواصات كولينز Collins-class بالبحرية الإسترالية. وقد فازت بعقد قيمته 50 مليار دولار أسترالي مقابل شراء 12 غواصة من هذه الفئة وقد أعلنت أستراليا، يوم 16/9/2021 ، انسحابها رسميا من صفقة شراء غواصات من فرنسا، وإطلاق شراكة أمنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا.

كشف موقع "أفريكا إنتلجنس" (Africa Intelligence) الفرنسي الاستخباراتي،عن محادثات تدور بين الجيش المصري وشركات فرنسية للحصول على غواصات محملة بصواريخ كروز. وقد بدأت هذه المحادثات في فبراير/ 2022 على هامش قمة "محيط واحد" في بريست التي حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وخلال لقاء ثنائي بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اقترح الرئيس المصري نيته تطوير الأسطول البحري الخاص ببلاده، بحسب الموقع القريب من قصر الإليزيه. 

وكشف المصدر الفرنسي الاستخباراتي أن باريس تماطل في إبرام الصفقة بسبب بعض المخاوف، إلا أنها وافقت على تبادل الوثائق الفنية بين مجموعة "نافال" والبحرية المصرية.


 ولكن فرنسا تتباطأ فيما قد يكون له أثر على الصفقة التي تبلغ قيمتها أكثر من خمس مليارات يورو، وفقًا لتقرير نشره موقع “أفريكا إنتلجنس” ورجح موقع “أفريكا إنتلجنس” أن يكون الإبطاء الفرنسي مرتبطًا بمشاكل سلاسل التوريد العالمية وصعوبة توفير المواد الخام كما أنه مرتبط كذلك بأزمة الطاقة التي تحاول فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي التصدي لها مع اقتراب برد الشتاء المقبل.

ولفتت صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية أن مصر قد أبدت اهتمامها بشراء غواصات من طراز “باراكودا” من فرنسا، في وقت سابق من مايو/ 2022.

تأتي غواصات باراكودا بسرعة مساوية لتلك التي تنطلق بها غواصات الفئة Rubis، ولكن مع إزاحة تفوقها بنسبة كبيرة (إزاحة السطح لفئة Rubis لم تتجاوز 2400 طن) وعمق غوص 350 متر للغواصة باراكودا والذي يفوق عمق اختبار الغواصة Rubis وهو 300 متر فقط. كما وإن المستوى العالي من التشغيل الآلي ودمجه في أنظمة التشغيل ومهام الغواصة سيسمح بخفض العنصر البشري إلى 60 فرد (في طاقمين) مقارنة مع 78 في فئة Rubis. وكذلك سيتم تخفيض التكلفة التشغيلية بنسبة 30 ٪ مقارنة مع فئة Rubis. وتضم باراكودا مجموعة من تقنيات مراقبة الغوص والسلامة والأضرار، ونظام متكامل لإدارة المنصة Integrated Platform Management System IPMS. ويشتمل تصميم البدن كذلك على مجموعة من تقنيات التخفي بغرض تقليل البصمة الصوتية والمغناطيسية والرادارية والبصرية.

وقد ورد ببعض المصادر إن غواصات هذه الفئة تنتج ما يقرب من 1/1000 من الضوضاء القابلة للكشف مقارنة بغواصات الفئة Redoutable، كما توصف بأنها أكثر حساسية بعشرة أضعاف في اكتشاف الغواصات الأخرى. فبالإضافة إلى السونار الأسطواني القوسي القياسي المثبت على كل غواصة تقريبًا ، تم تجهيز باراكودا بمصفوفات سونار كبيرة على الأجنحة أو جوانب البدن ، والتي تزود الغواصة بقدرات استماع في الميمنة والميسرة. يمكن أن تحمل باراكودا أيضًا مركبة توصيل كوماندوز خلف الشراع مباشرةً ، ويمكن أن تستوعب على الأرجح 15 فرد من القوات الخاصة التابعة للبحرية على متنها . سيتم تخزين معداتهم في حجرة متنقلة ؛ بالنسبة لهذا النوع من المهام ، يستفيدون من حظيرة سطح السفينة ، يمكن الوصول إليها من غرفة معادلة الضغط ، والتي ستسمح للغواصين المقاتلين بحشد الجيل الثالث من الدفع تحت الماء (نوع من غواصة الجيب) ، وهي قدرة حتى الآن كانت فقط لدى الأمريكيين والبريطانيين . وسيتم تزويدها بصواريخ كروز تطلق من خلال أنبوب طوربيد MDCN SCALP Naval ذات المدى الطويل (أكثر من 1000 كيلومتر) وذلك ضد الأهداف الأرضية الاستراتيجية. وشمل مهامها مكافحة سفن السطح والغواصات، والهجوم البري، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وإدارة الأزمات والعمليات الخاصة .

يرجع الاختلاف في الحجم إلى الدرجة العالية من الأتمتة  (اوتوماتيك )على متن باراكودا. في حين أن غواصة فيرجينيا تتطلب طاقمًا من 140 تقريبًا ، فإن فئة باراكودا تضم طاقمًا صغيرًا من 60 فقط. وعلى الرغم من أن الطاقم الأصغر قد يبدو مثاليًا لقوة غواصة حديثة ، إلا أنه لا يخلو من العيوب. فقلة عدد الأيدي العاملة على متن السفينة يعني تناوبًا أسرع للطاقم وإرهاقًا أكبر للطاقم ، مما قد يعيق وقت رد الفعل ويسبب مشكلات لوجستية للطاقم.

فيما يتعلق بالأسلحة ، فإن غواصات باراكودا هو سلاح الضربة البحرية الأكثر تقدمًا والذي يمكن استخدامه في الترسانة الفرنسية. تحتوي على أربعة أنابيب طوربيد مقاس 533 ملم ، والتي من المحتمل أن تحمل 20 صاروخا تحت الماء ، ولأول مرة من خلال أنبوب الطوربيد يمكن إطلاق صاروخ كروز الهجوم الأرضي MdCN المعروف باسم “توماهوك الفرنسية” ، وهو معيار “Flying Fish” SM39 المضاد لإطلاق الغواصات والسفن ، يستخدم طوربيدات ثقيلة كهربائية موجهة سلكيًا من طراز F21 ، نظرًا للحمولة الصغيرة ، فإن فئة Barracuda والفئة الذكية البريطانية غير مجهزة بصواريخ الاطلاق العمودي بـ VLS .

على الرغم من أنه لا يمكن لهذه الغواصة إطلاق صواريخ من قاذفات صواريخ عمودية على متنها مثل بعض الغواصات الهجومية الأخرى ، يمكن إطلاق الصواريخ من أنابيب الطوربيد الأربعة للغواصة ويمكنها الاشتباك مع أهداف في البر والبحر. وتمتاز بالتنوع الكبير للذخائر التي يمكن أن تحملها فئة باراكودا ،صواريخ سكالب بحرية - إكسوسيت إس إم 39 بلوك2 - طوربيدات F21 Artemis - ألغام بحرية - كما أنها قادرة على حمل صواريخ هاربون المضادة للسفن وصواريخ مضادة للطائرات ، بالإضافة إلى ألغام وطوربيدات مارك 48، إلا أنها قد تكون مقيدة إلى حد ما بسبب صغر حجمها حيث يبلغ طول فئة باراكودا 99 مترًا ، وعرضها 8.8 مترًا ، وبإزاحة سطحية تبلغ 4700 طن ، وإزاحة تحت الماء تبلغ 5100 طن (نسخة أخرى تبلغ 5300 طن) تستخدم الغواصات النووية مفاعلات الماء المضغوط K15 ، بسرعة تزيد عن 25 عقدة ، وتستطيع الاكتفاء الذاتي البحري من المؤن الغذائية لمدة 70 يومًا ، مقارنة مع الغواصة الألمانية التي لا تتعدى 50 يوما. ويبلغ عمق الغوص 330 مترًا بينما أقصى عمق يمكنها الغوص فيه 350 مترًا.

وقد قامت DCNS (نافال جروب) أيضًا بتصميم نسخة تقليدية الطاقة، أطلق عليها اسم SMX-Ocean، وتضم خلايا وقود وقواذف رأسية. وقد تم اختيار تصميم تقليدي آخر، وهو شورتفين باراكودا Shortfin Barracuda ، لإحلاله محل فئة الغواصات Collins-class لدى البحرية الملكية الأسترالية. وفي عام 2016، بدأت DCNS (نافال جروب)أيضا بالتقدم بتصميم Suffren/SMX Ocean في مشروع الغواصات الكندية المستقبلية للبحرية الملكية الكندية. ومن المقرر أن يحل المشروع محل الغواصات من طراز فيكتوريا Victoria-class بحلول عام 2030.

في وقت تتكالب فيه الدول على إقتناء أحدث الأسلحة وتطوير الجيوش بما يضمن تفوقها في العدة والعتاد وحين كانت مصر مطمعاً لكل من تسول له نفسه التوسع وفرض السيطرة الجيوسياسية لإمتلاك مصر مكاناً محورياً في العالم كما تمتلك قناة السويس التي تعد شريان لعبور سفن التجارة العالمية وإمتلاك مصر العديد من الثروات براً وبحراً كان لزاماً عليها أن تواكب التطور في العتاد العسكري بما يضمن لها أن تكون نداً بين الحالمون فإسرائيل على سبيل المثال تمتلك غواصات دولفين وسوبر دولفين الألمانية وبرغم تقدمها على الغواصات التي تمتلكها مصر إلا أنها أيضا مزودة برؤوس نووية كما أن كلا من إسرائيل وتركيا عضوتان في حلف الناتو وهذا الحلف يقوم بتسليح الدول الأعضاء بأحدث الأسلحة ويضمن تفوق أعضاء الحلف عسكريا .

وبرغم السلام بين مصر وكل دول العالم تقريبًا إلا أن هذا السلام لابد من قوة تحميه وتضع خطوط حمراء لمخططات الدول الإستعمارية التوسعية التي تحلم بعودة مجدها الغابر على أشلاء باقي الدول فمصر تقع بين من يحلم بعودة الدولة العثمانية من جهة وإسرائيل الكبرى التي تمتد من النيل إلى الفرات من جهة أخرى هذا غير الطامعين في ثروات مصر الطبيعية من مياه وغاز من جهة أخرى ، كما أن القدرات العسكرية الكبيرة تساعد الدول على إستقلالية إتخاذ القرار ، ومن هذا المنطلق لم يدخر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الجهد ولا الحكومات المتعاقبة منذ أفول عهد الإخوان البائد في إمتلاك أحدث أنواع السلاح مع توطين الصناعة ونقل تكنولوجيا التصنيع لتكون مصر لا تمتلك السلاح فقط بل وتصنعه أيضا .

وحين كان صعود نجم مصر عاليا يعني بالتبعية أفول نجوم أخرى كان لابد من وضع العراقيل أمام تقدم مصر في كل المجالات عامةً وفي ملف التسليح خاصةٍ وحين تطلب مصر سلاح من أي دولة لابد لهذا الطلب أن يمر بالعديد من القنوات التي تشرف على  إذا ما كان هذا السلاح يُعد تهديد لمصالح دول أخرى حليفة أم لا في الوقت الذي هناك دول تتبضع السلاح بلا رادع أو سائل فقد أعرب رئيس أركان الدفاع الفرنسي، تييري بوركهار ، عن رفضه للصفقة المحتملة بين باريس والقاهرة لأن حصول هذه الأخيرة على غواصات بهذا الحجم والقوة قد يؤدي إلى وجود العديد من الغواصات في منطقة البحر الأبيض المتوسط ، والتي يوجد بها أساسا عشرات الغواصات التابعة للبحرية اليونانية والإيطالية والروسية والتركية . 

وأشار بوركهار إلى أن امتلاك مصر لصواريخ كروز البحرية ، التي تصنعها شركة "إم بي دي إيه" قد يحدث موجة من القلق من قبل أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، خاصة تركيا وإسرائيل .

ولكن أولا وأخيراً ملف التسليح هو ملف سياسي من الدرجة الأولى وتتمتع مصر بعلاقات وطيدة مع الجانب الفرنسي وهناك الكثير من الرؤى المشتركة في الكثير من الملفات ومن المتوقع أن يلتقي وزير الدفاع المصري محمد أحمد زكي مع نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنيو في أواخر هذا العام.



أقرأ أيضا الغواصات المصريةType 209مواصفاتها وقدراتها وتسليحها



أقرأ أيضا مواصفات ومهام حاملات الطائرات المصرية من طراز ميسترال



أقرأ أيضا طائرات الرافال الفرنسية في سلاح الجو المصري

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu