يتطفل هذا الشخص بالإتصال التليفوني بالأساقفة والاباء الرهبان ليسألهم أسئلة تخص العقيدة المسيحية، وكأنه شخص أرهقه البحث في معضلة تُأرق نومه ولا يستطيع منها فكاكاً .
ويريد أن يصور لمتابعيه أن الأساقفة والأباء يهربون من الجواب .
من أسئلته أنه كيف يكون المسيح إله من إله ؟
وهذا التعبير أو الوصف وحيداً يترك مجال للتسائل ولكن لو وضعناه في مكانه الصحيح وربطناه بما قبله وبما بعده سيشرح ويُفسر نفسه .
هذا مقطع من قانون الإيمان الأرثوذكسي
قانونُ الإيمانِ
بالحَقيقَةِ نُؤمِنُ بإلهٍ واحدٍ، اللَّهُ الآبُ، ضابطُ الكُلِّ، خالِقُ السَّماءِ والأرضِ، ما يُرَى وما لا يُرَى.
نُؤمِنُ بِرَبٍّ واحدٍ يَسوع المسيح ابْن اللهِ الوَحيدِ، الموْلودِ مِنَ الآبِ قَبْلَ كلِّ الدُّهورِ. نورٌ مِنْ نورٍ،!$! إلهٌ حَقٌ مِنْ إلهٍ حَقٍّ !$!، مَولودٌ غَيْرُ مَخْلوقٍ، مُساوٍ للآبِ فى الجَوْهرِ، الَّذى بِهِ كانَ كلُّ شئٍ.... حتى.. نَعَم نُؤمِنُ بالرّوحِ القُدُسِ، الرَّبُّ المحْيى المنْبَثق مِنَ الآبِ نَسْجُد لهُ ونُمجِّدهُ مَعَ الآبِ والابْنِ النّاطِق فى الأنْبياءِ. إلخ
فكما نرى أن بدئ قانون الإيمان يقول بالحقيقة نؤمن بإله واحد فكيف يبدأ من يريد أن يُعدد آلهة أن يؤمن بإله واحد أليس هذا درباً من العته.
إن شخص المسيح وطبيعة المسيح وسر التجسد هم أضلاع مثلث العقيدة المسيحية .
كلمة سر تعني أن هذا الأمر لا يُنشر على الملأ بل هو سر ، فهناك الكثير الذي أعلنه لنا الله في الكتاب المقدس وهناك أيضًا ما لم يعلنه من ضمنهم سر التجسد ولما كان المجال مفتوح لدخول تعاليم غريبة للإيمان المستقيم حين ظهرت بدعة أريوس قامت الكنائس بعقد مجمع مسكوني يضم جميع كنائس العالم في مدينة نيقية عام 325 بطلب من البابا الكسندروس في أيام الملك قسطين البار .
كان من مخرجات هذا المجمع قانون الإيمان الذي عُرف بقانون الإيمان النيقاوي نسبة للمدينة التي عُقد بها المجمع، ويشرح تفاصيل الإيمان الأرثوذكسي الذي تسلمه الآباء من الرسل وتواترته الأجيال دون زيادة أو نقصان حتى حاول عدو الخير أن يُغير مفاهيم الكنيسة عن طبيعة المسيح هنا قامت كنائس العالم بوضع إطار مكتوب بعناية يُقرأ في كل الكنائس يقول بأن المسيح :
مولود من الآب قبل كل الدهور : أي أزلي ، هو ظهر في الجسد في وقت مُحدد لكنه أزلي أبدي
نور من نور : الله نور ليس فيه ظلمة البته ، خير ليس فيه شر مطلقا ، حب ليس في بغضة نهائياً ، وقيس على ذلك كل ما يندرج تحت كلمة نور وما يصف الله الآب هو موجود في الإبن المتجسد
إله حق من إله حق : هنا إعتراف بمساوة الإبن للآب رداً على بدعة أريوس بزيادة عظمة الآب عن الإبن ، فكيف يكون أعظم منه وهو نفس جوهره كما سيوضح بعد ذلك .
مولود غير مخلوق : المسيح وُلد من العذراء ليأخذ منها جسداً وليكون مساوي لنا نحن جنس البشر ويُتمم النبوات ولكنه لم يُخلق بل لأنه كلمة الله الأزلية تجسد عن طريق الولادة من عذراء كما يقول الرسول " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ. تي١ 16:3
مساوي للآب في الجوهر : للثلاث أقانيم جوهر واحد وقد وضعت هذا العبارة للرد على أريوس الذي قال أن الآب أعظم فيقولون له أن الإبن ولو أنه أخلى ذاته وأخذ شكل العبد إلا أنه أزلي خالق ، قادر علي كل شئ ، موجود في كل مكان ، غير محدود ...فاحص القلـوب و الكلي ، قدوس ، رب الأرباب ، غافر الخطايا ...إلي آخر كل تلك الصفات الخاصة بالله وحده
الذي به كان كل شيء : يقول بولس الرسول في الرسالة إلى العبرانيين الأصحاح 1 اية 2
كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ .
فالآب بكلمته ( يسوع الإبن ) عمل العالمين ( عالم البشر وعالم الملائكة ) لأنه خالق .
كل هذا الكلام وغيره الآلاف بل والملايين وبمئات اللغات موجود على الإنترنت وفي كل مكان لأنه مكتوب إلى أقصى المسكونه بلغت اقوالهم هل يسكن هذا الشخص خلف حدود أقصى المسكونة أم إنه يتصيد .
إن الأساقفة والأباء يسقون تعاليم الإيمان الأرثوذكسي للشعب في كل المسكونة وتعليم الشعب من مهام عملهم ولكن الدخول في مهاترات صبيانية ليس من تعاليم الإيمان بل يقول الرسول في
الرسالة الثانية إلى تيموثاوس الأصحاح 2 اية 23 "وَالْمُبَاحَثَاتُ الْغَبِيَّةُ وَالسَّخِيفَةُ اجْتَنِبْهَا، عَالِمًا أَنَّهَا تُوَلِّدُ خُصُومَاتٍ، "
0 Comments
إرسال تعليق