ماس كهربائي في أحد أجهزة التكييف كان السبب في الحادث وانتقلت قوات الدفاع المدني للسيطرة على الحريق.
هل هذا بيان متراكب أم مجرد فقاعة إعلامية لتغيير مجرى الأحداث وتوجيه الرأي العام إلى ما يريد واضع الفقاعة؟
الطبيعي في أي حادث حريق أن يتم الإبلاغ ثم تنتقل قوات الدفاع المدني ثم تذهب النيابة العامة للتحقيق ثم تنتدب خبراء الفحص الجنائي ليقرروا وجود شبة جنائية أم لا .
لكن خروج السبب قبل البحث يُشير إلى نية مُبيتة لهضم حق الشهداء سواء مدنياً أو معنويا ، فمدنيا يحق لكل شهيد تعويض يُصرف لأهله ، ولو أن كنوز الدنيا لن تعوض أم ثكلى في ولدها أو بنتها أو إبن مكلوم في أبيه أو أمه ، وأما من الناحية المعنوية فأقل ما يكون أن يعرف الجميع أن هؤلاء ماتوا فداء للوطن وهذا ما ينمي عندهم الإنتماء للوطن والعداء للجهات التي تقوم بالتخطيط والتمويل لهذه العمليات .
اليوم الذي تم فيه الحادث لم يكن يوما عاديا ، فقد كان هذا يوم ذكرى فض إعتصام رابعة ، التي كان يظن فيها الإخوان أنهم سيعودون لحكم مصر بعد أن لفظهم الشعب المصري وخرج الملايين ليسقطوا حكم الأخوان الإرهابي وذيولهم من الجماعات الإرهابية التي تتغذى على الدماء ورؤية أشلاء البشر ويتقنون تطويع الدين لتنفيذ أغراضهم الدنيوية مستغلين ضعف البعض وجهل البعض الآخر آملين في تحويل مصر إلى وكر لتمركزهم بعد أن طردتهم جميع الدول التي خرجوا منها هائمين على وجوههم ينتظرون تمويل من هنا وإشارة بدء من هناك وهم لا يعلمون من يمولهم هنا أو من يخطط لهم ويعطيهم إشارة البدء هناك.
إن المسيحيين هم جزء من النسيج الوطني المصري كما أن الجيش هم جزء من هذا النسيج وعند سقوط أحد غدراً من هذا النسيج لا يهم من هو أو كيف سقط فالمجتمع المصري برمته يبكي حزنا على سقوط هذا الواحد ولكم قاسينا منذ إسقاط جماعة الإخوان وزرفنا الدموع على ضحايانا من الجيش والشرطة وتدمير الممتلكات وحرق الكنائس وقتل الأبرياء ، وفي كل حادثة نعود أقوى من الأول ونحلف على الثأر وأن ننهض بهذا البلد الذي يريدون سحقه وتحويله إلى بلد مثل البلاد التي دمروها ، ولكن ما يقوي بعضنا هو وقوف بعضنا مع بعض مكونين نسيج لا ترى فيه سوى علم مصر .
قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على الفور ببدء أعمال الترميم للكنيسة المحترقة وهي بادرة تبعث على الفخر بقواتنا المسلحة ، ولكننا نهيب بباقي الإدرات أن تكون على نفس القدر من القرب من الشعب المصري والخوف على حقوقه والدفاع عنه .
فالمسيحيين لديهم نفس العقيدة التي يتمتع بها الشعب المصري الأصيل ، وهم جميعا على أتم الإستعداد للتضحية عن الوطن والموت من أجله حتى آخر فرد ، وقد صرح قداسة البابا تواضروس الثاني مسبقا بأن وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن وسيظل شعارنا دائما مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه كما قال بابا العرب المتنيح البابا شنودة الثالث، فمهما كان الفاعل سنظل خلف القيادة السياسية وسنظل داعمين لها ونحن لا نترجى شئ سوى رفع إسم مصر في المكان الذي يستحقه هذا الشعب الذي يتمنى أن يكون الشهيد التالي من أجل رفعة الوطن .
إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مهمتها أن تُسلَم شعبها في يد المسيح ولا يأخذهم العالم ولا يُستعبدوا للخطية أو للشيطان ، ومهمتها أيضا أن تُنشئ رعاة يضحون بأنفسهم من أجل القطيع ، وفي هذه الكنيسة موضع الحادث تم كل ذلك ، فهؤلاء الضحايا خرجوا من بيوتهم في يوم الأحد ليحضروا قداس ، فبدأوا القداس على الأرض وأكملوه في السماء مع من خرجوا للقاءه، والأب الكاهن راعي الكنيسة، الأب عبد المسيح بخيت، رفض أن يخرج ويترك أبناءه وقدم نفسه عوضا مع أبناءه على مذبح الحب الإلهي وتفخر الكنيسة القبطية بهذه الملحمة الرائعة في الحب الإلهي من جهة الشعب ومن جهة الراعي أيضا، ومثال يُحتذى في باقي الكنائس ، فيا كل من يكسل عن حضور القداس ها هم خرجوا لحضور القداس في الأرض فقابلوا رب القداس في قدس الأقداس في السماء ، كانت ستكمل فرحتنا بهؤلاء الشهداء لو كان تكريمهم تم كنسيا ووطنيا .
0 تعليقات