Ad Code

اكثر من 300 نبوة عن يسوع المسيح في العهد القديم( سفر التكوين )


سفر التكوين 
يدعى في العبرية " بي راشيت " وهي الكلمة الأولى في السفر نفسه وتعني " في البدء " ، أما تسميته " التكوين فمترجمة عن السبعينية وتعني " الأصل " أو " بداية الأمور " ، كاتبه موسى النبي ، كتبه في بساطة ليؤكد أن العالم ليس وليد الصدفة إنما هو عمل خالق ماهر وليصحح بعض الأفكار الخاطئة التي تسربت إلى اسرائيل من العبادات الوثنية ( كما يرى القديس ديديموس الضرير ) . أبرز لنا هذا السفر جانباً هاماً يمس علاقتنا بالله ، وهي أن الإنسان ليس مجرد خليقة وسط ملايين المخلوقات الأرضية والسماوية ، بل هو كائن فريد يحمل السمة الأرضية في الجسد والسماوية في الروح ، فهو لا يسير حسب قوانين طبيعية موضوعة له مثل الكواكب والنجوم ، ولا يسلك حسب غريزة طبيعية مثل الحيوانات ، بل وهبه الله الإرادة الحرة التي تميز بها عن سائر المخلوقات وأعطاه الحرية أن يختار الطريق ويسلك حسبما يقرر .
وقد خلقه الله ليتوج به خليقته لا كخليقة وسط مخلوقات بلا حصر ، وإنما على صورته ومثاله تك1: 26 «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا » ويؤكد  27 «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.» تك27:1 .
وبعد أن أتم الله خلق الإنسان لم يرى ما خلقه أنه حسن فقط بل " حسن جداً " وقد ختم الرب حديثه عن أعمال الخلق بإعلان راحته في خليقته التي حملت آثار محبته خاصة الإنسان الذي حمل صورته ومثاله ، هذا ويلاحظ أن الكتاب المقدس لم يقل عن اليوم السابع " وكان مساء وكان صباح يوما سابعا " ،  « وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا.» تك15:2 وضعه في جنة عدن ليعمل ويحفظ الجنة ، فإذ أقامه للعمل وحفظ الجنة إعلان عن تقدير الله للإنسان ودليل على إنه أعطاه إمكانيات الفكر والتعقل لهذا لم يقمه في الجنة ليأكل ويشرب ويلهو إنما أقامه كائناً له عمله وهذه من سمات الإنسان فهو كائن هادف ، وإذ وهبه هذه العطية قدم له وصية «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».تك2: 17-16 وهذه الوصية تزكية لإرادة آدم الحرة وتعلية لشأنه إذ تُعلن حرية إرادته كما تُعلن عن المستوى الفائق الذي يتعامل به الله معه فلو لم يكن قادر على حفظ الوصية ما طلبها الله منه ، وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ. فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.» تك24,23,22,21,18:2 
وقد جاءت كتابات الكنيسة الأولى تحمل فيضاً من الحديث عن خلق حواء وعلاقتها بالكنيسة عروس المسيح [ متى خُلقت حواء ؟ عندما نام آدم ! ، متى فاضت أسرار الكنيسة من جنب المسيح ؟ عندما نام على الصليب ] " القديس اغسطينوس " .
إذ قدم الله للإنسان كل شيء أقامه في الجنة ووهبه وصية ليرد الحب بالطاعة ، عدو الخير حسد الإنسان فأراد أن يهبط به إلى الموت مستغلاً هبة الله للإنسان وهي حرية إرادته ، مستخدماً الحية ليدخل مع الإنسان في حوار مُهلك ، في هذا الحوار لم يقدم الشيطان للإنسان إلا وعوداً " لن تموتا " " تنفتح أعينكما " " تكونان كالله عارفين الخير والشر ، عن هذا يقول القديس يوحنا ذهبي الفم [ لم يُظهر الشيطان عملاً صالحا - قليلا كان أو كثيرا - بل أغوى المرأة بالكلام المجرد ونفخها برجاء باطل ، وهكذا خدعها ، ومع هذا نظرت إلى الشيطان كموضع ثقة أكثر من الله ، مع أن الله أظهر إرادته الحسنة بأعماله ] كما يقول [ كيف يليق بالإنسان أن يدرك العدو والخصم إلا من هذه الإجابة المناقضة لأقوال الله ؟! كان يليق بحواء أن تهرب للحال من الطُعم وتتراجع عن الشبكة ] كما يقول القديس اغسطينوس [ الله هو قائدنا والشيطان مُهلكنا ، القائد يقدم وصيته وأما المُهلك فيقترح خدعة ، فهل نصغي للوصية أم للخداع ؟! ] ،« فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.» تك7:3 ، هذه قصة سقوط آدم ، وسفر التكوين يبدأ بكلمة في البدء وينتهي بيوسف ملفوفا بأكفان في أرض مصر ، فما أقامه الله من حياة أفسده الإنسان بشره إذ دخل بنفسه إلى أكفان الظلمة ليُدفن في مصر .
وسنرى في السطور القادمة ما خطه رابيين اليهود عن المسيا المخلص الذي سينتشل الإنسان ويملكه الأرض ورغم أن النظرة مادية ولكن رابيين اليهود تعمقوا في دراسة العهد القديم بآلافه الخمسة بكل أحداثه وشخصياته ورموزه وشرائعه وتنتقل بينها وتربط أطرافها في سهولة ويسر تدعو إلى العجب فجاءت رائعة وهادفة ومركزة في شهادتها للمسيح يسوع .
وكما خاط آدم وحواء أولاً أشجار التين ليسترا عريهما والتي هي رمزا للناموس هكذا سنعرض أقوال الرابيين أولاً ، وحين أعطاهما الله جلود حيوانات ليسترا نفسيهما بدل أوراق التين بعدها وهي رمز للمسيح الذي ذُبح ليستر خطايانا ، هكذا سنعرض أقوال الآباء بعدهم حتى يتثنى لنا رؤية شاملة لنبوات ورموز السفر .
١ -
 « وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.» تك2:1
يشرح الرابيون تعبير " روح الله " على أنه روح المسيا الملك ، وذلك بالمقابلة مع إش 11 : 2 « وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ.» وتعبير يرف على وجه المياه مشروح على إنه التوبة طبقا لما في مرا 2 : 19 قُومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهُزُعِ. اسْكُبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قُبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ. ارْفَعِي إِلَيْهِ يَدَيْكِ لأَجْلِ نَفْسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ فِي رَأْسِ كُلِّ شَارِعٍ. 
٢ -
« هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ »  .تك4:2

والكلمة " مبادئ " هي بالعبرية " تولودوت " وبالإنجليزية generatione ، نربطها بتك 3 : 15  « وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». ونربطها ب را 4 : 18 « وَهذِهِ مَوَالِيدُ فَارَصَ: فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُونَ » . هنا نسجل واحدة من أكثر التفاسير المسيانية إثارة . إنه مذكور أن الكلمة مبادىء ، تولودوت ، تكتب دائما في الكتاب المقدس بدون حرف " واو " وهو المرادف لحرف ( أو رقم ) " 6 " ، فيما عدا في تك 2 : 4 وفي را 4 : 18 وهذا ليشير إلى أنه بعد تك 2 : 4 حدث السقوط الذي ب فقد آدم ستة أشياء وهي : 
بهاء مجده : « تَتَجَبَّرُ عَلَيْهِ أَبَدًا فَيَذْهَبُ. تُغَيِّرُ وَجْهَهُ وَتَطْرُدُهُ. » أي 20:14
الحياة :  « بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». تك 19:3
قامته : « وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. » تك8:3 (سواء كانت هذه القامة 100 ، أو 200 ، أو 300 ، أو حتى 900 ذراع ) 
ثمر الأرض ، ثمار الأشجار : وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. » تك17:3
الأنوار السماوية 
رأينا الآن لماذا أنه في تكوين 2 : 4 ، أى قبل السقوط أن الحرف " واو " كان لايزال في " تولودوت " حيث أنه في ذلك الوقت لم تكن تلك الأمور الستة قد فقدت بعد ، ولكن الواو تعود وتظهر في تولودوت في را 4 : 18 ، لأن هذه الأمور الستة كان يجب أن تُسترجع للإنسان بواسطة ، ابن فارص أو المسيا . قارن من أجل كل واحد من الأمور الستة: 
● « هكَذَا يَبِيدُ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا رَبُّ. وَأَحِبَّاؤُهُ كَخُرُوجِ الشَّمْسِ فِي جَبَرُوتِهَا». وَاسْتَرَاحَتِ الأَرْضُ أَرْبَعِينَ سَنَةً. قض31:5
● « لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ السَّمَاوَاتِ الْجَدِيدَةَ وَالأَرْضَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي أَنَا صَانِعٌ تَثْبُتُ أَمَامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، هكَذَا يَثْبُتُ نَسْلُكُمْ وَاسْمُكُمْ.» إش 22:66
● « أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ كَوْنِكُمْ لَهُمْ عَبِيدًا، وَقَطَّعَ قُيُودَ نِيرِكُمْ وَسَيَّرَكُمْ قِيَامًا». لا 13:26
● « بَلْ زَرْعُ السَّلاَمِ، الْكَرْمُ يُعْطِي ثَمَرَهُ، وَالأَرْضُ تُعْطِي غَلَّتَهَا، وَالسَّمَاوَاتُ تُعْطِي نَدَاهَا، وَأُمَلِّكُ بَقِيَّةَ هذَا الشَّعْبِ هذِهِ كُلَّهَا.» زك 12:8
● « وَيَكُونُ نُورُ الْقَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ، وَنُورُ الشَّمْسِ يَكُونُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ كَنُورِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي يَوْمٍ يَجْبُرُ الرَّبُّ كَسْرَ شَعْبِهِ وَيَشْفِي رَضَّ ضَرْبِهِ». إش26:30
وقد أضيف أنه بالرغم من أن الإنسان - تبعا للمدلول الحرفي ل مز 49 : 12 وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ.».فإن الإنسان لم يستطع أن يثبت في عدم السقوط ليلة واحدة ، ومع ذلك فمن أجل خاطر السبت ، لم تنطفىء عنه الأنوار السمائية إلى أن ينقضي السبت . وحين رأى آدم الظلام قال مرتعدا : ربما أن ذلك المكتوب عنه ، هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه ، يأتي لينقض عليّ ويرعبني ، وقال يقينا إن الظلمة سوف تغطيني. 
إننا نستدل ، على الأقل ، من خلاصة هذا الشرح العجيب ، على أي صعيد طبق مجمع اليهود تك 3 :15 .
٣ -
«وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». تك15:3

يأتي هذا الفصل في الترجوم المنسوب ليوناثان وما يسمى ترجوم أورشليم في صياغة تشير بدقة إلى المسيا .
ويخمن شوتجين أن التلمود قد استقى من هذا الفصل ، بصفة جزئية ، فكرة أن عقب المسيا يشير إلى مجيئه الوشيك وذلك إذا أخذ في الاعتبار وصف الاضطرابات التي ستحل في أيام المسيا قارن : فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالابْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مت 36-35:10  
٤ -
 وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضًا، فَوَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثًا، قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضًا عَنْ هَابِيلَ». تك25:4
يشرح الرابيون اللغة التي استخدمتها حواء عند ميلاد شيث وقولها " نسلا آخر " على أنها تعني " النسل " الذي يأتي من مكان آخر . وأن ذلك يشير إلى المسيا . ويرد نفس الشرح مرتين الأولى: في المدراش على را 4 : 19« وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ » . في سلسلة نسب داود . والمرة الثانية لها علاقة مع مز 40 : 7 حِينَئِذٍ قُلْتُ: «هأَنَذَا جِئْتُ. بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّى » . بدرج الكتاب ( بمجلات سيفير bim'gillath sepher  ) . حيث تنتمي راعوث إلى مرتبة أي درج ، مجلات ، آخر.  
٥ -
« لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، 5 فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ». فَقَالُوا: «هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ». تك5-4:18
في علاقة مع هذا الشاهد ، يذكر أحد الرابيين أن كلمات أبرام لضيوفه الملائكيين كان يجب أن تعود على بركة أبرام لسلالته ، في البرية في أرض كنعان ، في الأيام الأخيرة ( المسيانية) . ونشير فقط إلى هذا الجزء الأخير : 
▪فالكلمات ليؤخذ قليل ماء ، متوازية مع المياه الحية في زك 14 : 8 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ مِيَاهًا حَيَّةً تَخْرُجُ مِنْ أُورُشَلِيمَ نِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الشَّرْقِيِّ، وَنِصْفُهَا إِلَى الْبَحْرِ الْغَرْبِيِّ. فِي الصَّيْفِ وَفِي الْخَرِيفِ تَكُونُ.
▪والكلمات . واغسلوا أرجلكم متوازية مع إش 4 : 4 إِذَا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِ الإِحْرَاقِ . (أي غسل قذر بنات صهيون ) .
▪ والكلمات . واتكئوا تحت شجرة متوازية مع إش 4 : 6 وَتَكُونُ مِظَلَّةٌ لِلْفَيْءِ نَهَارًا مِنَ الْحَرِّ، وَلِمَلْجَأٍ وَلِمَخْبَأٍ مِنَ السَّيْلِ وَمِنَ الْمَطَرِ. 

▪ والكلمات . فآخذ كسرة خبز . متوازية مع نص مز 72 : 16 تَكُونُ حُفْنَةُ بُرّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا، وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 
▪وهكذا أيضا الكلمات في تك 18 : 6 , 7 فَأَسْرَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْخَيْمَةِ إِلَى سَارَةَ، وَقَالَ: «أَسْرِعِي بِثَلاَثِ كَيْلاَتٍ دَقِيقًا سَمِيذًا. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ». ثُمَّ رَكَضَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى الْبَقَرِ وَأَخَذَ عِجْلاً رَخْصًا وَجَيِّدًا وَأَعْطَاهُ لِلْغُلاَمِ فَأَسْرَعَ لِيَعْمَلَهُ. متوازية مع إش 7 : 21 وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الإِنْسَانَ يُرَبِّي عِجْلَةَ بَقَرٍ وَشَاتَيْنِ . التي تنطبق هنا بدرجة كبيرة على الأزمنة المسيانية 
▪واخيرا فالكلمات ، ثُمَّ أَخَذَ زُبْدًا وَلَبَنًا، وَالْعِجْلَ الَّذِي عَمِلَهُ، وَوَضَعَهَا قُدَّامَهُمْ. وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفًا لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا. تك8:18 ، متوازية مع مي 2 : 13 قَدْ صَعِدَ الْفَاتِكُ أَمَامَهُمْ. يَقْتَحِمُونَ وَيَعْبُرُونَ مِنَ الْبَابِ، وَيَخْرُجُونَ مِنْهُ، وَيَجْتَازُ مَلِكُهُمْ أَمَامَهُمْ، وَالرَّبُّ فِي رَأْسِهِمْ».
▪ونجد نفس التفسير في كتابة رابية أخرى والاشارات فيها إلى الأيام المسيانية نجدها في إش 14 : 2 وَيَأْخُذُهُمْ شُعُوبٌ وَيَأْتُونَ بِهِمْ إِلَى مَوْضِعِهِمْ، وَيَمْتَلِكُهُمْ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ فِي أَرْضِ الرَّبِّ عَبِيدًا وَإِمَاءً، وَيَسْبُونَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ وَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى ظَالِمِيهِمْ. 
▪ وأيضا إش 30 : 25 وَيَكُونُ عَلَى كُلِّ جَبَل عَال وَعَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ سَوَاق وَمَجَارِي مِيَاهٍ فِي يَوْمِ الْمَقْتَلَةِ الْعَظِيمَةِ، حِينَمَا تَسْقُطُ الأَبْرَاجُ.
▪وفي إش 41 : 18 أَفْتَحُ عَلَى الْهِضَابِ أَنْهَارًا، وَفِي وَسَطِ الْبِقَاعِ يَنَابِيعَ. أَجْعَلُ الْقَفْرَ أَجَمَةَ مَاءٍ، وَالأَرْضَ الْيَابِسَةَ مَفَاجِرَ مِيَاهٍ. 
٦ -
 وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي». تك 18:22
هذا الوعد مشروح أيضا بطريقة مسيانية في علاقة مع عد 2 : 32 هؤُلاَءِ هُمُ الْمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ. جَمِيعُ الْمَعْدُودِينَ مِنَ الْمَحَلاَّتِ بِأَجْنَادِهِمْ سِتُّ مِئَةِ أَلْفٍ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ. حيث أنه مبين بطريقة مثيرة إلى حد ما معنى يجب أن يكون إسرائيل مثل رمل البحر. 
٧ -
ثُمَّ رَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ. تك21:35

في هذا الفصل يقارن الترجوم المنسوب ل " يون " بين العبارات برج قطيع ، في بيت لحم ، باعتباره المكان الذي فيه يستعلن المسيا .
٨ -
يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟ .تك9:49

تعبير " جرو أسد " مشروح في " يالكوت " على أنه يخص المسيا ، وذلك ليس أقل من خمس مرات ، بينما الاصطلاح " ربض " يشار به إلى المسيا .
٩ -
 لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. تك10:49

هذه النبوة المشهورة جدا ( وانظر عنها المباحثة الكاملة والممتعة في رايم) هي في يالكوت ي . س ، وتنطبق على المسيا ، مع اقتباس من مز 2 : 9 تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ». والتعبير " شيلون " ينطبق أيضا على المسيا ، مع الإضافة العجيبة ، إنه في الأيام الأخيرة ستحضر كل الأمم هدايا له ، وبالمثل ترجوم أونكيلوس ، والمنسوب ل " يوناثان " ، وترجوم أورشليم ، كما أيضا سانه 98 ب ، والمدراش على هذا الفصل ، وذاك الذي على أم 19 : 21 وعلى مرا 1 : 16 حيث ترجمت " شيلون الذي له " يشير تعبير " شيلون " وحقا الفصل كله إلى المسيا ، والمدراش مع إشارة خاصة إلى إش 11 : 10 ، بينما الوعد مع إشارة جحش الأتان يأتي إلى علاقة مع زك 9 : 9 اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ. فإن تحقيق هذه النبوة من المتوقع أن يتمشى مع تلك التي في حز 36 : 25 وعبارة أخرى مميزة ترد في المدراش على هذا الفصل ، وهي التي تطابق هذه الآية على قدومه ، له المجد ، وهو المكتوب عنه تلك الآية السابقة زك 9 : 9 ، فهو حينئذ سوف يغسل ثيابه في الخمر .
١٠ -
رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. تك 11:49

الخمر ، الذي يشرح على أنه يعني تعليم الناموس لإسرائيل ، ودم العنب الذي يشرح على أنه يعني أنه سيرجعهم عن أخطائهم.  ومع ذلك يلاحظ واحد من الرابيين أن إسرائيل لن يطلب أن يكون متعلما من الملك المسيا في الأيام الأخيرة ، حيث أنه كتب في إش 11 : 10 ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وإن كان كذلك فلماذا يأتي المسيا ، وماذا سيفعل هو لجماعة إسرائيل ؟ إنه سيفدي إسرائيل ، ويعطيهم ثلاثين وصية طبقا ل زك 11 : 12 والترجوم المنسوب ل " يون " وترجوم جير . أيضا يطبقان عدد 11 على المسيا ، فَنُقِضَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ. وَهكَذَا عَلِمَ أَذَلُّ الْغَنَمِ الْمُنْتَظِرُونَ لِي أَنَّهَا كَلِمَةُ الرَّبِّ. زك11:11 حقا ، كان شائعا هذا التفسير أنه تبعا للرأي الشعبي ، إن كان أحد يرى في أحلامه شجرة نخيل فإنه كان ليرى أيام المسيا. 

**************************
كانت تلك عشرة اقتباسات من أصل ثلاثة وعشرون اقتباسا أوردهم عالم اللاهوت الفريد إدرشايم في كتابه حياة وأزمنة يسوع المسيح المسيا وقد انتقينا ما يتوافق فقط مع موضوع بحثنا وهو 300 نبوة عن ربنا يسوع المسيح في العهد القديم ، وفي المقال القادم سنرى ما خطه آباء كنيستنا الأوائل من كتابات ورموز في سفر التكوين عن رب المجد وما أستنارت به عقولهم بفعل الروح القدس .
ولإلهنا المجد الدائم الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين 


لقراءة الجزء التالي من هنا الرموز والنبوات في سفر التكوين من أبينا آدم إلى شيث كما يراها آباء الكنيسة 






لقراءة الجزء السابق تحدي راسل

إرسال تعليق

1 تعليقات

Close Menu