ليس هذا فقط بل أيضا وزير الدفاع الأمريكي صرح أن بوتين سيدافع عن الأراضى الأوكرانية التي ضمها لروسيا بكل الوسائل الممكنة .
فهل سيقدم الرئيس الروسي على هذه الخطوة خاصةً أن القوات الروسية تعرضت لهزيمة جديدة حيث سيطرت القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب وأمريكا على بلدة ليمان الإستراتيجية في اليوم التالي لتوقيع بوتين قرار ضم المدن الأوكرانية ، والتي تعد أقوى ضربة توجه للقوات الروسية بعد خاركيف ، ومدينة ليمان هي مدينة إستراتيجية في شمال منطقة دونيتسك في شمال إقليم دونباس وقد قالت القوات المسلحة الأوكرانية في بيان لها الأحد 2 أكتوبر أن طائراتها نفذت 29 ضربة خلال الأربعة والعشرون ساعة الماضية ودمرت أسلحة وأنظمة صاروخية مضادة للطائرات، كما استهدفت القوات البرية مواقع قيادة ومستودعات تضم ذخيرة وتجهيزات صواريخ مضادة للطائرات.
هنا يظهر السؤال الرئيسي خلال كل تلك الأحداث، هل تلويح روسيا بالنووي من باب المناورة السياسية فقط، أم أن العقيدة العسكرية الروسية تجعل من الأمر ممكنا حقا ؟!
تَعتبر روسيا الأسلحة النووية وسيلة للردع حصرا، وتضع مجموعة من الشروط التي توضِّح تلك النقطة، فيكون من حقها استخدام الأسلحة النووية ردا على استخدام الأسلحة النووية أو أنواع أخرى من أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها، أو استجابة لهجوم من قِبَل الخصوم على المواقع الحكومية أو العسكرية الحساسة في الاتحاد الروسي، الذي من شأنه أن يُقوِّض أو يعرقل أعمال الردع النووي، أو ردا على عدوان واسع على الاتحاد الروسي باستخدام الأسلحة التقليدية يمكنه أن يُعرِّض وجود الدولة نفسه للخطر.
وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، حذر بوتين من أنه " في حالة وجود تهديد للسلامة الإقليمية لبلدنا وللدفاع عن روسيا وشعبنا، سنستخدم بالتأكيد جميع أنظمة الأسلحة المتاحة لنا، فهذه ليست خدعة " .
الأسلحة منخفضة القوة التي دعى قديروف لإستخدامها هي أسلحة نووية تكتيكية تكون مصممة للاستخدام في ساحة المعركة لتوجيه ضربة محدودة إلى العدو دون تعريض القوات الصديقة في الميدان إلى الخطر ،
ولدى الرؤوس النووية التكتيكية قوة انفجار تتراوح من 10 إلى 100 كيلو طن من مادة " تي إن تي " المتفجرة ، وتلك الأسلحة يمكن استخدامها من أجل ضرب أهداف في نطاق جغرافي محدد كاستهداف تشكيلات قوات المشاة أو الدبابات أو المنشآت العسكرية والمخابئ ، غير أنه لا يمكن الاستهانة بالقوة التفجيرية للأسلحة التكتيكية فهي لا تزال قادرة على إحداث دمار كبير وبحسب شبكة " سي إن إن " الأميركية فإن القنابل الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي في اليابان كانت تتراوح قوتها الانفجارية بين 15 إلى 21 كيلو طن من الديناميت، لكنها أسفرت عن وفاة 105 ألف شخص على الفور، بينما توفي عشرات الآلاف في وقت لاحق بسبب الإشعاع المنبعث، وفقًا لأرشيفات الحكومة الأميركية.
ويمكن حمل الرؤوس النووية التكتيكية على صواريخ تكتيكية تستخدمها روسيا بالفعل في العملية العسكرية في الأراضي الأوكرانية ومن ضمنها صاروخ " إسكندر " الذي يبلغ مداه 500 كيلو متر
والأسلحة التكتيكية تختلف عن الأسلحة الإستراتيجية فبينما تتراوح القوة التفجيرية للأسلحة التكتيكية بين 10 إلى 100 كيلو طن، تتراوح القوة التفجيرية للأسلحة الإستراتيجية بين 500 إلى 800 كيلو طن من مادة " تي إن تي " الشديدة الانفجار وهي مصممة لتدمير مدن بأكملها فالأسلحة التكتيكية مصممة لكسب المعركة بينما الأسلحة الإستراتيجية مصممة لكسب الحرب.
ولكن سواء هذه أو تلك من المستبعد أن يتم استخدامها في الحرب الأوكرانية لأن القوات التي يقوم الجيش الروسي بتعبأتها هي قوات احتياط غير مدربة على العمل تحت ظروف تسرب إشعاع نووي مما سيأخر تقدمها ، كما أنه في حالة اللجوء لاستخدام الأسلحة التكتيكية على أرض المعركة ستتحول روسيا إلى دولة منبوذة حتى من حلفاء لها مثل الصين والهند ولكن هذا لا يعني أنه هناك مجالا للتراجع فالمعركة لروسيا هي معركة وجودية غير أنه لم تستشعر روسيا بعد الخطر الذي يجعلها تقدم على هذه الخطوة .
إن المخزون الروسي من الرؤوس الحربية النووية الحالي كافي لتدمير العالم ، فهناك وهي أعداد تقديرية قابلة للنقص والزيادة، ما يقرب من 1600 رأس حربي إستراتيجي جاهز للضرب، نحو 800 رأس منها على الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ونحو 624 على الصواريخ الباليستية التي تُطلَق من الغواصات، ونحو 200 في قاذفات القنابل الإستراتيجية، إلى جانب ذلك يوجد نحو 985 رأسا حربيا آخر في المخزن، إلى جانب 2000 رأسا حربيا تكتيكيا ، قد تلجأ إليها روسيا في حالة استشعرت اقتراب الخطر.
غير أن الحرب الآن هي حرب اقتصادية وحرب طاقة خاصة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع سعر الغاز والنفط في السوق العالمي وشراء الدول الأوروبية له بسعر مرتفع مما قد يتسبب بإنهيار حكومات بدون الإضطرار للدخول في حرب نووية، وهذا قبل تفجير خط السيل الشمالي، فسيكون على حكومات الاتحاد الأوروبي أن يتصدوا لمشكلة الطاقة والتضحم وإلا سيكونون مع مواجهة مع شعوبهم خاصة أن الأصوات التي تنادي بالتوقف عن دعم أوكرانيا في تزايد طردي مع تزايد التضخم وغلاء الأسعار وشح المنتجات .
0 تعليقات