الأنبا كاراس السائح |
معنى اسم كاراس " سيد " أو سلطان ، وهو اسم فارسي او عيلامي وينطق بالعربية كاراس ، وينطق بالقبطية كاروس ، وينطق بالعبرية كورش Koresh ، وينطق باليونانية كيروس ، وينطق بالفارسية كورِوش kurush ، وينطق بالانجليزية سيروس Cyrus ، وينطق بالبابلية كوراش Kurash .
كان أخاً للملك ثيؤدوسيوس الكبير الذي مَلك على الدولة الرومانية من عام ٣٧٩ م إلى عام ٣٩٥ م وقد لُقب بالملك الأرثوذكسي العظيم .
يذكر التاريخ ان هذه الأسرة كانت من أصل أسباني . وتذكر المخطوطات التي تحمل خبر نياحته أن الأنبا كاراس تنيح في اليوم التالي لنياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين سنة ٤٥١م ، وأنه مكث في البرية الجوانية لمدة ٥٧ عاماً ، ومن هذا نستنتج أن الأنبا كاراس ولد تقريباً في العقد السادس أو السابع من القرن الرابع الميلادي وتنيح تقريباً في العقد التاسع من عمره سنة ٤٥١م .
كاتب السيرة هو القديس الأنبا بموا القس .
يذكر التاريخ الرهباني اثنين من الآباء المشهورين باسم بموا .
١ - الأنبا بموا وهو من آباء القرن الرابع وقد تتلمذ على يد الأنبا مكاريوس الكبير ، ورُسم كاهناً عام ٣٤٠ م ، وهو معلم القديسين العظيمين الأنبا بيشوي الرجل الكامل ، والأنبا يوحنا القصير رجل الطاعة ، وتنيح سنة ٣٧٣م .
٢ - الانبا بموا الذي حضر نياحة الأنبا كاراس وكفنه هو من آباء القرن الخامس الميلادي ، وكان كاهناً لكنيسة جبل شيهات ( كنيسة الأنبا مقار ) وهو أيضاً المُرشد والراعي الروحي للقديسة إيلارية إلى يوم نياحتها وهو الذي كفنها أيضاً ، ولكي يفرق النساخ بين الأنبا بموا الذي عاش في القرن الرابع والانبا بموا الذي كتب سيرة الأنبا كاراس ، أضافوا لاحقاً عبارة " الذي استحق أن يكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون " عند ذكر الأنبا بموا
يقول لنا أنبا بموا اعلموا يا إخوتي بما جرى في يوم من الأيام كنت جالساً في الكنيسة. فسمعت صوتاً يقول لي ثلاث مرات "يا بموا يا بموا يا بموا ". وهنا لفت انتباهي أن هذا الصوت صوت من السماء وغير مألوف لدى إذ لا يناديني أحد باسمي كثيراً. فرفعت عيني إلى السماء وقلت : تكلم يا رب فإن عبدك سامع. فقال لي الصوت: قم يا بموا وأسرع عاجلاً إلي البرية الجوانية (عمق الصحراء) وهناك سوف تلتقي بالأنبا كاراس السائح فتأخذ بركته. لأنة مُكرم عندي جداً أكثر من كل أحد لأنه كثيراً ما تعب من أجلي ، وجاهد في حياته ، قم وامضِ سريعاً وسلامي يكون معك.
فنهضت سريعاً وخرجت من كنيستي وحسب أمر الصوت سرت في البرية وحدي ، ونفسي في فرح عظيم وتهلل كبير ، وكنت أصلي وأرتل في الطريق وأنشد بتسابيح ومزامير كثيرة ، وكنت أسير وأنا لست أعلم الطريق ولا الى أين أمضي ، أو ألى أي مكان ينبغي لي أن أصل ، حيث يوجد القديس كاراس .
ومكثت على هذا الحال يوماً كاملاً ولم أصل بعد إلى هدف واضح . ومع هذا كان لي يقين ثابت أن الرب الذي أمرني أن أقوم وأمضي سريعاً إلى البرية الجوانية سوف يرشدني الى الطريق ، وبهذا الإيمان وهذا الفرح جاء اليوم الثاني وذهب دون جدوى للوصول إلى مكان أنبا كاراس ، وهكذا أيضاً كان حال اليوم الثالث وأنا أسير في الطريق وحدي . وفي اليوم الرابع وصلت لإحدى المغارات وكان الباب مغلقاً بحجر كبير. فتقدمت إلي الباب وطرقته كعادة الرهبان وقلت أغابي `agapy بارك عليَّ يا أبى القديس ، وللوقت سمعت صوتاً يقول لي : جيد أن تكون هنا اليوم يا بموا كاهن كنيسة جبل شيهيت ، والذي استحق أن يكفن جسد القديسة الطوباوية إيلارية ابنة الملك العظيم زينون. ثم فتح لي الباب ودخلت وقبّلني وقبّلته ثم جلسنا نتحدث بعظائم الله ومجده. فقلت له يا أبى القديس هل يوجد في هذا الجبل قديس أخر يُشبهك. فتطلع إلي وجهي وأخذ يتنهد ثم قال لي : يا أبي الحبيب يوجد في البرية الجوانيه قديس عظيم ، والحق أقول لك إن العالم لا يستحق وطأة واحدة من قدميه . فقلت له : وما هو اسمه يا أبي ؟ قال إنه الأنبا كاراس.
وهنا وقفت ثم قلت له: وما هو اسمك إذن يا أبي الحبيب ؟ وكم من السنين لك وأنت ساكن في هذه المغارة ؟ وبماذا تعيش وتقتات طوال وجودك هنا ؟ .فقال لي: اسمي سمعان القلاع ، ولي اليوم ستون سنة في هذه البرية لم أنظر وجه إنسان وأتقوت في كل يوم سبت بخبزه واحدة أجدها موضوعة علي هذا الحجر الذي تراه خارج المغارة. وهذه الخبزة بنعمة المسيح تكفيني إلى السبت الذي يليه . فقلت له : باركني يا أبي القديس ، وصلي لأجلي لكي أرحل وأسير في طريقي إلى أنبا كاراس . وبعد أن تباركت منه سرت في البرية ثانيةً ثلاث أيام وثلاث ليالً بين الفرح والتهليل ، وبين الصلاة والتسبيح والمزامير والترتيل .حتى وصلت إلي مغارة أخري كان بابها مغلقاً فقرعت الباب وقلت: بارك عليَّ يا أبي القديس. فأجابني صوت من الداخل مملوء فرحاً وبهجة قائلاً لي : حسناً قدومك إلينا يا قديس الله أنبا بموا الذي استحق أن يُكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون. أدخل بسلام ، الرب يكون معك . فدخلت إليه ، وقبّلنا بعضنا بعضاً بقبلة المحبة ، وتباركت منه ثم جلسنا نتحدث عن الرب يسوع وقديسيه العظام . وقلت له أني علمت أن في هذه البرية قديس أخر يشبهك. فإذا به يقف ويتنهد بشدة وأخذ يضرب يديه بعضهما على بعض ، ثم قال : الويل لي يا أبي القديس ، أعرفك يا أبي أن داخل هذه البرية قديس عظيم ، العالم بأسره لا يستحقه ، صلواته تبطل الغضب الذي يأتي من السماء على الارض ، والرب يستجيب لصلواته سريعاً. فقلت له : ألعلك أنت يا أبي القديس هو الأنبا كاراس ؟ فقال لي ومن أكون أنا المسكين حتى أكون أنبا كاراس هذا الذي هو حقًا شريك للملائكة.
فقلت له: وما هو اسمك أنت يا أبي القديس؟ فقال لي: اسمي أبامود القلاع . فقلت له : وكم لك من السنين في هذه البرية ؟ وكيف تقتات في هذا الجبل ؟ فقال لي : لقد سكنت في هذه البرية وفي هذا الموضع تسعة وسبعين سنة ، وأعيش علي هذا النخيل الذي يطرح لي التمر فآخذ منه كفايتي وأشكر المسيح. فطلبت منه أن يصلي من أجلي ويباركني ، فقال لي : أذهب والرب يسهل لك خطواتك ، ويرسل لك ملائكته لتحرسك في طريقك . فخرجت من عنده بكل فرح وسلام .
وما أن خرجت من مغارة أنبا أبامود القلاع وسرت قليلاً في البرية حتى سمعت صوتاً عظيماً ، فتوقفت عن السير وإذ بي أجد أني لا أستطيع أن أنظر الطريق أمامي وكأن عينيىَّ قد فقدتا البصر ، وبقيت على هذه الحال عدة ساعات وأنا لا أقدر أن أنظر ولا أستطيع أن أسير في الطريق ، وبعد مضي بعض الوقت فتحتُ عينيَّ فوجدتُ نفسي أمام مغارة في صخرة في جبل ، وعليها حجر عظيم ، فتقدمت ناحية الباب وقرعته وقلت : أغابي بارك عليَّ يا أبي القديس البار ، وللوقت تكلم معي صوت من الداخل قائلًا: حسناً أنك أتيت اليوم يا أنبا بموا قديس الله ، الذي أستحق أن يُكفن جسد القديسة إيلارية ابنة الملك زينون. أدخل بسلام الرب ، فدخلت المغارة وقلت : السلام لك يا أبانا القديس.
فقال : السلام لك ، ثم التفت إليَّ وأخذت أنظر إلية لمدة طويلة لأنة كان ذا هيبة شديدة ووقار عظيم. فكان إنسان منيراً جداً ونعمة الله على وجهه ، وعيناه مضيئتان جداً ، وهو متوسط القامة وذو لحية طويلة لم يتبقى فيها إلا شعيرات سوداء قليلة بعد بعد أن أصبحت بيضاء كالثلج ، وبالمثل شعر رأسه ، ويرتدي جلباباً بسيطاً ، وهو نحيف الجسم ذو صوت خفيف وفي يده عكاز. ثم تقدمتُ إليه ، فأخذني بالأحضان وقبّلته وقبّلني . ثم جلستُ بعد أن جلس أمامي. وأخذ ينظر إليَّ جيداً ويفحص كل شيء حولي . ثم قال لي: يا أخي الحبيب ، لقد أتيت اليوم إليَّ وأحضرت معك الموت ، لأن لي زمان طويل في انتظارك أيها الحبيب . ثم قلت له ما هو اسمك يا أبي القديس؟ فقال : اسمي كاراس ، فقلت له : وكم من السنين لك في هذه البرية؟
فقال لي : إنني في هذه البرية منذ سبع وخمسين سنة . وخلال هذه المدة كلها لم أنظر وجه إنسان قط ، وطوال هذا العمر كنت أنتظرك بكل فرح وصبر واشتياق كبير . ثم أخذنا نتكلم بعد ذلك عن عظائم الله في قديسيه ، ومكثت عنده يوماً ، وفي نهاية هذا اليوم مرض قديسنا الأنبا كاراس بحمي شديدة ( أي مرض الموت ) وكان يتحرك هنا وهناك وهو يترنح كالسكران ، وذلك من شدة الحمى التي كانت عليه ، وكان يتنهد ويبكى ويقول: الذي كنت أخاف منه عمري كله جائني اليوم ، فيا رب إلي أين أهرب ومن وجهك كيف أختفي؟! حقاً ما أرهب تلك الساعة، كرحمتك يا رب وليس كخطاياي. وكنت أتعجب كثيراً لهذا الكلام فإنه كان يشعر أنه خاطيء ، وغير مستحق أن يكون في السماء ، وقد مكثت معه ذلك اليوم وتلك الليلة وهو في أشد حالات الألم والتعب .
ولما أشرقت شمس اليوم الثاني ، وبدأ نور الصباح يتسلل داخل المغارة ، كان الأنبا كاراس راقداً لا يستطيع الحراك ، وإذا بنور عظيم يضيء على باب المغارة . وهذا النور ليس مثل نور الشمس أو الصباح ، ولكنه نور أعظم جداً. ثم دخل إنسان منير جدًا ، يلبس ملابس بيضاء ناصعة كالشمس ، وفي يده اليمني صليب مضيء جداً وكنت في ذلك الحين جالساً عند قدمي القديس كاراس. وقد تملكني الخوف والدهشة من شدة النور الذي يشع من هذا الإنسان ، الذي تقدم نحو أنبا كاراس ، ووضع الصليب علي وجهه ، ثم تكلم معه كلاماً كثيراً ، وأعطانا السلام وخرج من المغارة. فتقدمت إلي أبينا القديس الأنبا كاراس ، وقلت له : من هذا يا سيدي القديس الذي له هذا المجد العظيم وهذا النور الساطع ؟ فقال لي بكل فرح وابتهاج وسرور يا ابني هذا هو السيد المسيح ابن الله الحي الدائم إلى الأبد . ولا تتعجب أن ترى هذا المنظر الجميل لأن هذه هي عادته معي كل يوم ، يأتي إليَّ ليباركني ويتحدث معي ثم ينصرف ، فقلتُ له يا أبي القديس إني أشتهي أن يباركني رب المجد بفمه المقدس. فقال لي : ليكن لك حسب إيمانك ، فإنك قبل أن تخرج من هذا المكان سوف تري الرب يسوع في مجده العظيم ويباركك ويتكلم معك أيضاً فماً لفم . ولما بلغنا اليوم السابع من شهر أبيب المبارك وجدت أبانا القديس الأنبا كاراس يتنهد بحرقة شديدة ، وقد رفع عينية إلي السماء وهي تنغمر بالدموع ، ونظر إلى السماء لمدة طويلة وهو بين الابتهاج والألم وبين الفرح والحزن . وكنت أعجب لهذا المنظر الرهيب . وبعد فترة أخذ أنبا كاراس يضرب كفاً على آخر مرة ويتنهد بشدة مرة أخرى ويبكي ثالثة ، ثم قال لي : " بالحقيقة يا أخي الحبيب إن عموداً عظيماً قد سقط اليوم في صعيد مصر ، وخسرت الأرض قديساً عظيماً ورجلاً باراً لا يستحق العالم كله وطئة قدمه". فقلت له وقد حزنت : ومن هو هذا العمود الشامخ العظيم ؟ فأجابني في صوت ضعيف كاد يختنق من شدة البكاء والدموع : إنه القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين ، وقد تنيح بسلام الرب اليوم ورأيت روحه الطاهرة صاعدة إلي علو السماء وسط تهليل الملائكة وتسبيح السيرافيم وسمعت بكاءً وعويلًا علي أرض صعيد مصر كلها . وقد اجتمع الرهبان حول الجسد المقدس يتباركون منه ، وهو يشع نوراً وبركة ، والجميع في بكاء شديد لفقدهم رئيسهم العظيم الأنبا شنودة. ولما سمعت هذًا احتفظت بتاريخ نياحة الأنبا شنودة وهو السابع من أبيب.
وفي اليوم التالي أي الثامن من شهر أبيب اشتد المرض علي أبينا القديس الأنبا كاراس ولكن ولكن بدا عليه فرح وابتهاج شديد ، وأضاء وجهه بنور عظيم . وفي منتصف هذًا اليوم ظهر نور شديد يملأ المغارة ، ودخل إلينا مخلص العالم وأمامه رؤساء الملائكة ميخائيل وغبريال ولفيف من الملائكة ذو الستة أجنحة ، يمهدون الطريق أمام رب الجنود وامتلأت المغارة بروائح ذكية ، وأصوات التسابيح هنا وهناك . وكنت جالساً عند قدمي الأنبا كاراس فتقدم السيد المسيح له المجد وقال " السلام لكما " وجلس عند رأس القديس الأنبا كاراس الذي أمسك بيد مخلصنا اليمني وقال له : من أجلي يا ربي وإلهي بارك عليه لأنه قد أتي من كوره بعيدة لأجل هذا اليوم وهذه الساعة ، فنظر رب المجد إليَّ وقال : " سلامي يكون معك يا بموا ، وتحل عليك بركاتي ... الذي رأيته يا حبيبي وسمعته تقوله وتكتبه لأجل الانتفاع به" .
ثم نظر إلى أنبا كاراس وقال له : " يا كاراس حبيبي ، لا تحزن لأجل الموت لأن هذا ليس موت لك بل حياة أبدية ، وانتقال من الكورة الفانية إلى المدينة الباقية ومن المسكنة والحزن والألم إلى الغنى والفرح الدائم ، ومن العبودية إلى الحرية الكاملة ، ولقد أحضرت لك أنبا بموا من كورته البعيدة لكي يشهد لسيرتك الكريمة وجهادك العظيم ، حتى يعرف كل إنسان سيرتك ، ويذكر اسمك على الأرض فيكون معه سلامي وأحسبه مع مجمع الشهداء والقديسين. وكل إنسان يقدم خمراً أو قرباناً أو بخوراً أو زيتاً أو شمعاً تذكاراً لأسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوت السموات.
وكل من يُشبع جائعاً أو يسقي عطشاناً أو يكسى عرياناً أو يأوي غريباً باسمك أنا أعوضه أضعافاً في ملكوتي.
ومن يكتب سيرتك المقدسة أكتب أسمه في سفر الحياة .
وكل من يعمل رحمة في يوم تذكارك أعطيه ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر علي قلب بشر ".
والآن يا حبيبي كاراس أريدك أن تسألني طلبة أصنعها لك قبل انتقالك.
فقال له الأنبا كاراس لقد كنت أتلو المزامير ليلاً ونهاراً وتمنيت أن أنظر داود النبي وأنا في الجسد. وفي لمح البصر جاء داود وهو يمسك بيده قيثارته وينشد مزموره (هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به). فقال الأنبا كاراس إنني أريد أن أسمع العشرة دفعه واحدة والألحان والنغمات معا فحرك داود قيثارته وقال كريم أمام الرب موت أحبائه وبينما داود يترنم بالمزامير وقيثارته وصوته الجميل.
وبينما القديس في ابتهاج عظيم إذ بنفس القديس تخرج من جسده المقدس إلي حضن مخلصنا الصالح الذي أخذها وأعطاها إلى ميخائيل رئيس الملائكة ثم ذهبت أنا بموا وقبلت جسد القديس كاراس وكفنته فأشار لي الرب بالخروج من المغارة فخرجت ثم خرج هو مع الملائكة بتراتيل وتسابيح أمام نفس القديس وتركنا الجسد في المغارة ووضع رب المجد يده عليها فسارت وكأن ليس لها باب قط ! ثم أعطاني رب المجد السلام وصعد إلى علو سمائه بمجد عظيم ومعه الملائكة ورؤساء الملائكة يرتلون وينشدون ومعهم نفس أبينا البار الأنبا كاراس السائح ، وكان السيد المسيح فرحاً بنفسه المقدسة ، وهي صاعدة معه .
وبقيت أنا وحدي واقفاً في هذا الموضع حتى غاب عني هذا المنظر الجميل . ثم أغلقتُ عينيَّ من شدة النور العظيم والمنظر البديع ، وعندما فتحت عيني وجدتُذ نفسي أمام مغارة الأنبا أبامود القلاع فمكثت عنده ثلاثة أيام ثم تركته وذهبت إلي الأنبا سمعان القلاع ومكثت عنده ثلاثة أيام أخرى ثم تركته ورجعت إلي جبل شيهيت حيث كنيستي.
وهناك قابلت الإخوة كلهم وقلت لهم سيره القديس الطوباوي الأنبا كاراس السائح العظيم وكلام قديسنا عن نياح الأنبا شنوده رئيس المتوحدين. وبعد خمسه أيام جاءت رسالة من صعيد مصر تقول أن القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين قد تنيح بسلام في نفس اليوم الذي رآه الأنبا كاراس ، فمجدت الله وشكرته على البركة العظيمة التي أعطاها لي في مقابلتي مع القديس العظيم الأنبا كاراس .
بركه الأنبا كاراس السائح فلتكون معنا جميعاً أمين.
أقرأ أيضا سيرة القوي الأنبا موسى الأسود
0 تعليقات