إن ما تفعله الدولة والحكومة المصرية جهد يفوق طاقة البشر ، وإستغلال أمثل لموارد الدولة ، ومن بين القطاعات التي أهتمت الدولة بتنميتها قطاع السياحة . والسياحة في مصر ثلاث أنواع السياحة الثقافية والأثرية والسياحة الشاطئية والسياحة الدينية والثلاثة يكملون بعضهم البعض . ويمكن لدولة أن تحوز على واحدة من هذه الثلاث بخلاف مصر التي جاءت أولاً ثم أتى بعدها التاريخ فأثار مصر الفرعونية أقدم الآثار في العالم التي تشهد أنه لم تقم حضارة في العالم القديم قبل مصر جاذبة للسياحة الثقافية والأثرية مما دعم بشكل كبير السياحة الشاطئية التي تمتلك مصر منها الكثير من الشواطئ الخلابة والقرى السياحية ذات التقييم المرتفع التي تطل على إثنين من البحار ،ثم أخيراً زيح الستار عن مصر ملتقى الديانات وتم تسليط الضوء على مسار العائلة المقدسة.
واجتذب "مسار العائلة المقدسة" اهتماما عالميا كبيرا في أكتوبر 2017، بعد اعتبار بابا الفاتيكان المسار "رحلة حج مسيحي". لنوال البركة وفي مايو عام 2018 أُدرجت زيارة المسار بشكل فعلي ضمن زيارات الفاتيكان الرسمية.
استقبلت مصر أول وفد لـ"حج رسمي" من الفاتيكان في يونيو 2018؛ حيث مكث الوفد لمدة 5 أيام، وضم 52 شخصية، بينما رأسه رئيس إقليم لاتسيو وأسقف مدينة فيتربو. وقد سبق هذه الزيارة وصول حجاج مسيحيين غير رسميين من الهند والفلبين.
بدأ التعريف بالمسار بزيارتين تعريفيتين للفاتيكان، إلى جانب زيارتين لشركة "أوبرا رومانا"، وهي المسؤولة عن تنظيم مسارات الحج المسيحي في العالم، بالتنسيق مع الفاتيكان. هذه الزيارات كانت ناجحة جدا، وتبعتها عدد من الزيارات الأخرى التي استهدفت التعريف بالمسار، مثل زيارة 5 من رؤساء الكنائس الإنجليزية المسكونية، الذين وعدوا بدعوة أتباع كنائسهم لزيارة المسار، وكذلك الحال مع 5 من رؤساء أكبر الكنائس الفرنسية.
كما نُظم مؤتمر الحوار الديني المصري الأوروبي، للترويج للمسار، ودُعيت إليه كل الطوائف الدينية في هولندا وألمانيا والدنمارك وغيرها من الدول الأوروبية.
وفي عام 2020 بدأت الزيارة الرسمية الأولى لمجموعة من السياح؛ إذ جاء 73 سائح إيطالي. وفي نفس العام، جاء وفد سويسري فرنسي مشترك مكون من 35 سائحا. لكن مع جائحة كورونا توقفت الزيارات
تم تنظيم رحلة تعريفية في أكتوبر 2014 إلى القاهرة، بساحة المتحف القبطي، وتمت دعوة كل رؤساء الكنائس في العالم، وجميع سفراء الاتحاد الأوروبي، وسفراء عدد من الدول المستهدفة، وكذلك دعوة كل وسائل الإعلام العالمية.
وخلال هذه الرحلة، تم شرح استراتيجية تأسيس مسار العائلة المقدسة، وبعدها بدأت جميع الخطوات والزيارات السابق ذكرها.
ولن يكون برنامج الزيارة قاصر على السياحة الروحية فقط فقد أعلنت شركة "أوبرا رومانا"، المسؤولة عن الترويج والتنشيط للمسار، أن برنامج رحلات مسار العائلة المقدسة في مصر يستمر لتسعة أيام.
ويشمل البرنامج زيارة المتحف المصري والعديد من الآثار اليونانية الرومانية، وقلعة محمد علي، وخان الخليلي، وبعض الكنائس القبطية.
ويتضمن أيضا زيارة مدينة "منف" القديمة، المدرجة على قائمة مواقع التراث العالمي، التي كانت عاصمة لمصر في عصر الدولة القديمة، وموقعها الحالي في البدرشين بالجيزة، بالإضافة إلى زيارة الأهرامات وتمثال أبو الهول، ومنطقة سقارة.
إن مثل هذه المسارات تضع قدم مصر بقوة أكبر على خريطة السياحة العالمية وتفتح بوابات السفر إلى مصر فلو كان هناك من ينافس في السياحة الترفيهية الشاطئية ( تركيا ، اليونان ) لن يستطيع أن ينافس مثل هذا المسار ، كما الحج في السعودية وكنيسة القيامة في فلسطين
مسار الرحلة
أتت العائلة المقدسة من بيت لحم الى مصر عن طريق الصحراء باجتياز القنطرة ويؤخذ من التواريخ الكنسية أن السيد المسيح جاء إلى مصر مع والدته ويوسف النجار عن طريق صحراء سيناء ودخلوها من جهة الفرما الجهة الواقعة بين بورسعيد والعريش ومنها أتوا الى مدينة بسطة فلم يقبلهم أهلها فنزلوا بظاهرها أياما ثم ساروا منها الى مدينة سمنود ومن هناك عبروا النيل الى اقليم الغربية واجتازوا غرباً بجبل النطرون ببرية شيهيت فباركته أم النور ثم ساروا الى مدينة الأشمونين ودخلوها وهم لايعلمون لهم مأوى فاقاموا فيها أياماً ثم أنهم ساروا من الأشمونين وأقاموا بقرب قرية تسمى منليس أياما ثم مضوا الى القوصية وطردهم أهلها فمضوا إلى قرية ميرة الآن مير غربى القوصية ومنها قصدوا جبل قسقام الكائن به دير
السيدة العذرا ء الشهير بالمحرق وحينئذ مات هيرودس بالشام فظهرملاك الرب ليوسف فعاد بمن معه من ميرة الى مصر ونزل فى بابيليون فى المغارة الكائنة بدير القديس سرجيوس أبوسرجة بمصر القديمة ثم رحلت الاسرة المقدسة الى المطرية واغتسل أفرادها هناك من عين ماء فتباركت وتقدست من تلك الساعة قيل ان العذراء قد غسلت من ذلك الماء ثياب المسيح وكانت قد اتسخت وصبت غسالتها بتلك الاراضى فأنبتت بلسانا وكان لذلك الوقت لا ينبت البلسان إلا بأرض فلسطين فانقطع من هناك وبقى فى هذا المكان وكثر الماء بالبئر التى هناك حيث سال عليها الماء الذي غسلت منه العذراء ، وبشجرة البلسم الموجودة الى اليوم يقال انها نبتت بقرب العين ومن دهنها كانوا يصنعون الميرون المقدس ويكرسون الكنائس وأوانيها.
ومدينة بابليون تقع بقرب هليوبوليس ( عين شمس ) ، ويقول المؤرخون أن الأسرى البابليين الذين أسرهم رمسيس الأكبر من آسيا احتلوا قلعة ( هاينين ) على
شاطىء النيل تجاه مدينة منف ( كانت قائمة خلف الجيزة ) وبنوا هناك مدينة دعوها البابليون أو بابل على اسم عاصمة بلادهم وسبب قدوم الخلص الى هذا المكان معلوم وهو انه كان فيه في ذلك الوقت هيكل مشهور لليهود اسمه هيكل يانوس شبيه بهيكل أورشليم بنى نحو سنة 061 ق م وكان حوله كثير من اليهود وباعتبار أن المخلص أتى أولاً لأجل اليهود ليرد خراف بيت اسرائيل الضالة اختار مقره في مصر الموضع الذى يكثر فيه بنو جنسه ولعل السبب ان يوسف كان له أقارب أو اصحاب ببابليون فسكن حيث كانوا
ومن أهم الآثار الباقية لزيارة المسيح لمصر حتى الآن
١ - المغارة التى نزلت بها السيدة العذرا ء مع ابنها وخطيبها وهى الآن كائنة بكنيسة ابى سرجه أو القديسةسرجيوس بمصر القديمة
٢ - النبع الموجود بقرب المطرية الى جنوبي اطلال عين شمس القديمة ( هليوبوليس )
٣ - الشجرة المشهورة باسم شجره العذراء بالمطرية
وهروب العائلة المقدسة إلى أرض مصر تنبأ عنه اشعياء النبي في سفر إشعياء ١٩ : ١
وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.
بدء الرحلة
"قُم وخُذ الصبيّ وأمه واهرب إلى مِصر وكُن هناك حتى أقول لك. لأن هِيرودُس مزمِع أن يطلب الصبيّ ليهلكه"
وقد نشر المركز الثقافي القبطي ١٩ نقطة حلت بهم العائلة المقدسة بينما وزارة السياحة أقرت ٢٥ نقطة وهي على التوالي
1 - الفرما: تحركت العائلة المقدسة من "بيت لحم" في "فلسطين" متجهة صوب "مِصر"، فوصلت إلى "غزة" حتى "محمية الزرانيق" غرب "العريش" لتدخل "مِصر" من "الفَرَما" في الشَّمال.
2 - تل بسطه :
أقامت العائلة المقدسة بضعة أيام في الفرما ثم تحركت نحو شرق الدلتا حتى وصلت إلى "تل بسطا/ بسطه" قرب مدينة "الزقازيق" بمحافظة الشرقية.
3 - مسطرد (المحمة):
توجهت العائلة ناحية الجنوب إلى "مسطرد"، وهناك أقامت العائلة المقدسة في مغارة. كلمة المحمة هي كلمة مشتقة من الفعل "حم" ومنها استحم أي اغتسل بالماء، فقد أنبع السيد المسيح فيها نبع ماء، ما يزال حتى اليوم، واغتسل بمائه.
4 - بلبيس
اتجهت العائلة شمالًا نحو الشرق إلى "بلبيس" في محافظة "الشرقية"، وقد رحب أهل بلبيس بالعائلة المقدسة وأكرموا ضيافتهم، وقيل أنها أول بلد ترحب بهم.
6 - سمنود :
عبرت العائلة المقدسة نهر النيل من "منية سمنود" إلى مدينة "سمنود" (جمنوتي - ذب نثر) داخل "الدلتا" شمال شرق محافظة الغربية على ضفاف فرع دمياط من نهر النيل. مكثت فيها العائلة المقدسة نحو 17 يوما، ويوجد بها أيضا بئر مقدس يقال إن العائلة شربت منه، كذلك "المجور الشهير" الذي يعتقد أن السيدة مريم كانت تعد فيه الخبز.
7 - سخا :
مرت العائلة المقدسة على قريتي "شجرة التين"، و"المطلع / الضلع" ثم وصلت مدينة "سخا" بمحافظة "كفر الشيخ"؛ وقد ظهرت آثار قَدَم السيد المسيح على أحد الأحجار في سخا عندما أوقفت السيدة العذراء الطفل فوق قاعدة عمود فغاصت قدماه في الحجر وانطبع أثر قدميه
8 - وادي النطرون
عبرت العائلة المقدسة نهر النيل (فرع رشيد) مرة أخرى إلى غرب "الدلتا" ثم تحركت جنوبًا إلى "وادي النطرون" (الإسقيط)، مارةً بـ"نبع الحمرا" حيث أنبع السيد المسيح نبع ماء عذب أُطلق عليه اسم "بئر مريم" يقع وسْط البحيرات الممتلئة بمِلح النطرون.
9 - المطرية وعين شمس:
ثم اتجهت العائلة المقدسة جنوبًا وعبرت نهر النيل إلى الناحية الشرقية متجهة إلى منطقة "المطرية وعين شمس".
10- الزيتون ووسط البلد:
اتجهت العائلة المقدسة إلى منطقة مصر القديمة، وفي الطريق استراحت العائلة فترة بمنطقة الزيتون ووسَط البلد، فيذكر بعض المؤرخون أنه توجد بئر ماء شربت منه العائلة المقدسة في حارة الروم. ثم مرت العائلة المقدسة بمنطقة العزباوية.
11 - مصر القديمة:
وصلت العائلة المقدسة إلى منطقة "مِصر القديمة" وكانت تعرف باسم بابليون، وأقامت في مغارة تحت كنيسة القديسين سرجيوس وواخس والتي اشتهرت باسم أبي سرجة أو "كنيسة المغارة".
12- المعادي
ومن "مصر القديمة" نحو "المعادي" (منف قديما) جنوب القاهرة على الضفة الشرقية حيث أقلعت في مركب شراعيّ متجهة نحو "الصعيد". وفي 12/ 3/ 1972م تم العثور أمام الكنيسة على نسخة من الكتاب المقدس كبير الحجم مفتوح على سطح النيل على الأية: "مبارك شعبي مصر"
13- دير الجرنوس:
مرت العائلة المقدسة بقرية "أشنين النصارى" متجهة إلى قرية "دير الجرنوس" شرقي مدينة البهنسا وغرب مغاغة.
14 - البهنسا
مرت العائلة المقدسة ببقعة تُسمى "بيت يسوع" شرقيّ "البهنسا"، حاليـًّا قرية "صندفا" في "بني مزار". والبهنسا التي مرت بها العائلة المقدسة تقع غرب النيل.
15- جبل الطير
من "البهنسا" ارتحلت العائلة المقدسة ناحية الجنوب حتى بلدة "سمالوط"، ومنها عبرت نهر النيل ناحية الشرق إلى "جبل الطِير"، حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير.
16- أنصنا
سافرت العائلة المقدسة من "جبل الطير" إلى الشيخ عبادة، "بير السحابة" ـ "أنْصِنا" بالقرب من الجبل الشرقي.
17- الأشمونين
من قرية بني حسن جنوبـًا، ثم عبور نهر النيل إلى "الروضة" ومنها إلى الأشمونين حيث ارتجفت الأوثان وسقطت. وترتبط الأشمونين بالقديس وادامون الأرمنتي الذي ذهب إلى السيد المسيح؛ وباركه الرب وتنبأ له بالإستشهاد، وعند عودته اغتاظ منه كهنة الأوثان وقتلوه
18- ديروط أم نخلة
وصلت العائلة إلى ديروط أم نخلة مركز ملوي- المنيا، واستراحت العائلة على كوم في دير أبو حَنِّس، وكوم ماريا، ثم تل العمارنة، فديروط الشريف بأسيوط، ثم قرية قُسقام، شمال أسيوط وهي تختلف عن القوصية الحالية، تلاها بلدة مِير (ميره) غرب القوصية
-19
جبل قسقام
من مِير إلى "جبل قُسقام" حيث الآن "دير المُحَرَّق" ومكثت العائلةهناك 6 أشهر و10 أيام في إحدى المغارات، ويعتبر هيكل الكنيسة الأثرية هو المغارة التي عاشت فيها العائلة المقدسة: "يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر ........
واستقرت العائلة المقدسة هناك حتى ظهور الملاك لـ"يوسُف" مرة أخرى، "قائلا: «قُم خُذ الصبيّ وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل، لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبيّ»." (مت20:2)، لتعود العائلة المقدسة إلى أرض فلسطين.
وعن رجوعه الي إسرائيل تنبأ هوشع النبي في سفر هوشع ١١ : ١
«لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.
نهاية الرحلة
0 تعليقات