هل البروتستانت حقا إنجيليين ؟


أول كل شيء نطلب من الله أن يجعل هذا البحث لمجد أسمه القدوس ويجعله لبنة لتجميع شتات الطوائف إلى رأي واحد وإيمان واحد كما أمر بولس الرسول بشفاعة والدة الإله القديسة مريم والشهيد العظيم مار جرجس وكل من له شفاعة في الكنيسة المنتصرة في السماء للكنيسة المجاهدة على الأرض لكي يتم الرب مدة غربتنا بما يرضيه لنكون ظافرين بأكليل الغلبة في مجيئه ليدين الأحياء والأموات .
تمهيد
كنت قبل سابق أتجول بين صفحات التواصل الإجتماعي فرأيت تعليق لأحد الأشخاص غير المسيحيين على صورة لرب المجد وهو معلق على عود الصليب يسخر فيه من ضعف المسيح وهو على الصليب ، ولأنه غير مسيحي لا يعي مقدار القوة التي تحلى بها رب المجد حتى يُكفر عن خطايانا بدمه ويغلب الموت بموته المحيي ويعطينا معه الحياة الأبدية بقيامته المقدسة ظافراً بكل الجنس البشري من قبضة الشيطان عدو البشر .
ورأيت في عكس ما يتوقع من الضعف الذي عليه المسيح فوق صليب النجاة ، الصورة التي يعدها الشيطان للمسيح الدجال الذي سيضل لو أمكن المختارين، فقمت بعمل بحث كامل عن المسيح الدجال من سفر التكوين حتى سفر الرؤيا لأُظهر أن ما يتوقعه الإنسان بتفكيره البشري المحدود ليس هو الصواب بعينه من جميع الزوايا بل من الزاوية التي ينظر إليه منها ، ولو كان المسيح سمع لمُعيريه الذين كانوا يقولون له إن كنت أنت إبن الله حقا إنزل من على الصليب لنرى ونؤمن ، ما كان أتم عملية الفداء ، لكنه صبر إلى الموت وسحق الموت بموته وأعطانا الحياة. 
أقول هذا لأنه كثر في الأيام الأخيرة المنشورات ( البوستات ) التي تنتقد الأرثوذكسية والكنسية التقليدية بصيغة تظهر كما لو كان الأرثوذكس كانوا مغيبين لفترة وأستيقظوا ليجدوا من قام بتغيير عقيدتهم التي جرت دمائهم أنهارا للحفاظ عليها وتسليمها لمن بعدهم وحثهم على الموت قبل التفريط في المعتقد الذي ضحى أجدادهم من أجله ليصل إليهم .
إن اللاهوت كعلم يحتاج إلى دارس له حتى يُظهر ما بداخله من جواهر ولا يُترك للعامة ومحدودي العلم ومُحبي الظهور ليجمعوا به إعجابات ( لايكات) ويظهروا بمظهر العالِم الخبير ببواطن الأمور ففي ذلك خسارة كبيرة لكليهما ، فحين يشرع مُدعي العلم في طرح موضوع للنقاش يضع الإطار الذي يرى من خلاله الأمر ولكنه لا يدري الأسباب التي أدت إلى استنتاج المحصلة النهائية التي توصل إليها ولا يقبل بأي توضيح أو تفسير علمي أو منطقي أو كتابي للبرهنة على خطأ إستنتاجه فيكون كالأعمى الذي يقود أعمى فيسقط كلاهما في حفرة الجهل وتيه الكبرياء والغطرسة الجوفاء فلا يكون كلامه صالح لبنيان النفوس كما هي غاية علم اللاهوت بل مجرد هدم معتقدات الآخرين ليثبت لنفسه أنه على هدى وقائد للعميان ونور للذين هم في الظلمة .
ليس الموضوع شخصي ولكن حين يتعلق الأمر بعقيدتنا الأرثوذكسية يكون من الواجب إظهار ما بها من محاسن للذين يقذفونها بأنها لا تسير حسب وصايا الأنجيل الذي طوعوه ليخدم أهدافهم في تشتيت وحده الكنيسة الجامعة الرسولية حتى وصل عدد طوائفهم إلى أكثر من 38000 طائفة يحملون في مجملهم اسم بروتستانت والبروتستانتية هي كلمة لاتينية بمعنى محتجين ولكن في الأونة الأخيرة استبدلوها بكلمة الإنجيلية .
والأمر مربك قليلاً فأنت لا يمكنك أن توجه كلامك إلى عموم الطوائف ولو أثبت ( لهم ) أمر ستجد أن بعض الطوائف تؤيدك والبعض الآخر يعارضك إذ أن للكنيسة البروتستانتية عدة رؤس منذ تأسيسها وحتى الآن فلم يستقر بهم الحال على إطار مفاهيمي يخضع الجميع له سوى الخروج على كل إطار يحد من الحرية المسيحية أو حرية المسيحي وعدم تقيده تحت أي سلطة كنسية أو تعليمية أو تشريعية بل متروك الأمر لكل طائفة لتقرر المنهج الذي ستقوم من خلاله بتقنين طريقة عبادتها حتى وصل الأمر ببعض الطوائف إلى إنكار لاهوت المسيح وبعضهم ينادي بالرجوع إلى الناموس اليهودي ولن أذكر أسماء طوائف بعينها ولست بصدد مهاجمة أي طائفة بل سأشرح أوجه الإختلاف بينهم وبين التعليم الأرثوذكسي القويم وما يستند عليه من ركيزة إنجيلية وسأطالبهم بتنفيذ الآية التي تحثهم على فعل الأمر. 
وكما علمنا المسيح وعلمتنا كنيستنا الأرثوذكسية لن أكون معلما من ذاتي بل سأتبع آبائنا الذين أثروا المكتبة المسيحية في كل جوانب العلم وسأقدم الشرح الوافي في الأمور المتخالفة كما تعتمدها الكنيسة الأرثوذكسية وليس كما يحلو لي التفسير فليس من حق أحد أن يُغير حرف واحد من العقيدة ولكن من حق الجميع أن يتساءل ويقارن بين العقيدتين في ضوء تعاليم الأنجيل 

لست أأمل من بحثي إلى إظهار طوائف مسيحية متناحرة بل إلى دارسة متأنية يستخدمها أبناء الأرثوذكس في الرد من يشكك في عقيدتهم وقد حباني الله بمكتبة لا بأس بها وبها من الكتب ما ليس في يدي الجميع وخصوصا إنك لا يمكنك الرد بكتاب على منشور ولكنك يمكنك الرد برابط مقال يخص فحوى المنشور ، والتعليقات متروكة للجميع للرد أو الاستفسار عن شيء. 
أخيراً أطلب صلواتكم ليتم الله هذا البحث على أفضل حال ويستخدمه ويستخدمني ويستخدم الجميع لمجد أسمه القدوس آمين 

لقراءة سلسلة الدجال ضد المسيح أضغط على الرابط

إرسال تعليق

0 تعليقات