Ad Code

أكثر من 300 نبوة عن يسوع المسيح في العهد القديم




تحدي راسل 

سُئِل العالم اللاأدري بيرتراند راسل Bertrand Russell عما يحتاج من براهين لكي يؤمن بوجود الله فكانت إجابته كالتالي: " أعتقد أنني لو سمعت صوتا من السماء يتنبأ بما سيحدث لي خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة ، بما فيها أحداث غير مرجَّح أن تحدث على الإطلاق ، وإن حدثت فعلاً هذه الأشياء ، فعندها من الممكن أن أبدأ بالاقتناع بوجود ، على الأقل ، نوع من الذكاء الفائق للبشرية . ويمكنني أن أتخيل المزيد من البراهين المشابهة لهذه ، والتي قد تقنعني ، ولكن على حد علمي ، هذه البراهين غير موجودة ." 
وعندما طُلب من نورمان جايزلر Norman Geisler الرد على ما قاله راسل ، ابتسم وقال : " كنت سأقول له ، يا سيد راسل ، لقد حدث أن جاء صوت من السماء ، وتنبأ هذا الصوت بالعديد من الامور ، وقد شاهدناها تتحقق من دون أدنى شك . " 
لمن لا يعرف من هو بيرتراند راسل ( 1872 - 1970 ) كان راسل أحد أكثر الشخصيات حيوية في الفلسفة في القرن العشرين ، عاش عمرا طويلاً إذ توفي عن عمر يناهز الثمانية والتسعين ، وقد شهد في حياته تقلبات سياسية واجتماعية وفلسفية ودينية ، وتمشيا مع انجذابه نحو كل ما هو جدلي ، خطا في هذه الحلبات الأربع وهو يضرب بقبضة يده ، ولقد كان كاتباً كثير الإنتاج ، وكانت الكتابة بالنسبة إليه أمرا سهلاً جداً ، كتب تقريبا سبعين كتابا بمواضيع مختلفة ، تضمنت بعض مقالاته في المجلات آراءه حتى حول استخدام أحمر الشفاه واختيار نوع السيجار وضرب الرجال لنسائهم ، يقول عنه المؤرخ بول جونسون Paul Johnson ، إنه لا يوجد مثقف في التاريخ قدم نصائح للبشرية في فترة زمنية طويلة كهذه مثل راسل .... كانت علاقته بالأفكار افضل بكثير من علاقاته بالناس ، فهو الذي قال : " أنا أحب الرياضيات لأنها ليست بشرية " .
أما الذي قام بالرد عليه فهو نورمان جايزلر كان يشغل منصب رئيس كلية اللاهوت الإنجيلية الجنوبية وقد ألف أكثر من خمسين كتابا من ضمنهم " موسوعة بايكر للدفاعيات " 
كان جايزلر يتكلم عن الطريقة العجائبية التي تنبأ بها الأنبياء عن أحداث معينة وظروف تحققت بعد مئات السنين ، في شخص المسيا ( الممسوح ) ، الذي سيخلص إسرائيل والعالم .
وحين وضع راسل ردوده التي لا تخلو من التهكم ربما لم يلتفت إلى أنه ضمنياً صرح بأن التنبؤ الواضح بحدوث أمور غير مرجحة الحدوث ، ومن ثم تتميم هذه النبوات في المستقبل ، وبشكل غير متوقع ، ما هو إلا أمر يحتاج تفسيره إلى وجود الله ، وهذا ما سنبينه في مجموعة المقالات القادمة ، وسنأخذ كل سفر على حدة ، وسننظر كيف فسره معلمو الشريعة اليهودية وكيف فسره معلمو الكنيسة الأوائل ، والتفاسير والرموز التي استناروا بها بعد حلول الروح القدس والتي كانت مخفاة عن أنظار وفهم اليهود سنحاول أن نوضحها قدر الإمكان.  

مقدمة عن العهد القديم 
أول من إستخدم مصطلح العهد القديم على الأسفار المقدسة ( التوراة - المزامير - الكتابات) هو ميليتس أسقف ساردس سنة 180 م ، وأول من إستخدم مصطلح العهد الجديد على ألأناجيل والرسائل هو ترتليان 200 م .
يحتوي العهد القديم على كمية كبيرة من النبوات الخاصة بمجيء المسيح ، تحتوي موسوعة " بارتون باين للنبوات الكتابية " Barton Payne's Encyclopedia of Biblical Prophecy على مئة وإحدى وتسعين نبوة من هذه النبوات ، كما يورد عالم اللاهوت بجامعة أوكسفورد ألفريد إدرشايم Alfred Edersheim أربعة مئة نبوة في كتابه " حياة وأزمنة يسوع المسيح المسيا " The Life And Times Of Jesus Christ The Messiah والكتاب ضخم يقع في قرابة الألف صفحة من القطع الكبير ويشتمل على عدة فصول في الفصل التاسع قائمة بفصول العهد القديم التي تنطبق على المسيا في كتابات الرابيين 
من هم الرابيين
لقب " رابي " ومعناه " معلمي " كان يطلق للتعبير عن الإحترام للعلمانيين ، وخاصة على المعلم بين تلاميذه ، وأُطلق كثيراً على يهوه كمعلم لشريعة موسى ، وأُستُعمِل لقب " راب " في عصر كتابة التلمود بصفة أساسية للمعلمين البابلونيين بينما لقب رابي للمعلمين الفلسطينيين.
وفي العهد الجديد ، أُستعمل لقب رابي كلقب تكريم أو شرف دون أن يعني أي مركز رسمي ، هذا ينطبق على معلمي الناموس في متى 23 : 7  وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي ، وكما جاء في يوحنا 3 : 26 فَجَاءُوا إِلَى يُوحَنَّا وَقَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ » ، وفي حالات أخرى أطلق لقب رابي أو رابوني على السيد المسيح له المجد واستعمل في توجيه الحديث مباشرة له كما في يوحنا 1 : 49  أَجَابَ نَثَنَائِيلُ وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، أَنْتَ ابْنُ اللهِ أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ» وأيضا يوحنا 6 : 25 وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ، قَالُوا لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، مَتَى صِرْتَ هُنَا؟» ، بل وحتى من فريسي كما في يوحنا 3 : 2 هذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ:«يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللهِ مُعَلِّمًا، » ، كما أيضا من تابعي المسيح أنفسهم كما في يوحنا 4 : 31 وَفِي أَثْنَاءِ ذلِكَ سَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: «يَامُعَلِّمُ، كُلْ»  وأيضا ( يو 9 : 2 ، يو 11 : 8 ، يو 20 : 16 ) .
ولقب رابي يدل على الشخص المؤهل بدراسات أكاديمية للكتاب المقدس العبري والتلمود ليعمل كقائد روحي وديني وكمعلم للجماعة وتعليم الصغار .

مقدمة للكاتب ألفريد إدرشايم Alfred Edersheim

هذه مقدمة الفصل التاسع من كتاب " حياة وأزمنة يسوع المسيح المسيا " The Life And Times Of Jesus Christ The Messiah .
تحتوي القائمة التالية على فصول من العهد القديم تنطبق على المسيا أو الأزمنة المسيانية في كتابات اليهود القديمة جدا وهي تبلغ في جملتها إلى 456 موزعة هكذا : 75 من أسفار موسى الخمسة ، و 243 من الأنبياء ، 138 من الأسفار الشعرية وهي مزودة بأكثر من 538 اقتباسا مستقلا من الكتابات الرابية .
وبالرغم من بذل كل التعب والعناء فإننا بالكاد نرجو أن تكون هذه القائمة كاملة تماما ومع ذلك فإننا نتعشم ألا يكون أي فصل هام قد حذف ، ويمكن أن تكون المراجع الرابية قد ازدادت جدا ، ولكن بدا من غير المجدي اقتباس نفس الفصل من كتب مختلفة كثيرة . وبالمثل من أجل مقتضيات المكان فإن الاقتباسات الرابية الهامة جدا فقط تُرجمت بالتفصيل ، والأعمال الرابية التي أخذت منها الاقتباسات هي : الترجوم ، والتلمودان ، والمدراشيم القديم جدا ، ولكن ليس ال زوهار ( حيث تاريخ تأليفه غير متفق عليه ، ومع ذلك فقد اقتبست مرارا من المؤلف المشهور جدا يالكوت ، لأنه بالرغم من تاريخه المتأخر نسبيا ، فإنه حقا كما يدل اسمه ، عبارة عن مجموعة وخلاصة من أكثر من خمسين الكتابات الأقدم والموثوق بها ، ومع ذلك يضيف فصولا ليست مقبولة لدينا الآن ، لقد اقتبست من الطبعة الممتازة يالكوت ( فرانكفورت أ م 1687 ) ولكن في حالة المدراشيم الأخرى كنت مضطرا أن اقنع نفسي بمثل هذه الطبعات الأكثر حداثة كالتي كنت أمتلكها ، بدلا من الاقتصار على الطبعات الأقدم والأكثر كلفة ، وعند الاقتباس من المدراشيم والتراشاه الأقدم بل بالأكثر أيضا الورقة والصفحة وحتى السطور أشير إليها مرارا . وأخيراً بقي فقط التعريف بصفة عامة بأني قد استفدت بقدر الإمكان من مؤلفات السابقين لي - وخاصة أولئك الذين من شو تجن - ومع ذلك فإني أستطيع برغم ذلك أن أدعي أن هذه المراجع أيضا إنما هي نتيجة لمؤلفاتي الخاصة ، حيث أنني لم انتفع من الاقتباسات بدون مقارنتها مع المؤلفات التي اقتبست منها ، الأمر الذي اقتضى رفض فصول ليست بقليلة ، وإن كان أي دارس يصل إلى نتيجة مخالفة عما وصلت إليه فيما يتعلق بأي من الفصول المقتبسة فيما بعد هنا ، فإني أستطيع على الأقل أن أؤكد له أن ما وصلت إليه إنما هو نتيجة للدراسة الدقيقة الصادقة التي استطعت أن أقدمها فيما يتعلق بكل فصل .

كيف سيدور بحثنا ؟! 
أعلاه كان أختصار طفيف للمقدمة التي كتبها عالم اللاهوت الفريد إدرشايم ، كتبتها فقط لتعلم إنه كان دقيق بعض الشيء في نقله لاقتباسات الرابيين اليهود في شرحهم للأيات التي تتنبأ عن المسيح المنتظر ، رغم أنه ليس موضوع بحثنا ، ولكن حتى يكون الأمر من أكثر من وجهة نظر واحدة ، فاليهود حتى يومنا هذا لم يؤمن جميعهم بالسيد المسيح مخلصا وفاديا ، بالرغم من أن هناك أعداد كبيرة تدخل حظيرة الإيمان إلا أنه يبقى الأغلبية ليست كذلك ، وهذا يعطينا فرصة أن ننظر كيف ينظرون هم إلى النبوة ، وكيف تحققت في شخص الرب يسوع المسيح حتى نفهم ما قاله معلمنا بولس الرسول في الإصحاح الحادي عشر من رسالته إلى رومية ، ولن نقوم بتدوين ال 456 نبوة لأنها ليست كلها عن شخص الرب يسوع فهناك الكثير الذي يخص الأزمنة المسيانية وما يتبعها من سلام ورخاء وطمأنينة ، ولكن نعدكم أن ندون كل ما يخص شخص المسيح حتى لو كانت مقاربة بعيدة بعض الشيء ، كما سندون ما كتبه مفسرو العهد الجديد المستنيرين بالروح القدس ، ليكون لنا فهم شامل بكل ما يحمله كل سفر من نبوات عن المسيح . وسيكون هناك ما يزيد عن 300 نبوة عن الرب يسوع ، منها النبوات البارزة والتي تحققت جميعها في شخص يسوع المسيح مثل أنه سيولد من امرأة تك 3 : 15 ، تكون عذراء أش 7 : 14 ، من نسل ابراهيم تك 12 : 1_3 و 22 : 18 ، من سبط يهوذا تك 49 : 10 ، من بيت داود 2 صم 7 : 12 - 16 ، في بيت لحم مي 5 : 2 ، سيُرسل الله شخصا أمامه يمهد له السبيل أش 40 : 3 ، سيطهر الهيكل ملا 3 : 1 ، " سيُقطع " بعد 483 سنة من إعلان إعادة بناء أورشليم عام 444 قبل الميلاد دا 9 : 24- 27 ، سيُرفض مز 118 : 22 ، ستُثقب يداه ورجلاه مز 22 : 16 ، سيُطعن في جنبه زك 12 : 10 ، سيقوم من بين الأموات مز 16 : 10 ، سيرتفع إلى السماء مز 68 : 18 ، وسيجلس عن يمين الله مز 110 : 1 
وهناك الرموز مثل اسحق الذي حمل حطب المحرقة و خروف الفصح ، وداود حينما قتل شاول بسيفه والكثير الذي سنراه تباعا في المقالات القادمة .


لغة الأرقام 

هل من الممكن أن يكون أخطأ كل مفسرو الكتاب قديم وحديث ؟ ، هل من الممكن أن يأتي أخر تنطبق عليه ما سيتم سرده من نبوات هي حدثت حرفيا على يسوع المسيح  ؟! ، هل من الممكن أن تكون النبوات قد حدثت في شخص آخر غير يسوع ؟! ، 
 إن احتمالات تحقق النبوات في شخص آخر غير يسوع المسيح ضئيلة جداً وقد قام البروفيسور بيتر ستونر Peter Stoner الذي كان رئيس دائرة قسم العلوم في كلية ويستمونت Westmont College في أواسط الخمسينيات من القرن العشرين ، بالعمل مع ستمائة 600 طالب على إيجاد أفضل تخمين حسابي لديهم ، لاحتمال تحقق ثماني نبوات فقط في أي شخص عاش في التاريخ حتى وقتنا الحالي ، بعد جمع النبوات معا ، قام ستونر باحتساب الاحتمال ليجده واحدا في مئة مليون بليون ( 100,000000,000000000 ) ، هذا فقط على ثماني نبوات فكيف الحساب في ثلاثمائة نبوة سنترك لك أن تتخيل عزيزي القاريء 
تابعنا ولا تنسانا في صلاتك حتى يتم هذا البحث بنعمة ربنا يسوع المسيح 


لقراءة الجزء الأول النبوات في سفر التكوين

إرسال تعليق

1 تعليقات

Close Menu