Ad Code

ملوك الأسرة الثانية ... حكام مصر


قسم الكاهن " مانيتون " التاريخ المصري القديم إلى ثلاثين أسرة حاكمة تبدأ بحكم الملك مينا ( نعرمر - منا ) وتنتهي بغزو الاسكندر الأكبر ، ثم قام علماء المصريات بتقسيم الأسرات إلى عصور ( العتيق - الدولة القديمة - الإنتقال الأول- الدولة الوسطى - الإنتقال الثاني - الدولة الحديثة - العصر المتأخر ) 
يُطلق على عصر الأسرتين الأولى والثانية بالعصر العتيق ( 3200 - 2880 ق م ) وتميز هذا العصر بكثرة النزاع بين الوجهين القبلي والبحري وكانت " ثينة " أو " ثني " هي العاصمة أو المقر الرسمي لملوك هاتين الأسرتين وهي تقع عند أبيدوس ( العرابة المدفونة بالقرب من مركز البلينا محافظة سوهاج ) ، إلا أن الكفاح المستمر بين ملوك هاتين الأسرتين وبين أهل الدلتا تطلب إنشاء عاصمة جديدة بالقرب من رأس الدلتا وهي ما عُرفت بالقلعة البيضاء .

الفرعون

وقد عملوا ملوك العصر الثني ( العتيق ) على تقوية البلاد وتثبيت وحدتها وتوطيد الأمن بها وتحويلها الي دولة بالمعنى الحقيقي، ولقد بذل ملوك هذا العصر جهدا كبيرا في سبيل تنسيق النظام الاداري للبلاد ، فكان يعلو الجميع سلطان واحد وهو الفرعون رب الوحدة وراعيها وحاكم القطرين وصاحب التاجين، و الذي يعد رأس الدولة قولاً وعملاً يرأس الإدارة والجيش وأمور الدين وتنسب السلطات العليا إلى قصره المسمى " برعو  " أو " بر عا " بمعنى القصر الكبير فلفظ فرعون كتب فى صيغته المصرية ( برعو ) بمعنى البيت العالى أو القصر العظيم، ثم أمتد مدلول هذا اللفظ ( برعو ) على القصر وساكنه، وأخيراً شاع لفظ فرعون على الاسم الشخصى لكل ملك مصرى وتلقب كل فرعون بعدة ألقاب وتسميات عقد ( ربط )الصلة بها بين شخصه وبين مقدسات وطنه لتأكيد شرعية سلطانه الدينى والدنيوى وإستقر من هذه الألقاب والتسميات خلال عصر بداية الأسر ثلاثة وهى :
١ -اللقب الحورى : وهو يؤكد صلة الفرعون بالمعبود حور
ويجعله وريثاً له يحكم بإسمه .
٢ -اللقب النبتى : وهو يؤكد صلة الفرعون بالربتين
الحاميتين القديمتين نخبت (نخابه) حامية الصعيد التى رمزوا إليها بأنثى العقاب وواجت ( واجه) حامية الوجه البحرى التى رمزوا إليها بحية ناهضة .
٣ -الاسم النسوبيتى : وهو يؤكد صلة الفرعون بالشعارين
المقدسين القديمين (سو) شعار الصعيد ، كذلك (بيت) شعار
الدلتا.
وكان يعاون الفرعون في إدارة البلاد 
١ - رجال البلاط الملكي 
كانوا يشرفون على إحصاء عام كانوا يجرونه كل عامين، وينتقلون في النيل من اقليم الي اخر في موكب كان يطلق عليه اسم ( موكب حور)، وفيه إحصاء لمساحات الأراضى المنزرعة وموارد المناجم أو إحصاء للسكان وممتلكاتهم أو إحصاء للماشية، كما عنيت الحكومةالمركزية برصد ارتفاع النيل عاماً فعاماً حتى تتخذ الإجراءات المناسبة لمواجهة ارتفاعاته وتنظيم الانتفاع بمياهه وتقدر الضرائب الزراعية على أساس مدى الانتفاع بمياهه .
٢ - حكام الأقاليم 
كان دورهم تنفيذ سياسة حكومتهم المركزية ومشروعاتها وحمل كل منهم لقب (عج مر)، أي ( القائم على حفر الترع وشئون الرى والزراعة) ،  ولم يكن الاهتمام بشئون 
الري والزراعة من اختصاصات حكام الاقاليم وحدهم، بل حرص الملوك انفسهم علي ان يجعلوه من أولي مهام حكومتهم المركزية.
٣ - رجال بيت المال 
علي الرغم من توحيد البلاد فقد كانت الحكومة مزدوجـة، 
فقد كان للشمال والجنوب مركزهما الخاص بالادارة ، حيث عرف عصر الاسرات بيتين للمال أحدهما (برحج) بمعنى بيـت الفـضة أو بيت المال الأبيض وأختص بضرائب الصعيد ودخله ، وسـمى الأخر (بردشر) اى البيت الأحمر وأخـتص بـضرا ئب الوجـه البحرى ودخله ، ثم يتولى البيتان الأنفاق على مشروعات الدولة ومشروعات الفرعون ومرتبات الموظفين العينية ، بنـاء على توجيهات من الفرعون، ووجود بيتيين للمال يفسر بأحد فروض
ثلاثة هي كالتالي :
١ -الرغبة في تيسير الاشراف علي موارد البلاد وتوزيع
مسئولية هذه الاشراف علي ادارتين مختلفتيين .
٢ -حرص الفراعنة لهذا العصر علي استقلالية اسمية لأهالي
الوجه البحري ترضيهم وتنسيهم انهم محكومون من قبل
الجنوب وانهم ذابوا في الوحدة .
٣ -ان البيتيين كان لهم وجود مستقل قبل توحيد البلاد فأبقى الملوك عليهما مراعاة للتقاليد الراسخة .
٤ - رؤساء الكتاب
عُرف الكاتب المصرى القديم بلقب (سش)، وهو لقب يحمل فى طياته معنى المثقف او من يحسن الكتابة فضلاً عن معنى الموظف وكان للكتبة دورهم الرئيسى فى بيوت المال وفى القصور الملكية والمعابد الكبري، ولم يقتصر النشاط الداخلى إلى جهود الموظفين الإداريين وحدهم وإنما كان للفنيين والمعماريين أثرهم فى أعمال الإنشاء والتعمير .

ملوك الأسرة الثانية 

لا ريب أن الكاهن المصري مانيتون كانت لديه الوثائق الكافية التي تبرر تقسيم الحكام إلى أسرات ، غير أننا نجهل إنتقال المٌلك من عائلة إلى أخرى كما نجهل الصلة بين العائلتين ، ونجهل تماما الحوادث التي جرت في أيام حكم " قا - ع " أخر ملوك الأسرة الأولى " ( 3200 - 2980 ق م ) وأدت إلى أعتلاء أسرة أخرى للحكم وبداية الأسرة الثانية ( 2980 - 2780 ق م )  إذ أننا لا نرى أي تغيير أو انتقال مفاجئ حتى في البيت المالك فكل شيء سار في طريقه الطبيعي سواء كان هـذا فـي الفن أو التنظيم الحكومي أو ما شابه، على أنه يجب أن نـضيف أننا للآن لم نعثر على مقابر مؤكدة لملوك الأسرة الثانيـة فـي جبانة سقارة والأمل كبير في العثور عليها في المستقبل.
ويذكر مانيتون أن الأسرة الثانية تتكون من ثمانية ملوك
هم كالتالي :
( حتب سخموي – نب رع – ني نثر – سخم ايـب – سـنج – بر ايب سن – خع سخم – خع سخموي ) 

١ - الملك حتب - سخموي 

وهو اسم يعني " فلترضى القوتان " إشارة إلى إلهي الشمال والجنوب حورس وست ولم يكتشف قبره للآن وقد حكم حسب مانيتون 38 سنة

٢ -نب - رع  

جاء من بعد الملك ( حتب سخموي ) الملك (نب رع )، واسـمه يعني السيد ، واسمه مقترنا بالاله رع ، ويبدو انه اعلان لبدايـة اهمية معبود الشمس رع منذ تلك الفترة حتي تزداد فيما بعد في الاسرة الخامسة، اثاره المكتشفة محدودة ، ولم يعثر علي قبـره حتي الان، علي الرغم من العثور علي الكثير من الاثـار التـي تحمل اسمه في سقارة ، كما عثر علي اسمة علي صخرة فـي الصحراء الغربية، وبالقرب من ارمنت، وعثر علي الكثير مـن الاختام التي تحمل اسمه، بالقرب من هرم الملك اوناس

٣ - ني نثر

يعنى المنتسب للإله ، حكم أكثر من 22 سنة ولا نعـرف الـشيء الكثير عنه الا الاحداث التي امدنا بها حجر بالرمو فأشار إلى اقامته للاحتفالات والاعياد، وعمل الاحصاء، وتحدث عن حروب اهلية قامت في الشمال في عهده، ولـم يتأكـد مكـان مقبرته رغم العثور علي بعض الاختام التي تحمل اسـمه في مقبرة بالجيزة، وكذلك عثر له علي تمثال من المرمر يمثله وهو جالس علي العرش 

٤ - سخم إيب

ومعناه الشجاع أو الجسور، ويبدو أن الثورة علـى عبـادة 
الإله حورس إله الشمال قد بدأت في عهده ، وبدأ الناس يتعبدون للإله ست إله الجنوب على أن الأسباب التي دعـت إلـى هـذا التغيير غير معروفة حتى الآن ، وقد يكون أحد الأسباب الهامـة هو إنتشار عبادة الإله حورس في الدلتا وانتساب الملوك إليـه وإن كنا لا نعرف الدوافع السياسية التي أدت إلى تغييـر اسـم الملك الحوري سخم إيب وتنازله عن الـولاء للإلـه حـورس وتحويل ولاءه للإله ست بمعنى أنه غير اسمه إلى برايب سـن يعلوه حيوان الإله ست بدلا من الصقر حورس الذ ي كان يعلـو اسمه الأول سخم ايب ولعل السبب هو ازدياد قوة اتبـاع الإلـه " ست " مما جعل الملك يتحول إلى عبادة الإله ست ليحتفظ بعرشـه 
الذي دام ١٧ عام كما جاء في تاريخ مانيتون، وقد تم الكـشف عن مقبرته في أبيدوس.

٥ - سنج

أو " ونج "  اسمه يعني الرعب والخوف، ومعلوماتنا عنه نادرة، حتي ان بعض الباحثين يشككون في وجود اسم ملك بهذا الاسـم ضـمن ملوك الاسرة الثانية 

٦ -الملك بر - إيب - سن 

يعلنها حربا صريحة على الإله " حورس " فيحذف اسمه من ألقابه ويضع بدلاً منه منافسه القديم " ست " بل يذهب إلى أبعد من ذلك وهو وضع " ست " فوق اسمه المكتوب داخل رسم يمثل واجهة القصر ويعلن أنه هو رمزه وأنه تمثل فيه ويذكر في بعض أثاره أن " ست " هو الذي سلم إليه البلاد ،وما يؤكذ ذلك تلك اللوحة الجنائزية التي عثر عليها في ابيدوس والتي ازال منهـا اسمه الاول سخم ايب ونقش اسمه الثاني بر ايب سن وهو مـا يؤكد حبه للجنوب والهه الذي ولاه الحكم  ولم يقف عند ذلك الحد بل عاد مرة أخرى إلى الصعيد وأبى إلا أن يعود إلى التقليد القديم وهو تشييد قبره في أبيدوس وليس في سقارة على عادة الملوك الذين قبله

٧ - خع سخم 

(خع سخم ) بمعنى تجلت القوة أو أشرقت القوى ،وهو دليل علي كفاحه للوحدة ، وقد حكم ٤٨ سنة، وقد كشفت له الحفائر فـي (نخن) على تمثالين احدهما من الشست والأخـر مـن الحجـر الجيري، وهما يمثلانه جالسا على عرشه برداء الحب سد ( العيد الثلاثيني ) ولابسا التاج الأبيض ولم يعثر على قبره للآن.

٨ - خع سخموي

 آخر ملوك هذه الأسرة الملك خع سخموي بمعنـى تجلت أو ظهرت القوتان أي قوة الإله حورس وقوة الإله سـت
وقد حكم حسب مانيتون ٢٠ سنة .
 ويبدو أنه حاول إنهاء النزاع بين أتباع الإله حورس والإله
ست فكتب اسمه يعلوه صورتين للإلهين حورس وست جنبا إلى جنب ثم أضاف إلى اسمه لقب آخر هو (اطمأن السيدان به) .
 ويبدو أنه تزوج أحد أميرات الشمال وهي الملكة ني ماعت
حب، وقد وجد اسمها على آثار من أبيدو س القديمة الأم الملكية أو أم أولاد الملك وهي أم الملك جسر مؤسس الأسـرة الثالثـة الفرعونية، وينتسب إلى الملك خع سخموي المقبـرة الـضخمة التي يرمز لها بحرف v في أبيدوس ، والتي يبلغ طولها حـوالي
80 متر، ويتفاوت عرضها بين 17 إلى 11 متر تقريباً، والتي عثر بداخلها علي الكثير مـن الأوانـي الحجريـة والفخاريـة والنحاسية والكثير من السلال والصولجانات ودبابيس القتال .
وبهذا الملك تنتهي الأسرة الثانية وتبدأ مصر عصر من عصورها الذهبية وهو الأسرة الثالثة عصر بناة الأهرامات 










إرسال تعليق

2 تعليقات

Close Menu