ربما مر عليك عزيزي القارئ بعض من هذه الأسئلة أو جميعها ومعا سنحاول أن نجيب بقدر ما تعطينا النعمة على هذه الأسئلة
=========================
1- من هو الشيطان؟
الاسم والمعنى:
الشيطان: من الكلمة العبرية "שָּׂטָן - ساطان"، وتعني "المُقاوم" أو "الخصم".
او إبليس: من اليونانية "διάβολος - ديابولوس" وتعني "المُشتكي" أو "المُفترِي".
وايضا لوسيفر: (Lucifer) كلمة أصلها لاتيني وتعني "حامل النور" أو "نور الصباح". الكلمة مكوّنة من:
lux = نور
ferre = يحمل
فـ "Lucifer" تعني "الذي يحمل النور" أو "اللامع".
ظهرت كلمة "لوسيفر" في الترجمة اللاتينية (الفولغاتا) في إشعياء 14 :12 كترجمة للتعبير العبري "הֵילֵל בֶּן-שָׁחַר المتلألئ ابن الصبح" والذي تترجمه ترجمة الڤانديك "زهرة بنت الصبح" وهذا الاسم يشير الى طبيعة الشيطان قبل السقوط فهو الكاروب الممتلئ بالنور الذي خلقه الله كاعلى الرتب الملائكية.
"كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح ، كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الأمم!"
بعلزبول: هو اسم رمزي لإبليس، وغالبًا يقصد به رئيس الشياطين، وكان معروفًا كاسم شيطاني في بعض تقاليد اليهود في القرن الأول.
وللشيطان أسماء أخرى مثل: التنين، الحية القديمة، رئيس سلطان الهواء، المجرب، عدوكم.
طبيعته:
الشيطان مخلوق، وليس إلهًا أو قوة أزلية.
طبيعته روحية فهو ملاك ساقط من رتبة الكاروبيم وهي اعلى الرتب السماوية، ويقول المزمور عن الملائكة :
20 بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ.
مز 103 : 20
أي كان في الأصل مخلوقًا طاهرًا وقديرًا، لكن سقط بسبب الكبرياء كما سيوضح ما ورد في اشعياء النبي وحزقيال النبي بخصوص الشيطان.
أن إشعياء 14 يتحدث عن ملك بابل، وحزقيال 28 يتحدث عن ملك صور، لكن لم يكتفوا بوصف الحالة السياسية أو الشخصية لهؤلاء الملوك، بل استخدموا أسلوبًا نبويًا معروفًا وهو تشبيه الشخصيات الشريرة وسقوطها بالشيطان وسقوطه.
فمثلا يقول اشعياء " كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح " فهل ملك بابل ابن الصبح اي كان موجود في بدء الخليقة ؟ او هل سقط من السماء الى الارض ؟ هل ملك صور كان في جنة عدن وكان يتمشى بين حجارة النار وهل كان هو الكروب المنبسط؟
"أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ." (حز 28: 14).
بالتالي واضح ان هذه الأشياء لا يمكن ان تنسب لاشخاص ارضيين لكن النبي ابتدا وصفهم بالشيطان لتوبيخهم.
من هذه الآيات يخبرنا الكتاب المقدس عن طبيعة الشيطان قبل سقوطه
انه كان من رتبة الكاروبيم اذ يقول عنه " انت الكروب المنبسط المظلل ".
ويصفه بأنه كان كاملا جدا وجميل جدا اي أكمل خلق الله لذلك كان له قدرات ومجد عظيم وكان يتمشى في النار.
حزقيال 28
14... أَنْتَ خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ.
13 كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ.
14 أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ.
15 أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ.
2- متى خُلق الشيطان؟
الشيطان خُلق في اليوم الاول ضمن خلقة الملائكة يوم خلق الله السماوات وعلى ما يبدو قبل خلق الارض، وبالطبع قبل خلق الإنسان الذي خلق في اليوم السادس.
في أيوب 38: 4-7، يقول الله لأيوب:
"أين كنت حين أسستُ الأرض؟... عندما ترنمت كواكب الصبح معًا، وهتف جميع بني الله؟"
بني الله هم الملائكة الذين ترنموا لله وهتفوا له عندما خلق الارض، وكان منهم الشيطان قبل سقوطه.
3- متى سقط الشيطان؟
الكتاب المقدس لا يحدد تاريخًا دقيقًا، لكنه واضح أنه سقط قبل سقوط الإنسان، لانه هو الذي اغوى حواء.
وواضح ان الشيطان اقامه الله في جنة عدن كملاك
اذ يقول حزقيال النبي: "كنت في عدن جنة الله..." (حزقيال 28: 13)
وواضح ان سقوطه كان سريعاً اذ يقول الرب يسوع عنه:
"ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ" فواضح انه سقط في بدء الخليقة ثم اغوى حواء فاسقط الانسان معه.
وواضح ايضا انه لم يسقط وحده بل اخذ معه الكثير من الملائكة اذ يقول سفر الرؤيا: "وَحَدَثَتْ حَرْبٌ فِي السَّمَاءِ: مِيخَائِيلُ وَمَلاَئِكَتُهُ حَارَبُوا التِّنِّينَ، وَحَارَبَ التِّنِّينُ وَمَلاَئِكَتُهُ" (رؤ 12: 7).
هنا يجب أن نعرف لماذا هذا الكاروبيم سقط وأصبح مقاوم لله
4- لماذا سقط الشيطان؟
السبب الرئيسي: الكبرياء والرغبة في مساواة الله
إشعياء 14: 12-15:
"كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح؟... وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السموات، أرفع كرسِيِّي فوق كواكب الله... أصير مثل العلي."
وحزقيال ايضآ وصف ملك صور بالشيطان حينما جعل نفسه إلهآ، وهذا يتوافق مع السبب الذي ذكره اشعياء النبي لسقوط الشيطان إذ اراد ان يصير مثل الله.
2 «يَا ابْنَ آدَمَ، قُلْ لِرَئِيسِ صُورَ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ وَقُلْتَ: أَنَا إِلهٌ. فِي مَجْلِسِ الآلِهَةِ أَجْلِسُ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلهٌ، وَإِنْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ 3 هَا أَنْتَ أَحْكَمُ مِنْ دَانِيآلَ سِرٌّ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ. 4 وَبِحِكْمَتِكَ وَبِفَهْمِكَ حَصَّلْتَ لِنَفْسِكَ ثَرْوَةً، وَحَصَّلْتَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فِي خَزَائِنِكَ. 5 بِكَثْرَةِ حِكْمَتِكَ فِي تِجَارَتِكَ كَثَّرْتَ ثَرْوَتَكَ، فَارْتَفَعَ قَلْبُكَ بِسَبَبِ غِنَاكَ. 6 فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ جَعَلْتَ قَلْبَكَ كَقَلْبِ الآلِهَةِ، 7 لِذلِكَ هأَنَذَا أَجْلِبُ عَلَيْكَ غُرَبَاءَ، عُتَاةَ الأُمَمِ، فَيُجَرِّدُونَ سُيُوفَهُمْ عَلَى بَهْجَةِ حِكْمَتِكَ وَيُدَنِّسُونَ جَمَالَكَ. 8 يُنَزِّلُونَكَ إِلَى الْحُفْرَةِ، فَتَمُوتُ مَوْتَ الْقَتْلَى فِي قَلْبِ الْبِحَارِ. 9 هَلْ تَقُولُ قَوْلاً أَمَامَ قَاتِلِكَ: أَنَا إِلهٌ؟ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ لاَ إِلهٌ فِي يَدِ طَاعِنِكَ 10 مَوْتَ الْغُلْفِ تَمُوتُ بِيَدِ الْغُرَبَاءِ، لأَنِّي أَنَا تَكَلَّمْتُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
حز 10-2: 28
من كل هذا ولكي لا يطول المقال أكثر عزيزي القارئ نفهم أن الشيطان كان ملاك من رتبة الكاروبيم كان يُلقب بزهرة بنت الصبح كان خاتم الكمال وملآن حكمة وكان مزين بكل نفيس "ولا أريد أن أدخل في فك رموز كلمات النبوة كي لا أطيل أكثر من ذلك ولكن سيعقب هذا المقال مقالات أخرى لنكمل باقي الأسئلة " ومن كثرة العطايا التي أنعم بها الإله المُحب لخليقته على هذا الملاك سقط في الغرور والكبرياء وتحول لطامح في الألوهية وأن يضع كرسيه فوق كواكب مجد الله ويصير مثل العلي تبارك إسمه ، فجلب على نفسه دينونة وغضب الله ، فتحول لمقاوم ومعاند لله وتدخل لإسقاط ملائكة آخرون وإسقاط أبينا أدم وأمنا حواء رأس الجنس البشري مما استدعى تجسد المسيح لفداء البشرية
انتظروا الجزء الثاني
0 تعليقات