Ad Code

أمريكا تجر حلفائها إلى حرب عالمية لتتسيد العالم


سياسة مُختلة

أنا ومن بعدي الطوفان .
هذا ما تتعامل به الولايات المتحدة مع حلفائها قبل أعدائها فلم يتدارك العالم بعد حرب أوكرانيا وروسيا وما تبعه من غلاء أسعار وشح للمواد الغذائية وتآكل للإحتياطي النقدي للدول النامية حتى لاح في الأفق بوادر حرب جديدة ولكن هذه المرة في قارة آسيا ومع العدو الثاني للولايات المتحدة، الصين ، ولكن هل هذه الولايات إتحدت للنهوض بنفسها أم لتدمير الآخر حتى لو كان حليف لها .
روسيا في الأعوام القليلة الماضية تقدمت في التسليح والعلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية مع كثير من الدول حتى أنها أصبح لديها الكثير من القنوات الإتصال لكل بادرة تظهر على الساحة الدولية مما يؤخر سياسة القطب الواحد الأمريكية وما زاد الطين بلة أن بعض دول الحلفاء قد دخلوا في صفقات اقتصادية ضخمة مع روسيا مثل مشروع السيل الشمالي 2 لتصدير الغاز الروسي لألمانيا ، فما كان من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن استغلت حداثة زيلينسكي رئيس أوكرانيا بالسياسة وزجت بأوكرانيا في حرب استنزاف لروسيا التي ظنت أن الحرب ستكون مجرد نزهة لجنودها ، ما أظهر للحلفاء أن روسية مبيتة النية على احتلال كامل أوروبا ولكن الموضوع مجرد وقت ، والقادر على وقف التمدد الروسي هي أمريكا،  فهرع الحلفاء لقطع صلاتهم مع روسيا وتوطيد رُبط الصداقة والدعم لأمريكا للتدخل أكثر في الشأن الأوروبي . 
ربما مشى السيناريو على هوى أمريكا فقررت تطبيق نفس السيناريو مع العملاق الأسيوي القادم بخطى سريعة لإحتلال عرش الإقتصاد العالمي والتسيد على سطوة الولايات في حركة التجارة العالمية .

كله فداء انتخابات نوفمبر

تم افتعال مشكلة من لا شئ بزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لفيتنام، التي هي جزء من الصين بدون التنسيق مع الصين وبمعارضة الصين العلنية أمام العالم أجمع ، فكيف تتم زيارة رسمية لدولة هي في الحقيقة مقاطعة صينية ولو كانت تحت الحكم الذاتي ؟! ، فما كان من الصين إلا أنها رفعت درجة الإستنفار العسكري وقامت بمناورات في ستة أماكن على مختلف جهات جزيرة تايوان ولكنها لم تدخل لوضع سيطرتها عليها .
الوضع في تايوان مختلف قليلاً فتايوان بلد ناجحة والصين لا تعارض هذا النجاح بل تدعمه ولقد وصل حجم التبادل التجاري بين تايوان والصين إلى 166 مليار دولار سنويًا وحجم الاستثمارات التايوانية في الصين بلغ 200 مليار دولار والنمو الذي تنموه تايوان تعتبره الصين نمو لها بإعتبار تايوان جزء متمرد منها سيعود يوما لحضن الوطن الأم حسب سياسة الصين الواحدة الذي تم إقراره عام 1992 م.
فيتنام جزء من الصين من سنة 239 ميلاديا ولكن من سنة 1624 حتى سنة 1661 تحولت تايوان إلى مستعمرة هولندية ولكنها رجعت مرة أخرى لحضن الصين ، وفي سنة 1895 بعدما انتصرت اليابان في الحرب الصينية اليابانية الاولى أصبحت تايوان تحت حكم اليابان بعدما تنازل شينج الإمبراطور الصيني عن تايوان بعد الحرب ، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية تنازلت اليابان عن تايوان ولأن الصين كانت من قوات الحلفاء إنتقل حكم تايوان لها مرة أخرى بإقرار الحلفاء وعلى رأسهم أمريكا ولكن بعد بعض الوقت قامت حرب أهلية في الصين بين الحزب الشيوعي يقيادة ماو تسي تونغ مؤسس الحزب الشيوعي وقوات الزعيم تشيانج الذي هرب إلى تايوان بما تبقى له من قوات وجعلها مقر لحكومته عام 1949 م وأصبحت هناك الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي وطريقة حكمها إشتراكية وتايوان بنظام حكم ديمقراطي ولكنهم إتفقوا أنهم معا يمثلون الصين الواحدة وقد اعترفت الولايات المتحدة بهذه السياسة في عام 1979 م وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان وأصبحت تايوان دولة معزولة دبلوماسيا،  ولكن هذا أثار حفيظة بعض السكان الذين رفضوا التبعية للصين وطالبوا بإستقلال تايوان .
على خطى زيلينسكي 

في عام 2016 م فاز الحزب الديمقراطي التقدمي وأصبحت تساي انغ ون رئيسة لتايوان التي سعت في ملف استقلال تايوان مما وتر العلاقات بين تايوان والصين حتى أن الولايات المتحدة عملت على تقوية دفاعات تايوان ضد غزو صيني محتمل الأمر الذي أثار حفيظة الصين التي رأت ذلك تدخل في شؤون الصين وإنتهاك لسياسة الصين الواحدة التي أقرتها أمريكا حتى زيارة نانسي بيلوسي الأخيرة التي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير .
الصين لا تعتبر شعب تايوان شعب عدائي بل تعامله معاملة جزء من الشعب الصيني الضرر الواقع عليه هو ضرر واقع على الصين في المقام الأول لذلك لا تقابل المخطط الأمريكي بتحرك عسكري مباشر وسريع وإلا ستكون كمن يطعن نفسه ليُظهر لعدوه عدم إكتراثه بالألم ، وتعهد الرئيس الصيني تشين بعودة تايوان لحضن الصين في عام 2050 ولكن أمريكا تقوم بتسريع وتيرة الإستفزازات ليحدث صدام بين الصين وتايوان مما يؤخر تقدم الصين على حساب تايوان والشعب التايواني كما حدث في أوكرانيا. 
أوكرانيا كانت جزء من الاتحاد السوفيتي ولكن هذا لم يمنع غزو روسيا لأوكرانيا حين استشعرت اقتراب دخول أوكرانيا حلف الناتو مما يهدد الأمن القومي الروسي ، والذي أطال أمد الحرب الروسية الأوكرانية هو أن روسيا تقوم بعمليات عسكرية مع حفاظها قدر الإمكان على البنية التحتية للجمهوريتين اللتين استقلتا ، كما تقوم الولايات المتحدة وحلفائها بتزويد أوكرانيا بالسلاح حتى يطول أمد الحرب قدر الإمكان ليتم استنزاف روسيا أكثر وأصبحت أوكرانيا منطقة حرب بالوكالة وفقدت أمنها واستقرارها.  

الفرق بين الدولتين أن روسيا اعترفت بأوكرانيا دولة مستقلة ذات سيادة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، ولكن الصين لم ولن تعترف بأستقلال تايوان وهذا ما تستغله السياسة الأمريكية لإضعاف المنافسين. 

حتى وقت قريب كان الشعب الأوكراني ينعم بالحرية والأمن والأستقرار حتى ظهرت وعود أمريكا بالحماية والوقوف في وجه روسيا ضد أي غزو مهما تكلف ذلك ، ولكن حين غزت روسيا أوكرانيا كل ما قامت به الولايات هو أن وقعت عقوبات على روسيا لضرب الاقتصاد الروسي وتركيع روسيا للإنسحاب من أوكرانيا ولكن هيهات ، فهل ترى رئيسة تايوان من أوكرانيا مثل يُحتذى به للإعتماد على وعود أمريكا؟ وهل لبت أمريكا احتياجات أوكرانيا لمجابهة روسيا ؟ هل تحقق تقدم لأوكرانيا بعد الحرب أم كل ما تطمح به الآن الرجوع إلى ما قبل الحرب ؟ 
في كل ملفات أمريكا المطروحة على الساحة الدولية الخاسر الوحيد حلفاء أمريكا وليس أعدائها ، في ملف أوكرانيا يوجد أزمة طاقة تضرب أوروبا وموجة من التضخم تعصف بحكومات دول مثل بريطانيا وإيطاليا ، في ملف إيران ، هناك السعودية وإسرائيل على حد سواء متضررين من الإتفاق النووي الإيراني، في ملف تايوان ، ربما تقوم حرب بين الصين واليابان والكوريتين،  وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان حلفاء لأمريكا. 

تفادي فناء البشرية 

هل أمريكا على إستعداد للدخول في حرب نووية من أجل احد حلفاءها ؟ ، الإجابة لا بالطبع ، وظهرت هذه الإجابة في حرب أوكرانيا، وفي دراسة لجامعة Rutgds الأمريكية أنه لو تم إطلاق 100 قنبلة نووية فقط بين أمريكا وروسيا سيموت 5 مليارات نتيجة الجوع لأن السحابة السوداء التي ستنبعث جراء الإنفجارات ستحجب الشمس وسيدخل العالم في شتاء يؤثر على تواجد المحاصيل ودولتين فقط اللتين ستنجوان هما استراليا والأرجنتين،  فهل تتوقع تساي انغ ون رئيسة تايوان أن تخاطر أمريكا بفناء البشرية من أجل تايوان؟ 
على حلفاء أمريكا الآن العمل على كبح جماح طموح أمريكا في ثبات سياسة القطب الواحد فلابد أن يعتلي مسرح الأحداث من يأخذ دور البطولة زمنا قبلما يأتي من يأخذ منه الدور وهكذا دواليك، العالم الآن يئن من تغير المناخ وهناك مجاعات تدق الأبواب وهناك العديد من الأنهار التي جفت وهو ما يهدد الأمن الغذائي العالمي ، وبني البشر الآن يحتاجون تسخير قواتهم لمواجهة غضب الطبيعة وليس هناك فرصة أن ينجو أحد بمفرده 

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu