Ad Code

لويس باستور مكتشف الجراثيم والفيروسات

لويس باستور مكتشف الجراثيم والفيروسات


يعصف بالعالم الآن فيروس قاتل يسمى كورونا يعكف مجموعة من الاطباء الآن فى مختبرا ما يحاولون التوصل الى علاج للشفاء منه وإيجاد لقاح لمنع انتشاره ولكن الفضل فى هذا يعود لشخص قلما نتذكره فى اوقات السلام والصحة انه لويس باستور مكتشف الفيروسات والجراثيم وصاحب الفضل الاول فى وضع استراتيجية لمحاربة الفيروسات والجراثيم تعالوا نتعرف به :-
ولد لويس باستور في  27 ديسمبر 1822لعائلة فقيرة تعمل في دباغة الجلود في مدينة دول في وترعرع في بلدة Arbois. وربما غرس ذلك لدى باستور مبدأ الوطنية القوية في شبابه وكان ذلك في وقت لاحق من العناصر المحددة لشخصيته.كان الابن الثالث لأبيه جان جوزيف باستور وأمه جان إتيان روكي
- كان والد باستور دباغاً أراد لابنه أن يكون مثقفاً أوفده إلى باريس بعد أن أنهى دراسته الإعدادية في أربوي كي يتابع تحصيله في دار المعلمين لكن المرض أقعده عن متابعة الدراسة ، وبعد أن تعافى أرسله والده إلى الكلية الملكية التي تخرج منها عام 1840 يحمل ليسانس في الآداب وكان يدرس الرياضيات في الوقت ذاته وحصل بعد عامين على بكالوريس في العلوم التي أولع بها جداً رغم عدم تفوقّه في الكيمياء التي صمم أن يكون ذا شأن فيها. كان باستور في مراحل دراسته الأولى في مدينة أرْبوا Arbois طالباً ذا مستوىً متوسط بين زملائه، إلاّ أنه كان شديد الميل إلى الرسم، وقد نصحه أستاذه في المدرسة الثانوية بإكمال دراسته في دار المعلمين العليا E.N.S في باريس فسافر في شهر تشرين الأول عام 1838 إلى باريس مع صديقه جول فرسِل Jules Vercel ليلتحق بثانوية القديس لويس، إلاّ أنه لم يتحمل البقاء بعيداً عن الوسط الأُسْرِيّ فعاد بسرعة إلى أربوا ثم انتقل إلى مدرسة ثانوية في مدينة بيزانسون Besanson لأنها أقرب من باريس إلى مكان إقامة أهله. وفي عام 1840 حصل باستور على شهادة البكالوريا ـ الفرع الأدبي، وفي عام 1842 حصل على شهادة البكالوريا ـ الفرع العلمي، وهي شهادة تخوله الانتساب إلى دار المعلمين العليا، فتوجه إلى باريس وقُبل في المدرسة المذكورة عام 1843، ودرس في أثناء ذلك حمض الطرطير acide tartrique (حمض الطرطريك أو حَمْض الدُّرْدِيّ هو حمض عضوي بلوري أبيض. يمكن إيجاده في العديد من النباتات، وخصوصا في العنب، والموز، والتمر الهندي، وهو أحد الحموض الأساسية الموجودة في النبيذ) وحمض الطرطير الرزيم racémique في الضوء المستقطب. وفي عام 1846 حصل باستور على شهادة الأستاذية agrégation في العلوم الفيزيائية، وألحّ عليه بعد ذلك أستاذه بالار Balard أن يبقى في باريس لتحضير شهادة الدكتوراه، وفي عام 1847 حصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، وكان موضوعها يتعلق بدراسة الاستقطاب الدوراني في السوائل. وفي عام 1848 قدّم باستور إلى المجمع العلمي الفرنسي أول أبحاثه، وكان موضوعه قابلية بعض الأجسام للتبلور بأشكال متباينة. وبعد ثورة عام 1848 عاد باستور إلى دراسة الأشكال المختلفة لحمض الطرطير، وأثبت أن حمض الطرطير الرزيم هو مزيج مقادير متساوية من حمض الطرطير الميمِّن وحمض الطرطير الميسِّر وأن لهذين الحمضين قوة تدويرية واحدة إلا أن أحدهما مُيمِّن والآخر مُيسِّر، لهذا فإن مزيج محلوليهما ليس له أي تأثير في الضوء المستقطب
- وقد عُيِّن باستور بعد ذلك أستاذاً للفيزياء في مدرسة ثانوية بمدينة ديجون Dijon الفرنسية، وفي عام 1849 عيِّن في كلية ستراسبورغ، وتزوج ابنة عميد هذه الكلية، وفي عام 1852 سافر إلى مدينة ليْبزغ Leipzig في ألمانية، ثم إلى مدينة براغ Prague فتابع دراسة الطرطرات، واستطاع في عام 1853 أن يُحوِّل حمض الطرطير الميمِّن إلى حمض الطرطير الرزيم. وفي عام 1854 عُيِّن أستاذاً لكلية العلوم الجديدة في مدينة ليل Lille وعميداً لها. وقد أجرى باستور بعد ذلك دراسات عن حوادث الاختمار، وكانت الدراسات الكيمياوية السابقة تنفي وجود أي أثر للأحياء الصغيرة في آلية الاختمار، فاستطاع باستور أن يعزل الخميرة اللبنية، وأثبت بذلك أن حادثة الاختمار حادثة حيوية.
- وفى عام 1857 قدم باستور للجمعية العلمية بمدينة ليل بحثاً عن الاختمار اللبني، ثم عاد بعد ذلك إلى دار المعلمين العليا في باريس حيث عُيِّن مديراً للبحث العلمي، وتابع أبحاثه هناك عن الاختمار الكحولي في مخبر متواضع، وتوصل بنتيجة هذه الأبحاث إلى أن تحول السكر إلى كحول وغاز الفحم هو حادثة حيوية.
-  عام 1860 حصل باستور على جائزة الفيزيولوجية التجريبية ( عِلْمٌ يَبْحَثُ وَيَدْرُسُ وَظَائِفَ الأَعْضَاءِ فِي الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ) تقديراً لأعماله المتعلقة بحوادث الاختمار، وعمد باستور بعد ذلك إلى دراسة حوادث ما يسمى التوالد العفوي génération spontan، فبدأ بفحص الهواء بالمجهر، واستطاع بالاستعانة بمراشح من القطن أن يعزل عن الهواء جراثيم تسبب تعكر السوائل العقيمة، ثم أثبت بفتحه الأوعية المحتوية على السوائل المذكورة في أماكن مختلفة أن الغبار المعلَّق في الهواء هو المسبب لظهور الأحياء الدقيقة في هذه السوائل، وقد دحض بذلك نظرية التوالد العفوي. وأكد باستور عام 1861 أن الاختمار الزبدي ينتج من تأثير نقاعيات infusoires لا هوائية(  احد الاحياء المجهرية ،التي اكتسبت اسمها من أنها شوهدت في الأصل في منقوعات مواد نباتية. وهي تتكون من مادة هلامية مغلفة بغشاء رقيق كله أو جزء منه مزود بشعر قصير يتذبذب والتي بواسطتها تسبح هذه الاحياء خلال الماء أو تنقل الجزيئات الدقيقة المكونة لغذائها إلى فتحة الفم).
- عام 1862 عيِّن باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي، وبعد عدة أشهر من ذلك توفي أستاذه بيو Biot فعكف على متابعة أبحاثه عن الاختمار، وأعلن أن هدفه هو التوصل إلى معرفة الأمراض المسببة للتعفنات والأمراض السارية. وفي عام 1864 درس باستور نمو الخمائر في الأنبذة، وتبين له أن تسخين النبيذ قليلاً يحفظه من الاختمار. وفي عام 1867 عرض باستور أمام الصناعيين أهمية أثر الخميرة الخلّية (من الخل)Mycoderma aceti في صناعة الخل وشرح آلية تكوّن الخل وأسباب الخطأ أو الإخفاق في صنعه.
- عام 1868 أصيب باستور بشلل شِقِّه الأيسر، وقد شُفي منه بعد عام تقريباً. وقام بعد ذلك بدراسات عن الجعة (البيرة)bière توصل بها إلى وضع خطة لحفظها بالتسخين لدرجة 50ْـ55ْس. وفي عام 1877 درس باستور مرض الجمرة charbon، واستطاع عزل جرثومة هذا المرض. وفي عام 1878 عرض بحثاً عن الجراثيم وأثرها في إحداث الأمراض، ودرس في العام نفسه قيح الدمامل. اهتم باستور بعد ذلك بدراسة الكوليرا choléra في الدجاج فلاحظ أن المستنبتات الجرثومية القديمة تفقد فوْعتها (حدة الجرثوم )virulence، وأنها لا تسبب حدوث المرض في الدجاج الملقح بها فضلاً عن أن الدجاج المذكور لم يعد ليتأثر من المستنبتات الجرثومية الحديثة وهكذا توصل باستور إلى مبدأ التلقيح بالجراثيم الموهَّنة (المخففة)attenués.
-وقد  لخص بول برت Paul Bert ما توصل إليه باستور بدراسته عن الاختمار والجراثيم بالنقاط الثلاث التالية:
- إن كل حادثة اختمار تنتج من جرثوم معين.
- إن كل مرض سارٍ ينتج من نمو جرثوم في الجسم.
- إن الجرثوم الذي يزرع في شروط خاصة يخف تأثيره وتضعف فعاليته ويصير حينئذٍ لقاحاً.
- وفي عام 1881 انتخب باستور عضواً في المجمع العلمي الفرنسي. وفي عام 1884 عكف على دراسة مرض الكَلَب (السعار)rage فجرب نقل هذا المرض إلى الأرنب بزرقه (حقنه او لقحه ) بلعاب الكلب المصاب أو بدمه، ثم قام بزرق الأرنب بأجزاء صغيرة من المخ، وأخيراً اكتشف أن التلقيح داخل المخ يحدث كَلَباً نموذجياً. وقد تمكن باستور من أن يوهن الفوْعة (حدة الجرثوم ) بتجفيف النخاع الشوكي للأرانب الملقَّحة.
- عام 1885 أُرسل صبي يبلغ التاسعة من العمر إلى باستور لمعالجته، وكان قد عضَّ هذا الصبي كلبٌ مسعور، فبدأ باستور معالجته بحقنه بنخاع موهَّن، ثم كرر الحقن بنخاعات فوعاتها متزايدة تدريجياً، وقد شفي الصبي بعد أن عولج مدة شهر بهذه الخطة؛ وبعد مضي عدة أشهر على هذه الحادثة عولج شخص آخر معضوض بالطريقة التي عولج بها الصبي فشفي أيضاً، وهكذا شاعت هذه الطريقة لوقاية المعضوضين من الإصابة بالكَلَب.
- وفي عام 1886 أقر المجمع العلمي الفرنسي مشروع إنشاء معهد باستور، وفي هذه السنة نفسها مرض باستور فسافر إلى الجنوب ليقيم بعض الوقت مع أفراد أسرته. وبعد أن عاد إلى باريس أُصيب بمرض عصبي اضطره إلى الحد من نشاطه العلمي. وفي عام 1888 افتتح معهد باستور وفي عام 1892 أُقيم احتفال في السوربون Sorbonne بمناسبة بلوغ باستور سن السبعين. وقد اكتشفت بفضل أبحاث تلاميذ باستور جراثيم الخناق diphterie ( الديفتريا ،هو مرض الجهاز التنفسي العلوي)  والطاعون peste وذيفانات الجراثيم ( هي مواد كيميائية قوية تدمر الخلايا وتسبب المرض)  ، ووضع رو Roux عام 1894 خطة لمداواة الخناق بطريق المعالجة المصلية.
- باستور وحقيقة أصل الحياة
- وتقدم باستور نحو النجاح العظيم باجتهاده وتابع بكل جهده اكتشاف لغز الحياة والموت. قال :" أرجو أن أوفق في خطواتي قريباً بالإجابة عن سؤال الأجيال بألا يستغرق طويلاً بحث هذا الموضوع الشائك خاصة أن الناس يؤمنون بأن الحياة تنشأ تلقائياً من مادة ميته حسب مقولة أرسطو الشهيرة " الحياة تنشأ من جسم رطب يجف أوجسم جاف يرطب."
- وذكر فرجيل شيئاً قريباً من قول أرسطو حين قال: "إن النمل ينبثق إلى الحياة من جيفة ثور". وأمام ثبات واستقرار هذه القناعات المسبقة الجاهزة في عقول الناس حوله ، كان عليه أن يتجرأ على هذاالإيمان القديم وأن يستعد في الوقت نفسه كي يتحّمل رشقات سهام المؤمنين به لأن أكثرهم علماً كان اشدّهم انتقاداً ،وتطاولاً عليه إلى حد أن نعتوه بالمشعوذ والمهرّج..
- وحين أعلن بعض العلماء من معاصريه للنّاس صحة الخلق التلقائي الذي قال به أرسطو. ابتسم باستور وقال لزوجته ماقاله لأبيه في رسالة: " التجارب بعيدة عنهم كل البُعد ، أما ما يقولونه عني فلا قيمة له عندي ولاشأن وعلى رجل العلم أن يفكر بما سيُقال عنه في الأجيال المقبلة لا بالتجريح أوالمديح الذي يُغدق عليه في حاضره".
- وقد وصل الجدل حول أصل الحياة إلى لجنة أقرت رأي باستور الذي يقول بأن الحياة وحدها تستطيع أن توجد حياة أخرى وهكذا انتصر باستور حين توصل إلى اكتشاف حقيقة أصل الحياة فصار عميداً لجامعة العلوم في مدينة ليل.
- البسترة
- بعد أن اكتشف حقيقة أصل الحياة ، بدأ يفكر بقضية أخرى لعلّها أعظم أهمية من الأولى وهي: كيف يحفظ الحياة؟ !شاع عنه ذلك لدرجة أن الناس ، هرعوا إليه عندما هبط داءٌ خطير بدودة القز. تذمروا عندما لم يجدوا الدواء المناسب بالسرعة المناسبة. وكان يردُّ عليهم بالصبر أخذ الموت أحد أبنائه ، وما جفّت دمعته حتى اختطف الثاني ، ثم تطاول على ولده الثالث فهمس في أذنه صديق حميم: " ... أما أن تتابع عملك في مثل هذه الظروف القاسية فجرأة ما بعدها جرأة.."
- أجابه باستور:" أجهل يا صاحبي مايتعلق بجرأتي كل الجهل ، ولكن أعلم ما يتعلق بواجبي كلَّ العلم".
- هذا العلم بالواجب جعله يلازم عمله رغم العواصف حوله بحيث كان يعمل ثماني عشرة ساعة كلَّ يوم. بعد تجارب تميزت بالصبر أعلن " باستور" أن مرض دودة القز موروث عن بيض موبوء ، ونادى بإبادة هذا البيض عند ذلك حاول تجار البيض الانتقام منه وأطلقوا الشائعات ضده وكان يجيب دائماً بالصبر إلى أن تحّول الناس إلى الإيمان بما قال . أقام له سكان القرية التي اشيع أنه طُرد منهاتمثالاً تقديراً له .. وعندما وصله علمُ ذلك قال معلقاً :" (.. أنا لا أجد في الرخام مجداً وشرفاً فإنما مجدي وشرفي في تخفيف أذى النكبة التي ألّمت ببلادي ولو على حساب التضحيّة بشخصي...".
- وحين تعجب الكثيرون من أن عمله الدؤوب لم يعد عليه بغير العيش الشريف المتواضع ومنهم نابليون الثالث عندما التقى به قال باستور يرد عليهم: " يحط العالم من قدر نفسه إذا عمل في سبيل نفعه الشخصي" .- صار باستور شهيراً إلى حد كانت فرنسا تهرع إليه عند كل وباء يؤثر في اقتصادها.
- على أثر صفقة فاسدة خسرت بلاده معها الملايين ، اكتشف مبدأ التعقّيم المشهور باسم البسترة الذي جاء نسبةً إلى اسم باستور )والذي ينعم به العالم جميعه. قضى بعملية التعقيم هذه على الطفيليات التي كانت تعيث فساداً في طعامنا وشرابنا في عام 1867م نشر دراسته الشهيرة عن التخمير ، وطارت شهرته واعتبرته الأوساط العلمية أعظم حجّة للكيمياء في عصره.
- وصل باستور نتيجة تجاربه إلى أهمية عملية التطهير أثناء العمل الجراحي ، تطهير اليدين والضمادات والمشارط لأنها تحمل ملايين الجراثيم التي يحفل بهاالهواء ، وكانت النتائج باهرة منذ البداية حيث انخفضت نسبة الوفيّات في العمليات الجراحية خلال عامين من 90% إلى 15%.
- توفي باستور في عام 1895 بالقرب من باريس جراء مضاعفات لسلسلة من السكتات الدماغية التي بدأت في عام 1868دفن في كاتدرائية نوتردام، ولكن تمت إعادة دفن رفاته في قبو معهد باستور في باريس، حيث يتذكر الناس أعماله المنقذة للحياة.
كتاب عنه بعنوان لويس باستور وعلم الجراثيم الخفي
تأليف لويس إى روبنز

إرسال تعليق

0 تعليقات

Close Menu