ويفترض أنه بعد إيصال الحمولة إلى المدار أن تقوم أجزاء الصواريخ، والكبيرة تحديدا، أي التي يزيد وزنها عن 10 أطنان بإشعال محركاتها في الاتجاه المعاكس لحركتها وذلك لتقليل سرعتها، كي تقوم الجاذبية الأرضية بسحبها وإعادة إدخالها إلى الغلاف الجوي من جديد.
هذه العملية تُعرف بـ "إعادة دخول مُتحكَم به" أي أنه يتم تحديد البقعة التي ينبغي للصاروخ أن يدخل فيها للغلاف الجوي للأرض والسقوط -قدر الإمكان- في المحيطات، بعيدا عن الأماكن المأهولة بالسكان.
وفي حالة الصاروخ الصينيهذه المرة: لم تتم هذه العملية .
لذلك أصبح الصاروخ يدور بشكل عشوائي حول الأرض، ليسقط لاحقا في أي مكان على الأرض يقع ضمن درجة ميلان مداره عن خط الإستواء، وهذه المنطقة هي الموضحة باللون الأحمر في الخريطة التالية
ولكن هل الأمر غير اعتيادي؟
لا أبدا، دائما ما تسقط أجزاء الصواريخ على الأرض، وأغلب أجزاءها تحترق في الغلاف الجوي وتتناثر نتيجة الاحتكاك الشديد بجزيئات الهواء .
هل يشكل الحدث أي خطر؟
بالطبع لا، تصور فقط أن احتمال إصابتك بجسم صناعي يسقط من الفضاء تبلغ أقل من واحد على تريليون، أي شبه مستحيلة، وذلك لأن الأرض أغلبها محيطات، وأغلب اليابسة خالية من السكان، كما أن أجزاء الصاروخ ستتناثر في مساحات شاسعة قد يزيد امتدادها عن 1000 كيلومتر.
لماذا الاهتمام هذه المرة بهذا الصاروخ إذا كان الأمر اعتياديا؟
لأن الصاروخ كبير نسبيا، وقد تنجو أحد أجزاءه من الإحتراق أثناء الدخول للغلاف الجوي وتصل للأرض.
وربما أن الامر لا يتعدى مجرد بحث عن إثارة وتهويل إعلامي (مكايدة للصين ).
متى سيسقط الصاروخ؟
لا أحد يعلم تحديدا، لأن هناك عوامل كثيرة تحدد موعد سقوطه، مثل شكله وانسيابيته، وطريقة دورانه العشوائية حول نفسه، والتقديرات الحالية تقول أن الموعد على الأغلب سيكون بين يومي السبت والإثنين 8 و10 مايو.
ووفقاً لموقع سبيس نيوز: "ستكون هذه إحدى أكبر حالات إعادة الدخول الخارجة عن السيطرة لمركبة فضائية ومن المحتمل أن تهبط على منطقة مأهولة". مع ذلك، فإن الاحتمال الأكبر هو أن تسقط المرحلة الأساسية على مكان غير مأهولٍ مثل محيطات الأرض، التي تغطي 70% من الكوكب. إن احتمال إصابة شخص بحطام فضائي منخفضٌ للغاية، من الصعب رسم مسار المرحلة الصاروخية الساقطة، إن لم يكن مستحيلاً، نظراً لارتفاع معاملات عدم اليقين التي يتطلبها حساب تأثير الاحتكاك الجوي. يمكن أن يتوسع غلاف الأرض الجوي أو يتقلص بفعل النشاط الشمسي، ما يجعل من الصعب تقدير متى وأين سيسقط الصاروخ بالضبط. ونظراً للسرعة العالية للصاروخ حول الأرض، فإنه يكمل دورةً حول كل 90 دقيقة تقريباً، وبالتالي فإن أي تغيير في وقت العودة، حتى لو كان ببضع دقائق فقط، سيؤدي إلى تغير نقطة السقوط بآلاف الكيلومترات. يبلغ الميل المداري للصاروخ 41.5 درجة، ما يعني أنه يمر شمالاً فوق نيويورك ومدريد وبكين وأقصى الجنوب فوق جنوب تشيلي ونيوزيلندا، ويمكن أن يدخل الغلاف الجوي فوق نقطةٍ ما داخل هذه المنطقة".
من المتوقع أن يكون الحطام الساقط من بين أكبر الحالات المشابهة في العقود القليلة الماضية، بما في ذلك محطة الفضاء الصينية تيانجونج Tiangong ومستكشف الحالة المستقرة لدورة المحيطات والجاذبية الأرضية (GOCE). مع ذلك، يحترق معظم الحطام في الغلاف الجوي ولن يسقط على الأرض إلا بعض القطع الأكبر حجماً. تبذل الدول المطلقة للصواريخ جهدها لتوجيه الحطام العائد إلى الأرض ليسقط في مكانٍ آمن. رسم مراقب الرحلات الفضائية وعالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد جوناثان ماكدويل Jonathan McDowell منحناً يصف ارتفاع لونج مارش 5 بي مع أحداث سقوط حطام فضائي أخرى، من ضمنها محطة ناسا الفضائية سكاي لاب التي بلغت كتلتها 76 طناً والتي دخلت الغلاف الجوي بشكلٍ خارج عن السيطرة قبل نحو 42 عاماً. تمكن المراقبون من توجيه المحطة الفضائية إلى حد ما فوق نقطة العودة المخطط لها في المحيط الهندي، لكن مسار الحطام امتد إلى أبعد مما كان متوقعاً.
تخطط الصين لاطلاق العديد من المهمات لبناء محطتها الفضائية إذ أفادت وسائل الاعلام الحكومية أن عملية البناء ستنتهي في عام 2022 ستشمل محطة الفضاء الصينية مثل محطة الفضاء الدولية على عدة وحدات، وستتطلب 10 عمليات إطلاق إضافية: إطلاق وحدتين أخريين وأربع مهماتٍ مأهولة وأربع رحلات شحن، وفقاً لما أوردته شبكة تلفزيون الصين العالمية (CGTN). ولو استمرت الصين على هذا المنوال فسنظل في حالة ترقب طوال عام 2021 ترى من سيكون الهدف المحتمل للاطلاق التالي للصين 😁😃
0 تعليقات